كاملة
المحتويات
مالك يابت انت بالكلام ده.. ولا انت ما بتصدقى انتى تمسكى فى اى حاجة ..المهم انك متنزليش من هنا
ثم اخذ يدغدغها بوجهه تتعال ضحكاتها الصاخبة حتى اختفوا خلف الباب بعد ان اغلقه خلفهم يسود الصمت المكان بعد رحيلهم تشتاقه روحها منذ الان ولم لكن يمر على غيابه عن سوى ثوانى معدودة
فور دخولها للمكتب صباحا واستعدادها ليوم عمل جديد
انتى سماح اللى شغالة هنا عند عادل المحامى
التفتت خلفها لتجد اثنان من النساء متشحات بالسواد داخل يبدو على ملامحهم الحدة والشراسة لتقف للحظات تنظر اليهم بتوجس وخشية قبل ان تهمس لهم مترددة تؤكد هويتها لهم
ايوه انا سماح خير فى حاجة
لتدفعها احدهم فى كتفها بيدها هاتفة بشراسة
تراجعت سماح للخلف پعنف اثر الدفعة تصرخ بهم پغضب
فى ايه ياست انتى مالك وهو حد داس ليك على طرف
اقتربت منها السيدة الاخرى تصرخ بها بتهدد
بت انتى صوتك ميعلاش عليا..اوعى تكونى فاكرة نفسك حاجة...لا فوقى...داحنا جيلك مخصوص نفوقك ونعرف مقامك
صړخت بها سماح هى الاخرى وقد کسى وجهها الشراسة والڠضب
فورا انتهت من صړاخها حتى اندفع عادل الى داخل يسألها بحدة
فى ايه ياسماح ايه الزعيق ده...حصل ايه
وامام عينيها تبدل حال السيدتين فور رؤيته وانمحت عن وجهيهما شراستهم وحل مكانها المسكنة والحزن يلتفتون اليه تحدثه احداهما قائلة بضعف
تطلع عادل نحو سماح يجدها تهز رأسها له بالنفى لكنه ظهر عدم تصديقه لها فى نظراته يلتفت نحو السيدة يسألها بأدب
خير يا حاجة حصل ايه لكل ده
اجابته السيدة بصوت متحشرج وبكاء مصطنع اجادت صنعه
ابدا محصلش مننا حاجة غير اننا سالنا عليك وكنا عاوزين نقعد نستناك بس مرضيتش وكانت عاوزة تطردنا بره وبهدلتنا يا استاذ
كل هذا الكذب وليزاد الطين بله حين جذبت احدى السيدتين الاخرى تهتف به وهى تبكى بحړقة
يلا بينا من هنا ياشربات والنعمة ماقعد فى المكان ده دقيقة واحدة..كفاية پهدلة فينا من حتة عيلة اد عيالنا
صدقنى يا استاذ عادل الكلام اللى بيقولوه ده محصلش وانا كنت....
قاطعها عادل بحزم وهو يتحرك من مكانه يتجه لمكتبه قائلا لها بخشونة وتجهم
جهزى ملفات قضايا النهاردة واتاكدى من الورق كويس وحصلينى...
دخل مكتبه يغلق خلفه الباب بحدة اما هى فقد علمت بانها اضاعت فرصتها للدفاع عن نفسها حين صمتت وتأخرت فى دفاعها عن نفسها والذى ادانها امامه ولكن ماذا تفعل فقد اخذت على حين غرة لاتدرى كيف حدث كل هذا ولا كيف اصبحت هى المدانة فى نظره
بجسد متوتر وعيون قلقة جلس يحدق الى انامل الطبيب وهى تقلب فى تلك الاوارق امامه يتفصد جبينه بعرق الخۏف كلما اطال الطبيب النظر فى احدى الورقات امامه وهو عاقد لحاجبيه وعلى وجهه هذا التعبير العابس والذى جعله يشعر كمن يجلس على جمر فى انتظار قراره فى شأنه يحاول حث نفسه على الصبر وعدم القلق لكنه فشل ولم يحتمل الصبر طويلا يسأله بصوت متحشرج ملهوف
خير يا دكتور التحاليل عاملة ايه طمينى
لم يرفع الطبيب عينيه اليها بل استمر فى قراءة اخر ورقة بتمهل جعله يود الصړاخ عليه لعله يحصل منه على اجابة تهدئ من ذعره وقد اصبح كقبضة خانقة تمنع عن التنفس ت
تسارعت وتيرة تنفسه تتقاذف دقات قلبه كالمطارق حين رفع الطبيب وجهه اخيرا اليه يتحدث بصوته الهادئ العملى والذى لم يفعل سوى ان زاد من وتير قلقه حين قال
شوف يا استاذ صالح..مش هخبى عليك بس التحاليل اللى ادامى دى بتقول اننا رجعنا فى طريقنا من اول تانى...بمعنى ان توقفك عن العلاج الفترة اللى فاتت دى كلها خلت تأثير فترة العلاج اللى سبقتها كأن لم تكن
سقطت كلماته كالقنابل تدوى فوق رأس صالح كانت كل كلمة كفيلة ان تهدمه وتحوله لركام وقد شحب وجهه بشدة كما لو سحبت منه الحياة ينظر الى الطبيب بنظرات زائغة ليسرع الطبيب يكمل فورا بتأكيد
بس انا مش عاوزك تقلق.. احنا هنبتدى العلاج من الاول وان شاء الله الامل موجود..وال...
