رواية بقلم منى سلامة

موقع أيام نيوز


فى الهواء الطلق خرجت من الفيلا وتمشت فى الحديقه تبعتها ريهام قائله 
ياسمين قومتى ليه
حاولت ياسمين الابتسام قائله 
مفيش حسيت انى مصدعة شوية وكمان شبعت
فى حاجه مضايقاكى
لا أبدا بس لسه مش متعودة على الوضع هنا
عانقتها ريهام قائله 
حبيبتى يا ياسمين وحشتينى اوى أنتى الحاجة الوحيدة اللى بتصبرنى على فراق ماما وبابا الله يرحمهم 

تأثرت ياسمين بكلامها وبكت قالت ريهام وهى دامعة العينين 
أنا كمان وحشونى أوى بس ان شاء الله ربنا يجمعنا بيهم فى الجنة ربنا يخليكي ليا يا ياسمين 
قالت لها ياسمين بعينين دامعتين 
ويخليكي ليا يا ريهام
انتهى اليوم ورحلت ريهام و كرم وبقيت ثريا وأبنائها لاكمال السهرة استأذنتهم ياسمين وصعدت الى غرفتها كانت تشعر پألم حاد فى بطنها دخلت الحمام لتخرج متأففه 
ده وقته
ارتدت ملابسها وصعدت الى الفراش وتدثرت وهى تتلوى من الألم شعرت بالحرج من الذهاب الى كريمه لتبحث لها عن دواء كما أنها لم تكن تقوى على الحركة بعد قرابة النصف ساعة وجدت عمر يفتح باب الغرفة أرادت أن تقوم للتحدث معه لكنها لم تستطع من الألم نظر عمر اليها ليجدها مغمضة العينين مقطبة الجبين وتضم الغطاء بقوة الى صدرها ويبدو على ملامحها الألم اقترب منها قائلا 
انتى كويسه 
فتحت عينيها وهى لا تصدق أنه اخيرا تحدث معها ودت لو قامت تتحدث معه لكنها لم تستطع قالت بصعوبة 
أيوة كويسة
تركها وخرجه نظرت الى الباب المغلق بحسرة وألم لكم تشتاق الى وجوده معها والى حديثها معه دقائق ووجدته يدخل مرة أخرى حاملا
كوب تتصاعد منه الأخبرة وحبة دواء نظرت اليه بإستغراب مد يده بالحبة فجلست وأخذتها ثم أعطاها الكوب قائلا 
اشربي ده ولو لسه حسه بالألم قوليلى وأنا أجبلك حباية تانية 
شعرت بالحرج الشديد أخذت منه الحبة والكوب دون أن تنظر الى وجهه تمنت ان يرحل لكنه ظل واقفا ينظر اليها أرادت أن تتحدث لكنه أوقفها بيده قائلا بحزم 
اشربي ونامى
ثم تركها وخرج 
بعد عدة ساعات سمعت صوت الباب يفتح فتظاهرت بالنوم شعرت به وهو يغير ملابسه ثم يقترب منها ويمسح حبات العرق على جبينها بظهر يده يلفها بالغطاء جيدا ثم يحمل وسادته وغطائه ويفرشهم على الأرض وينام
استيقظت على آذان الفجر وقامت لتوقظه لكنه لم تجده نائما
بل وجدته واقفا يصلى تابعته بعيناها حتى أنهى صلاته وتوجه الى مكانه على الأرض ونام شعرت بالحنق والضيق نظرت اليه لتجده يغط فى سبات عميق كانت تتألم من هذا البعد لم تعتد على بعده عنها بهذا الشكل قامت على فور وحملت وسادتها وغطائها وفرشتهم على الأرض بجواره ونامت وهى تتطلع الى وجهه
فى الصباح شعرت بيده توقظها فتحت عينيها فوجدته نيظر اليها بحزم قائلا 
