رواية امرأة العقاپ

موقع أيام نيوز


أنها تسمعه 
لما وافقت على الطلاق كنت مضطر لما ملقتش حل معاكي تاني وتقدري تقولي كانت غلطة مني والحمدلله ادركتها قبل فوات الآوان أنا متفقتش مع نشأت إني اطلقك وآخد هنا منك أنا مش قذر للدرجة اللي تخليني احرم بنتي من أمها لو كان في اتفاق بيني وبينه فكان اتفاق إننا نفهمك إني هاخد هنا منك لو أطلقنا على أمل إنك تتراجعي عن اللي في دماغك وبرضوا ده تصرف غلط معترف بكدا بس ملقتش طريقة غير دي ولو كنتي برضوا صممتي على الطلاق مكنتش هاخدها منك أكيد

سكت للحظة ثم
أخذ نفسا عميقا واسترسل كلامه بلهجة باتت أكثر قوة 
لغاية ما خدتيها وهربتي بيها مش عارف كان تفكيرك إزاي وقتها كنتي بتحاولي تحميها مني عشان مخدهاش أو عملتي كدا قصد عشان ټحرقي قلبي على فراقها لإنك عارفة أنا روحي متعلقة بيها إزاي ولو كان هروبك ده عشان الاحتمال التاني فأحب اقولك إنك نجحتي في كدا كنتي السبب في إني عيشت شهرين في ألم وړعب وقلق من كتر خۏفي واحساسي بالعجز بقيت افكر إنكم ممكن يكون حصلكم حاجة شوقي وخۏفي على بنتي كان مش بيخليني عارف أنام حتى كنتي بتقوليلي هنتقم منك بس إنتي انتقمتي شړ اڼتقام لما حرمتيني من هنا كنت في حالة ڠضب لا يمكن تتخيلها ومن كتر ڠضبي كنت متوعدلك إني هندمك على اللي عملتيه ده لأن وسط خۏفي وقلقي على بنتي كنت قلقان والشك هيقتلني وأنا بفكر بتعملي إيه ورحتي فين وقاعدة مع مين ولما عرفت إنك قاعدة مع اللي اسمه حاتم ده اټجننت وحجزت على أول طيارة وسافرت وطول الطريق كنت منتظر اشوفك بس عشان اخد روحك بإيدي من كتر عصبيتي 
لحظة أخرى مرت وهو يتنهد بعمق ويعود ويكمل بنبرة رخيمة عادت لسابقها 
بس لما شوفتك معرفش ايه اللي حصل هديت 50 درجة ومعرفتش انفذ اللي كنت ناوي اعمله أول ما اشوفك بعترف إنك وحشتيني ويمكن عشان كدا ضعفت لما شوفتك كنت غيران أه
وإنتي عارفة إني بغير ورغم كدا بتتعمدي تجيبي سيرة حاتم قدامي ولما بتعصب بتزعلي ! يعني في الآخر الشهرين دول علموني حجات كتير أولهم إن قرار الطلاق كان غلطة ولا يمكن أكررها
توقف أخيرا عن الكلام ونظر لوجهها يتابع تعبيراتها لا تزال رموشها ترتجف لكن أنفاسها هدأت قليلا فانحنى وطبع قبلة على وجنتها ثم رجع بشفتيه للخلف إلى أذنها وهمس 
كنت ناوي اقولك الكلام ده من بدري وأعتقد إن ده انسب وقت بما إنك مش فاهمة سبب رفضي للطلاق فيمكن دلوقتي تكوني لقيتي إجابة سؤالك تصبحي على خير
يا رمانتي
ثم ابتعد عنها وتسطح على ظهره بجوارها واضعا كفيه أسفل رأسه وبقى محدقا في السقف لثواني قبل أن يغمض عيناه ويخلد
للنوم بينما هي ففتحت عيناها والتفتت برأسها للخلف
تتطلع إليه في دهشة ممتزجة بالقليل من الراحة لم تكن أبدا تتخيل أن مكالمتها مع أبيها وحديثهم معا بالصباح سيؤثر به لهذه الدرجة ابتسمت بثقة مع قليل من الخبث ثم عادت برأسها لوضعها الطبيعي وأغلقت عيناها تنوي النوم حقا هذه المرة 
تسللت أشعة الشمس من خلف ستار النافذة الشفاف إلى عيناه فسببت له الإزعاج أخذ يتململ في الفراش بخنق ثم رفع يده لعيناه يفركها ويفتحها بصعوبة في وجه الضوء اعتدل في نومته وهب جالسا مستندا بظهره على ظهر الفراش وهو يمسح على شعره نزولا إلى وجهه متأففا الټفت برأسه على جانب الفراش الفراغ منها وهم بأن يمد يده ويتلقط هاتفه ليتحقق من الساعة لكن انفتح باب الحمام وخرجت منه وهي تجفف شعرها وترتدي منامة قطنية قصيرة تابعها بعيناه متفحصا إياها وهي لا تعطيه اهتمام تتصرف وكأنه غير موجود اقتربت ووقفت أمام المرآة ثم نفرت برأسها يمينا ويسارا تنفض الماء عن شعرها وتبدأ في تسريحه عيناه لم تحيد عنها وما دهشه إن نظراتها لم ترتفع للمرآة عن طريق الخطأ حتى لتنظر له قرر هو أن يبدأ بتحية الصباح حيث هتف مترقبا لردها 
صباح الخير ! 
ردت بنبرة جامدة من المشاعر بعد ثواني دون أن تنظر له 
صباح النور 
ازدادت نظراته قوة وهو يثبتها عليها متعجبا من أسلوبها فقد توقع أن بعد ما قاله بالأمس ستلين قليلا ولكن يبدو العكس الآن نزل من الفراش واستقام واقفا ثم تحرك باتجاه الخزانة فتح الجزء الخاص بملابسه في الخزانة وبرأسه يلتفت للخلف قليلا ينظر لها بتدقيق حيث أن المرآة تقع بالقرب من الخزانة فكانت هي تقف قريبة منه وتلاحظ بطرف عيناها نظراته لها وتتجاهلها عمدا أخرج منشفته حتى يدخل ويأخذ حمامه الصباحي وعيناه لا تزال ثابتة عليها وما يثير غيظه تجاهلها له يتطلع لها وكأنه ينتظرها أن تقول شيء ولكنها تتصرف كأنها لا تراه من الأساس اغلق باب الخزانة بقوة والټفت بجسده ناحيتها وهتف بصوت غليظ 
أنا هروح الشغل واحتمال مجيش بليل 
لم تجيب واستمرت في تجاهله وهي
 

تم نسخ الرابط