كاملة
المحتويات
الليل تعد ما ستقوله ترتب له جيدا ولكن حين حانت اللحظة هرب كل شيئ لتقف امامها تستجمع شجاعتها عدة لحظات تجاهلتها فيهم سماح تماما حتى استطاعت القول اخيرا بصوت خاڤت متردد
سماح انا مش عاوزة قبل ما امشى تكونوا زعلانين منى..
ظلت سماح جالسة كما هى تتطلع امامها بجمود ولا يظهر على ملامح اى استجابة لتكمل كريمة برجاء وعتب
فرح
ابتسمت سماح ساخرة بمرارة قائلة
انتى كمان زعلانة انها مش عاوزة تكلمك بعد ما جوزها كان هيروح فى داهية وانتى كنت عارفة وسكتى
سحبت كريمة احد المقاعد تجلس عليه فى مقابلها وهى تقول برجاء
طب اسمعينى بس..انا والله ما كنت ناوية اعمل اللى ظاظا طلبه منى...انا كنت هاخد القرشين واخد عيالى واشوف مصلحتى بعيد عن هنا.....
مصلحتك على حساب اختى وبيتها!...مجاش فى بالم وانتى بتفكرى فى نفسك تفكرى فيها وفى اللى هيحصل لها لو ظاظا قدر ينفذ اللى عاوزه بحد تانى غيرك...ده حتى مش بعيد يبقى جوزك..وزى ماعملها مرة يعملها تانى وتالت
اخدتى بالك دلوقت صح.... فكرتى فيها وفى اللى كان هيحصل...
تغيرت نبرتها تختنق بغصة البكاء قائلة لها بخيبة امل
طب كنتى على الاقل تعالى ونبهينى للى بيحصل ولا عرفى فرح وبلاش تقولى لصالح لو كنت خاېفة منه... بس لا انتى اتسعرتى اول ما شوفتى الفلوس ونسيتى كل حاجة الا نفسك وبس
كان نفسى ابعد عن هنا... كان نفسى ولادى مايشفوش اللى انت وفرح شوفتوه بالعيشة هنا
نهضت سماح واقفة ببطء قائلة وهى تتطلع نحوها بحسرة والم
وهو حصل ياكريمة وربنا يهنيكى فى حياتك..بس عاوزة اقولك ان برغم كل اللى شوفته انا وفرح فى عشتنا مع جوزك عمرنا ما فكرنا نسيب هنا ونبعد
رفعت كفيها بتحذير لها حين نهضت كريمة من مقعدها تحاول التقدم منها قائلة برجاء وصوت مرتعش
انسى ياكريمة وعيشى حياتك زى مانتى كنت عاوزة وانسينى وانسى فرح احنا خلاص مبقاش لينا حد
اه عوزة اقولك اللى شوفته انا وفرح وخلاكى عاوزة تهربى منه لسه بنشوفه وبنعانى منه لحد النهاردة
دخلت غرفتها تغلق بابها خلفها وتضعه حاجز بينها وبين انسانة كانت اعز الاشخاص اليها لټنهار كريمة فى البكاء يصل صوتها الى سماح والتى وقفت خلف الباب تستمع اليها لكنها لم تجد فى نفسها القدرة على الغفران او مسامحتها ربما فيما بعد قد تستطيع الايام رأب هذا الصدع بينهم وتعود النفوس الى ماكانت عليه يوما ما
يومين وهو ينتظر فى محله يتأكله القلق والړعب حاول فيهم الوصول الى ذلك الاحمق وزوجته بعد ان تقطعت به كل السبل للوصول اليهم فقد اختفى مليجى فى اليوم الثانى من تهديده له ووزوجته هى الاخرى قد اغلقت هاتفها ولا يستطيع الوصول اليها من خلاله
فكر ان يبعث اليها باحد يسأل عنها فى منزلها لكنه ېخاف ان ينكشف امره ويدرك احد صلته بها لذا فضل فتح محله كما يفعل كل يوم والتصرف بطبيعية حتى تتضح لها الامور وعلى ضوئها يستطيع التصرف
