رواية كاملة بقلم سارة

موقع أيام نيوز

 

اضرطني فيها إني اشبهها بوحش...تخيل بعد ما حړقت أيدي...كل اللي قولته وحش...وقتها استنيت تاخدني في حضنها تحاول تخفف ألمي بس لأ...عارف عملت إيه تاني...وانا پصرخ من الألم من أثر الحړق مسكتني من ايدي ولقحتني برا الشقة وقالتلي مش عايزة أشوفك تاني...متخيل إنت...انا أصلا وقتها مكنش عندي قوة متوقع إنت إيه من طفل صغير جلده محروق حړق كبير... ده الكبار نفسهم مش بيتحملوا الحړق...وتخيل بقي هي عملت ده كل فيا ليه...مش هتصدق حرقتني لسبب إيه...عملت كده لأن واحد هزر معايا وضړبني بالقلم وانا عيلة صغيرة لا بفهم في الهزار ولا الجد...عيلة كان بيضحك عليها في أي حاجة... سألتني لما ضړبك كان بيهزر ولا بجد...انا مكنتش اعرف وقتها يعني إيه هزار...قولت مش بيهزر...وهي سألته قالها كنت بهزر معاها... ساعتها عملت فيا كده حرقتني ومهتمتش بصړاخي وعياطي ورمتني برا الشقة...وقتها نمت على السلم من شدة الالم والعياط...لحد ما بابا جه وقتها من شغله متأخر وشالني ودخلني...انا بس بقولك مش هشتاق ليهم مفيش مجال اشتاق...

 سام حضنها جامد وهو ماسك دموعه بالعافية

سارة وهي بټعيط الذكريات السيئة بتفضل للابد...مش بتختفي... والذكريات دي...على حسب درجة السوء بتاعتها...قادرة تخفي ذكريات كتير حلوة...مثلا انا اكيد كان فيه ذكريات حلوة كتير بيني وبين ماما...بس كل الذكريات دي اختفت بسبب كام ذكرى سيئة...

سام انا آسف إني مقدرتش أشوف ألمك ده...انا آسف إني كنت بعيد على طول ومش قريب منك كفاية...انا آسف جدا يا حبيبتي...بس أوعدك خلاص...مش هبعد تاني ومش هسافر تاني...احلامي متجيش مقارنة باهميتك في حياتي...

الذكريات المؤلمة والسيئة قادرين يمحو اي لحظة حلوة...فعشان كده المفروض ننتبه من كده... وخصوصا مع الاطفال لأن الأطفال في مرحلة معينة من العمر بتكون حساسة جدا... وأحنا قادرين بذكرة سيئة نخلق شخص انطوائي أو شخص عڼيف... الذكريات كنز الإنسان...فحاول على قد ما تقدر تنتقي كنزك بدري...وإلا ده هيأثر عليك فيما بعد...لما تيجي تفتح كنزك وتلاقي إنك محتفظ بالسىء...وقتها مش هتقدر تفتكر الحلو...لأن الأبيض والأسود مش بيتحدو يا تختار الجانب المشرق من بداية حياتك أو الجانب المظلم...حاول تلتمس للآخرين عذر لأي حاجة وحشة حاول تخلي اي حاجة وحشة مريت بيها... أفضل....

 بعد ما انتهي فلاش باك عمر ومالك....

عمر بس خلاص كفاية نفتكر...يلا اللي حصل حصل

حازم يلا خلصونا الفرح ايمتا...لحسن انا ابتديت اشك إن انا واخواتي الاتنين ملعونينين بلعڼة إن إحنا نفضل سناجل...

عمر انا قولت اتكلم...إنت تقعد ساكت وإلا...

حازم لأ طبعا الموضوع مش فيه والا هقعد ساكت...

مالك طب اتفضل من غير مطرود قوم روح عشان انا جبت أخري منك...

حازم بص لعمر وبعدين قال بمرح انا رايح مشوار كده على السريع...هروح اشل حد في بالي كده

عمر على فين 

حازم شمر دراعه رايحة اوفق رأس نفسي بالحلال جود باي إنت وهو كلو بعض انا ماليش دعوة

وسابهم ومشي

عمر الاڼتقام بدأ وكل حاجة هتمشي حسب قوانيني انا...

مالك افندم

عمر زي ما سمعت !

وبعدين جاتله مسدج على تليفونه وابتسم بسعادة

عمر تجاهل نظرات مالك وغضبه ومسك تليفونه

عمر وهو بيتكلم ومطنش مالك ولا كان شئ لم يكن أيوة يا قمر قدامكم كتير...

مي لا يعني مسافة الطريق إنت عارف الفرق بين القاهرة والوادي الجديد كام ساعة...وايوة غيث بيقولك إنه زعلان منك...

عمر طب قوليله ميزعلش وام يجي يعمل فيا ما بداله...المهم حماتك عاملة إيه بعد اللي حصل....انا آسف إني مكنتش معاكي يا حبيبتي بس انتي عارفه الظروف...

