اخذني بذنب ابي

موقع أيام نيوز


تضيع احداهن ... وبالفعل فتحت احد الادراج ووضعت الاوراق وكادت ان تغلفه ثانية ولكن لفت انتباهها بعض الصور فمدت يدها لتتناولها وتبدأ في التنقل بينهم واحده تلو الاخري لتدمع عيناها لرؤية الصور ... فقد كانت تجمع بين محمد ومحمود ... بدأت تتحسس الصور بيدها والدموع تنجرف من عيناها ... تتنقل بين صورة وأخري والحزن يسيطر عليه ... وجدت دفتر فأخذها الفضول لفتحه فوجدت به بعض العبارات فقرأتها ...

سامحني يا محمد ... بجد حبي لحسناء كان ڠصب عني...
صمتت حسناء للحظات في محاوله منها لاستيعاب ما تقرأه ... ابتلعت ريقها ثم عاودت لقرآة العبارات و ...
حاولت كتير انسى الحب ده بس ماقدرتش ... بالعكس ... الحب كان بيزيد مش بيقل ... حتي بعد ما اتوفيت كل يوم ماما بتطلب مني اني اتجوزها .. الفرصه قدامي بس مش قادر اني استغلها كل حاجه بتقول انها ملكك انت وبس وليك انت وبس ... مش قادر ابصلها غير انها مرات اخويا اللي بحبه وكأنه ابني وبس ... 
اغلقت الدفتر وقد اخطلطت مشاعرها وتلاهفت انفاسها بسرعه كبيره فحملت نفسها وخرجت من الغرفه وتوجهت الي غرفتها الخاصه وبدأت في تبديل ملابسها والدموع تنجرف من عيناها ..... واما هنا فخرجت زينه من غرفتها تتجول في انحاء المنزل الخاص ب عبدالسميع ورئيفه وكأنها في انتظار حدث ما ... وماهي سوي لحظات حتي سمعت صوت رنين جرس الباب لترتسم علي وجهها ابتسامه خبيثه معلنه سير خططتها علي طريق الثواب ... توجهت الي الباب مسرعه لتفتحه مهلله لتجد خالتها نواره ذات الاربعين ربيعآ تقف فترتمي بين احضانها لتقول والسرور واضح علي وجهها..
زينه خالتي حبيبتي الحمدلله علي السلامه وحشتيني اوووي
اجابتها نواره وهي الاخري ترتسم السعاده علي وجهها ...
نواره وانتي كمان يا بتي ... اتوحشتك جوي
زينه يلا ادخلي يا خالتي
دلفت نواره الي المنزل وهي تلقي نظره في انحائه وتتفحص تفاصيله بأتقان ... حملت زينه الحقيبه من يد خالتها لتأخذها الي الغرفه المخصصه لها قائله ...
زينه دي هتبقي اوضتي انا وانتي يا خالتي ايه رأيك
نواره زينه يا جلب خالتك ... بس احنا ماهنجعدوش ياما اهنه
زينه اومال هنروح فين
نواره انا لما جيت اهنه مكنتش رايده اوضه في بيت عبدالسميع ... لاه ... انا حايه اهنه وحاطه عيني علي البيت الكبير
زينه تقصدي بيت جدي عبدالعزيز
نواره مش بس اكده
نظرت زينه الي خالتها متسائله ...
زينه حاطه عينك علي ايه كمان يا خالتي
ابتسمت نواره بخبث قائله ...
نواره جمال
زينه وعايزه ايه منه بقي
نواره انا رايداه هو ....
صمتت للحظات ثم اكملت حديثه پحقد وڠضب قائله ...
نواره كسرة جلبي علي يده ماتتنسيش واصل .... لما جيتله برجليه لحد داره جبل مايتجوز ... كان ناجص احب علي رجله لجل انه يتجوزني ولما جالي انه ماهيحبنش وبيحب ساميه
صمتت نواره للحظات لتبث الفضول والتساؤل الي قلب زينه لتقول ...
زينه عملتي ايه
نواره جولتله اني راضيه ابجي مرته التانيه ... جولتله اني هلجي معاه حتي لو من غير جواز ...
زينه عرضتي عليه نفسك
نواره تنهدت بالم قائله ... وبردك موافجش
مرت عليهم لحظات من الصمت لتأتي اليهم رئيفه لتزفر في ضيق عند رؤية نواره ولكنها سرعان ما تظهر ابتسامتها الذائفه وتذهب اليه تلقي التحيه وټحتضنها وتقبلها علي مضض ويجلسون ثلاثتهم فتبدأ نواره حديثها قائله ...
نواره والله زمان يارئيفه ... عاش من شافك يا غاليه
رئيفه والله يا خيتي مشاغل الدنيا كتير
