رواية بقلم منى سلامة
المحتويات
بيت المزرعة
صمتت ياسمين للحظة ثم قالت پغضب
مسمحلكيش تتكلمى عن جوزى بالطريقة دى
حاولت نانسي بث سمومها مرة أخرى فقالت
حتى لو قولتلك انى عندى دليل على اللى أنا بقوله
قالت ياسمين بثقه وبدون تردد
أنا واثقة فى جوزى جدا وفى أخلاقه وميهمنيش الدليل اللى بتقولى انه معاكى لانى مستحيل أصدقك حتى لو عمر قالى الكلام ده بنفسه مش هصدقه لو سمحتى
قالت ذلك وأنهت
المكالمة وهى تشعر بالحنق وقفت تستعيد هدوءها للحظات ثم التفتت لتجد عمر فى مواجهتها تبادلا نظرة طويلة صامته كانت ملامحه خاليه من أى تعبير ولم تستطع فهم نظرته قال
مين اللى كان بيتكلم
قالت بصوت خاڤت
نانسي
قالتلك ايه
ابتلعت ريقها قائله
نظر اليها قليلا ولكن بصمت ثم تركها ودخل مكتبه حيث كان ينتظره والده فى الداخل اندمجا معا فى العمل وقضت ياسمين يومها بصحبة كريمة كانت ياسمين تفكر فى مشكلتها مع عمر ترى هل سيسامحها يوما هل سيلغى فكرة الطلاق من رأسه أم مازال مصر عليها كانت حائرة مشتتة لكنها لم تخبر كريمة أو أختها أو حتى سماح لوجود مشكلة بينها وبين عمر فى المساء بعد العشاء استأذنت ياسمين وقالت أنها متعبة وتريد النوم قالت كريمة
قال نور بإهتمام
تعبانه ولا حاجه يا ياسمين
قالت بسرعة
لا يا عمو أنا كويسة بس حسه انى عايزة أريح شويه
قالت كريمه بحنان
طيب يا حبيبتى تصبحى على خير
تصبحى على خير
قبل أن تغادر ألقت نظرة على عمر الجالس فى مكانه والذى بدا عليه الضيق لكنه لم يعيرها أى انتباه بعد ساعتين صعد عمر الى غرفتهما لم يجدها بالداخل وسمع صوتا فى الحمام توجه الى الشرفة وفتحها ووقف فيها فجأة شعر بحركة خلفه استدار لتتسع عيناه من الدهشة أسند ظهره الى السور كانت ياسمين ترتدى فستان زفافها وهى بكامل زينتها كانت تبدور كأميرة بل كملكة متوجة أحسنت وضع زينتها فكانت فى أبهى صورة وقفت على باب الشرفة تطلع اليها عمر وعيناه تلمعان اعجابا وانبهارا لكنه بقى صامتا كما هو لم يوجه اليها كلمة ولم يقترب منها أتعبها هذا الصمت الذى طال فإقتربت وقفت على بعد خطوتين منه قطعت هذا الصمت وهى تتطلع اليه قائله
قطع صمته وقال بهدوء
أنا مش زعلان منك يا ياسمين أنا مجروح منك
نظرت اليه برجاء وقالت
انت قولتلى انى مكنتش صريحة معاك وده صح فعلا وقولتلى انى مكنتش واثقة فيك وده صح فعلا انا مكنتش بثق فيك زى ما أنا بثق دلوقتى بس انت قولتلى انى محبتكش انت غلطان يا عمر
انا بحبك أوى يا عمر ازاى مش حاسس بيا
قال بهدوء وهو مازال بعيدا عنها
انا مشفتش منك حاجه تدل على الحب ده يا ياسمين أنا اللى كنت طول الوقت بقربلك وانتى اللى كنتى بتبعدى
نظرت اليه پألم وقالت
آسفة بجد اتصرفت غلط سامحنى بأه يا عمر
اقتربت منه خطوة ونظرت الى فستانها وتطلعت الى عينيه قائله بهمس
قال بدهشة
يعنى ملبستيش فستان فرح قبل كده
لأ
ليه
مكنتش حسه انى عايزة ألبسه
لانت ملامحه قليلا وهو يتطلع اليها فعلمت أنها حققت هدفا اقتربت منه أكثر وتطلعت اليه بحب قائله
متقنعنيش انك معدتش بتحبني لانى مش ممكن أصدق
لم يستطع الاستمرار فى غضبه منها والذى تبدد بالفعل ارتسمت ابتسامه واسعه على شفتيه فابتسمت له بسعادة وهى تتطلع الى عينيه التى لم تفارق عينيها لحظه
بدأ حياتهما وقد تعاهدا على المصارحة فى كل امور حياتهما
فى صباح اليوم التالى أيقظها عمر بطريقته الخاصه ثم تركها وفتح الدولاب وأخرج منه علبة قطيفه وعاد الى جوارها ألبسها شبكتها ودبلها وألبسته دبلته ضحكت قائله
