نسخة مني
المحتويات
وهى تحاول أن تهدئ من خفقات قلبها التى كانت تتسارع من شدة الخۏف .. الټفت اليها مراد قائلا
أحسن دلوقتى
قالت بصوت أكثر ثباتا
أيوة الحمد لله
سارا عدة دقائق قبل أن يظهر لها المكان الذى تعرفه .. كان مقبلا اتجاههما مجموعة من الفتيات الاتى يضحكن ويتمازحن وهن مرتدات ملابس غير محتشمة .. رغما عنها التفتت مريم تجاه مراد لتتبع نظراته .. كان ينظر بجواره فجذبت انتباهه الضحكات فنظر أمامه لحظة قبل أن يخفض بصره أرضا .. تسلل اليها شعور بالسعادة .. لحظات قبل أن تشعر بالضيق من نفسها وأخذت تحدث نفسها .. ما شأنك أنت يا مريم نظر أم لم ينظر ما شأنك به لماذا تهتمين ما يخصه ليس من شأنك .. عقدت ما بين حاجبيها فى ضيق أفاقت من شرودها على صوت الهاتف فى يدها .. رأت رقم طارق الذى اتصل منه منذ قليل .. نظر مراد الى هاتفها فالتفتت اليه ومدت له يدها بالهاتف قائله
أخذ مراد الهاتف من يدها ورد
أيوة يا طارق .. فصل شحن .. أيوة لقيتها خلاص .. لا كله تمام .. متشكر يا طارق .. سلام
أنهى مراد المكالمة وهى ينظر الى مريم بإمعان قائلا
انتى اتصلتى بيه لما تهتى
قالت مريم بسرعة
لا اتصلت ب مى صحبتى وهى زميلتى فى الشركة .. قولتلها تتصل بيه
رقمك معاه من زمان
قالت مريم وهى تنظر اليه
لأ أنا مدتهوش رقمى اصلا .. ومبديهوش لأى عميل .. ممكن يكون خده من مى
أومأ مراد برأسه .. تلاقت أنظارهما فى صمت .. كل منهما ينظر الى عين الآخر بحذر وقلق وخوف .. كانت نظرات كل منهما تصرخ فى الآخر قائله .. ابتعد عنى لن اسمح لك بإختراق أسوار قلبي .. لكن نفس السؤال أخذ يتردد فى أعماق كل منهما .. ترى هل سأستطيع حقا الصمود
أنا كنت شاكك فيها من الأول
قال مراد هذه العبارة بعصبية .. فقال طارق
وايه مصلحتها فى كدة
قال مراد پغضب
الهانم أكيد كانت بتاخد منه فلوس .. ماهى مش هتعمل كده لله فى لله
قال طارق پحده
حسبي الله ونعم الوكيل فيها .. انسانه معندهاش ضمير
قال مراد بحنق
لولا التسجيل اللى حطيته فى المكتب مكنتش اكتشفت ان سكرتيرتى عميلة عند حامد وبتنقله كل تحركاتى
بس يا مراد مكنش المفروض تكتفى بطردها .. كان المفروض توديها فى ستين داهية بالتسجيل اللى معاك
قال مراد
هى بنت برده .. صحيح تتساهل قطم رقابتها عشان خاېنة للأمانة بس بردة بنت مينفعش أبلغ عنها وأدخلها اقسام
قال طارق وهو ينهض
طيب هروح أشوف مكتب توظيف محترم يبعتلنا سكرتيرة محترمة
زفر مراد بضيق .. فأكثر ما يكرهه فى حياته .. الخېانة .. بكل أشكالها وأنواعها
كنت فين يا جمال
قال جمال بضيق
كنت بشم هوا يا صباح
قالت بعتاب
فى عريس يسيب مرته فى البيت ويخرج ولسه مفاتيش اسبوع على جوازهم
هتف جمال پغضب
كانت جوازه ما يعلم بيها الا ربنا
هتفت صباح بحنق
ليه بجه ان شاء الله .. مش انت اللى كنت بتجولى انك نفسك فى اليوم اللى تتجوزنى فيه يا جمال نسيت كلامك الحلو اللى كنت بتسمعهولى
كنت مغفل يا صباح .. ياريتنى كنت انشكيت فى لسانى جبل ما أجول كلمة واحدة منه يا صباح
قال
ذلك ثم زفر بضيق ودخل حجرة النوم يشاهد التلفاز تحت نظرات صباح الغاضبة
أمسكت سهى هاتفها الذى لم يفارق يديها الا نادرا طيلة اليومين الماضيين .. لكن كالعادة رفض سامر الإجابة على أى من اتصالاتها .. كآخر حيلة لديها اتصلت بمكتبه فأخبرتها السكرتيرة أنه منشغل ولديه اجتماع .. فقالت سهى بصوت كمن أوشك
على البكاء
طيب لو سمحتى لما يخلص اجتماع قوليله سهى اتصلت بيك وعايزاك ضرورى
حاضر يا فندم
أنهت السكرتيرة المكالمة وتوجهت الى مكتب سامر قائله
الآنسه سهى اتصلت يا فندم وقولتلها زى ما حضرتك قولتلى
قال سامر بلامبالاة
طيب لو اتصلت تانى قوليلها سافر يومين ولو سألتك فين قوليلها متعرفيش
حاضر يا فندم
عاد مراد الى البيت فى المساء ليجده ساكنا .. توجه الى غرفة المعيشة ليجدها فارغة .. صعد الى غرفته وطرق الباب ليجد مريم جالسه على الأريكة تتطلع الى حاسوبها الموضوع على قدميها
السلام عليكم
نظرت اليه قائله
وعليكم السلام
أغلق الباب وهو يتطلع اليها قائلا
أمال فين ماما واخواتى
قالت مريم بهدوء
راحوا لخالتك .. هما كلموك أدامى انت نسيت
قال مراد وقد بدا عليه التذكر
أيوة أيوة .. معلش نسيت
عادت مريم الى عملها مرة أخرى أمام الحاسوب .. دخل مراد الحمام وأخذ دشا واستبدل ملابسه ثم نظر اليها قائلا
اتغديتي
قالت
أيوة
أخرج هاتفه يتفحصه .. فنظرت اليه مريم قائله
لو مكنتش اتغديت أقول لدادة أمينة تحضرلك الغدا
نظر اليها مبتسما
مبحبش آكل لوحدى .. لو هتاكل معايا ماشى
قالت بحرج
انا اتغديت
قال وهو يغادر الغرفة
أنا نازل المكتب
توجه مراد الى مكتبه .. بعد ما يقرب من
متابعة القراءة