تربصت بأعيني كاملة
المحتويات
الحين شعرت بخيبة أمل شديدة وألم تشعب بروحها ... هي مجرد بائسة مجردة من الإحساس ومنبوذة من العالم أجمع .. حتى تميم لم يتقبلها على حسب مفهومها لم يحبها..!
تراجعت للخلف تزامنا مع سقوط دمعة حارة وقالت بلامبالاة تفتت القلب
لا ولا حاجة .. بس أنا ساعات بقول حاجات مش حاسه بيها ومعرفش أنا بقول أيه .. عندك حق..
أنا آسفه إن تطفلت عليك .. تصبح على خير..
عيناها الشفافة كأصفى المياه نالت منه وأصبحت لا تفارق عقله بتاتا ... يا ترى ما سر تلك الأعين..!!
لو بات سهم من الأعداء في كبدي..
ما نال مني ما نالته عيناك..
جلس تميم بحيره لا يعلم ما يفعل وثب وسار بحيرة واقفا في الشرفة وهو يتأمل الظلام الذي انغمست به عيناه..
والد غفران العابس .. والسيدة التي ليست كما تبدو أبدا..
لماذا هؤلاء في ظل التقدم والتكنولوجيا منزلهم خالي من أي معالم المعرفه تلك التقاليد والأساليب التي يتخذونها انتهت منذ مائة عام..!!!
والأغرب من هذا لما يصرون على العيش بهذا المكان المهجور الذي لا يصله الأحياء ولا الحياة منعزلين بمفردهم..!
وما دخل غفران بكل هذا ولما التقلبات التي تطرأ عليها وهذا الڠضب الغريب الذي ينبثق من عينيها رغم هدوءها..!
أهي ضحېة أم ماكرة!
لا لا هناك شيء خاطئ وحلقة مفقودة..!
ووسط شروده تسرب لأسماعه صوت خطوات حذره وهسهسات غريبة أسفل الشرفة خلف المبنى..
زادت حدة الظلام وزاد هو التدقيق وهو يلمح بصعوبة ثلاث رجال على مقربة من المبنى أسفل بعض الأشجار يحدثون حفرة عميقة وهم يلتفتون بين الفينة والأخرى بحذر..
ألآمته عيناه من التدقيق لكنه صمم معرفة الأمر والمشاهدة حتى النهاية..
تعجب وتملكته الحيرة وهو يراهم يسكبون أشياء لم يتعرف عليها أو لم تتضح له .. أهي عظام أم أجزاء حيوانات لا يعلم..!
سيعلم المخبأ هنا حتما..
في الحقيقة راودته فكرة لا يعلم صحتها لكن هذا التفسير الأقرب للصواب..
محاول التخلص منه .. مكان معزول .. غريبي الأطوار .. أشياء ټدفن..
إنهم قټله!!
جلس بتشتت وهو يهمس بحيره
يا ترى غفران تعرف السر ده ولا بيستفغلوها .. وليه عزلوها عن العالم كدا ... يمكن متكونش بنت الراجل ده أصلا..
هي تعبانة أو بتعاني من حاجة ...ليه الحقنة دي بتاعة أيه..!
جاء بعقله فكرة ما .. وثب سريعا وجذب الهاتف الخاص به ثم أخذ يبحث في خانة البحث عن حالات الاختفاء التي حدثت مؤخرا...
خرجت أمامه قائمة من الأسماء التي كان الشائع بينهم أنهم شباب طائش ومنهم أيضا فتيات..
أخذ يقرأ حالة إختفاء واحدة تلو الأخرى ومع الإنتهاء منهم لم يسعه سوى الصدمة والتأكد أن هذا المكان الملعۏن وراء كل تلك الإختفاءات..
فمن خلال ما كتب عن طريق سير رحلة هؤلاء الشباب فإنه يمر من هنا ومن المؤكد أنهم سقطوا في تلك المصيدة كما حدث معه تماما..
نظر للسماء متنهدا وهمس بيقين
أنا متأكد إنك وصلتني لهنا علشان هدف معين وحكمة إنت تعلمها وواثق إنك هاتحميني للنهاية..
وصلتني علشان أكشف الجرايم إللي بتحصل هنا وأوقف السلسلة دي..
كن معايا يا الله ومد لي يد القوة
والعون ويسر لي كل عسير يا أرحم الراحمين..
بسط سجادة الصلاة وأخذ يصلي ركعتان قضاء الحاجة بيقين وثقة وإلحاح على الله تعالى...
حين اشتدت ظلمة الليل قبيل الفجر الصادق سارت خائرة القوة حافية القدمين وثوبها الأسود يرفرف من حولها ... هبطت الدرج بهدوء مخيف مرتديه ثوب من طبقات الشيفون الأسود يصل لكعبيها بل ويجر خلفها..
ملامح وجهها تنافس برودة الثلج وأعينها ثابته في اللاشيء..
وقفت في الردهة الواسعة تنظر حولها بصمت وواصلت السير حتى جاءت تخرج من المنزل لكن جذب انتباهها أصوات منخفضة بعض الشيء لكن استطاعت تميزيها..
إنه والدها وفتحية..
لكن لماذا إلى الآن مستيقظون..!
صدمة لم تكن أبدا بالحسبان...!!!!
يتبع...
تربصت_بي_أعين_قاتلة.
سارة_نيل.
تربصت بي أعين قاټلة
الفصل السابع ٧
كان حوارا قاسېا أفقد غفران الشعور بكل من حولها..
أنا شايفها متراخية وحنينة على الجدع ده شوية تقول أصله مختلف ومش زي إللي بيجوا هنا وشوية تقول حجج فارغة إن هو كان مشغول ومكالش..
رددت فتحية بتسائل
طب وهتعمل أيه معاها ومع الجدع ده..
قال بنبرة حادة حازمة
هي دي محتاجة كلام يا فتحية ... هفضل دايما مسيطر على غفران وهتعمل إللي أنا عايزه .. ما هي لو كانت ولد ولا حتى لو كانت زي مكونتش أضطريت لكدا.. لكن هي طالعة شبه أمها حنينة زيادة وقلبها رهيف .. مش هقولك مصيرها هيبقى شبه مصير أمها لكن هي هتفضل كدا تحت طوعي وهتفضل محپوسة هنا وتتعزل عن العالم وما فيه..
تنهد
متابعة القراءة