دروب العشق
المحتويات
دون أن يرفعها لفمه مطلقا يفكر فيما قالته أمه له فقد كان جزء من كلامها صحيح والجزء الآخر يستحيل حدوثه هي لديها الحق عندما قالت إلى متى سيظل يحاول حمايتها ويرعاها هكذا وإلى متى ستبقى معهم في المنزل ولكن حلها للمشكلة بزواجه منها لا يمكن بل مستحيل .. ولا يستطيع أن يوهب قلبه لامرأة سوى زوجته التي تمثل مانع وحاجز بينه وبين أي امرأة أخرى فلقد نجحت في أن تعميه عن النساء اجمعهم في حضورها وحتى بعد مماتها ! .
_ صباح الخير !
ردت عليه في اقتضاب متصنع حتى توهمه بأنها بالفعل غاضبة منه ولن ترضى عنه إلا حين ينفذ ما تريد
_ صباح النور
مقعده واقترب ليجلس على المقعد المجاور لها ثم امسك بكفها وقبل ظاهره بحنو متمتما في اعتذار صادق
_ أنا آسف سامحيني اتعصبت عليكي امبارح ڠصب عني والله .. واوعدك لو إنتي مضايقة من وجود شفق هنا هشوف حل في أقرب وقت
سحبت يدها من بين يديه وهتفت في إصرار وقسۏة وهي تكمل تناول طعامها
استغفر ربه وهو يزفر بنفاذ صبر ويتمتم متوسلا إياه برقة
_ يا ماما ابوس إيدك بلاش اللي بتعمليه ده إنتي عارفة إني مقدرش ازعلك مني وفي نفس الوقت مقدرش أعمل اللي بتقوليه ده متجبرنيش اختار بين حاجتين أنا مقدرش أعمل ولا واحدة فيهم
_ لازم تضحي بحاجة وشوف بقى إنت هتضحي بإيه
قال شبه غاضبا دون أن يرفع صوته
_
دي مفيهاش اختيار ولا تضحية إنتي كأنك بتطلبي مني ادمر حياة البنت أنا لو عملت اللي بتقوليه هبقى بظلمها وأنا مش هقبل بكدا لإني عارف إني مش هقدر انسى اروى ولا أحبها
هو رأسه نافيا بعدم حيلة عندما أدرك استحالة الحديث معها ومحاولة اقناعها بأن تتوقف عن ما تفعله فهتف محاولا تغيير مجري الحديث حتى لا يفقد زمام نفسه
_ فين رفيف
_ معاها محاضرة مهمة طلعت من الصبح بدري وبعد ما تخلص هتروح على الشركة
_ وشفق !
_ مشيت الصبح صمتت إنها تمشي وأنا مقدرتش امنعها .. أصل همنعها بأي حق وهي بنفسها قالت إنها مش مرتاحة هنا يعني رأيها من رأي في موضوع إنها مينفعش تقعد
هتف غير مستوعبا ما قالته وفي شيء من الصدمة
_ مشيت إزاي يعني !! وليه مصحتنيش ! وإزاي تسبيها تمشي بالسهولة دي !!
_ هعملها إيه يعني هربطها في السرير مثلا !
هب واقفا وهو يتأفف بأنفاس ملتهبة فلقد نجحت الظروف في إخراج جانبه السيء ورغم كل هذا لازال ينجح في السيطرة على جموحه أمام أمه حيث هتف بهدوء مزيف
_ وراحت فين !
هزت كتفيها لأعلى بمعني لا أعرف ليخرج هو هاتفه ويتصل عليها فيجد هاتفها خارج نطاق الخدمة ليلقى نظرة معاتبة على أمه قبل أن يندفع لخارج المنزل ظنا منه أنه عندما يذهب لمنزلها سيجدها فيه !! ......
مرت ساعة منذ استيقاظه وهو يجلس أمام التلفاز ولم يسمع لها صوت فليس من العادة أن يستيقظ ويجدها مازالت نائمة مما أثارت شكوك القلق بداخله فهب واقفا واتجه نحو غرفتها ثم فتح الباب ببطء هاتفا مناديا عليها بصوت عادي
_ يسر !!
فسمع صوت رذاذ المياه في الحمام ليدرك أنها استيقظت وتأخذ حمامها الصباحي ولكن فضوله دفعه للدخول وتفحص غرفتها واشيائها والقى نظرة شاملة وعامة أولا
على الغرفة متفحصا جميع أجزائها بعيناه وبتلقائية قام بفتح الخزانة كنوع من الفضول أيضا ولسوء الحظ أنه فتح الباب الخطأ حيث رفع حاجبه مبتسما بشيء من السخرية ومد يده يقلب بين ملابس العرائس النسائية التي لا تخلو خزانة زوجين منها كانت الوان وأشكال ومعظمها من الألوان المفضلة لديه هل هذه صدفة أم تلك الخبيثة خططت لكل شيء ! كان يخرج واحدا واحدا يمسكه من رأس الشماعة ويقلبه يمينا ويسارا هل كانت حقا تظن أن الحياة بينهم ستكون ورديه لتقوم بشراء كل هذه الملابس المٹيرة !! كان يحدث نفسه هكذا وبعد ما يقارب الدقيقتين أغلق الخزانة وهم بالمغادرة ولكن البوم الصور الموضوع على الفراش لفت نظره فاقترب وجلس ثم التقطته وبدأ يقلب في صوره كانت صورة تجمعها مع أصدقاء لها وصور جماعية عندما كانت في الجامعة ولكن احتوى الألبوم على صور كثيرة جدا تجمعها بشاب لا يعرفه ربما كانت كثيرة أكثر من اللازم إلى الحد
متابعة القراءة