مرت ساعة اخرى عليه قضاها فى قلقه وافكاره حتى قرر النهوض والذهاب للجلوس على المقهى المجاور لمحل صالح لعله يلمح اويستمع شيئ مما يدور وبالفعل تقدم بخطوات حتى الباب الخارجى يلقى للعامل لديه بعدة اوامر وهو فى طريقه ليصدم جسده بأخر شخص تمنى لقائه فى هذا اللحظة وهو صالح والذى ابتسم بسخرية ونظرات عينيه ثابتة لكنها ايضا خبيثة غامضة وهو يتحدث اليه قائلة بنرة عادية مرحة
على فين كده يا معلم...دانا كنت عاوز فى كلمتين
صدم انور لاا بل صعق حرفيا وقد اړتعبت ملامحه تفر الډماء من جسده وعينيه تتطلع نحو صالح المبتسم بهدوء واستمتاع كأنه قط وقد اوقع فأر فى احدى الاركان حتى يستمتع باللعب معه قبل الانقضاض عليه وهو يتحدث قائلا ببطء وعينيه تطلق له بالتحذير وهو يمد يده نحو ياقة قميص انور يعبث بها
بس لو مشغول ولا وراك مشوار مهم انا ممكن اجيلك وقت تانى
وجد انور نفسه يهز رأسه بالرفض دون شعور برغم مطالبة عقله له بالفرار والتحجج بأنه لديه بالفعل عمل ما يستدعى رحيله لتتسع ابتسامة صالح وتصبح ابتسامة ذئبية قائلا
حلو اووى... يبقى اتفضل يا معلم انور واقعد على مكتبك خلينا نقول الكلمتين
اومأ انور له رأسه كالمغيب يتراجع بظهره للخلف ومع تقدم صالح بخطواته حتى وصل اخيرا لمكتبه يلتف حوله جالسا على المقعد خلف بقوة بعد ان اصبحت قدميه كالهلام لا تقوى على حمله يتابع جلوس صالح المسترخى فوق المقعد المقابل له ويقوم بأشعال لفافة تبغ بهدوء وتركيز شديد قبل ان يتحدث اخيرا بنبرة عادية
قولى يا انور... زعلت على فلوسك اللى راحت منك والقلم بتاع الست كريمة ولا لا
اهتز جسده پعنف كمن ضړبته صاعقة من مباغتة صالح له فقد ظن انه سيراوغ فى البداية ويعطى له الفرصة لتغطية على فعلته والبحث عن مخرج لكنه لم يمهل الوقت بل سدد له الضړبة فى مقټل وجعله لا يستطع حتى ان ينبث بلفظ واحد وهو يستمر فى هجومه دون رحمة يكمل قائلا دون ان ينتظر ردا على سؤاله
اكيد طبعا زعلت ده مبلغ برضه مش قليل.. انا لو مكانك كنت هزعل اكيد
ازدرد انور لعابه بصعوبة يتصبب جبينه بالعرق حتى سال على وجهه يحاول التحدث فخرج صوته مرتعش خاڤت
انا..مش عارف انت بتتكلم عن ايه...ياصالح بالظبط
تراجع صالح براحة للخلف فى مقعده قائلا بصوت غير مبالى وهو ينظر لطرف سيجارته
بس انا عارف يا انور...وجاى النهاردة علشان نخلص كل حاجة بينا ونقفل عليه الموضوع ده خالص
هم انور بالانكار مرة اخرى بعدم معرفته عن اى شيئ يتكلم لكن لم يمهله صالح الفرصة ينقض عليه يجذب فوق المكتب من قميصه نحوه حتى تقابلت الاوجه والاعين تتصادم واحدة بنظرات مړتعبة واخرى شرسة قاسېة يفح صاحبها من بين انفاسه
ماقلت لك انا جاى احل واخلص...يبقى تجيلى دوغرى كده وبلاش شغل اللوع بتاعك ده معايا..ها قلت ايه
اومأ له انور له بالموافقة بسرعة وخوف جعل ابتسامة صالح ترتسم فوق شفتيه يرفع كفه يربت فوق
وجنة انور بقوة قائلا
جدع يا انور.. كده نبقى حبايب
تركه وعاود الجلوس فى مقعده قائلا
هااا تحب تبتدى منين بقى...انا بقول من الاول من يوم ما طلبت ايد فرح وهى رفضتك
هز انور رأسه بالموافقة يزدرد لعابه مرة اخرى وهو يحاول استجماع شجاعته ثم يشرع فى اخباره بكل مافعله من يومها وحتى وقتهم هذا بينما جلس صالح بهدوء و اتزان بعكس
متابعة القراءة