دروب العشق
المحتويات
تطلب منها أن ترافق والدتها قليلا حتى تعود من الزفاف ففعلت هي على الفور وبعد دقائق أتت لهم فودعت شفق أمها وذهبت بصحبة رفيف وصعدت بالمقعد الخلفي في السيارة بينما استقلت الأخت بجانب أخيها في الأمام !! ...
ردهة طويلة والبساط الأحمر على الأرض من بداية الردهة لنهايتها وكانوا قد تأخروا على عقد القرآن والجميع ينتظرهم حتى يبدأو فسبقها كرم ورفيف للداخل التي كانت تتلفت برأسها لها طالبة منها الإسراع وبقيت هي تسير بهدوء وتتلفت حولها تحدق في هذه الردهة الفخمة والملوكية إن كانت هذه الردهة فما حال الباقي .. لحقت بهم ثم وقفت بعيدا تشاهد مراسم عقد القرآن لكل من حسن وزين والذي ما إن انتهى ارتفعت نبرة المأذون وهو يقول بارك الله لكم وبارك عليكم وجميع بينكم في خير فانطلقت التهئنات من الجميع وكانت هي تتابع ما يحدث بابتسامة بسيطة حتى وجدت رفيف تسحبها معها وجلسوا جميعهم على طاولة واحدة .
_ افرحي واضحكي براحتك عشان لما نخلص من الفرح المستفز ده ونروح البيت
معتقدش إني هشوف الابتسامة دي على وشك تاني
_ متقدرش تعمل حاجة وأنا بقول منستعجلش ونشوف النتيجة هتكون في صالح مين في النهاية
رأت عيناه التي تحولت إلى جمرة نيران وقسمات وجهه الملتهبة وحمراء كالدم وهو يصر على أسنانه فتوقعت ما يدور في ذهنه وما يود فعله بها بهذه اللحظة لتعود وتهمس مجددا في أذنه ببرود أثار براكينه التي على وشك الانفجار
ثم يقترب هو ويهتف متوعدا لها بنظرة مخيفة
_ وحياة أمي يا يسر لاوريكي اللي ميقدرش يعمل حاجة ده بس نوصل البيت
الآن الخطړ أشد بعد إن أصبحت زوجته تحاول توقع فعله إن عرف بمخططها الدنىء للزواج منه الذي لا يحقق سوى مصالحها الشخصية الأنانية كيف ياترى سيتقبل الأمر هل سيسامحها ويتغاطي عن الأمر أم أنه هو الذي سينهي كل شيء بينهم ويطلقها .. ولكنها تقسم له ألف مرة أنها حاولت مرارا وتكرارا أن تبتعد ولا تعرف ما الذي يمنعها من محادثته إلى أن انتهى بها المطاف زوجة له عليها واجبات ولها حقوق ومن أول واجباتها الأخلاص له ولكن كيف وهي حتى الآن لم تتخلص وتتمكن من نزع ذلك العشق المدنس من قلبها . أما هو فكان في ذروة سعادته يشعر بقلبه يتراقص فرحا فهي لا تدري ما مدى الفوضى التي صنعتها بداخله منذ أول لقاء بينهم
لاحظ شرودها لدرجة أنها لم تلاحظ توقف السيارة ووصولهم فهتف متساءلا برفق
_ ملاذ إنتي كويسة !
انتفضت على أثر صوته والتفتت له فورا راسمة ابتسامة رقيقة على شفتيها ليكمل هو ببساطة
_ يلا وصلنا انزلي
اماءت لها بالإيجاب وفتحت الباب ثم ترجلت ورفعت نظرها لأعلى تتطلع لمبنى الشركة الضخم ثم التفتت له برأسها مغمغمة في استغراب
احتضن كفها الرقيق بين كفه هاتفا في مشاكسة جميلة
_ قولتلك مفاجأة .. يلا
قاومت الشعور الغريب الذي راودها بمجرد لمسته ليدها وسارت معه ناحية الباب بدون أن تلفظ ببنت شفة فرأت ابتسامة الحراس على الباب الرئيسي بمجرد رؤيته وسارعوا في فتح الباب لهم وقادت هي خطواتها معه للداخل ثم استقلوا بالمصعد الكهربائي ووصلوا للطابق الأخير ومازالت مستمرة في السير معه وهي تتلفت حولها في خوف من الظلام الذي يعم أركان الشركة بأكملها ولا تستطيع حتى رؤية كل شيء بوضوح فغمغمت في نظرات مرتعدة
_ زين المكان ضلمة أوي أنا بخاف من الضلمة .. إنت جايبني هنا ليه
الخائڤة وإخبارها من خلاله أنه معها فلعنت نفسها بأنها تفوهت بهذه الكلمات ووضعت نفسها في هذا الوضع المحرج وأكملت السير معه بصمت حتى توقفوا أمام باب إحدى الغرف وابتعد هو عنها ثم أخرج المفاتيح الخاصة به من جيبه ووضع المفتاح المخصص لهذا الباب ثم لفه عدة مرات وبعدها انفتح ودخل هو أولا ثم هي خلفه فتلفتت حولها تحاول رؤية أي شيء ولكن الظلام كان أشدة من أن يساعدها على الرؤية وحين لم تشعر به بجوارها تلفتت
متابعة القراءة