دروب العشق

موقع أيام نيوز

يفركها بقوة وخنق من ألم الصداع الذي ايقظه من نومه ثم القى نظرة على الفراش بجواره ليجده فارغ فاعتقد أنها بالخارج انزل قدميه من على الفراش واستقام واقفا وهو يتمطع بذراعيه للخلف ويتثاوب وكانت وجهته الأولى نحو الحمام الداخلى في غرفتهم فأخذ حمام صباحي دافيء ومنعش ثم خرج وهو يرتدي بنطال منزلي أبيض و المنشفة يتحرك برأسه يمينا ويسارا بقوة لينثر قطرات الماء عن شعره ولكنه توقف حين صك سمعه صوت رنين هاتفه فأمسك به وقرأ اسم المتصل الذي كان مسعد وأجاب عليه في جدية 
_ أيوة يامسعد 
_ أيوة ياكرم بيه أنا حاولت اوصل لأي حد من عيلته أو صحابه معرفتش مفيش أي أثر ليه أو ليهم
القة بالمنشفة على الفراش وهو يتأفف بوجه بدأت تظهر عليه قسمات السخط 
_ والبنت اللي قولتلك عليها !
قال وهو يهز رأسه نافيا 
_ للأسف برضوا ملقتهاش لا هي ولا أمها
كور قبضة يده بغيظ وقال يحاول تمالك أعصابه 
_ طيب يامسعد خلاص أنا هشوف
ثم انهى الاتصال معه والقى بالهاتف على الفراش وهو يهتف متوعدا وعيناه تلمع بوميض الاڼتقام الحقيقي 
_ هتروح مني فين مسيرك هتقع تحت إيدي .. لو نزلت سابع أرض هجيبك
ثم أخرج تيشرت له من الخزانة وارتداه وهو يتجه نحو الباب ليغادر الغرفة ويسير بخطواته نحو المطبخ باحثا عنها فلم يجدها ثم يخرج ويبدأ بالبحث عنها في غرفة مكتبه الخاصة التي يوجد بها صورة أخيها الضخمة ولكن أيضا لا أثر لها فعقد حاجبيه بريبة وبدأ يصيح مناديا عليها 
_ شفق !!!
لم يجد إجابه منها فاندفع نحو بقية الغرف يفتش عنها في المنزل الواسع بأكمله وهو لا يتوقف عن منادتها ولكن المنزل كان فارغ تماما منها ليتوقف ويتساءل في حيرة وقلق إلى أين ذهبت دون أن تخبرني !!! هو غاضب أساسا والآن سيزداد سخطه الضعفين فكيف لها أن تخرج بمفردها ألم يخبرها ويلقي عليها تنبيهاته الجادة بعدم الخروج بدونه فهو لا يضمن ذلك الوغد ويخشى أن يستغل الفرصة حين تكون بمفردها فيحاول أذيتها ولكنها لا تفهم هذا وتصر على تعريض حياتها للخطړ .
توجه وجلس على الأريكة الكبيرة وقدماه تهتز من فرط الأستياء ينتظر عودتها وأخذ قرار بأنه سيحاسبها عند عودتها على إهمالها ولن يشفق عليها كعادته ولن يكون لطيفا وجميلا كما اعتادت منه !! .
وبالفعل مر مايقارب الخمس دقائق بضبط وعيناه معلقة على ساعة الحائط لا تنزل عنها وعند الدقيقة الخامسة فتحت الباب ودخلت وهي تحمل بيدها أكياس طعام فحدجها بنظرة جديدة تماما منه اربكتها وجعلتها تغلق الباب بهدوء وهي تحاول إخفاء توترها من نظرته الغريبة حتى سمعت صوته وهو يسألها بخشونة 
_ روحتي فين 
رمقته بنظرة زائغة ومرتبكة بعد سمعت نبرته الجديدة تماما على مسامعها وتمتمت في تلعثم 
_ ن..نزلت اشتري كام حاجة من السوبر ماركت اللي جمبنا
عاد يسألها ولكن بصرامة أشد 
_ وأنا منبه إيه عليكي !
التزمت الصمت وهي تجفل نظرها أرضا في خجل وضيق عندما تذكرت تنبيهاته لها لتسمعه يقول في نبرة لا تحمل أي رفق أو حنو 
_ ردي !!
غمغمت وهي لا ترفع نظرها له وبوجه واضح معالم الندم 
_ منبه إني مطلعش من البيت
_ والسبب !
هنا رفعت نظرها له وحدجته بصمت للحظات فتجده يهز رأسه وبنظرة قوية يخبرها من خلالها أن تجيب على سؤاله فتقول بتوتر وأعين على وشك أن تجتمع بها
الدموع 
_ عشان ميستغلش الفرصة ويحاول يأذيني
ليتزين وجهه بابتسامة مخيفة ويكمل بنفس حدته
في الكلام 
_ طيب ما إنتي عارفة أهو كل حاجة يتطلعي وحدك ليه بقى !
شعرت بغصة مريرة في حلقها وأنها على وشك البكاء فشدت على محابس دموعها وقالت بصوت ضعيف 
_ أنا آسفة !
ارتفعت نبرة صوته قليلا وهو يقول بانفعال 
_ اعتذارك مش مقبول ياشفق .. لإن اللي حصل ده إهمال منك لما امسكه واخلص عليه سعتها مش همنعك وتقدري تطلعي زي ما إنتي عايزة لكن أنا بحاول احميكي واحافظ عليكي عشان دي مسئوليتي تجاهك وإنتي مهملة اللي حصل النهردا ده ميتكررش تاني مفهوووم
كان توبيخه لها قاسې بشدة وبالأخص لأنها لم تعتاد منه على التوبيخ والحدة في الكلام وفقط اعتادت علي لطافته ومعاملته الطيبة ورقته في الحديث فتركت كلماته ونظراته ونبرته أثرا سلبيا في نفسها الرقيقة ونجحت دموعها في اختراق الحصون حيث هطلت على وجنتيها وهي تهز رأسها له بالموافقة والخضوع ثم اندفعت نحو غرفتها تنعزل فيها قليلا عن أي شيء !! 
نزلت ملاذ من الدرج وهي تلقي عليهم تحية الصباح ثم انضمت لهم على المائدة وكانت ترتدي بيجامة منزلية لطيفة وهادئة فكانت نظرات الأربع نساء معلقة عليها وكانت نظرات الجدة وميار مليئة بالحقد والغل على عكس هدى ورفيف التي كانت عادية تزينها ابتسامتهم الصافية ! .
ثم هتفت هدى متعجبة عندما انتظرت للحظات أن يأتي ابنها خلفها وينضم لهم أيضا ولكن لم يأتي 
_ زين لسا نايم ولا إيه ياملاذ !
هزت رأسها بالتفي واجابت
تم نسخ الرابط