رواية امرأة العقاپ
المحتويات
إنت ليه عينك مش باينة خضرا دلوقتي
!
غضن حاجبيه باستغراب من سؤالها لكنه ابتسم واجابها ببساطة
عشان احنا في الضلمة لازم مش هيبان لونها الطبيعي
وقفا أمام المصعد الكهربائي وبمجرد ما أن انفتح ودخلا فاقترب بوجهه منها فجأة وهمس مداعبا بابتسامة
كدا رجعت خضرا في النور صح !
انتفضت للخلف بزعر وهتفت مڤزوعة
قهقه بخفة فوجدها تبعده لآخر المصعد هاتفة بغيظ
خليك بعيد كدا عني
آدم بتعجب وعدم فهم
ليه !!
مش واثقة فيك
عاد يضحك مرة أخرى لكن دون صوت حتى انفتح باب المصعد وخرجا يسيران معا إلى خارج الشركة بأكملها فيهتف هو محدثا إياها باستنكار
تحبي اوصلك ولا لسا مش واثقة فيا
هتخطفني !
زم شفتيه بجدية مزيفة يبادلها المزاح
على حسب لو صدعتيني في العربية ممكن اعملها
هتفت بثغر متسع وبطريقة كوميدية
وحماسية
يبقى هصدعك
رمقها مدوهشا وهو يبتسم بحيرة فأسرعت تعدل جملتها بضحكة بلهاء
إنت بتصدق أي حاجة كدا علطول بهزر طبعا أنا هاكل دماغك
اڼفجر ضاحكا واكمل سيره باتجاه سيارته ليفتح باب مقعده ويجيب عليها قبل أن يستقل به
طيب اركبي يابلائي
ابتسمت له باتساع في عفوية ولطافة كالأطفال ثم استقلت بالمقعد المجاور له
كانت كامنة في
فراشها وتسحب الغطاء فوق جسدها تولي ظهرها للباب كالعادة وعيناها تحدق في الفراغ أمامها بسكون تام لكن يدها امتدت لعنقها تعبث بعقدها الذي البسها إياه بصباح اليوم وإذا بها تسمع صوت باب الغرفة ينفتح وتلتقط أذنها صوت خطواته داخل الغرفة
كان صوت زفيره وانفاسه العالية فقط المسموعة في الغرفةةحتى مرت دقائق وشعرت به يعتدل في نومته ليقترب منها يعانقها من الخلف وذراعه يلفه حول جسدها اضربت وانزلت يدها لكي تبعده لكن بمجرد ما إن لمست يدها كفه سمعت همسه الضعيف
تنهدت بعمق وردت في خفوت
عدنان لو سمحت ااا
استسلمت لرجائها ومنحته ومنحت نفسها متعة الشعور بالدفء والحب لساعات تشعر بأنفاسه الدافئة تلفح رقبتها من الخلف يتنفسها بقوة كالأكسجين يأخذ نفسا عميقا يستنشق فيه رائحتها ثم يعود ليزفره متهملا في حرارة تبعث رجفة في جسدها
طلقتها !
كان هذا المتوقع لكن سماعها منه تحديدا بتلك النبرة كان كافيا ليجعلها تتجمد قليلا ويغلف الاجواء بينهم حالة من الصمت القاټل حتى تلتفتت برأسها له تقطع عليه استنشاقه لعبيرها وتسأل باهتمام
وهي فين دلوقتي !
حين التفتت برأسها أصبحت في مواجهة وجهه تماما لا يفصلها عنه سوى سنتي مترات لا تحسب ليجيب عليها متطلعا في عيناها بعمق
عمها اخدها مش عايز اشوف وشها تاني مش طايق اشوفها أساسا
جلنار برقة
كويس إنك فكرت في هنا ومعملتش فيها حاجة
استند بجبهته فوق خاصتها هامسا
انتوا كل حياتي دلوقتي
اغمضت عيناها للحظات تستمتع بجمال اللحظة لكن سرعان ما فتحت عيناها وابعدت وجهه تعود لوضعها الطبيعي فتسمع تنهده القوى في عدم حيلة ثم عاد يدفن وجهه من جديد في شعرها وهدأت أنفاسه تدريجيا وهي معه حتى غطوا كلاهما في نوم عميق بعد دقائق طويلة نسبيا
بصباح اليوم التالي
كانت تجلس هنا فوق فخذ أبيها تشاهد التلفاز معه تستند برأسها فوق صدره وعيناها عالقة على التلفاز وفجأة دون مقدمات تذكرت شيء فابتعدت عن صدره وهتفت برقة
بابي !
عدنان مبتسما بحنو
نعم ياروح بابي
هنا بعفوية طفولية
إنت تعرف عمو حاتم
اختفت ابتسامته وظهر محلها القوة في الملامح ليجيب على صغيرته بمضض
أيوة اعرفه ياحبيبتي ماله
اكملت هنا بنفس عفويتها غير مدركة لما تتفوه به وكيف سيكون تأثيره على أبيها
لما كنا أنا وماما في أميكا امريكا هو في يوم فضل يلعب معايا كتير
عشان كنت تعبانة وقعد لغاية لما الليل خلص ولما صحيت الصبح لقيته لسا مش مشي
نهاية الفصل
الفصل الواحد والثلاثون
تابعتهم بنظراتها من بعيد وهي تبتسم بدفء تتطلع إليه كيف الصغيرة ساكنة بين ذراعيه بآمان فتقدمت منهم بخطوات هادئة وابتسامتها تزين ثغرها لكن تصلبت قدميها بالأرض فور سماعها لجملة ابنتها الأخيرة وهي تخبر والدها عن الليلة التي قضاها حاتم معهم بالمنزل
هيمنت الصدمة على ملامحه لبرهة يرمق ابنته بجمود حتى بدأت تتشنج عضلات وجهه تدريجيا وتتقوس قسماته بشكل مريب ليجيب على صغيرته بترقب وصوت محتقن
في البيت معاكم !
لمحت هنا أمها التي تقف كالصنم تحدق بأبيها في معالم وجه كانت غريبة بالنسبة لها ولم تتمكن من تفسيرها لكن حدثها الطفولي أخبرها بأن الأمور لن تسير بشكل جيد
انتبه هو لنظراتها المعلقة على الجانب فالټفت لنفس الجهة فيرى جلنار ثابتة بالأرض ونظراتها تحمل بعض الاضطراب خصوصا بعدما وقعت عيناه الملتهبة عليها
وبالثوان التالية كان يهب واقفا وينزل ابنته من فوق قدميه ليجلسها فوق الأريكة بمكانه ويهمس بطبيعية متصنعة
خليكي هنا ياحبيبتي وكملى كرتونك
أماءت الصغيرة برأسها متطلعة لأبيها باستغراب من تحوله المفاجيء والغريب ثم رأته يسير تجاه الدرج ويهتف محدثا أمها بصوتا مخيفا دون أن يلتفت لها بوجهه
تعالي ورايا
وصلت
متابعة القراءة