دروب العشق

موقع أيام نيوز

الذي جعله يتساءل بشدة وتصيبه الشكوك حول ما العلاقة التي تجمعها بذلك الشاب والذي تسمح لها بأن تلتقط كل هذه الصور معه وتقوم بحفظها داخل البوم !! .
خرجت من الحمام وهي ترتدي ملابس منزلية تصل لركبيتها وبحملات أظهرت عن ذراعيها كاملا وجزء من صدرها العلوي وبمجرد ما رأته انتفضت واقفة بزعر واسرعت تنزل المنشفة التي على شعرها وتلفها حول ذراعيها لتخفي شيء قليلا ثم هتفت باستغراب 
_ بتعمل إيه هنا !!
تجاهل سؤالها ورفع الألبوم أمامها يسأل في ريبة واضحة وصوت غليظ 
_ مين ده !
اقتربت وسحبت من يده الألبوم واغلقته ثم وضعته علي المنضدة الصغيرة بجانب الفراش وقالت في ضيق ملحوظ من عبثه بأشيائها دون إذنها 
_ مش لازم تعرف اعتقد إن مش هتفرق معاك ثم إن إنت أصلا مين سمحلك تقلب في حاجتي من غير أذني
استفزه جدا طريقتها ولكنه تمكن من تمالك انفعالاته
وغمغم في برود كان مستفز أكثر بالنسبة لها 
_ أنا سألتك سؤال واحد وأظن أن الأجابة مش محتاجة الرغي ده كله
_ وأنا مش عايزة أقولك أساسا
أجابها بنظرة صارمة وحادة 
_ أعرف ليه بقى !
هتفت بعدما اكتراث له مطلقا وكلمات اشعلت فتيل النيران في أعماقه 
_ حاجة متخصكش وبما إننا قريب أوي هنتطلق أعتقد ملهاش لزمة وممكن بقى تطلع عشان عايزة البس
صر على أسنانه وكور قبضة يديه كدليل على هيجانه الداخلي وأنه يمنع نفسه الثائرة عنها بصعوبة ثم هتف بابتسامة مزيفة تخفي خلفها جموح مخيف 
_ ماشي يايسر !
ثم انصرف وتركها تفكر في أمره وتبتسم بسعادة داخليه فلأول مرة ترى اهتمامه بشيء يخصها كان دوما يشعرها بأنها نكرة وليست ضمن قائمته بتاتا ولوهلة شعرت أنه تضايق بسبب هذه الصور ولكن رفضت هذه الأفكار السخيفة فآخر شيء تتوقعه منه الآن هو الغيرة ما حدث للتو ليس سوى بدافع فضوله وتطفله عليها !! .......
مع تمام
الساعة الواحدة ظهرا داخل شركة العمايري .....
كانت رفيف تتفحص مكتبها الجديد بابتسامة عريضة تتفقد كل شيء به وبالمكتب الخشبي ذو اللون الأسود والنافذة التي تعطي اطلالة رائعة على الشارع بالخارج من الأعلى وبينما هي منشغلة بالنظر من النافذة سمعت طرق الباب فالتفتت وسمحت للطارق بالدخول فوجدته علاء حيث فتح جزء من الباب وهتف باسما بمشاكسة مألوفة منه 
_ مبروك على الوظيفة الجديدة .. خلاص بقينا business woman
ضحكت بخفة ثم أجابته في رقة طبيعية منها 
_ ادخل ياعلاء
دخل وترك الباب مفتوحا وجلس على مقعد وثير أمام المكتب وهتف ضاحكا 
_ على حظك الۏحش إن يسر مجاتش النهردا
جلس على مقعدها الخاص أمام مكتبها وقالت ببساطة وهدوء محاولة ان تكون أكثر حذرا في التحدث معه حتى لا تتخطى الحدود كما وعدت أخيها 
_ مش مشكلة لسا الأيام جاية كتير إن شاء الله .. شكرا جدا ياعلاء إنت السبب الأكبر أني بدأت شغل هنا لولا إنك قولت ليسر وهي اقنعت حسن مكنتش هعرف اقنعهم نهائي
ابتسم لها بلطف وحدجها بنظرات دافئة مغمغما في صوت هاديء وجذاب 
_ أي خدمة يابنت العم أي حاجة تعوزيها هتلاقيني موجود اطمني .. يلا أنا همشي بقى أنا قولت آجي
ابارلك على السريع بس عايزة حاجة 
هزت رأسها بالنفي وهمست مبتسمة بصفاء 
_ عايزة سلامتك !
هب واقفا وانصرف بعد أن أغلق الباب خلفه أما هي فاستمرت في تفحص كل شيء يحتويه داخل الأدراج هذا المكتب متوسط الحجم .......
في مساء ذلك اليوم وبينما الساعة كانت قد تخطت الثانية عشر بعد منتصف الليل فتحت ملاذ عيناها ونهضت من فراشها وهي تفرك عيناها لتزيح بعض من أثار النوم حتى تتمكن من الوقوف والذهاب للمطبخ لشرب الماء فذهبت للمطبخ وشربت كوبا من الماء البارد وبينما هي في طريق عودتها لفراشها وغرفتها سمعت صوتا هاديء وجميل يتلو القرآن لوهلة ظنت أنه الراديو أو تسجيل لأحد الشيوخ من شدة جمال الصوت لتقود خطواتها نحو مصدر الصوت وتفتح الباب ببطء فتجده هو الذي يمسك بكتاب القرآن الكريم ويتلو آياته كسلاسل من ذهب بصوت يبعث السکينة والاطمئنان في النفوس فتبتسم هي بحب وتدخل ثم تغلق الباب خلفها بحذر شديد وتقترب منه لتجلس بجوايلا
على الأريكة الصغيرة وتستند بمرفقها على حافة الأريكة العلوية وهي مثبتة نظرها عليه تتلذذ بجمال صوته أما هو فانتهي من الآية وتوقف عن القراءة لينظر لها ويقول باستغراب 
_ إيه اللي مصحيكي دلوقتي !
قالت برقة ساحرة وابتسامة ټخطف القلوب بغمازتها 
_ قومت أشرب وسمعت صوتك فجيت
_ طيب روحي كملي نومك !
هزت رأسها بالرفض وهي تقول بصوت ينسدل كالحرير ناعما 
_ لا هنام جمبك هنا على صوتك كمل يلا
أردف في جدية بسيطة وحزم 
_ هتنامي هنا إزاي يعني قومي روحي اوضتك ياملاذ
تشدقت بإصرار والحاح تام 
_ يبقى تاجي معايا الأوضة وتقعد جمبي تقرأ قرآن لغاية ما أنام يا إما أقعد هنا
أدرك أنه لا مفر من عنادها وإصرارها فاستسلم لها وهتف مغلوب على أمره 
_ استغفر الله العظيم .. طيب اسبقيني على الأوضة وأنا جاي
تم نسخ الرابط