رواية امرأة العقاپ
المحتويات
من شوقه لها
تخرج همهمات مستاءة منها منذ أن خرجا من المنزل وصعدا بالسيارة وهو يلتفت لها بين آن وآن متنهدا بعدم حيلة لكن بالأخير طفح كيله وهتف بنفاذ صبر
ماما كفاية
أسمهان بعصبية
هو إيه ده اللي كفاية
آدم بهدوء متصنع
كفاية اللي بتعمليه مع جلنار
آه واسيبها تلهف كل فلوس ابني هي وأبوها وتخدعه
يقود
ماما جلنار مش كدا أبدا وإنتي عارفة ده متعلقيش كرهك ليها على شماعة الفلوس سيبي عدنان يعيش مرتاح مع مراته وبنته
ضحكت أسمهان وردت بازدراء
آه مراته اللي هربت والله اعلم كانت بتعمل إيه هناك من وراه
تأففت أسمهان بخنق وردت عليه في قرف
سوق يا آدم وإنت ساكت ومتجبليس سيرتها تاني أنا مش ناقصة حړقة ډم
هز رأسه مغلوبا على أمره في نفاذ صبر
فهمها حاول لن يجدي بنفع مع امرأة قاسېة كأسمهان الشافعي
في مساء ذلك اليوم
أريكة هزازة متوسطة في منتصف حديقة المنزل والأضواء البيضاء الخاڤتة تضيء المكان بهدوء لتنشأ أجواء ساكنة ومريحة للأعصاب
يلا ياهنون ندخل جوا كدا هتبردي يابابا
هزت الصغيرة رأسها بالنفي ولفت ذراعيها حول خصر والدها متشبثة به بقوة
بابي إنت بتحبني وبتحب عمو آدم وتمان كمان نينا صح
استعجب سؤالها للحظة لكنه هز رأسه لها بالإيجاب في ابتسامة خاڤتة فظهر العبوس على محياها وسألت للمرة الثانية
تجمدت ملامحه لوهلة وتمتم بعدم فهم
مالها مامي !
هنا بتأمل وبعض العبوس الذي مازال يعلو معالمها
بتحبها زينا !
عم الصمت لثواني معدودة حتى رأت هنا الابتسامة تزين ثغر والدها من جديد وهو يرد عليها بإيجاب
بحبها ياحبيبتي أكيد
سعدت للحظة بتأكيد أبيها ثم عادت وهتفت بعبوس مجددا
أشار لنفسه بدهشة متمتما
أنا زعلتها !!!
اماءت هنا برأسها فضيق عدنان عيناه وسألها بفضول
وإنتي عرفتي إزاي
هنا بخفوت
تسرد له ما حدث
مامي كانت قاعدة على السرير وزعلانة أنا سألتها مش رضيت تقولي بعدين أنا قولتلها زعلانة من بابي عملت كدا براسها
ثم هزت رأسها بإماءة قوية حتى تمثل ردة فعل والدتها عندما سألتها هل سبب حزنها أبيها أم لا فانطلقت ضحكة بسيطة منه وهو يعيد هز رأسه بنفس طريقة صغيرته ويتمتم مستعجبا
عملتلك كدا امممم طيب وهي صاحية ولا نامت
رفعت كتفيها بجهل وردت
مش عارفة
حملها فوق ذراعه واستقام بها واقفا هامسا وهو يسير نحو المنزل
طيب تعالي نشوفها
دخلا المنزل وصعد عدنان الدرج حاملا ابنته فوق ذراعه وقاد خطواته تجاه غرفته وقف أمام الباب وأمسك بالمقبض ثم فتحه ودخل وقعت عيناهم عليها في الفراش وهي متدثرة بالغطاء ونائمة بثبات عميق فهمست هنا في أذن أبيها باسمة
نامت !
تمعن النظر في جلنار للحظات قبل أن يلتفت بنظره لصغيرته ويهتف بحنو
طيب مش يلا احنا كمان ننام ولا إيه
ابتسمت بطفولية ونظرات بريئة ثم همست بتردد ولطافة
مش عايزة انام في اوضتي
امال عايزة تنامي فين !
اتسعت ابتسامتها ونزلت من فوق ذراعيه ثم هرولت راكضة نحو الفراش وتسطحت بجوار أمها متطلعة لأبيها بأعين متسعطفة فأجابها هو ضاحكا وهو يقترب من الفراش
وده من إمتى بقى إن شاء الله !
كتمت على فمها بكفيها حتى لا تخرج اصوات ضحكها وتابعت أبيها وهو يلتفت حول الفراش ويتسطح بجوارها من الجانب الآخر وهي بالمنتصف بين والديها رفع الغطاء وسحبه على جسده وتلقائيا تدثرت هي أيضا ثم التفتت للجهة الأخرى ودثرت أمها جيدا وعادت مرة أخرى لأبيها تلقي بجسدها الصغير بين ذراعيه
مد عدنان يده للضوء واطفأه فخرجت صيحة من هنا پخوف
لا
فتح النور مرة أخرى مڤزوعا وحدجها باستغراب فهتفت هي بصوتها الطفولي
كدا العفريت هيجي يابابي
عفريت أيه يابابا مفيش ياحبيبتي الكلام ده
اعتدلت جالسة ورفعت يديها لأعلى ورسمت على ملامحها الطفولية البريئة الجميلة ملامح مرعبة لا تناسب وجهها بتاتا وهتفت تمثل لأبيها
لا في هيعملي كدا اعاااا
قهقه بقوة فالتفتت هي برأسها مسرعة ناحية أمها وأشارت بسبابتها على فمها هامسة
شششش مامي هتصحى !
اخفض من نبرة صوته وهو يجذبها لصدره متمتما
طيب يلا مش هطفي النور نامي بقى متتعبنيش
امتثلت لكلام أبيها وسكنت تماما في حضنه ودقائق معدودة واغمضت عيناها سابحة في ثبات عميق
بأمريكا الشمالية تحديدا مدينة كاليفورينا داخل منزل حاتم في المساء
كان جالسا بغرفة مكتبه ويمسك بيده الكتاب الذي اهدته له بعيد ميلاده الأخير
قبل أن ترحل لا تزال صورتها عالقة بذهنه صوتها يرن في أذنه بين الحين والآخر لم ينساها ولن يتمكن بسهولة كما ظن لكن الجيد في الأمر أن شوقه له
متابعة القراءة