نسخة مني

موقع أيام نيوز

أذن لها بالدخول .. دخلت مريم وأغلقت الباب خلفها لتجده جالسا مكانها على الأريكة يقرأ أحد الكتب فى يده .. وقفت مكانها وهى فى حيرة من أمرها .. رفع رأسه ونظر اليها قائلا 
ازى نرمين دلوقتى 
قالت مريم 
كويسة الحمد لله .. أحسن كتير
أومأ برأسها ثم عاد ينظر الى كتابه متجاهلا اياها تماما .. قالت مريم 
على فكرة فى حاجه جت فى بالى النهاردة
رفع عينه اليها يحثها على الكلام فأكملت 
اللى اسمه حامد ده .. ايه اللى خلاه يعرف انك مسافر الصعيد فى اليوم ده الذات .. وكمان الملف اللى طلبه من نرمين عرف منين ان الملف ده فى البيت مش فى الشركة
بدا على مراد التفكير ثم نظر اليها قائلا 
تقصدى ايه 
قالت مريم 
أظن والله أعلم فى حد بيساعده وبينقله أخبارك
قال مراد شاردا 
والأغرب من كده ان الملف ده بالذات جبته معايا البيت فى آخر يوم كنت فيه فى الشركة قبل ما أسافر
قالت مريم بحماس 
كده يبقى أكيد فى حد بيساعده
أومأ مراد برأسه وقد بدا عليه أنه اقتنع بكلامها وقال 
بكرة هشوف الموضوع ده
عاد ينظر الى كتابه وكأن شيئا لم يكن .. قالت بتوتر 
فى حاجه تانية كنت عايزة أتكلم فيها
رفع نظره اليها مرة أخرى .. فقالت مريم بثبات 
دلوقتى عمتو بهيرة الله يرحمها .. هى اللى كانت هتحل مشكلتنا دى .. وأنا كنت منتظرة انها ترجع القاهرة عشان الموضوع ده يتحل .. أقصد يعني الوضع اللى احنا فيه ده
بدا وجهه خاليا من أى تعبير فأكملت قائله بتوتر 
أنا شايفه ان خلاص كده .. نخلص من الموضوع ده .. من غير ما حد من أهالينا فى الصعيد يعرف حاجه .. وأرجع بكرة على بيتي
ظلت نظرات مراد اليها جامدة .. احتارت فى تفسير معناها .. وأخيرا تحدث قائلا 
لا لسه شوية
قالت بحزم 
لا مفيش داعى نستنى أكتر من كدة .. وطالما أهالينا مش هيعرفوا حاجة يبقى خلاص مفيش مشاكل
قال مراد وهى يعاود النظر الى كتابه 
لا مش دلوقتى لما أتأكد ان مفيش مشاكل هتحصل
قالت بحماس 
مفيش مشاكل هتحصل .. طالما محدش منهم هيعرف حاجه
قال مراد بحزم وهو ينظر اليها 
قولتلك مش دلوقتى أنا مش هخاطر ان مشكلة تحصل .. الأفضل نأجل الموضوع ده شوية
تنهدت مريم بضيق .. تابعها مراد بنظراته المتفحصه .. قالت مريم پحده 
طيب لو سمحت عايزة أنام
ظهر المرح فى عيني مراد وقال بخبث 
عايزانى أنيمك يعني 
نظرت اليه بدهشة وقد احمرت وجنتاها خجلا وهتفت قائله 
أقصد الكنبة .. انت آعد على الكنبة
اختفى المرح من عينيه وقال ببرود وهو ينظر الى كتابه 
نامى على الس رير
نظرت الى الس رير بدهشه ثم عادت تنظر اليه هاتفه پحده 
لأ
قال مراد بإصرار 
قولتلك نامى على السرير
شعرت مريم بالإضطراب والتوتر كيف بإمكانها النوم في فراشه .. شعرت بالضيق فحملت أحد كتبها ودخلت الى الشرفة تحت أنظار مراد التى تتبعها .. جلست على المقعد الكبير بالشرفة ورفعت قدميها بجوارها وأسندت رأسها الى ذراع المقعد وهى تقرأ كتابها .. لا تدرى كم مر عليها من الوقت قبل أن يغلبها النعاس وتغط فى نوم عميق .. نهض مراد من مكانه وتوجه الى الشرفة ليجد مريم نائمة وهى تحتضن الكتاب المفتوح .. اقترب منها بحذر وأخذ الكتاب من بين يديها برفق شديد .. كانت ناهد تهم بغلق نافذة غرفتها عندما رأت مراد داخلا الشرفة وهو يحمل غطائه وغطاء مريم وأخذ يدثرها بهما جيدا وبرفق خشية ايقاظها .. أحكم وضع الغطاء عليها وهو يرمقها بنظرات حانيه
.. أزاح بأصابعه خصلة من ش عرها سقطت على وجهها بن عومة .. ثم أرجع ظهره للخلف يستند به على سور الشرفة وظل ينظر اليها ويتأملها نائمه .. اغرورقت عينا ناهد بالعبرات .. وهى ترى ابنها يعامل مريم بتلك الرقه التى تنافى طباعه الجامدة الصارمة .. كانت تشعر بالصراع الكبير الذى يشعر به ابنها بداخله

.. كانت تعلم أن بداخله خوف كبير .. خوف من الحب .. خوف من الرفض .. خوف من أظهار اعاقته .. خوف من أن تتخلى عنه حبيبته مرة أخرى .. خوف من أن يجرح فؤاده مرة أخرى .. خوف من أن يسمح للحب بدخول قلبه .. حتى لا يتألم عندما يحين وقت الخسارة .
يتبع
الفصل التاسع عشر.
من رواية قطة فى عرين الأسد.
استيقظت مريم فجرا .. لتجد نفسها نائمة فى الشرفة ومدثرة بالأغطية أزاحتهم وهى تنظر اليهم بدهشة .. قامت وهى تحملهم وتوجهت الى الداخل لتجد مراد نائما على الأريكة بلا غطاء .. وقفت تنظر اليه بدهشة .. لحظات وانطلق منبه هاتفه .. فتركت الأغطية على الفراش ودخلت لتتوضأ .. خرجت لتجده مستيقظا تجنبت النظر اليه تماما .. قام وتوضأ ونزل للصلاة .. عاد مراد من المسجد ليجد مريم نائمة على الأريكة وقف بجوارها قائلا بصرامة 
مش قولتلك نامى على الس رير
قالت دون أن تلتفت اليه 
لأ
أزاح الغ طاء عنها فالتفتت اليه پحده .. فأشار الى الس
تم نسخ الرابط