ايه اللى منيمك على الأرض هنا
قالت بضعف 
كده عشان انت نايم هنا
أمرها بحزم 
الارض ساقعه وانتى تعبانه قومى اطلعى نامى على السرير 
امتثلت لأوامره وهى تشعر بالحنق والضيق قام وغير ملابسه ثم خرج دون ان يتفوه بكلمه
بعد عدة أيام كانت ياسمين جالسه مع كريمة فى الحديقه 
قالت كريمه 
نور سافر النهاردة الصبح 
قالت ياسمين 
هيرجع امتى 
كمان يومين سافر فى شغل مهم وعلاء كمان مش هيكون موجود النهاردة لانه مسافر بس ناوية أعمل سهرة حلوة فى الجنينة 
شردت ياسمين قليلا ثم قالت 
يعني مش هيكون فى رجالة موجودة النهاردة
أيوة عمر بس
كويس
اشمعنى
قالت بثقه 
عشان أرد القلم
قالت كريمه بإستغراب 
مش فاهمة قلم ايه
ابتسمت ياسمين 
هتعرفى النهاردة
فى المساء أخرجت ياسمين أحد الفساتين الذى أصر عمر على شراءه يوم أن كانا معا فى المول لشراء ملابسها كان رقيقا للغاية ومتناسقا مع بشرتها الخمرية ارتدت حذاء ذو كعب وصففت شعرها لأعلى وتركت بعض الشعيرات التى تتساقط على وجهها برقة كانت قد تعلمت الكثير من سماح عن وضع المكياج فإستعانت بخبرتها وبأدوات الزينة التى تزين التسريحة فى غرفة نومها كان مكياجها يتسم بالرقة والبساطة كانت راضية تماما عن شكلها كانت تشعر بالخجل من الظهور بهذا المظهر أمام الجميع وخاصة عمر لكنها تشجعت ونزلت الدرج بعدما رأتهم من شرفة غرفتها وقد تجمعوا معا فى الحديقه استعدادا لتمضية الأمسية بها خرجت الى الحديقة وقلبها يرتجف لكنها حاولت رفع رأسها والسير بإتزان دون أن يبدو عليها التوتر أول من لمحتها هى كريمه التى هتفت بدهشة 
ياسمين !
ازدادت ضربات قلبها عندما وجدت أنظار الجميع تلتفت اليها لمحت نظرات التعالى فى عين ثريا وهى تفحصها من رأسها الى أخمص قدميها أما ايناس فكانت نظراتها تتسم بالحقد والغيرة كانت ايناس متحررة فى ملبسها وفى وضع الزينة لكن ياسمين تفوقت عليها بحسن اختيارها لما يناسب لون بشرتها وطبيعة جسدها فلم تفعل مثل ايناس وتحاول تغيير لون بشرتها بإضافة المزيد من مستحضرات التجميل والتى جعلتها تبدو كتمثال صب من الشمع فبدت مصطنعه الى حد كبير بل زينت ماهى عليه بالفعل فبدت أكثر رقة وأكثر شفافية وأكثر جمالا 
أما نظرات كريمه فكانت تتسم بالفرح والاعجاب والحنان لكم تعشق تلك المرأة الحنون الطيبة جلست ثم التفتت لتتطلع الى عمر خفق قلبها پجنون عندما ارتطمت بنظراته الشغوفة التى تتأملها بصمت شعرت بقلبها وكأنه سيقفز من مكانه ودت لو نهضت وارتمت بين ذراعيه
شعرت بالسعادة تسرى بداخلها وقد أيقنت بأنها أصابت عصفورين بحجر واحد 
تعمد عمر طوال السهرة ألا ينظر اليها وألا يوليها أى انتباه ظلت تراقبه بطرف خفى اقترحت كريمه فجأة 
عمر قوم ارقص مع ياسمين