أول مرة فى حياتى أشوف عروسة بتلبس شبكتها فى السرير
الحفلة بعد تلت أيام ان شاء الله لو تحبي ألبسهالك تانى فى الحفلة مفيش مشكلة
ابتسمت قائله
لأ هتكسف تلبسهالى أدام الناس دى كلها وبعدين انت خلاص لبستهالى
لمس السلسلة التى لا تخلعها من رقبتها أبدا وقال
أيوة كده خليكي لبساها على طول مش عايزك تقلعيها خالص
قالت بدلال
حاضر يا حبيبى
مسح بيده على شعرها وهو ينظر اليها بحنان قائلا
ليه ما قولتليش
نظرت اليه وقد فهمت ما يرمى اليه فابتسمت فضمھا الى صدره فى حنان
حضرت عمته فنزل عمر و ياسمين التى كانت تبدو مختلفة فرحة سعيدة مبتهجة كانا يشبكان أصابعهما ببعضها البعض ألقت عليهما ايناس نظرة حقود ثم أشاحت بوجهها فى عصبيه أيضا ثريا كانت ترمقهما بنظرات غير مريحة قالت ثريا ساخرة
ايه عروستك وخداك مننا ولا ايه
تنهدت ياسمين فى ضيق فقال عمر
ايه لزمته الكلام ده يا عمتو ما انا معاكوا أهو
التفتت اليها ثريا وقالت بنبرة ساخرة
اللى يشوف كدة يقول عروسه جديده
احمرت وجنتاها خجلا وڠضبا فى
آن واحد قال عمر بتحدى
هى فعلا عروسة جديدة
نظرت اليه ثريا قائله
آه عروسه فرز تانى
كادت ياسمين أن تغادر لكن عمر أوقفها ولف ذراعيه حولها وقربها منه ثم نظر الى عمته قائلا بتحدى
يعني ايه فرز تانى
يعني يا حبيبى كانت متجوزة قبل كده
قال
عمر بحزم
لأ مكنتش متجوزة قبل كده
رفعت ياسمين نظرها الى عمر قائله
عمر خلاص
حاولت التحرر من بين ذراعيه لكنه أطبق عليها بشدة وقال لعمته
الأولانى ده ملمسهاش يعني ياسمين كانت بكر لما اتجوزتها
نظرت اليه عمته بدهشة
وقد ألجم لسانها أما ايناس فقد شعرت پحقد فوق حقد فأكمل عمر بصوت هادر
يعني مفيش داعى لكلامك وتلميحاتك كل شوية هى متفرقش حاجه عن أى بنت تانية بتتجوز لأول مرة لأ مش بس كده هى أفضل من بنات كتير أوى بتتجوز لأول مرة مراتى مش زى أى بنت هى بنت غالية أوى وعالية أوى
وقيمتها عندى كبيرة أوى لانها عاشت طول عمرها تحافظ على نفسها من مجرد لمسة ايد ممكن تغضب ربنا عاشت وهى بتبص للحلال والحرام وتميز بينهم حافظت على نفسها لجوزها وبس وأنا معرفتش ان ربنا بيحبنى الا بعد ما رزقنى بيها لان الطيبون للطيبات ومش عايز الموضوع ده يتفتح تانى أبدا
ابتسمت كريمه التى كانت تشفق على ياسمين من معاملة ثريا شعرت ياسمين بالسعادة ودمعت عيناها فرحا وهى ترى زوجها يرفع من شأنها أمام أهله ويتحدث عنها بتلك الطريقة لم تبالى بنظرات أحد وألقت برأسها على صدره قبل عمر رأسها ومسح على شعرها فقامت ايناس لتغادر مع ثريا التى تعللت بأن لديها بعض الأعمال الهامة وما هى الا حجه بعدما أفلست وألجم لسانها ولم تجد ما تقوله من كلمات
أتى يوم الحفل فى صباح اليوم بدا الجميع مهتما بتفاصيل اعداد الحفل كانت ياسمين مع ثريا و ريهام فى غرفة المعيشة يتناقشون حول بعض تفاصيل الحفل عندما أتى عمر قائلا
ياسمين فين البدلة بتاعتى
التفتت اليه قائله
فى الدولاب يا عمر
لأ تعالى شوفيها
قالت بدهشة
أنا واثقه انها فى الدولاب
قال بإصرار
طيب تعالى شوفيهالى
صعدا معا الى غرفتهما وكادت أن تتجه الى الدولاب لكنها أوقفها وأطبق ذراعيه حولها قائلا
وحشتيني
ابتسمت قائله
كنت بتستدرجنى يعني
ابتسم بخبث ومرح وقال
أيوة الله ينور عليكي كنت بستدرجك ودلوقتى انتى وقعتى أسيرة فى ايدي
ابتسمت بسعاده و بعده فترة قالت
ممكن ننزل بأه ماما كريمه على أعصابها من امبارح
ابتسم قائلا
