دروب العشق
المحتويات
متوقعة .. في حاجة اسمها إنك متجوزة ولما تطلعي من البيت تشاوريني وتاخدي إذني الأول مش تطلعي وتدخلي على مزاجك
هي لم تكن تقصد أن تخالف قواعد المرأة المتزوجة عند خروجها من المنزل ولكنها كانت تريد أن تفاجئه بما عزمت عليه ولا تريد أن يعرفه حاليا إلا تحين اللحظة فرفعت نظرها له وقالت باعتذار ينبع من صميمها وصوت رقيقا به خضوع كامل لأوامره
لانت نظراته قليلا لها وسكنت ثورته في الأعماق بعض الشيء ثم اقترب منها وهو يتفحص يديها الفارغتان مغمغما بغلظة صوته الرجولي
_ وفين الحجات اللي جبتيها دي وإيه هي !!
ابتسمت بلطف وتحدثت بنبرة انوثية ناعمة
ران الصمت عليه لثوان يحاول تخمين هذه المفاجأة التي تتحدث عنها ولكن لم يعطيها إهتماما زائدا عن حده حيث نفضها عن ذهنه وثبت تركيزه على نفسه المتأججة بنيران الغيرة فكما أخبرها هو لا يستطيع الوثوق بها حتى الآن ولم تتمكن من
إستعادة هذه الثقة وما يدور في عقله الآن هو سبب كل هذا الڠضب ويجعله ېحترق ويأكله أكلا حيث همس في نظرة تركت أثرا سلبيا في نفسها ونبرة صوت خاڤتة تحمل لهيب الغيرة والازدراء معا
وقعت كلماته الجافة التي لا تحمل الرحمة
كصخور ضخمة وتركت أثارها من چروح على جسدها وبالأخص قلبها أيشك بها ! يذكرها بليلة زفافهم حين أخبرتهم بأنها ذاهبة للحمام وخرجت لتقابل خطيبها السابق هل حقا يظنها الآن خرجت لتقابله مجددا !!! ولكنها وعدته بأنها ستكف عن حبه وهي بالفعل فعلت ووعدته بأنها ستوهب حياتها لأجله وستكون ملكا له واقسمت بأنها لا تريد سواه وأنها نادمة أشد الندم على الخطأ التي اقترفته وستبذل كل الجهد لتصحيحه هل يظن أن خنث الوعود من شيمها ! .. ربما
غامت عيناها بالعبارات الحاړقة والمعاتبة على ما قاله
_ إنت شاكك فيا يازين !! أنا وعدتك إني مستحيل أقرر الغلط مرة تاني ومش معقول هكون بعمل كل اللي أقدر عليه عشان أصلح الوضع بينا واستعيد ثقتك واروح أعيد الغلط تاني ده يبقى اسمه غباء ووقتها ابقى استاهل إنك متدنيش فرص فعلا .. أنا حلفت بالله أن القذر ده مبقيش في بالي أصلا وإن إنت الراجل الوحيد في حياتي دلوقتي بس واضح إن حتى القسم بالله مخلكش تصدق ولسا بتشك فيا ومبقتش مجرد عدم ثقة لا كمان بقى شك إني بخونك وبقابله وبكمل علاقة حبي معاه
_ افتحي ياملاذ
جاءه صوتها الباكي وهي تهتف بتضجر
قال بلهجة آمرة بها شيء من الرفق
_ قولت افتحي الباب ياملاذ .. افتحي يلا !!
وقفت مغلوبة على أمرها وفتحت له بوجه غارق في الدموع ليخرج منديلا من جيبه ويمد يده به إليها وبنظرة دافئة ثم يهمس في هدوء ساحر
_ فهمتي أنا ليه بقول الطلاق أفضل حل ولازم يحصل لإن أنا لا قادر اسامحك ولا قادر اشوفك بالوضع ده فده هيكون فيه خير ليكي أكتر مني
جففت دموعها بالمنديل الورقي الذي أعطاه إياه وهتفت بإصرار وحزم
_ وإنت ادتيني فرصة لما استنزفها وقتها ابقى طلقني
_ ياريتك تمسكتي بالفرصة الأولى زي كدا وحافظتي عليها على الأقل مكنش ده هيبقى وضعنها
_ تمسكت بيها والدليل إني رفضت أسيبك وخدت عهد على نفس إني هشيل خطيبي من تفكيري ونجحت وزي ما نجحت هنجح دلوقتي كمان لإني مش عايزة اتطلق منك .. عايزة أفضل مراتك أنا بفتخر إني مراتك يازين وبقيت بحب ارتباط اسمي بإسمك
كانت تتحدث بثقة مفرطة وهي تخبره بأنها كما نجحت في تطهير قلبها من هذا الحب الخبيث المدنس ستنجح في استعادة ثقته بها وستتمكن من إزالة العوائق التي تحجب ضوء الشمس عنهم أما هو فقد دوت كلماتها الأخيرة في أذنيه التي ارسلت كلامها لعقله والذي بدوره قام بإفراز هرمون السعادة المسئول عن تحسين الحالة المزاجية فكان هو على وشك أن تنطلق منه ابتسامة عاشقة لهذا الكلام الذي بإمكانه أن يترك أثر إيجابي في نفس ورجولة أي رجل ولكنه كبح تلك الابتسامة بصعوبة وتكلف الجمود ولف ذراعه حول كتفيها طالبا منها السير معه حتى الحمام ثم فتح الباب لها وقال بنبرة عادية
_ اغسلي وشك واتوضي يلا عشان العصر أذن
متابعة القراءة