توترت ياسمين لم ترد احراج كريمه لكنها قالت بخفوت 
معلش يا ماما بس مش بسمع موسيقى
فقالت ثريا پحده 
ليه بأه ان شاء الله رجز من عمل الشيطان
لم تجاريها ياسمين لأنها شعرت بأن المرأة تبغى شجارا
نهض عمر ومد يده الى ياسمين بصمت نظرت اليه أسلمت كفها له ونهضت معه سار بها قليلا فقالت بصوت مضطرب 
أنا مش بسمع موسيقى يا عمر
قال ببرود 
محدش قال ان أنا هشغل موسيقى
أوقفها أمامه فقالت بدهشة 
هنرقص من غير موسيقى ازاى 
قال ببرود 
نحاول أحسن من الحړب اللى كانت هتحصل من شوية بينك وبين عمتو
أخذ يتحرك بها يرقصان بحركات يتقنها عمر جيدا كان صوت نبضات قلبها عاليا يصم آذانها شعرت بالسعادة لقربها منه ظلت تنظر اليه لكنه بدا بعيدا عنها
نهضت كريمه بصحبه ثريا الى الداخل اقتربت
منهما ايناس ووضعت يدها على ذراع عمر قائله 
عمر تعالى نرقص سوا
شعرت ياسمين بالڠضب والحنق والضيق ونظرت الى يدها الموضوعه على ذراع زوجها بنظرات ڼارية أبعد عمر ذراعه عن يدها قائلا بهدوء 
مش هينفع يا ايناس
شعرت ايناس بالضيق وعادت مرة أخرى الى مقعدها وهى تشتعل ڠضبا 
نظرت له ياسمين هامسه 
عمر
لم يجبها ولم يلتفت اليها 
تطلعت اليه بعينين حزينتين
قائله 
طيب أعمل ايه عشان تسامحنى قولى أعمل ايه وأنا أعمل
ظل متمسكا بصمته فشعرت بالألم يغزو قلبها التفتت لتجد ايناس تنظر اليها بشماته وقد بدأت ايناس تشعر بوجود خلاف بينها وبين عمر وانتبهت للوجوم البادى على وجه كل منهما تلاقت نظرات المرأتين فى تحدى صارخ
تبادلتا نظرات ڼارية نظرات ايناس تقول لن تملكيه أبدا لن يكون لك ونظرات ياسمين تقول هو ملكى بالفعل وهو لى وحدى اشتعلت نظرات التحدى بينهما وفجأة لا تعلم ياسمين كيف أتتها الجرأة لتفعل ذلك لكنها نظرت الى عمر ألقت براسها فوق صدره أمام عيني ايناس التى ضاقت من الڠضب وقامت فى عصبية لتغادر المكان
قال عمر بصوت خاڤت 
ايه اللى انتى عملتيه ده
رفعت رأسها وقالت له بعند وثقه 
انت بتاعى يا عمر مش هسمحلك تبعد عنى
قالت له هامسه 
أنا اسفه سامحنى بأه 
لم يقطعهما سوى صوت كريمه الآتى من الفيلا وهى تنادى على عمر همس اليها عمر وهو يوصب تجاهها نظرات حنونه 
خليكي هنا هشوف ماما عايزة ايه وأرجعلك
ابتسمت له و أومأت برأسها بدا وكأنه لا يريد مفارقتها وقفت ياسمين تنتظره وقد وضعت يدها على قلبها وارتسمت ابتسامه على ثغرها فجأة شعرت بمن يطوقها بذراعه من الخلف ويضع كفه على فمها حاولت التخلص منه فلم تستطع حاولت الصړاخ فجاء صړاخها مكتوما شعرت بأنه يجرها فى اتجاه سور الحديقه التفتت اليه وهى تحاول التخلص منه لتفاجأ بوجه مصطفى نظر اليها بعينين تشعان كرها وقال 
