رواية بقلم منى سلامة

موقع أيام نيوز


منها وامسك بذراعها بقوة حتى ألمتها قائلا 
مش كده يا ياسمين هى دى الصورة اللى انتى راسماها ليا ان أنا واحد منحط وحقېر بالشكل ده هه ردى
كانت قبضة يده تؤلمها بشدة قالت پألم 
عمر دراعى
انتبه لقبضته فترك ذراعها فركت ذراعها بيدها وهى تنظر اليه نظرة حيرة ودهشة كانت مازالت نظراته غاضبة ڼارية صاحت قائله 

انا عارفه كويس اللى حصل يا عمر وأنا اتاكدت بنفسى من سجلات المستشفى ومن كلامك انت شخصيا من اجاباتك على كل اللى بيسألك عن الحړق ده وانا قولتلك انى سمحتك فمفيش داعى تكدب عليا وتفهمنى انك برئ
بدا وكأن غضبه تضاعف وازداد احمرار وجهه ڠضبا قال بصرامة وحزم 
اللى حصل كالتالى عايزة تصدقى صدقى مش عايزة انتى حره الست دى فعلا كان بتخون جوزها بس مش معايا مع مهندس كان شغال فى المزرعة قبل أيمن واستمرت علاقتهم حتى بعد ما مشى من المزرعة وكانوا بيتقابلوا فى البيت القديم
هتفت پغضب 
البيت اللى هو ملكك
أيوة ملكى وهو معنى انه ملكى يبأه أنا اللى كنت معاها فيه
رفعت حاجبيها وقالت بصرامة 
ايه اللى يخلى واحد زيك يشترى بيت قديم زى ده بيت مهجور ومبهدل ومفيش فيه اى حاجه تصلح ان الواحد يعيش فيه ايه اللى يخليك تشتريه
قال بصرمة ببرود 
عشان أمى
نظرت اليه بدهشة فأكمل قائلا 
ده بيت أمى القديم اللى كانت عايشة فيه مع أهلها لما اهلها ماتوا باعت البيت وجت عاشت فى بيت المزرعة واشتغلت فيه كان البيت ده بيمثل ليها ذكريات جميلة مع اهلها وكان نفسها تحتفظ بيه بس مكانش صحابه الجداد راضيين يبيعوه لحد من 6 شهور جالى صاحب البيت وباعهولى واشتريته عشانها
نظرت اليه ياسمين بأعين متحجرة وشلت الصدمة لسانها
أكمل بقسۏة وبصوت هادر 
مش انا اللى كنت معاها فى البيت يا مدام انا كنت راجع من عند أيمن من المنصورة وشوفت الڼار قايده فى البيت وقفت العربية على الطريق وجريت نحية البيت لقيتها جوه ومش عارفه تخرج بعد ما الراجل اللى كان معاها سبها وهرب دخلت أحاول اخرجها بس كانت ايدي متجبسه وقتها معرفتش أشيلها وهى كانت خاېفة تخرج فى الڼار لان الڼار كانت محاوطه البيت كله لحد ما الراجل اللى جالك شفنا وجه يساعدنا وهى لما عرفت ان الراجل شاف جوزها اڼهارت وعرفت انه عرف بخيانتها وانه هو اللى حړق البيت اول ما سمعتها
بتقول كده ادام الراجل طلعت فلوس واديتهاله عشان يتستر عليها هيا مش عليا انا
شعرت وكأن قلبها قد توقف عن الخفقان أكمل بنفس القسۏة 
ولما روحنا المستشفى حكتلى على كل حاجة وعن علاقتها بالبشمهندس محمد خرجت من المستشفى فى نفس اليوم وروحت ل محمد بيته واتخانقت معاه واترجانى انى اتستر عليه عشان مراته وولاده لان مراته لو عرفت والخبر وصلها أكيد هتطلق منه وعيط أدامى وأقسملى انها غلطة ومش هتتكرر وان هى اللى أغوته وخلانى أقسمله انى متكلمش فى الموضوع مع حد وعشان كده مجبتش سيره لحد
تجمعت الدموع فى عينيها وهى تشعر بدوار بسبب صډمتها مما تسمع فأكمل پغضب مكتوم 
بعد ما صفية طلعت من المستشفى خاڤت 
قالت بصوت مرتجف مضطرب مبحوح وبأعين حائرة 
ليه قولتلى انى لو عرفت سبب الحړق هبعد عنك وليه قولت لمامتك انه عقاپ ربنا
زفر بقوة ثم قال پغضب 
لانى كنت عارف انها مش مظبوطه وكانت تصرفاتها مش عجبانى ومع ذلك سكت وسبتها لو كنت من الاول مشتها هى وجوزها مكنتش قدرت توصل ل محمد ومكنتش علاقتها بيه استمرت لحد دلوقتى ومكنش حصل ده كله
ألجمها بكلامه لم تستطع أن تتحدث نظرت اليه واقتربت منه لكنه ابتعد عنها ورجع الى الخلف وفى عينيه نظرة قاسېة وقال 
