كاملة
المحتويات
وهى تدفعه بكتفها پغضب وعڼف تاركة المكان له وقد انتهت معه ولا مجال لحديث اخر بينهم يسود الصمت المكان بعد مغادرتها لدقائق ظل هو خلالها واقفا مكانه كتمثال صنع من حجر لا توجد على ملامحه او عينيه اى مشاعر او تعبيرات وقد ارتفعت مرارة كالعلقم فى داخل حلقه وشعور بالهزيمة والانكسار يسيطر عليه فبعد ان كان فى انتظار اجابتها كالظمأن فى صحراء قاحلة وهو يقسم بداخله لو جاءت اجابتها كما هو يتمنى سوف يخر فورا على ركبتيه اسفل قدميها معترفا لها بكل شيئ طالبا منها الغفران على كل ما فعل واخفائه عنها الحقيقة مبررا لها فعلته انه عاشق لها منذ سنوات طوال ويخشى يوما خسارتها بعد ان اصبحت بين يديه لذا لجأ لخداعه هذا حتى يحظى بها فى حياته وبين احضانه المشتاقة لها ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه .. فقد جاءت اجابتها كما توقعها تماما يكررها عليه الزمن لمرتين كأنه لم يكتفى من اوجاع المرة السابقة
لذا يوم وراء يوم مر عليهم وكل منهم التزم الصمت ومعاملته لاخر باحترام بارد لا يخلو من الفتور فبعد حديثهم المشئوم هذا عاد الى عمله مباشرا والتزام النوم بعيدا عنها فى غرفة اخرى و اصبح فى حديثه معها مهذب الى اقصى درجة كأنها شخص غريب عنه تماما لتشعر هى مع معاملته تلك كانها هى من قد قامت بأهانته وايلامه وليس هو تزداد المرارة بداخلها لحظة بعد اخرى وبعد ان اصبحت لا تراه تقريبا فى يومها فهو ينهض قبل استيقاظها ويحضر بعد نومها او كما يظن هو بنومها كقاعدة التزم بها طيلة هذان اليومين وهى ايضا لم تحاول كسر هذه القاعدة تتظاهر بلا مبالاتها لما يحدث برغم شوقها وتلهفها اليه تشعر بڠضبها منه تخف حدة رويدا حتى كاد يصبح كالهباء الا من جزوة ضعيفة مازال يتمسك بها كبريائها تمر بها اللحظات شاردة يرتسم داخل عيونها الحزن كما الان وهى تجلس بجوار شقيقتها والتى اخذت تحدثها بحماس لكنها كانت غافلة عنها تماما فعقلها وافكارها كانت هناك لدى سارق قلبها وخفقاته تتسائل عما يفعله الان وما يفكر به حتى صړخت بها سماح بأستهجان مصطنع وبصوت جعلها تهب فى جلستها فزعا حين قالت
التفتت اليها وعلى وجهها امارات الحيرة والارتباك والتى تدل على انها لم تكن منتبهة بالفعل لما كانت تقوله لها شقيقتها لتهتف بها سماح مازحة وقد اختفى ڠضبها فورا تصفو ملامحها
لااا دانتى مش معايا خالص..كل ده علشان سى صالح سابك ونزل الشغل
يااا على حب اللى مولع فى الدرة ...يلا معلش شدة وتزول ياختى
لم تبادلها فرح مزاحها كعادتها بل ظلت كما هى هادئة ساهمة النظرات لتعتدل سماح فى جلستها تتطلع لها بقلق قائلة
بت مالك من ساعة ما كلمتك وقلتيلى تعالى وانت قاعدة مسهمة كده فى ايه
تطلعت اليها سماح بقلق يظهر عدم تصديقها لها فى نظراتها لكنها مررت الامر لاتريد الضغط عليها للحديث تكمل بصوت عادى
مفيش من ساعتها زى ما قټلك و انا عينى وسط راسى خاېفة البت دى تعمل
فيا مقلب تانى ..خصوصا ان شوفت وشها عمل ازى لما دخلت لقيتنى لسه موجودة فى المكتب
بت مين انت تقصدى مين مش فاهمة تقصدى ياسمين!
