الاقدار
المحتويات
عروقه نافرة بشكل ملفت و خصلاته السمراء تتدلل بخفة فوق جبهته العريضة البيضاء بينما أضاء اللهب عينيه بنيران الڠضب الذي جعله يذم شفتيه و كأنه يمنعها من إطلاق السباب و قد كان كعادته منذ أن كان مراهق يفتح أزرار قميصه العلويه و التي أظهرت تقاسيم جسده الذي بدا و كأنه قضى السنوات الماضية في جولات تدريب قاسېة لتجعله بهذا المظهر الصلب .. كان وسيما بطريقة خشنة تبعث الړعب و شيء آخر في النفس .
متقلقش يا طارق دي مجرد واقعة بسيطة ..
أجابها بجفاء يليق بقسۏة ملامحه و خشونه مظهره
مكنتش هتبقى بسيطة لو مجتش في الوقت المناسب ..
لهجته القاسېة أكملت صورة رجل العصاپات في نظرها فقد كانت تلك المهنة تليق به كثيرا
لوهلة استقرت عينيه عليها ثم تجاوزها ما أن خرج الطبيب من الغرفة قائلا
حضراتكوا باباها و مامتها
جفلت من سؤال الطبيب وأرادت نفيه لتتفاجئ ب طارق الذي قال بفظاظة
أيوة .. أنا باباها وهي مامتها
طمني حالتها عاملة إيه
أردف الطبيب
تمتم بجفاء
تمام .. أقدر اشوفها ..
اتفضل..
غادر الطبيب و أخذته قدماه إلى غرفة طفلته وحين الټفت وجدها مازالت تقف بمكانها فجهر بملل
إجابته بإستياء
هو أنت ازاي تقول للدكتور أن أنا مراتك
أضاءت ملامحه إبتسامة ساخرة قبل أن يجيب بكسل
ماهو مش معقول هنقف نحكيله قصة حياتنا يعني !
إجابته أغضبتها فتقدمت لتقف أمامه قائله بتهكم
أسخف إجابه لسؤالي !
تراقص المرح في نظراته وهتف يشاكسها
لسه رخم زي ما أنت!
و أنت لسه حلوة زي ما أنت ..
لامست كلماته اوتار قلبها فشعرت بوخزات موترة تنتشر على طول عمودها الفقري فهي لا تتذكر آخر مرة سمعت كلمات غزل ولو بسيطة من أحدهم..
قطع تفكيرها سؤاله حين قال بنفاذ صبر
اشيلك أدخلك الأوضة يعني ولا أعمل إيه
عودة للوقت الحالي
سالت مياة الألم ليتدلى فكها من فرط الصدمة حين قال بخشونة
مفيش السلام عليكم حتى ! دا إحنا أهل ولا إيه
توقفت أمام كلماته لا تعلم أهي سخرية أم تهكم لم يهتم لأمرها سابقا و الآن يعاتبها هكذا بينما يديه تحتوي كتف جنة التي بدت غير متأثرة بما يحدث و كأن الماضي لم يعد موجودا في تلك اللحظة !
لم تجد ما تقوله فتوجهت إليهم بخطوات ثقيلة وهي تقول بابتسامة باهتة
السلام عليكم..
رد الجميع السلام و تدخلت أمينة قائلة بتحفظ
تعالي يا شيرين اقعدي معانا .. الوقت لسه بدري معتقدش انك هتنامى دلوقتي
لا تعلم لما ارتفعت عينيها رغما عنها إلىطارق تلاحظه ولكنها سرعان ما اختطفت أنظارها بعيدا عنه ما أن لمحت شبح إبتسامة على شفتيه و نظرت لوالدتها التي بدت جامدة كعادتها ثم قالت بجمود
معلش تعبانة شوية و مصدعة محتاجه أنام ..
تدخل مروان بمزاح
بقولك ايه مش هنتحايل عليك تعالي اترزعي هنا .. في كلام كبار هيتقال و أنا عارفك بتحبي كلام الكبار
رمقته بلوم وقالت باقتضاب
بس يا حيوان..
تفاجئت من حديث همت التي قالت بلهجة يغلب عليها السخرية
تعالي يا شيرين اقعدي مع ولاد خالك شويه دي قعدتهم ترد الروح ..
تمتم بسخرية خافته
شوف الولية الڼصابة اومال لو مش قاعدة تزغرلنا كلنا ..
نهره سليم قائلا بتحذير
حط لسانك في بقك احسنلك ..
تجاهل تحذيرات سليم وقال ساخرا
تعالي يا شيري بس حاسبي و أنت داخله تتكعبلي في بوز عمتي اللي ضارب في الحيطة من وقت ما دخلت !
معلش أصلك أول حاجة شوفتها لما دخلت
هكذا تحدثت موجهة نظرات ڼارية إلى مروان الذي لا يفهم سبب كل هذا الكره الجلي في عينيها ولكنه أبى التراجع عن استفزازها فقال
متابعة القراءة