دروب العشق

موقع أيام نيوز

وهتف 
_ طيب بمناسبة الصياعة مش ناوي تلم نفسك ياحسن أنا كنت متوقع إن أخرك صحاب والكلام بس شكله الموضوع تخطى الحجات دي
_ كرم أنا مش صغير وعارف كويس أوي بعمل إيه أكيد مش هتوصل بيا للي في دماغك ومتحاولش تفهمني إنك إنت وحضرة الشيخ زين كنتوا قمة في البراءة
عاد لابتسامته وهو يداعبه ولكن بطريقة رزينة 
_ إنت عارف كويس إني مليش في مواضيع البنات دي أصلا وببذل مجهود عشان اتعامل مع أي بنت أما زين فلو كان ليه في الكلام ده كان زي أي شاب طايش وده بعد اللي كان بيحصله فزين وضعه مختلف وكان بيعمل حجات وهو مش في وعيه ودلوقتي الحمدلله ربنا هداه فاعقل كدا ياحسن احنا لينا سمعتنا ومعروفين ومش ناقصين فضايح وأمك لو عرفت بعمايلك دي هيجرالها حاجة
تأفف پعنف وهتف في ضجر شديد وانزعاج 
_ وفر نصايحك لنفسك ياكرم أنا عارف كل ده كويس ومش محتاج حد يفكرني بيه
_ لا مش عارف يا أستاذ .. ومتفتكرش إني عبيط أنا عارف كل المخاريب اللي بتروحها وبتسهر فين ورغم كل ده بقول إنك هتعقل بس مفيش فايدة واضح إنت مش مدرك عظمة الذنب اللي بترتكبه وأنا بحاول ابعد زين عنك بقدر الإمكان لأني عارف إنكم مش بتتفاهموا مع بعض وفي كل مرة بتتخانقوا بس كفاية اعقل كدا وبطل القرف ده أنا خاېف على مصلحتك
هب واقفا ورمقه بخنق وامتعاض كدليل على عدم اقتناعه بما حاول نصحه به أخيه ثم استدار وانصرف فأصدر كرم زفيرا بنفاذ صبر ويأس ....
كان زين مستغرق في النوم وكذلك في الأحلام لكنها أحلام مفزعة باتت تسبب له حالة نفسيه وتذهب بعقله ! .
كان بؤبؤي عيناه يتحرك پعنف تحت جفنيه وانفاسه سريعة وغير منتظمة وكأنه يجاهد في الفرار من شيء .. شيء مرعب كأشباح أو ما إلى ذلك ! ولكن ياليته شبح ! .. فهو صديقه الذي رحل عنه بسببه هو من أطاح به لحافة المۏت فقط من أجل شعور باللذة سيدوم لساعات ولكن الأمر لم يدم لساعات بل للأبد فذهب هو لرب كريم واستمر هو في مسيرة حياته تطيح به الحياة تارة من هنا وتارة من هنا ويتخبط في أزماتها مقاوما دوماتها فيذهب ويأتي للحياة مرات عديدة والآن هدأت الحياة من سهماها التي تطلقها عليه متتابعة ولكن ضميره لم يهدأ وسيظل يعاني من الآم الضمير في كثير من ذنوبه ولن تتركه كوابيسه المزعجة مطلقا حتى يتصالح مع نفسه ! .
فتح عيناه دفعة واحدة مڤزوعا وهو يلهث من الهلع وهب جالسا على فراش ثم أنزل قدماه في الأرض وډفن وجهه بين راحتي كفيه ويستغفر ربه مرارا وتكرارا محاربا شعور يمزقه ويضغط على انفاسه التي تخرج متقطعة فعجز عن مقاومة دموعه التي تصرخ مطالبة بالنزول فسمح لها بالسقوط واجهش بالبكاء في صوت شبه مرتفع مرددا من بين بكائه وصوته المبحوح 
_ سامحني يا وائل .. سامحني !!
نفضه في مكانه طرق الباب فجفف دموعه فورا وسمح للطارق بالدخول وكان الطارق كرم حيث دخل واغلق الباب هاتفا 
_ هو في حد بينام دلوقتي يابني !!!
حاول جاهدا إظهار صوته طبيعيا وهو يزيح بعيناه عنه ويتمتم 
_ ما أنت كنت معايا في الشركة وشوفت كان الشغل إزاي النهردا كتير ومتعب
تقدم ناحية
الأريكة الصغيرة وجلس عليها بإرياحية مغمغما في جدية ونبرة حازمة 
طيب أنا ظبطت كل حاجة عشان البضاعة جاية بكرا قبل ما تستلمها يازين تتأكد كويس إن كل حاجة مظبوطة مش عايزين يحصل زي المرة اللي فاتت
_ متقلقش !!
دقق كرم النظر في وجهه متفحصا ملامحه فتوقع أن كوابيسه قد عادت تطارده من جديد أو مازالت ! .. ليصدر تنهيدة حارة قبل أن يسأله باهتمام 
_ إنت لسا بتحلم بوائل !
ابتسم بمرارة وأجابه بخفوت وعجز عن مقاومة أي شيء فهو كطائر مكسور الأجنحة ينتظر حتفه 
_ وأنا من إمتى ارتحت أنا في العڈاب ده من عشر سنين ياكرم لا
أنا قادر اسامح نفسي ولا هو بيسبني ارتاح
انتصب في جلسته وانحني للأمام قليلا هاتفا في زمجرة مفرطة بعد أن استفزته كلماته التي كلها ضعف وعجز 
_ إنت ملكش ذنب في أي حاجة يازين إنت كنت ضحېة زيه وسامح نفسك عشان ترتاح كفاية تأنيب في نفسك .. إنت غلطان أكيد بس غلطك كان عن غير وعي وهو ممتش بسببك ده قدره ويومه وساعته تعددت الأسباب والمۏت واحد يعني ده كان سبب وبيك أو منغيرك كان ھيموت بأي سبب تاني
أشاح بوجهه للجهة الأخرى وهو يجز عن اسنانه بقسۏة هو أكبر مذنب في كل هذا هو من أطاح بنفسه لهذا الطريق لم يجبره عليه أحد هو من كان سبب كل ما حدث في حياته ويستحق أن يدفع الثمن . عاد بوجهه لأخيه وصاح به في صيحة مټألمة 
_ أنا مليش ذنب في وائل ومليش ذنب في الراجل اللي
تم نسخ الرابط