هتفت سماح بها بغيظ
اومال انا بقولك ايه من الصبح ..البت ياسمين كانت هتودينى فى داهية لما سړقت ..
قاطعتها فرح پصدمة وذهول صاړخة
نهار اسود هى ياسمين سړقت سړقت ايه لااا انتى تحكيلى من الاول خالص
زفرت سماح بحنق تقص عليها مرة اخرى كل ماحدث منذ بداية دخول ياسمين المكتب عليهم فجأةاثناء مزاحهم الى ماحدث فى اليوم التانى واختفاء التوكيل من داخل ملف القضية..
لتقاطعها فرح تنهض واقفة هاتفة تفرغ كل ما بداخلها من ڠضب ووجهها محتقن بشدة
الحيوانة ..هى اټجننت ولا ايه فاكرة نفسها مين ..والله لكون مطينة عشيتها ال....
نهضت سماح تضع كفها فوق فمها توقف سيل الشتائم المنهمر منه وهى تهتف بړعب
يخربيتك اهدى ..انتى اتجننتى ولا ايه ..اعقلى كده انا بقولك شاكة فيها بس
ابعدت فرح فمها من خلف كفها وعينيها تطلق الشرار صاړخة
يعنى ايه هنسكت ومش هنتكلم وهنسيبها تعدى بعملتها
هزت سماح رأسها لها مؤكدة قائلة بحزم
اه هنسكت يافرح ..ولا عاوزة اهل جوزك يقولوا اننا بنخرب على بنتهم واحنا حتى مفيش بادينا دليل ..اهدى كده وخلينا نتعامل بالعقل
اخذت فرح تتطلع لها باستنكار ورفض لكنها وجدت من سماح نظرات ثابتة حازمة عليها جعلتها تحول التنفس بعمق وتهدئة ڠضبها المستعير بداخلها تجلس مرة اخرى لكن سماح لم تتبعها بل سحبت حقيبتها قائلة بهدوء
انا همشى دلوقت وهجيلك تانى بعدين ..وانتى حاولى تهدى كده وبلاش الجنونة بتاعتك دى وفكرى كويس فى اللى قلت ليكى ...
اشارت لها بسباتها محذرة اياها بحزم تكمل
و اوعى اوعى يافرح جوزك ياخد خبر بكلامنا ده..متخلنيش ندم انى حكيت ليكى حاجة
همهمت فرح بحزن قائلة دون وعى
جوزى !مش لما نتكلم من الاساس ابقى احكيله
اتسعت عينى سماح ذاهلة تهتف بحنق
تانى يافرح تانى !..دانتى لسه مكملة اسبوع جواز وخاصمتى فيهم الراجل اكتر ما كلمتيه
اڼفجرت فرح فى البكاء بصوت تقطع له قلب سماح وعلمت ان الامر لم يكن هينا اوبسيط مثل ما تخيلت لتجلس مرة اخرى ټحتضنها بحنان بين ذراعيها تربت فوق خصلات شعرها بحنو تتركها تفرغ ما بداخلها بالبكاء حتى هدئت شهقاتها اخيرا لتسألها سماح بحنان و مراعاة
حصل ايه تانى بينك وبينه ..! احكيلى يلا
نكست فرح رأسها قائلة بحزن وطفولية
هحكيلك علشان بعد ما اخلص تغلطينى زى كل مرة
ابتسمت سماح وهى ترفع وجهها اليها قائلة بشاشة ورفق
تحاول تطمئنتها
لا متخفيش مش هعمل كده..وبعدين يعنى هو هيبقى عندى اغلى منك يا عبيطة
كأنها كانت تنتظر كلماتها المطمئنة تلك تسرع بالقاء رأسها فوق كتف سماح تزيح عن ثقل يجثم فوق صدرها تتسابق عبراتها فوق وجنتيها وهى تقوم بقص عليها ماحدث بنبرات حزينة منكسرة لم تقاطعها خلالها سماح ولو لمرة
متابعة القراءة