ماشى يلا ننزل أنا عارف ماما وقت ما بيكون فى حفلة طول عمرها دقيقة وبتحب كل حاجة تكون مظبوطه
بعد ساعة خرجا معا الى غرفتها وهما ينزلان على الدرج أوقفها قائلا
بقولك ايه متيجي نهرب من الحفلة دى وأخدك ونطلع على المزرعة
قالت بجديه وهى تحاول أن تبتعد عنه
عمر ماما كريمه زمانها على ڼار اتصلت بينا أكتر من مرة يلا انزل
تركها على مضض قائلا
يلا انزلى روحى لماما كريمه بتاعتك ابقى خليها تنفعك
قالت كريمه وهى تصعد الدرج
آه ما شاء الله انتوا الاتنين واقفين تتسايروا مع بعض وأنا ملبوخه لوحدى تحت يلا يا عمر شوف الناس اللى بيظبطوا الترابيزات والزينه بره وانتى يا ياسمين يلا تعالى معايا عايزاكى
نزلت ياسمين معها واندمج كل فى عمله فى المساء خرج الحفل بشكل رائع حضر جميع أصدقاء ومعارف العائله وتعرفت عليهم ياسمين أحبت البعض وتحفظت تجاه البعض وشعرت بسعادة غامرة عندما رفض عمر بأدب أن يسلم على النساء فى الحفل بيده وأجاب بطريقه مرحه
معلش أصل المدام بتغير
كانت واقفه تتحدث الى احدى السيدات عندما اقترب منها عمر فابتسمت المرأة وقالت ل عمر
ازيك يا عمر ألف ألف مبروك عروستك عسوله أوى
ابتسم عمر قائلا
الله يبارك فى حضرتك
استأذن عمر وجذب ياسمين من يدها قال وهو ينظر ليها بحنان
أنا النهارده حاسس بفرحه غير عاديه
ابتسمت قائله
اشمعنى النهاردة
قال وهو ينظر اليها بحب
عشان ايدي فى ايد مراتى أدام الناس كلها
توقف قائلا بحنان
انا بحبك أوى يا ياسمين انتى غيرتى فيا حاجات كتير غيرتيها للأحسن أنا بجد كنت محتاج لوجودك فى حياتى أوى
ابتسمت قائله
أنا كمان كنت محتاجة وجودك فى حياتى أوى يا عمر
نظرا بحب وشوق الى بعضهما البعض وابتسما وكل منهما يشبك أصابعه بأصابع الآخر وكأنه لا يريد أن يفارقه أبدا
بعد سبعة أشهر
استيقظت ياسمين وأيقظت عمر قائله
عمر الحقنى عمر
استيقظ فرعا وقال
فى ايه
قالت وهى تتألم
بسرعة يا عمر شكلى بولد
هب عمر واقفا وأحضر ملابسها سريعا وصړاخها يتعالى ألبسها بسرعة وقال
متخفيش يا حبيبتى متخفيش
قالت وهى تتألم بشدة
مش قادرة يا
عمر مش قادرة
حملها وخرج بها مسرعا وقال
قولتلك بلاش نروح المزرعة دلوقتى انتى اللى اصريتي
قالت وهى وسط صرخاتها المتألمه
وأنا كنت أعرف يعني انى هولد فى السابع
جرى بها عمر وأدخلها السيارة وانطلق بها الى المستشفى تعالت صرخاتها فقالت الطبيبة بعد فحصها
لسه شوية
فقال عمر وهو ينظر الى زوجته بأسى
مينفعش تديها حاجه تخفف الألم شوية
التفتت له قائله ببرود
متقلقش كل ده طبيعى وأنا أفضل انها متاخدش حاجه
قالت ياسمين بغيظ وهى تصرخ
أنا أفضل آخد هو أنا اللى هولد ولا انتى
خرجت الطبيبة وهى تعطى تعليماتها للمرضة التفتت ياسمين الى عمر قائله پغضب
انت السبب انت اللى عملت فيا كده
ضحك قائلا
هو انا غصبتك على حاجه ما كله كان برضاكى يا ياسمين
ضحكت الممرضة مرة أخرى فنظرت اليها ياسمين نظرة قاتله فخرجت فورا
من الغرفة اقترب عمر منها وجلس بجوارها وأمسك بيدها ووضعه يده الأخرى على رأسها وظل يقرأ ما حفظه فى الشهور الماضية من القرآن
بعد نصف ساعة فى غرفة العمليات سمع أصوات الرضيعه خرجت الممرضة تعطيها له وهى تلفها حملها بين
ذراعيه ونظر اليها خفق قلبه بشدة واغرورقت عيناه بالدموع أمسك كفها الصغير بأصابعها الصغيره الرقيقة وطبع عدة قبلات حانيه عليها وأذن فى أذنها وقبل جبينها ثم الټفت الى الممرضة وسألها بلهفه
ياسمين كويسة
ابتسمت تطمئنه
أيوة كويسة شوية وهتخرج
اجتمع الجميع فى المستشفى
متابعة القراءة