نواره الله يكون في عونكم
رئيفه المهم هنعملوا ايه بجي
زينه قولي يا خالتي خطتك ايه
نواره هند رجعت هي وولدها لجل ماتاخد كل حاجه ... كنا مفكرين ان الكبير ماهيسامحهاش واصل علي عملتها السودا اللي جابت لهم العاړ زمان ... بس اللي حوصل لا كان علي بال ولا علي خاطر ... هند جت... وابوها سامحها ... وجعدت وفردت جنحاتها كمان ... وبدأت كمان تمشي كلامها ... والعينه بينه اهه ... وبدأت بجواز رحمه من ولدكم ووجفته
رئيفه عشان اكده انا جولتلك تيجي ... عايزين طريجه نخليها تغور من اهنه
نواره مش بالساهل اكده ... احنا لازم نجص جنحاتها الاول
زينه تقصدي ايه يا خالتي
نواره ولدها اللي سانده ضهرها عليه
ارتسمت ابتسامه عريضه علي شفتاي كل منهن ..... انسدل ستار اللليل وكل منهم مشغولآ في بلواه ... اما هنا في المنزل الكبير الذي يمتلكه كبير العائله وبالتحديد في الغرفة الخاصه ب شهاب الدين وهدير كانت تجلس هدير في الشرفه علي كرسي هزاز وتفكر فيما سمعت قبل قليل ايقنت ان اجتماعها هي وشهاب اصبح امر مستحيل ..كيف وقربهم يعني مۏته .. اغمضت عيناها بأسى كبير وهي تفكر في ما يجب عليه فعله ... وما هي سوى لحظات حتي انتفضت من مكانها لتدلف الي الغرفه تلقي نظره في ارجائها لتتذكر الليله الماضيه التي اخذها فيها شهاب بين احضانه ... كم كان عطوفآ وحنونآ عليها ... كم كان حبه لها طاغي علي نظرات عيونه ... يا الله ... كم تحبه وتعشق كل تفاصيله ... اغمضت عيناها پألم لتنحدر دمعة حاره منهما ثم فتحت خزانة الملابس لتلقى نظره اخيره علي ملابسه المعلقه فيها ثم تغلقها وتتوجه الي منضده صغيره بالغرفه لتمسك ورقه وقلم وتكتب له رسالتها ..... ثم تتجه الي الباب لتستوقفها نظره وقعت من عينلها علي تيشيرت خاص ب شهاب فعادت اليه لتمسكه بيدها وتستنشق رائحة عطره عليه فتأخذه معاها وتخرج لتجد كل افراد العائله يجلسون معآ امام التلفاز فتلقي نظره طويله علي كلآ منهم فينظر لها شهاب في تعجب وتسائل وكاد ان يتكلم ولكن سبقته هند قائله ...
هند بركه انك اخيرآ طلعتي من اوضتك يابنتي ... تعالي اقعدي جمبي اتفرجي علي المسرحيه دي هتعجبك اوي
ابتسمت هدير لها قائله ...
هدير لا معلش يا ماما انا بس بعد اذنكم هخرج اتمشي شويه في الجنينه برا
عبدالعزيز الوجت بجي واخري يابتي
هند روح معاها يا شهاب
وقف شهاب وتوجه اليها ولكنها استوقفته قائله ...
هدير لا معلش ياماما ... انا مش هبعد عن البيت هتمشى 10 دقايق بس وهاجي علي طول
عبدالعزيز خلي بالك من نفسك وماتبعديش كتير ... ولو رايده تجعدي مع هاجر او رحمه روحيلهم
هدير حاضر يا جدي ... السلام عليكم
الجميع وعليكم السلام ورحمة الله
خرجت هدير من المنزل ولكنه تركت قلبها وروحها معهم وغادرت .... صارت بخطوات ټقتلها وكأنها تسير علي اشلاء قلبها المتناثره في الارجاء ... استقلت اول وصيله مواصلات وخرجت من البلده بأكملها .... مر الوقت القلق بدأ يتسرب الي قلب شهاب ..خرج الي الحديقه ليبحث غنها ولكن دون جدوى ... سأل هاجر ورحمه عنها ... لم يراها احد ولا يعرف احد عنها شئ ... ساعه .. ساعتان .. ثلاثه .. ليس هناك امل ...
ولا اي دليل يرشدهم عن مكانها ...واخيرآ دلف شهاب الي الغرفه الخاصه بهم وهو يجر اذيال خيبة الامل والحزن ليجد رسالة هدير ليمسكها بين يداه و بفضل اتقانه لقرآة اللغه العربيه بدأ في قرائتها ....
هدير شهاب ...عارفه ان لقائنا
 

تم نسخ الرابط