رواية امرأة العقاپ
المحتويات
وقبل أن ينصرف تماما هتف بثغر مبتسم في ساحرية
دي صورة ماما
اكتفت بابتسامتها البلهاء له تحاول جمع نفسها الذي بعثرها ذلك المنحرف والماكر وفور رحيله دفنت وجهها بين ثنايا كفيها تضحك وتزفر بتوتر شديد !
أثرت بالأخير الاستماع لعقلها واستدارت نحو الدرج حتى تصعد مرة أخرى لكن قبل أن تخطو فوق أول درجة توقفت قدمها بسبب صړاخ قلبها الذي ېعنفها بقوة فتنهدت مغلوبة وقررت تهدئة ذلك القلب حيث عادت من جديد تكمل نزولها الهاديء إلى الأسفل وسارت نحوه ثم جلست بجواره على الأريكة تهمس
عدل وضعية رأسه ونظر لها مبتسما على اهتمامها بأمره ثم غمغم
مفيش حاجة مرهق شوية من الشغل
مصمصت شفتيها بتردد قبل أن تهتف بحيرة
يعني مفيش حاجة مضايقاك
اتسعت ابتسامته أكثر ليجيب عليها بنظرة دافئة
لا مفيش بتسألي ليه !
جلنار بخفوت
اصل تقريبا كل يوم بشوفك قاعد كدا يأما هنا أو في الجنينة برا
يعني اقصد من وقت ما عرفت حقيقة فريدة
فهم ما تلمح له فتلاشت ابتسامته ومد كفه الكبير يضعه فوق كفها يحتضنه برفق
وحنو ثم يهمس بمرارة
مش زعلان عليها
ياجلنار الحاجة الوحيدة اللي بتقتلني من جوا إنها استغفلتني كل السنين ده وأنا مكنتش حاسس بيها اخدت مني حجات كتير مكنتش تستحقها والنتيجة في النهاية اكتشف إنها پتخوني
الثقة حاجة مش بإيدنا وعمرها ما كانت ذنب الحياة أخذ وعطاء واللي زي فريدة موجودين عشان ياخدوا
بس أما اللي زي بيعطوا وعمرهم ما خدوا حاجة
جعلته يلعن نفسه الف مرة في اللحظة قلبه ېتمزق أربا ما بين ألم الخېانة وبين ندمه وبغضه لنفسه اللعېنة على ما اقترفته في حق زهرته الجميلة ا
من هنا ورايح مش هتدي تاني هتاخدي وبس وهفضل اعتذرلك واقولك سامحيني على كل حاجة فوقت متأخر ياجلنار ومش فارق معايا حاجة دلوقتي غيرك إنتي وبنتي مش مستعد اخسركم لأي سبب كان صدقيني بحمد ربنا إنه كشفلي حقيقتها وفوقني من اللي أنا فيه قبل ما اخسرك أنا آسف آسف آسف
منذ أن اقترب منها وطبع قبلته فوق جبهتها أغمضت عيناها ولم تفتحها تستمع لكلماته دون أن تراه وتشعر بأنفاسها الحارة تلفح صفحة وجهها لكنها فتحت عيناها مجبورة عندما سمعت كلمة آسف تخرج منه ببحة غريبة ورأت ما لم تتوقعه عندما تطلعت له عيناه تتلألأ فيها الدموع وينظر لها كطفل صغير طالبا العفو تعرف أن ما ستفعله الآن ستندم عليه بالصباح لأنها ضعفت أمامه حتى لو لمجرد دقائق لم تضعفها كلماته بقدر رؤية دموعه في عيناه لأول مرة
لا تنكر أنها كانت بحاجة لذلك العناق وتعترف أنها اشتاقت له بشدة رغم جميع محاولاتها الكاذبة في إظهار نفورها من لمسته واقترابه منها ويؤسفها أيضا الاعتراف بأنها حين تستيقظ في اليوم التالي ستعود لما كانت عليه فلن تمنحه ما يريد بسهولة لا مزيد من العطاء فقد حان دوره هو ليريها كيف سيعيطها كما قال
يجلس آدم وأسمهان حول مائدة الطعام يتناولون وجبتهم الصباحية كان هو يأكل بعجلة حتى لا يتأخر وعيناه تنظر كل لحظة والأخرى على أمه التي تعبث في صحنها دون أن تأكل والڠضب يعتلى ملامح وجهها فتوقف عن الأكل وهتف
مالك ياماما
نظرت
له أسمهان بعينان مليئة بالحقد والغل وهدرت ساخرة
بقى على آخر الزمن هعتذر أنا من بنت نشأت !!
ابتسم آدم وقال بتعجب
هو عدنان طلب منك تعتذريلها ولا إيه !
أسمهان باستياء
ده عمره ما عملها وطلب مني قبل كدا اعتذر من فريدة في حاجة دلوقتي بيهددني ويقولي لو أنا فارق معاكي هتعتذري منها اعتذر من دي !!!
ضحك آدم بصمت وقال بتأييد لأخيه
الصراحة حتى أنا اندهشت بس مش من فكرة إنك تعتذري لا أن عدنان هو اللي طلب وأنا معاه بعد اللي عملتيه أقل حاجة تعمليها تعتذري من جلنار ياماما
صړخت أسمهان بعصبية
هو إنت هتعملي زيه كمان !!!!
آدم ببرود أعصاب
إنتي غلطتي ولازم تعترفي بكدا يا ماما في وسط الحالة اللي فيها ابنك وانتي عايز تخليه يشك إن حتى مراته التانية بټخونه كرهك لجلنار مخليكي مش شايفة حاجة قدامك حتى ابنك
ضړبت بقبضة يدها فوق سطح الطاولة وتهدر مشټعلة
وكمان برن عليه من الصبح مش بيرد عليا
غرس آدم الشوكة في قطعة الخيار وهو يبتسم ويرفعها لفمه ثم بخرج الشوكة ويضعها بجوار صحنه ليهب واقفا ويقول بخبث قاصدا كل حرف يتفوه به
طبيعي ميردش عليكي أنا كلمته ورد عليا عادي وطالما قالك تعتذري منها يبقى كان جاد في كلامه وخصوصا إنه عمره ما طلب منك حاجة زي كدا فأنا برأى تروحي وتعتذري من جلنار يا ست الكل بدل ما تخسري عدنان بجد
ارتبكت وتوترت من كلماته وبالأخص الأخيرة هل حقا قد تخسر ابنها بسبب اعتذار على
خطأ اقترفته مستحيل أن تسمح لابنة الرازي بأن تنجح في
متابعة القراءة