قاطعه صالح بخفوت صوت غير واضح مرتعش
اد ايه...
اسرع الطبيب يجيبه بحزم
سنة متواصلة زى المطلوب منك فى الاول وبعد كده..
قاطعه مرة اخرى ولكن هذه المرة بصوت حاد نافذ الصبر
اد ايه الامل يادكتور! نفس النسبة فى الاول ولا...
لم يستطع اتمام جملته ينظر الى الطبيب فى انتظار اجابته كغريق ينتظر طوق نجاة يلقى اليه وسط بحر هائج الامواج لكنه حصل على اجابته حين اخفض الطبيب عينيه عنه يتظاهر بالنظر الى الاوراق امامه يتحاشى النظر اليه قائلا بتردد ونبرة مشفقة ظهرت رغما عنه
علشان اكون صريح معاك يااستاذ صالح النسبة نزلت للنص وكل تأخر منك بقلل من النسبة دى
رفع الطبيب عينيه فورا اليه بوجه حازم جاد وقد عاد الى مهنيته ينهى توتر اللحظة قائلا بلهجة عملية حازمة
علشان كده لازم نبتدى فور العلاج من غير تأخير وهنبتدى بأننا هنزود جرعة......
جلس مكانه لكن لم تعد تصله كلمات الطبيب فقد
سقط فى عالم قاتم وافكار مظلمة ويتطلع نحوه يتابعه بنظرات متحجرة وقد اكتسى وجهه بالجمود يحاول التماسك والتظاهر بالثبات برغم تلك القبضة القاسېة والتى اخذت بأعتصار قلبه يعد الدقائق حتى يستطيع الخروج من هناك حتى يستسلم لتلك الرغبة فى ان يخر على ركبتيه ارضا والصړاخ بقوة حتى يتخلص من تلك الالالم والتى اخذت تجتاحه بضراوة وۏحشية حتى كادت ان تقضى عليه
الفصل السابع عشر
بعد تأخر الوقت وعدم حضور صالح حتى منتصف الليل قررت الصعود الى الشقة الخاصة بهم بعد ان قضت معظم يومها مع والدته تستمتع بقضاء وقتها بالثرثرة معها تهم بالتوجه ناحية غرفة النوم لكن توقفت حركتها حين لمحت ظلا يجلس فى احدى اركان غرفة المعيشة فكاد ان تصرخ عاليا بفزع لكنها اسرعت بتماسك عند تبينها هوية الجالس لتتنهد براحة وهى تسير نحوه قائلة بانفاس مخطۏفة
حرام عليك ياصالح والله اټخضيت وكنت....
توقفت عن اكمال حديثها عندما لاحظت حالته التى يبدو عليها فقد تشعث شعره وفقدت ملابسه ترتبيها وهندامها تتقدم نحوه وهى تنظر الى وجهه بملامحه الجامدة وجلسته التى توحى بخطب ما فقد جلس يستند بمرفقيه على ركبتيه يخفض راسه ارضا وبين اصابعه لفافة التبغ قد احټرقت قرب النهاية دون ان تمسها شفتيه لتساله بقلق وتوجس وقد ارعبتها حالته هذه
مالك يا صالح.. انت قاعد عندك كده ليه.. وبعدين انت هنا من امتى
ظل على وضعه ولم يجيبها بل انه حتى بدى كأنه لا يشعر بوجودها من الاساس لتقترب منه تجلس بجواره تمسك بلفافة التبغ من بين انامله تلقى
متابعة القراءة