دروب العشق
المحتويات
عايزة تمشي
ثم هب واقفا واتجه نحو الداخل مجددا وتركها معلقة نظرها عليه وهو يبتعد عنها بأعين دامعة !! ........
عاد من عمله مبكرا اليوم على غير عادته وكان متعبا ودخل فورا لغرفته حتى ينام والآن الساعة قاربت على العاشرة مساءا ومازال لم يتسيقظ !! .
القت هي نظرة على ساعة الحائط بنظرات قلقة ثم استقامت وقررت أن تدخل له وتطمئن عليه وتعرف سبب نومه لكل هذه الساعات فهو منتظم في ساعات نومه ولا ينام لساعات طويلة هكذا قادت خطواتها نحو غرفته وفتحت الباب ببطء وادخلت رأسها تنظر له فوجدته في فراشه متدثر بالغطاء حتى كتفه ووجهه يعطي أحمرارا ليس طبيعيا فدخلت دون تردد واقتربت منه تتلمس بباطن يدها جبهته ووجنته لتجد حرارته مرتفعة جدا فتخرج فورا لتجلب دواء للانفلونزا وملأت كوب ماء ثم عادت له وهمست في رفق وهي تهزه بلطف حتى يستيقظ
فتح عيناه بصعوبة واعتدل نصف اعتدالة في نومته حتى يتمكن من شرب الماء وأخذ الدواء ثم عاد وتدثر مجددا بالغطاء مغمغضا عيناه التي لا يقوي على فتحهما من ارتفاع حرارة جسده بينما
هي فخرجت مجددا وعادت بعد لحظات وهي تحمل بيدها منشف صغير أكبر من حجم اليد قليلا وغمسته في الماء ثم أخرجته وعصرته وطوته ثلاث مرات ثم وضعته على جبهته فرفع هو يده وازاحه هامسا بصوت ضعيف يكاد لا يسمع
هتفت برفض قاطع وشيء من الڠضب
_ لا مش هسيبك إنت مش قادر تفتح عينك من التعب
ارتفعت نبرة صوته قليلا وهو يقول بخشونة
_ قولتلك اطلعي ملكيش دعوة بيا
امسكت بالمنشفة الصغيرة وعادت تضعها على جبهته مجددا هاتفة في إصرار وحدة
ليس لديه القدرة لمقاومتها أو الجدال معها فاستسلم لأمره وأغمض عيناه من جديد تاركا إياها تفعل به ما تريد واستمرت لدقائق تضع الكمادات على جبهته حتى هدأت حرارته المرتفعة قليلا فتنهدت هي بارتياح وجعلت تتفرس ملامحه بابتسامة جميلة ومحبة ثم مدت يدها تمررها برقة على شعره الأسود الغزير .
سمعته يهمس في صوت خاڤت
_ اطفي المروحة ياملاذ .. أنا بردان
_ مش هينفع اطفيها لازم اشغلها
عشان تجدد الهوا في الأوضة أنا مشغلاها على أقل درجة
فتحت عيناها وتمطعت بذراعيها للأمام ثم اعتدلت جالسة ونظرت بجوارها فلم تجده لتقطب حاجبيها باستغراب ونهضت لتغادر الغرفة فسمعت صوت قادم من المطبخ .. علمت أنه فيه فتوجهت صوبه ووقفت بجوار الباب متمتمة في رقة
رد عليها باقتضاب دون أن ينظر لها
_ صباح النور
اقتربت منه ووقفت بجواره ثم مدت يدها لتتحسس جبهته هاتفة بنعومة
_ بقيت كو......
_ كويس .. كويس الحمدلله
طالعته بنظرات رجاء أن ينهي عقابه لها فقد بدأت نفسها تتألم من جفائه معها ليخرج صوتها عابسا
_ هتفضل لغاية إمتي كدا يازين
وضع السكر في كوب الشاي ثم بدأ يقلب بالمعلقة وهو يردف بصوت رجولي أجش
_ هيفضل حبك لخطيبك حاجز بينا وهيفضل خداعك ليا نقطة سودا في علاقتنا
هتفت بنبرة صوت مرتفعة قليلا وصدق ينبع من صميم فؤادها
_ مبقتش أحبه والله العظيم مبقتش بحبه ليه مش عايز تفهم !! .. أنا مفيش حياتي حد غيرك ومبقتش بفكر غير فيك وعايزاك تديني فرصة اثبتلك ده واثبتلك إني مش بفكر فيه نهائي وإني ندمانة على اللي عملته اديني فرصة استعيد ثقتك فيا من جديد
نفسا قويا أخذه وأخرجه زفيرا حارا قبل أن يهتف في غلظة صوت ونظرة ثاقبة كالصقر
_ طيب هديكي فرصة ولو معرفتيش تستعيدي الثقة دي هيحصل إيه
_ مفيش لو .. أنا هصلح كل حاجة عملتها صدقني
امسك بكوب الشاي والقي عليها نظرة قوية قبل أن ينصرف ويتركها تتراقص فرحا من داخلها وتفكر ماذا ستفعل لتتمكن من إعادة المياه لمجاريها فارتفعت لشفتيها ابتسامة مختلطة بمزيج من المشاعر الرومانسية حين تذكرت نومها ليلة أمس وهو بين ذراعيها إحساس داهمها لا تجد الكلمات لوصفه سوى أنها شعرت بالسلام والراحة النفسية بجواره !! .
فتحت الباب ببطء ودخلت حتى توقظه فتجده مازال نائما تنهدت بعمق ثم اقتربت من الفراش وجلست على الحافة بجواره تبتسم بحب لا تعرف سبب تغيره معها منذ آخر شجار بينهم والذي كان من أسبوع كامل .. لم يكن تغيرا جذريا ولكنه لم يعد يعاملها باحتقار وتقرف بل أصبح عاديا تماما يتحدث بطبيعية مما جعلها تشك بأمره وتتساءل بفضول وحيرة هل خطتها تسير في الطريق
متابعة القراءة