دروب العشق
المحتويات
تقلدني وافضل اضحك .. طبعا هي بنسبة لطفل لعبة مضحكة جدا مع إن شكلها وحش .. ولما كنت بعيط قدامهم كانوا بيطلعوها قدامي فتقلدني واضحك فورا فاللعبة دي كانت وسيلة للتخلص من الازعاج بتاعي ولغاية دلوقتي محتفظ بيها وكل ما اشوفها اضحك تلقائيا فأنا هخليها جمبك في البيت في الاوضة عشان كل ما ټعيطي كدا تضحكك
اطلقت ضحكة مرتفعة وقالت تبادله مداعبته في حب
_ أهاا ما أنا ملاحظ كدا برضوا أهم حاجة ميكونش السبب أنا بس !
هزت رأسها بالنفي قائلة من بين ضحكاتها
_ لا اطمن مش إنت
اظهر عن ابتسامة عريضة وقال في صوت به لمسة مريحة
_ طيب الحمدلله .. يلا قومي عشان ننزل لهم تحت لاحسن تيتا تزعل لما متلاقيناش
داخل غرفة الجدة
هتفت هي في عتاب وڠضب دفين
_ وصلت إنك تعلي صوتك عليا يازين !!
_ أنا آسف مقصدش والله ياجدتي اعلي صوتي عليكي أنا فقدت اعصابي ومقدرتش اتحكم في نفسي
هتفت في حدة وصرامة بضجر
_ أي كان السبب مكنش ينفع تحرجها كدا قدام الكل رفيف بتقولي فضلت ټعيط في الأوضة لما طلعت فوق
ضحك باستهزاء وهو يحاول تمالك اعصابه التي على وشك الانفجار من جديد وقال بنبرة مستنكرة مما تقوله جدته
_ أنا قولتلك إنها متعودة من صغرها بتلبس كدا وأنا مش بتدخل ومش بحب اضيق عليها البنت لا ليها أب ولا أم وملهاش غيري وغيركم إنتوا وعمك طاهر
لم يتمكن من حجب نفسه أكثر من ذلك حيث حدج جدته بنظرات مريبة وهدر بلهجة مخيفة
_ وهي في بنت محترمة تلبس كدا !! ومفيش حاجة اسمها مش بحب اضيق عليها ياجدتي في حاجة اسمها إن دينا بيأمرنا بالحجاب والاحتشام والأدب والأخلاق لكن تطلع قدامنا بفستان بالمنظر ده يبقى لازم نحطلها حدود أنا مكنتش بتكلم لما كنتي بتاجي إنتي وهي كل مرة بس جبت اخري خلاص
_ برضوا مكنش ينفع تقولها كدا قدامكم كلكم .. وبعدين فهمني إنت إيه مش عاجبك في بنت عمك مش كنت إنت اولى بيها بدل ماروحت اتجوزت بنت لا نعرفها ولا تليق بيك أصلا
تمالك أعصابه بصعوبة شديدة ومسح على وجهه متأففا وهو يستغفر ربه وقال في هدوء يضمر خلفه أعصار تسونامي
صمتت لبرهة وهي تحاول اسكات الصوت الذي بداخلها ويخبرها بأن تجيب عليه ب لا وقالت باصرار على رأيها
_ ومتلقش بيك ليه بقى !
تنهد بعمق وقال في رزانة وقد هدأت ثورته الداخلية قليلا
_ إنتي عارفة إني عصبي ودمي حامي وعندي حدود وقوانين ومينفعش حد يتخطاها وميار متنفعش مع حدودي وقوانيني لان لا هي هتستحملني ولا أنا هستحمل دلعها واسلوب حياتها اللي اتعودت عليه من الآخر أنا
عايز واحدة تقدر تفهمني وافهمها واحدة اقدر استأمنها على بيتي وولادي وأنا مغمض وتكون على خلق ودين وعاقلة لكن ميار مستحيل أنا وهي ننفع مع بعض فعشان كدا ارجوكي ياجدتي طلعي الموضوع ده من دماغك كفاية أنا تعبت والله
مازالت لم تتخلي عن رغبتها في تزويجه من ابنة عمها وخصوصا بعدما رأت زوجته ولم تستلطفها أبدا وقالت في استسلام سريع وعجيب بالنسبة له
_ طيب ياحبيبي ربنا يسعدك مع مراتك
اقترب في حنو وقال بشيء من الجدية
_ أنا هقعد معاكي الأسبوع زي ما إنتي عايزة عشان خاطرك بس وعشان مزعلكيش بس ارجوكي خلال الأسبوع ده مش عايز أي حاجة تحصل تضايق مراتي أو توجهي ليها أي أهانة سواء
إنتي أو ميار لإني مش هضمن ردة فعلي وقتها احترامها من احترامي ياجدتي !
رتبت على كتفه برفق مغمغمة بنبرة من الخارج تبدو عادية ولكن من في جوفها تحمل كل أشكال الغيظ والحقد والمكر
_ حاضر اطمن متقلقش ده إنت الغالي ابن الغالي ومقدرش على زعلك ومراتك فوق راسي ياحبيبي
ابتسم له في دفء فتبادله نفس نظرة الحب النقية والصادقة وتملس على شعره بكفها الآخر في حنو !
في تمام الساعة الثامنة مساءا
خرج حسن من المنزل وقاد خطواته نحو الأريكة الكبيرة المتوسطة في نصف الحديقة وأمامها طاولة صغيرة فاخرة وكان في يده كأس الشاي الخاص به ! وجلس
متابعة القراءة