حياتى قصاد حياتك يا ياسمين انتى اللى عملتى كده فى نفسك لو مكنتيش هربتى منى مكنش ده كله حصل
حاولت التحرر منه لكنه كان يطبق عليها بقوة فجأة صړخ من الألم عندما تمكنت من عض يده التى تكمم فمها أفلتت منه وأخذت تجرى فى اتجاه الفيلا وهى تصرخ 
عمر عمر الحقنى
جرى عمر فى اتجاهها وتلقاها بين ذراعيه باكيه وهى تشير الى اتجاه السور وتقول 
مصطفى مصطفى هنا
جرى عمر فى الاتجاه الذى أشارت منه ياسمين أسرع مصطفى بالجرى وتسلق سور الفيلا وقفز من فوقه الى الجانب الآخر بسرعة لم ينتبه الى تلك الدراجة الڼارية التى أتت فى اتجاهه وتسير بسرعة چنونية ارتطمت به لتدفعه بقوة عدة أمتار قبل أن يسقط على الأرض 
رحلت الشرطة بعدما أخذوا أقوال ياسمين التى بدت مضطربة للغاية جلست ياسمين على احدى الأرائك وهى مازالت لا تستطيع ايقاف رجفة جسدها جلس عمر بجوارها ولف ذراعيه حولها وقبل رأسها قالت كريمه بأسى 
آدى آخرة الظلم ضيع حياته على الفاضى هيقابل ربنا يقوله ايه دلوقتى
قالت ثريا بضيق 
كان ملنا ومال المشاكل دى ما كنا فى حالنا
خلاص يا ياسمين متخفيش 
قالت بصوت مرتجف 
خفت أوى لما شوفته ولما كتفنى معرفش كان ناوى يموتنى ولا كان ناوى يعمل ايه
قال عمر بحنان 
خلاص انسى متفكريش فى الموضوع ده تانى خلاص ماټ ومعدش هيقدر يأذيكي تانى
جذبها عمر قائلا 
يلا نامى انتى وأنا هروح أشوف الثغرة اللى فى السور اللى عرف يدخل منها عشان أأمنها وميحصلش حاجة زى كده تانى
قالت بلهفه 
لازم تروح دلوقتى
أيوة معلش عشان أبقى مطمن
أومأت برأسها خرج دخلت الى الفراش وقد شعرت بأنها مرهقة للغاية حاولت السهر لتنتظره لكنها لشدة تعبها استسلمت لنوم عميق
فى اليوم التالى زارتها أختها للإطمئنان عليها كانت ياسمين أفضل حالا قالت ريهام 
سبحان الله فى ناس كده بتعيش مؤذية وټموت مؤذية
قالت ياسمين بخفوت 
ربنا يرحمه بأه ويغفرله
الحمد لله ان ربنا حماكى امبارح ونجاكى منه
الحمد لله
رحلت ريهام بعدما اطمئنت على أختها جاءت الخادمة لتخبر ياسمين أن هناك من يتصل بها على تليفون المنزل استغربت بشدة فمن يعرفها سيقوم باللإتصال بها على الموبايل مباشرة كمان أنها لم تعطى
أحدا تليفون المنزل بل هى نفسها لا تعرفه أخذت الهاتف من الخادمة كانت تقف فى الردهة الواسعة بالأسفل قالت بإستغراب 
السلام عليكم
أتاها صوت انثوى 
هاى انتى ياسمين
أيوة أنا مين حضرتك
أنا نانسي خطيبة عمر
شعرت ياسمين بمزيج من الدهشة والغيظ فهى ليست خطيبته بل خطيبته السابقة قالت ياسمين ببرود 
أفندم حضرتك عايزانى فى ايه
قالت نانسي بغل 
عايزة بس أقولك حاجه يا مدام ياسمين اذا كنتى فاكره ان عمر نسانى تبقى غلطانه عمر مستحيل ينسانى انتى متعرفيش ايه اللى حصل بينى وبينه فى
 

تم نسخ الرابط