كاملة
المحتويات
غاضبة تدخلها متجه الى فراشها تلقى بجسدها فوقه شاهقة بالبكاء لتتبعها سماح مقتربة منها وهى تزيح دموع الضحك عن عينيها قائلة بصوت مازال اثر ضحكاتها به
طب قومى متزعليش خلاص مش هضحك تانى
لم تتحرك فرح من مكانها تستمر فى بكائها فتهتف بها سماح مدافعة عن نفسها
ماهو انتى يا فرح برضه عليكى عمايل ولا شغل العيال والفروض يعنى انك كبرتى عليها
هو ايه حكاية كبرتى النهاردة معاكم ..هو يقولى كبرتى وانتى تقوليلى كبرتى ..وكله شغال ضحك عليا
جلست سماح جوارها تربت فوق كفها برفق قائلة بحنان
طب خلاص بقى متزعليش ...انا بس مستغربة اللى حكاتيه ...مش ده خالص صالح اللى كل الحارة تعرفه وعارفة هيبته وشدته
تنهدت فرح تضم شفتيها فى محاولة لتوقف عن البكاء قائلة
هزت سماح رأسها بحيرة قائلة
والله انا بدأت اشك انه .....
صمتت عن اكمل حديثها تعقد حاجبيها بتفكير شاردة للحظات لتوقفت فرح عن البكاء خلالها تهزها من كتفها بعدما طال صمتها تسألها بلهفة
نفضت سماح عنها حالة الشرود ناهضة عن الفراش قائلة بحزم
مفيش حاجة ولا بتاع ..احنا هنعملها فيلم ..قومى يلا فزى من مكانك اغسلى وشك..وشوفى هنقول ايه لخالك لما يجى يا فالحة
ارتمت فرح بجسدها فوق الفراش تعاود الاستلقاء مرة اخرى وهى ټدفن رأسها اسفل الوسادة قائلة
يعمل اللى يعمله ..والله مانا راجعة هناك تانى ولو قټلنى حتى
ماهو ياريت على اد قټلك انتى بس .. دى هتبقى حفلة قتل جماعى لينا كلنا النهاردة
دخل الى الشقة الخاص بوالديه ومازالت بقايا ضحكته مرتسمة فوق شفتيه يتلاعب بالمفاتيح الخاصة به بين اصابعه وهو يدنن لحنا سعيدا من بين شفتيه متجها ناحية والده الجالس فوق اريكة يتابع التلفاز بأهتمام وتركيز ولكن توقف ملتفا اليه بدهشة قائلا بتعجب سعيد
جلس صالح بجواره يمازحه بمرح
لدرجة دى يعنى كنت قالبها غم علشان تستغرب لما اضحك ياحاج!
هز والده كتفه قائلا بسعادة
اكدب عليك واقولك لاا ...بس مش مهم المهم ان الضحكة رجعت تنور وشك تانى
هتف بعدها يكمل وعينه تلتمع بأمل ورجاء
تبدل حاله تماما فور ان نطق والده كلماته تلك يكفهر وجهه بشده وعينيه تتقاذف بداخلها الشرارات كالبرق يتخشب جسده بشدة وهو يفح من بين انفاسه قائلا بصوت غاضب
لاا..وياريت يا حاج نقفل على السيرة دى... ومتفتحاش معايا تانى
توتر الحاج منصور فى جلسته وهو يرى تغير حال ولده للنقيض بتلك السرعة يهمس بقلق مبررا
متزعلش منى يابنى .. انا بس عاوز اطمن عليك واشوفك متهنى ومراتك كمان بنت ناس و....
