رواية كاملة بقلم شهد جاد

موقع أيام نيوز


بزواجه منها ظنت أن ذلك ما كان يخفيه ويحاول أن يقنع والدتها به قبل تخليها عن حياتها فمن وجهة نظرها حينها أن ابيها سبب نكبت والدتها إلا أن مع كثير من خطوات التأهيل ساعدتها كثيرا لتخطي الأمر فكان ابيها يدللها كثيرا و يغدقها بحنانه كي يعوضها عن ما فقدته فيظل هو رغم كل شيء أبيها وكل ما لديها ولذلك لن تنقم عليه هو بل وضعت العبء على كاهل ثريا ومن بعدها أبنها

End Flash Pack 
عادت بذاكرتها للوقت الحالي وهي تشعر بذات الشعور الذي انتابها حينها فقد اخذت أسنانها تصطك ببعضها ودمعاتها الملتهبة عرفت طريقها إلى وجنتها تكويها من شدة حرقتها وللأمام لعلها تطمئن ذاتها منذ رحيل والدتها ومۏت أبيها سوى وعند تلك الفكرة المتناقضة تماما بالنسبة لها وجدت عزيمتها تخور بل وتتلاشى تماما فرغم انه أهانها وعنفها إلا أنها تود لو أن يكون بجانبها الأن يواسيها مثل السابق ترتمي بين يديه وتستجدي ذلك المطمئن لها ولكن أين هو الآن !
فقد زادها عليها وفرض عليها عزلة جبرية جعلت الذكريات تنتهك روحها.
بعد أن هاتفه ابن خالته قام بتدبر الأمر من أجله وبعد عدة ساعات مضنية من التفكير الدؤب رفضت عينه أن تستسلم للنوم وقد انتابه حالة من الأرق الغريب بسبب تلك الأجواء التي بالخارج فظل يتقلب على جانبي الفراش يتوسل قلبه أن يكف عن صرخاته المنافية لقرار عقله ولكن بلا فائدة ليزفر حانقا ويتسطح على ظهره بالأخير ويتأمل سقف غرفته يسترجع بعقله تلك الهيئة التي كانت عليها لا ينكر أن الخۏف احتل قلبه حينها وتوجس خيفة من ردود أفعالها ولكنه يثق انها لن تستسلم بتلك السهولة فكم تمنى أن يستشعر أي ندم من تصرفاتها او حديثها ولكنه لم يجد غير ذلك التمرد المعتاد الذي كان يقطر من كل كلمة تتفوه بها فهي مثل ما عاهدها دائما عنيدة يابسة الرأس و لا تعترف بخطئها ولكن شعور دفين بداخله يخبره أنها عكس تلك القوة الواهية التي تدعيها دائما ورغم دلاله المسبق وتهاونه معها و تغاضيه عن الكثير إلا انها تمادت كثيرا تلك المرة وإلى الآن لم يجد مبرر منطقي لكل ما تفعله لوهلة تذكر جملتها حين ذكرت والدتها ولكن لم يستوعب ماذا تقصد فطالما جمعت علاقة طيبة بين والدته و والدتها حتى زواج والدته من ابيها كان بناء على رغبة والدتها فكان كل شيء على مرأى ومسمع منه ومازال يتذكر كل شيء حدث حينها للآن
زفر حانقا عندما استمع لصوت الرعد المتكرر بالخارج ليهب من فراشه ويقف يزيح الستائر القاتمة عن نافذته ويتطلع من زجاجها المغلق إلى السماء وكأنه يرجو ربه أن يرأف بها فهو يعلم أن صوت الرعد يخيفها ويصطحب معه تلك الذكرى المريرة التي مهما ادعت انها تخطتها لم تفعل فطالما كانت تصر على أبيها أن يظل بجانبها حين تكون الأجواء مشابهة ومن بعد ۏفاته كانت خۏفها ولكنه كان يستشعر ذلك من رجفتها وشحوب وجهها
ظل صامد لكثير من الوقت ولكن قلبه اللعېن ساقه إلى غرفتها وهو يوهمه أن نظرة عابرة لها لا تضر وحين فتح باب غرفتها لفحات من الهواء الباردة استقبلته ودون أن ينظر لفراشها ويتأكد من وجودها به كان يهرول نحو تلك الشرفة المفتوحة على مصراعيها كي يغلقها ولكن لصډمته وجدها متكورة داخل زاويتها بشكل مريب ينم عن كونها ليست على ما يرام ابدا فكانت مغمضة العينين وشاحبة شحوب المۏتى هرول إليها صارخا بحدة من استهتارها 
كانت حالتها يرثى لها حين حاولت مرتعشة قائلة بنبرة ضعيفة بالكاد صدرت من بين اصطكاك أسنانها
ملكش دعوة بيا...
أسرع وقت

ورغم سوء الجو بالخارج إلا أنه أتى بوقت قياسي وقام واوصى لها بعدة عقاقير طبية تفيد حالتها وحين غادر الطبيب جلست ثريا بجانبها بملامح متهدلة حزينة تضع قطع القماش الباردة على جبهتها بمحاولة بائسة منها أن تزيح تلك الحرارة الناشبة بجسدها ولكن دون جدوى لترفع نظراتها المؤنبة له وتقول
الحرارة مش عايزة تنزل
كان يجلس هو منكس الرأس بجانب فراشها دون أي ردة فعل تذكر لتصرخ والدته من جديد 
بقولك أتصرف الدكتور قال الحرارة غلط عليها
رفع عينه المرهقة التي يحتلها الحزن ولم يقوى على الحديث فقط توجه بخطواته نحو المرحاض الملحق بغرفتها وملئ حوض الاستحمام بالماء ثم عاد بخطواته وغمغم لوالدته
روحي يا أمي حضريلها لقمة علشان تاكل وسبيني معاها انا هتصرف
تناوبت نظراتها المتوجسة بين تلك المحمومة الملقاه بحالة يرثى لها وبينه واعترضت
مش هسيبها معاك وقسم ب الله لو حصلها حاجة عمري ما هسامحك يا يامن 
زفر بقوة وقال وهو يفرك ذقنه بتوتر
أمي هي غلطت بلاش تدافعي عنها وتاخدي صفها
لتجيبه ثريا بدفاع وحماية كأي أم
برضو ده ميدكش الحق تمد ايدك عليها وتحبسها وحتى لو غلطانة نقتلها يعني!! ......أنت ابني اه لكن عمري ماهسمحلك تفتري عليها دي أمانة عادل وغالية و وصوني عليها انا
 

تم نسخ الرابط