دروب العشق
المحتويات
بين طيات الحزن بل يجب عليها أن تتصرف كالنساء وتحمي عشها من الاڼهيار حتى ولو كان هذا العش تم بنائه على الكذب والخداع فهي بإمكانها أن تعيد بنائه بالثقة والعشق والرحمة والرفق .. بإمكانها أن تحول العش لقصر منيع لا تهدمه حتى أقوي الرياح المدمرة وسيكون ثابتا كالجبال في وجه كل الظروف ولكنها تحتاج لمزيد من الشجاعة والثقة
نهضت من فراشها واتجهت للحمام لتأخذ حماما دافىء ثم خرجت وارتدت ملابس منزلية جميلة ورقيقة وصفصفت شعرها جيدا ثم تركته حرا وغادرت غرفتها متجهة نحو المطبخ وقامت بتحضير عشاء قيم يكفي لفردين وبعد دقائق طويلة انتهت وقادت خطواتها المترددة نحو غرفته وقفت أمام الباب للحظات تفرك كفيها بتوتر تحاول استجماع شجاعتها للتحدث إليه أخذت شهقيا وأخرجته زفيرا متمهلا ببطء لثلاث مرات حتى حسمت امرها وطرقت الباب منتظرة منه الرد ولكنه لا يجيب فعادت تطرق مجددا ولا يأتيها صوته أيضا فقبضت على مقبض الباب تديره ببطء وتفتح الباب بحذر شديد لتنظر بنصف وجهها من الباب فتجده راكعا على سجادة الصلاة يقضى فرضه فابتلعت ريقها بارتباك
_ في إيه !
تلعثمت ولفت ذراعيها خلفه ظهرها لتعيد فرك كفيها بتوتر هامسة
_ أنا حضرت العشا
هب واقفا والتقط المصلاة من على الأرض ويجيبها ببرود وهو يطويها
_ بالهنا والشفا
_ تعالى اتعشى معايا أنا مش بحب اكل وحدي .. ممكن !
القى بالمصلاة على الفراش ثم الټفت بجسده كاملا وهتف في حزم وامتعاض
_ لا مش ممكن
ثم هم بأن يعبر من جانبها لينصرف فاعترت طريقه ووقفت أمامه مباشرة تطالعه بنظرات استعطاف وتهمس في توسل
ساد الصمت بينهم للثواني حتى وجدته يقول في خشونة دون أن يتخلي عن وجوم وجهه
_ طيب روحي وهاجي وراكي
ارتفعت الابتسامة لشفتيها وأماءت فورا في موافقة وانصرفت متجهة لطاولة الطعام المتوسطة تجلس على أحد مقاعدها بانتظار قدومه دون أن تمد يدها في أي صحن وإذا بها تجده يقترب ويسحب المقعد الذي في مقدمة الطاولة ويجلس ثم يبدأ في تناول الطعام وهي تنظر له بحزن تحاول جمع بعض الكلمات لتقولها وأخيرا تحدثت بأسف وهي مجفلة نظرها أرضا
ترك المعلقة من يده وهو يضحك بسخرية ويهتف في نظرة مشټعلة
_ آااه اللي هو أنا بحب راجل غيرك بس عايزاك إنت !! أنا اديتك فرصة وإنت ضيعتيها وأهدرتيها من غير ما تدركي قيمتها وللأسف أنا مش بدي غير فرصة واحدة ومعنديش فرص تاني
قالت في صوت مبحوح وأعين دامعة
_ مش عايزة أحبه أنا بكرهه ومبقتش بطيق اشوف وشه أصلا يعني اعتبرني خلاص مبقتش احبه أنا عاوزة أكمل حياتي معاك إنت يازين
أخذ نفسا عميقا وغمغم في قسۏة
_ إنتي لسا قايلة إن مفيش علاقة مفيهاش ثقة بتستمر وأنا مبقتش أثق فيكي ومش قادر اصدقك فمتحاوليش في حاجة أساسا انتهت بنسبالي
سقطت دمعة متمردة من عيناها فاسرعت ومسحتها بأناملها ثم هبت واقفة وقالت بصوت يغلبه البكاء
_ بالعكس دي لسا هتبدأ وأنا مش هيأس ومش هرتاح غير لما اخليك تسامحني
ثم ابتعدت وقادت خطواتها السريعة نحو غرفتها فالټفت برأسه ناحية باب الغرفة الذي اغلقته خلفها وتنهد پاختناق ثم عاد ينظر للطعام الذي أمامه بدون شهية وهب هو الآخر واقفا ينقل الصحون للمطبخ ويضعها بالثلاجة ثم توجه بدوره
لغرفته !!
كانت تسير في الشارع عائدة من الكلية في صباح شمسه دافئة تبعث الدفء والراحة في الجسد مع رياح الشتاء الباردة تضم كتاب ضخما إلى صدرها بذراعها اليسار وعلى الذراع الآخر حقيبة يدها المتوسطة وبينما هي في طريقها تسير مباشرة دون أن تتلفت حولها استمعت إلى من ينده عليها كأنها قطة بالبسبسة ! فالقت نظرة بطرف عيناها لتجدها سيارة ولكنها لم ترى وجه من
متابعة القراءة