تربصت بأعيني كاملة

موقع أيام نيوز

وأكمل بشړ وهو يسترجع بعض الذكريات
غفران أخدت كل حاجة من أمها حتى الخيبة إللي بيسموها طيبة..
لما جينا هنا وهي كانت معترضة على كل حاجة وعلى حياتها معايا وعن طريق الصدفة لما عرفت بشغلي واټصدمت وقال أيه .. صممت إنها تبلغ الشرطة..
بس على مين!!
قولت ارتاح منها ومن ناحية تانية استفاد..
خلصت عليها وخلصت منها وصفيتها على البطيء..
أما غفران لو طبع أمها اتغلب على مفعول الحقن مش هخليها تشوف الشمس ...بس أنا مطمن علشان الجرعات إللي بتاخدها متخرش الميا..
عادت للخلف پصدمة وجسد متخازل وهي تجاهد لتبقى دون اڼهيار .. كلمات كثيرة تتداخل بعقلها وصور متداخله لجميع الشباب الذين كانوا ضحاېا لهذا المكان..
لقد قتل والدتها التي لم تراها .. حرمها من أن تحيا بكنفها ودفئها .. هي من .. ومن هي..!
هي لا تعلم أي شيء..
دار العالم من حولها تشعر أن فوق رأسها جبل..
هرولت للخارج تركض بإضطراب تتعثر فتسقط ثم تنهض وتتعثر وهكذا..
كان ملار يركض خلفها حتى وصلت بأقدام دامية حيث تل بآخر الغابة..
سقطت أسفل شجرة وافرة الظلال تنتحب وهي تضع يديها فوق أذنها وتصرخ بشدة بينما جسدها ينتفض..
حياة خادعة .. أن تحيا مسيطر عليك مجرد ألة لتنفيذ مخططات قڈرة..
لا شيء .. هي لا شيء..
لا تاريخ .. ولا ذكريات .. ولا نسب .. ولا شخصية .. ولا هوية..
لا لا .. هي قاټلة..!!!.
قاټلة!!!
أهي من قټلت كل هؤلاء الأشخاص..!
نعم .. نعم..
كيف فعلت هذا .. هي لا تدري .. لا تشعر بشيء!!
شيء واحد فقط يتلبسها الضياع...
عندما رأها ملار بتلك الحالة كان يتمسح بها بفروه الكثيف ويصدر عنه زمجرات منخفضة في محاولة منه لمؤاساتها...!!
هتفت پضياع بلهجة متقطعة بالشهقات
ملار .. أنا وحشه يا ملار .. أنا معرفش أنا مين!!
ماما يا ملار .. أنا ليا أم..
أنا ليه لواحدي كدا هو أنا عايشه ولا مېته يا ملار..
كلهم مش بيحبوني..
أنا عملت حاجات كتيرة وحشة يا ملار..
تعرف أنا قټلت كام واحد..
أنا قاټلة يا ملار..!
بس مش عارفة أنا قټلتهم إزاي..
ثم صمتت تنظر للفراغ بفزع وهي تحتضن نفسها .. وفجأة قامت قائلة وهي تنظر لملار الذي يهمهم بانخفاض
أنا كمان لازم أمۏت كمان يا ملار زي ما قټلت الناس دي كلها .. أنا أصلا مليش حد في الدنيا دي غيرك إنت وبو .. محدش هيزعل عليا ولا هيفتكر غفران..
وسارت نحو قمة التل فأخذ ملار وكأنه يفهم ما تنوي يجذبها من ملابسها المتطايرة بواسطة فكيه محاولا إرجاعها..
لكن كانت تواصل سيرها بأعين غائبة وهي تهمس
لازم دا يحصل يا ملار .. أنا وحشه .. إنت ذئب بس عمرك ما قټلت حد .. لكن أنا ملوثة يا ملار..
وقفت على حافة التل نظرت لأسفل حيث الخړاب الذي سيبتلعها.. أغمضت أعينها تتنفس بعمق وهي تستحضر صورة تميم الذي رفضها وآثار البعد عنها..
إنها أحبته كما يقولون ...الأعراض التي تعانيها هي أعراض الحب..
سنواتها التي عاشتها والتي لا تعلم عددها لم تتذوق السعادة أو الفرح الذي يتحدث عنه الفلاسفة..
تنهدت بعمق وحزن وجاءت تمد قدمها نحو الهاوية تحت زمجرات ملار اللحوح..
لكن..
دوى هتاف قوي عال
غفران..
هذا الصوت تعلمه عن ظهر قلب..
أنه هو..
تميم...
ابتسمت بأعين مليئة بالدموع ومازالت على حالتها..
اعتدل تميم معاتبا
كدا بردوه يا غفران عايزة ټموتي كافرة.
كان جسدها مازال يرتجف فهمست بصوت منكسر
وهو أنا مسلمة من الأساس.!
ابتسم تميم ثم قال بتأكيد
طبعا يا غفران .. مسلمة بالفطرة..
اشاحت بنظراتها بعيدا ثم أكملت بخزي
إنت متعرفش حاجة .. أنا

أستحق كدا .. أنا إنسانة مش كويسة إنت متعرفش أنا عملت أيه..
دا إللي يستحقه أمثالي..
بقلب مرتجف حتى وقف أمامها ثم أردف بيسمة عذبة
مهما الإنسان عمل مش ليه الحق أبدا يعمل في نفسه كدا..!
كان يتابعها بدقة ويتأمل كل شبر فيها لحاجة في نفسه..
أعينها الزائغة التائهة ... جسدها المرتجف پجنون .. وملامح وجهها الذي يتغير ويتربد بشتى التعابير بين الحين والآخر..
قال بحسم
إحنا مكملناش كلامنا يا غفران .. هربتي قبل ما أكمل كلامي..
تعجبت مما يقول فواصل تميم حديثه يتسائل بتركيز
قوليلي يا غفران .. إنت عمرك ما خرجتي براا المكان ده ولا عمرك قابلتي حد واتكلمني معاه..
زاد عجبها لكن أجابته بهدوء والحزن يسيطر على نبرتها
لا .. أنا طول عمري إللي معرفش عدده وحيده .. معرفش ألا الغابة والشجر وملار وبو .. هما أصحابي..
حتى لما كنت بروح القرية الصغيرة إللي على أطراف الغابة لا كان حد بيكلمني ولا كنت بكلم حد..
شعر بۏجع يتربص بقلبه لكن صمد ليكمل ما بدأ
طب ملكيش أي بطاقة أو هوية ولا حتى شهادة ميلاد.
رفعت كتفيها بلامبالاة وأجابت بمرار
أكيد لأ .. مش دي أوراق بتثبت أنا مين..
أكيد مش موجودة لأن أنا ولا حاجة..
تجاوز حديثها الملطخ بالألم والحسړة ثم قال بغموض
إحنا لازم نمشي من هنا يا غفران .. جه الوقت إللي تخرجي براا الغابة دي.. لازم تخرجي للعالم..
ابتسمت بسخرية وقالت
دي أحلام مستحيلة الحدوث .. أحسنلك أمشي من هنا من غير ما تبص وراك .. اسمع كلامي وامشي يا
تم نسخ الرابط