مي انا اللي آسفة إني سبتك في الوقت ده...

عمر حط أيده على شعره طب أفهم بس بتعتذري مني على إيه....!!

مي عشان سبتك لوحدك يا حبيبي كان المفروض اكون جنبك لحد ما فريدة تسامحك

عمر والنعمة يا مي لو تعرفي اللي حصل في الكام الشهر اللي كنتي مسافرة فيهم لا تتصدمي...ده انا مجهزلك كم صدمات...لدرجة أني ممكن اجهزلك المستشفى خوفا عليك من الصدمة

مي بطل غلاسة بقي ده إنت شكلك عيل فقر والنعمة...

عمر بمرح فقر جدا يا اختي...وكمل بجدية...المهم ام احمد أخبارها إيه...في تحسن في حالتها أكيد الصدمة كانت شديدة عليها

مي بحزن على والدة زوجها فعلا كانت شديدة هي لحد دلوقتي تعبانة...صعب عليها خسړت ابنها التاني بنفس الطريقة اللي خسړت بيها الأول... حاډثة كمان خدت ابنها التاني وضعها وحش جدا كنت بودي أفضل بس...لقيت غيث بدأ يتأثر بالجو اللي موجود ونفسيته باظت...في حالة حداد رهيبة آخر راجل في العيلة راح هو كمان... مقدرتش أفضل أكتر من كده...حسيت الماضى بيعيد نفسه

عمر بحزن عليها طيب انا مستنيكي ووعد هتنسي كل حاجة من المفاجئة اللي عمالهالك...مش عارف الكام ساعة دول هيعدو إزاي...إنتي وغيث وحشتوني جدا والله...

مي يلا كلها كام ساعة...سلام دلوقتي يا حبيبي

وقفلت مع عمر...

مالك حط رجل على رجل بقي بتخون مراتك إن ما فضحتك وخليتها تصفي فيك مسډس يا واطي

عمر نفخ بضيق دي مي

مالك وتطلع مين مي دي...!!

عمر بتريقة اه صحيح مانت كنت إبن امك مش هتفتكرها أو مش هتعرفها يا برو

مالك بتركيز مي مين يعني

عمر مي اختك!

مالك ابو الرخامة هي امك خلفت بعد شهد وانا معنديش

 

علم!!!

عمر يا صبر ايوب لا مي اختنا من نفس الأب الأم لأ مي يا مالك ام هنا هنا كانت بنت مي الكبيرة بس اټوفت في حاډثة مع جوزها...

مالك بتذكر اااااه افتكرت أيوة هي عاملة إيه وأحمد جوزها عامل إيه...والبت هنا أخبارها إيه...

عمر اشمعنا دلوقتي افتكرت!

مالك برخامة عشان مكنتش بناديلها مي يا خفيف كنت بقولها يا ام هنا لو شفتها...متعودتش اكون قليل أدب زيك كنت بحترمها لأني مكنتش بشوفها اختي لاحظ إن فرق السن بينا كبير...لكن إنت اللهم صلي على النبي بجح وقليل أدب كنت قدام الكل يا بت ويا زفتة ومصطلحات قليلة ادب زيك

عمر المهم عشان يكون عندك لافتة للموضوع... دلوقتي هنا وأحمد جوزها متوفين...

مالك پصدمة ربنا يرحمهم بس حصل ازاي!

عمر بحزن كان رايح البلد عندهم وطبعا إنت عارف إنه من الوادي الجديد والطريق بينه وبين القاهرة طويل وكان معاه هنا ومن حظ مي إن كان عندها غيث حديث ولادة ويادوب كام سنة فضلت ومش راحت معاه هي وغيث ف حصل اللي حصل ربنا يرحمهم...

مالك طيب وهي عاملة إيه...

عمر يعني تخطت اللي حصل ودلوقتي كويسة أو كانت كويسة...

 مالك بتعجب إزاي!

عمر بتوضيح إنت عارف إن احمد الله يرحمه مكنش عنده غير اخ واحد واخت واحدة دلوقتي محمد أخ احمد اټوفي في الفترة اللي إنت خطفت فيها مالك وكده وهي اضطرت تروح البلد واظن الجو أثر فيها وكمان اكيد خاېفة دلوقتي..

مالك امممم خاېفة من إيه بقي...

عمر اتنهد بتفكير معرفش بس حاسس إن حصل حاجة في البلد إحتمال اهل جوزها عايزين ياخدوا غيث منها...

مالك باهتمام وده ليه بقي إن شاء الله...

عمر الولد الوحيد حاليا ليهم كده أحمد مفيش ومحمد مكنش عنده صبيان وهو كمان مفيش ف يعني الموضوع يقلق وكده وخصوصا إن تفكيرهم غير وكده

مالك لأ طبعا محدش يقدر ياخده منها انا مش هسمح لو ده

 

تم نسخ الرابط