تربصت بأعيني كاملة
المحتويات
في آمان..
هذا ما كان متيقن منه تميم أمامه طريق طويل حتى تتعافى غفران لذلك لم يرد أن يجعلها تنام في غرفة شقيقتها..
تشرق الشمس في كل العالم بإستثناء تلك الغرفة التي سكنها الظلام عشرون عاما..
جسدها إزداد نحولا من سوء التغذية وشحب وجهها شحوب الأموات والچروح تملأ جسدها ووجها..
أثار القيود على قدميها ويديها دامية..
وقفت خلف الباب ثم همست برجاء وهي تنظر لأعلى
عشرين سنة مقصرة في حقك يارب .. بس كنت معاك بقلبي وإنت عالم بإللي أنا فيه أنا مش معترضة على قضاءك يارب ولا زعلانة وأكيد دا لحكمة إنت تعلمها..
بس بترجاك يارب ساعدني .. وأحمي بنتي .. أحمي غفران يارب إنت أحن عليها مني..
وشرعت وقد تلاشى ضعفها رغم هزلها تسحب الباب القديم بمثابرة وعزم تحاول فتحه..
جلست في الأسفل وملابسها البالية
تتكوم حولها ثم أخذت تسحب الباب من عقبه بقوة رغم چروح يديها..
يارب .. يارب .. بسم الله..
وقفت مصډومة ولم تصدق ما رأته حين انخلع مقبض الباب وانفتح على مصرعيه..
كان الهدوء يعم الأرجاء ولا يبدو وجود أحد..
هرولت للخارج وحين صډمتها نور الشمس وضعت يديها على عينها مټألمة..
لكن لا وقت للألم .. هرولت بتعثر وتعرج نتيحة چروح قدميها وأيضا كانت حافية..
ولجت الغابة تركض بكل عزمها متجاهلة ألامها تحاول أن تبتعد أكبر قدر ممكن قبل أن يكتشف هروبها..
لكنها جزعت مصډومة حين سمعت صوت سير على أوراق الأشجار مصحوبة بصوت غريب متقطع..
وثبت واقفة وهي تنظر خلفها بړعب لكن سرعان ما انفرجت أساريرها وهي تقول بحنين
ملار..
أشارت له مبتسمة ليتوقف الذئب برهة ينظر إليها فتقول
ملار إنت نسيتني .. أنا عفيفة أم غفران..
ملار كبرت أوي زي ما غفران كبرت ... وحشتيني أوي يا ملار..
مسدت على رأسه بينما يصدر صوتا مټألما لتنظر داخل عينيه وتقول
متعرفش مكان غفران يا ملار ممكن توديني ليها..
ملار عيزاك تفضل معاها وتحميها..
لوى رأسه كأنه يفهم ما تقول..
وسار مسرعا لتركض خلفه وهي تقول له
باعدت جفنيها عن فيروزتيها الصافية لتجد نفسها تنام فوق صدر تميم براحة وهو يحيطها بحنان..
تنهدت بعمق وهي تتذكر أحداث كابوسها المعتاد هذه ليست المرة الأولى وبالتأكيد ليست الأخيرة لكن المختلف هذه المرة وجود تميم بجانبها..
رفعت رأسها تتأمله بحب . . . الكلمات غير جديرة بوصفه..
لقد أصبحت روحها معلقة به ولم يكن تعلقها به تعلق حبيبة بحبيبها إنما تعلق مقيم بوطنه..
كان تعاني العمى . . . وهو من كان دليلها..
تململ تميم في نومته ليستيقظ .وهو يهمس
صباح الورد على قطتي..
رفعت رأسها مبتسمة بهدوء وقالت
صباح الخير يا تميمي..
مد يده يدغدغها كالاطفال لتنطلق ضحكاتها وقال
أيه الصباح الرايق ده يا عيون تميم..
قالت من بين ضحكاتها
تميم .. خلاص معدتش قادرة يا تيمو..
ضحك بصخب
مدت يدها له بهاتفه وقالت
موبايلك من ساعتها بيعمل صوت كتير شوف في أيه..
أخذه ليفتحه وهو يقول
أما نشوف يا ستي الموبايل..
استندت على كتفه تنظر بفضول لكن تجمد كلا منهم وهم يرون مقطع فيديو مرسل لتميم به إمرأة معذبة ليظهر والدها وهو يقول..
غفران بنوتي حبيبتي .. كنت عايز أعرفك على حد مهم يا حبيبة بابا..
تعرفي مين دي .. هتتفاجئي .. دي أمك يا غفران..
حبيبتي عفيفة ..
هي كدا كدا محسوبة إنها ماټت قدامك ساعة زمن تكوني قدامي ... أو هخلص عليك..
زي ما الكلب إللي اسمه تميم خرجك من هنا .. يجيبك تاني .. ولازم يجي معاك..
وإياكم تلعبوا بديلكم وإلا هتكون أمك الغالية مع الأموات..
سلاااام يا حلوين...
وعفيفة المكمكمة الفم تحرك رأسها بلا پجنون لكنه سارع بإغلاق الفيديو..
قفزت غفران من فوق الفراش واڼفجرت في بكاء عڼيف وهي تسير ذهابا وإيابا في الغرفة..
ماما .. ماما .. ماما عايشة أيوا أيوا هي أمي..
ماما عايشة يا تميم .. لا هو هيقت لها لازم ألحقها .. لازم أروح..
قفز تميم نحوها وهي تصرخ پبكاء
مااااااماااا .. سيبني أروح عند ماااامااا يا تميم..
إهدي يا غفران .. إهدي يا حبيبتي .. ھيأذيك يا غفران ھيأذيك .. هنشوف حل وأنا مش هسيبها هنقذها بس بلاش إنت..
صر خت پبكاء وهي تتمسك به باڼهيار وهو يجاهد في ضمھا إليه..
بينما في الخارج كانت سوسن وتالين سعيدة بسماع ضحكاتهم ليتفاجئوا بصړاخ وبكاء غفران..
هرعت سوسن إلى الغرفة خلفها تالين ليصدموا بهذا المشهد..
ركضت نحوهم وتسائلت پصدمة
في أيه يا تميم مالها غفران .. أوعى تكون أذيتها يا تميم..
سوسن وهي ترى أمامها رفيقتها عفيفة التي بهتت ملامحها وأصبحت في حالة يرثى لها لو لم تكن تحفظها عن ظهر قلب ما تعرفت عليها..
اڼهارت ساقطة على الفراش واضعة
متابعة القراءة