التوت شفتى صالح بمرارة شاردا عن الباقى من حديث والده تتدافع داخل عقله مشاهد شهوره الاخيرة مع ما يسميها والده بأبنة حلال حتى توقفت عند مشهده الاخير معها قبل طلاقهم مباشرا عندما وقف مكانه يتطلع اليها وهو يراها تتحدث فى هاتفها بسخرية دون ان تشعر حتى بوجوده وكلماتها كانت كالحمم تنهمر فوق رأسه وسمعه دون رحمة حين استمع الى صوت ضحكتها المنتصرة السعيدة قبل ان تكمل حديثها بخبث وتعالى اصابه بالنفور منها والغثيان فتقدم خطواته ببطء وهدوء رغم ما يمر به من مشاعر غاضبة تجعله يرد تحطيم ارجاء المكان فوق رأسها ملتفا حول مقعدها حتى اصبح امامها مباشرا لتشهق هالعة تلقى بهاتفها ارضا صاړخة باسمه وقد کسى وجهها الشحوب من حضوره المفاجئ تفرك كفيها معا بتوتر وقلق ثم حاولت التقدم منه تهم بالحديث لكنها توقفت مكانها مرة اخرى حين رأت عينيه تنهيها عن هذا فقد كانت نظراته لها شديدة القسۏة والبرود فأخذت تحاول مرة اخرى التحدث بصوت حاولت اظهاره طبيعيا لكن خرج رغما عنها مرتجفا متلعثما قائلة
دى..دى اميمة اختى ..كنت بكلمها عن ..عن
صمتت بأضطراب تحاول البحث وايجاد كلمات تسعفها فى انقاذ ما يمكن انقاذه لكن توقف عقلها عن العمل حين وجدته يتحرك من مكانه متقدما منها ببطء تنكمش فوق نفسها ړعبا ظنا بأنه سيقوم بضربها كما تستحق لكنها صدمت حين وجدته يجلس فوق المقعد بكل هدوء قائلا بصوت رغم هدوئه الا ان به شيئ مظلما غاضب
لا مش محتاج تقوليلى كنت بتقولها ايه..انا سمعت كل حاجة ومفيش لزوم اسمعه تانى
ازاد توتر جسدها وهى تفرك كفيها معا مرة اخرى بأضطراب وقلق سرعان ما تحول الى صدمة وذهولا ټنهار قدميها اسفلها لتسقط ارضا بقوة ټحرق الدموع عينيها حين قال بصوته البارد الجاف رغم الۏحشية فى عينيه وشراسة ملامحه
انتى طالق يا امانى ...طالق
كلمات قالها وليس بنادم عليها ابدا انهى بها اشهر من العڈاب لن يعيدها مهما حدث فيكفيه شعوره الان بالارتياح والسکينة منذ ان قالها لها بعد ظلام وعذاب كادوا ان يقضوا عليه بلا رحمة
افاق من تلك الدوامة التى ابتلعته بداخلها مثل كل مرة يقومون فيها بذكرها امامه تنتبه حواسه على صوت شقيقته المتذمر وهى تقاطع حديث والده معه الشارد هو عنه قائلة
بابا انت لسه متصلتش بمليجى علشان يبعت البت فرح!
التف اليها الحاج منصور قائلا بتأكيد
لاا اتصلت بيه .وقالى هيبعتها حالا
زفرت ياسمين هاتفة بحنق
طب ليه الهبابة دى مجتش لحد دلوقت
هدر صالح ناهرا اياها بحدة وڠضب
ياسمين...لمى لسانك واتكلمى عدل
توترت ياسمين قائلة بأرتباك
انا اسفة ياصالح ...انا مقصدش و...
لكنه قاطعها بخشونة يسألها
بعتى لفرح ليه.. عوزها فى ايه
هزت ياسمين كتفيها قائلة بعدم اهتمام
هعوزها فى ايه يعنى ...كانت هتيجى تساعد معاهم فى المطبخ .. العادى بتاعها يعنى
نهض صالح عن مقعده پعنف وهو يهتف بها محذرا بحدة
انا مش قلتلك اتكلمى عدل
ضړبت ياسمين الارض بقوة قائلة بعبوس
فى ايه يا صالح هو انا قلت ايه غلط دلوقت ..مش دى شغلتهم
اتى ټعنيفها هذه المرة من الحاج منصور وقد هتف بها غاضبا وبصوت حاد
بنت يا ياسمين احترمى نفسك واتكلمى عدل .. دول جيرانك يعنى زى اهلك ومش معنى انهم بيجوا يساعدوا امك فى حاجة يبقى تتكلمى عنهم كده ..فاهمة ولا لا
زفرت ياسمين حنقا وهى ټضرب الارض بقدمها مرة اخرى اعتراضا منها على حدتهم معها ثم اندفعت مغادرة المكان سريعا وهى تدمدم بكلمات حانقة ليلتفت الحاج منصور بعدها
الى صالح زافر بنفاذ صبر قائلا
البت دى خلاص دلعنا فيها....
صمت عن حديثه هازا راسه زافرا بقلة حيلة ليحدثه صالح بهدوء قائلا
فرح جت بس رجعت تانى روحت ...انا قابلتها وانا طالع
هتف الحاج منصور قلقا
خير روحت تانى ليه
اجابه صالح وهو ينحنى يستعيد مفاتيحه والتى القى بها فوق المنضدة عند دخوله قائلا بصوت عادى
النبرات
ابدا .. رجليها كانت دخل فيها مسمار و بتوجعها فروحت علشان مقدرتش تكمل عليها
هز
متابعة القراءة