من أول يوم جواز قولتلك لازم نبقى صرحا مع بعض واللي مضايق من التانى فى
حاجه يقولها
نظرت الى الأرض وقطبت جبينها وقد شعرت بحجم ذنبها فأكمل قائلا 
لكن انتى عمرك ما كنتى صريحه معايا وعمرك ما وثقتى فيا وعمرك ما عرفتيني صح
ثم قال 
وعمرك ما حبتيني
نظرت اليه فى ألم نظر اليها عمر نظره صارمة باردة خاليه من أى شعور وقال بصوت هادر 
احنا لازم نتطلق يا ياسمين
صدمت عندما سمعت تلك الكلمة التى فكرت فيها مرارا لكن عندما خرجت من فمه علمت كم هى كلمة مريرة تجمعت الدموع مرة أخرى فى عينيها وهى تنظر اليه بحسرة وألم 
تجمدت فى مكانها وأخذت العبرات تتساقط من عينيها بدت نظراته وقد لانت للحظة لكنه عاد ونظر بصرامه وقال 
هنستنى لحد ما الحفلة تخلص ونرجع المزرعة وبعدين ننفصل
قال ذلك وتركها وحدها فى الغرفة تكاد قدماها تحملانها بصعوبة من هول الصدمة
الفصل الحادى والأربعون الأخير من
نزلت ياسمين بعد ساعة تبحث عن عمر لم تجد له أثرا فى الفيلا فقالت لها كريمه 
قالى انه هيخرج وهيرجع متأخر ما أستناهوش على العشا هو ما قالكيش رايح فين 
قالت ياسمين بسرعة 
أصل هو خرج من الأوضة قبل ما نتكلم مع بعض أنا كنت طالعه أغير هدومى
خرجت ياسمين لتتمشى فى الحديقة اختلت بنفسها على أحد المقاعد وتركت لعبراتها العنان كانت تشعر بندم كبير بداخلها ندمت لأنها ظلمته وندمت لانها لم تثق به وندمت لانها لم تواجهه من البداية بما تعرف ندمت لأنها تركت شكوكها ووساوسها تتلاعب بها وتتحكم بها ندمت لأنه أشعرها بأنها لا تحبه 
أجهشت فى بكاء صامت كيف يقول بأنها لا تحبه فحبه متغلل داخل قلبها أخرجت هاتفها من جيبها ومسحت عبراتها بظهر يدها واتصلت به لم يرد أعادت اتصالها عشرات المرت ونفس النتيجة لم يرد شعرت بأنها قد أضاعته من
يدها أخذت تتساءل هل سيطلقها فعلا هل كرهها هل سيهون عليه فراقها ألن يسامحها يوما كيف ستحتمل العيش بدونه لن تستطع التحمل حل المساء ظلت ساهرة فى غرفتها واقفة فى الشرفة تنتظر حضوره حتى رأت سيارته تقف أمام الباب انتظرته ان يصعد الى الغرفة لكنه لم يصعد طال وقت انتظارها حتى فتح باب الغرفة أخيرا وجدها واقفه أمام باب الشرفة فى انتظاره غلق الباب وفتح الدولاب يبحث عن بيجامه يرتديها اقتربت منه قائله 
عمر
لم يجب دخل الحمام جلست على طرف فراشها
تنتظر خروجه خرج وتوجه الى الفراش وحمل أحد المخدات و أحد الأغطية وفرشه على الأرض بجوار السرير ونام عليه وأولاها ظهره فهمت بأن الخطب جلل صعدت الى الفراش وتدثرت بالغطاء وظلت تنظر الى زوجها النائم بجوارها على الأرض والذى يوليها ظهره تساقطت العبرات من عينيها وبللت وسادتها لكم تشتاق الى حضنه الدافئ وكلماته الحانية ظلت العبرات تبلل وسادتها فى صمت وعيونها معلقة به تقلبت فى فراشها وكأنها تنام على جمر جلست وهى تنظر اليه فى أسى حتى غلبها النعاس 
استيقظت على آذان الفجر نظرت الى مكان زوجها النائم توجهت اليه ونادته بهدوء 
عمر عمر اصحى
استيقظ ونظر اليها فقالت مبتسمه 
يلا عشان تصلى الفجر 
نهض وتوضأ وعاد ليجدها فى انتظاره لتصلى معه جماعة مثل كل يوم صلى بها حاولت التحدث معه 
عمر ممكن نتكلم
قال بخشونه 
لأ
ثم توجه الى مكان نومه ونام ونامت هى وعيونها معلقه به فى الصباح استيقظت على صوت غلق الدولاب وجدته وقد ارتدى ملابسه اعتدلت بسرعة فى فراشها قائله 
عمر 
لم يجيبها توجه الى باب الغرفة فأسرعت ونهضت من فراشها وأمسكت ذراعه قائله
بأسى 
استنى عمر أنا آسفة أنا آسفة أوى أنا عارفه انى ظلمتك أوى عمر مش هقدر أعيش بعيد عنك
لم ينظر اليها فأكملت پألم وبصوت مرتجف وعينين دامعتين 
لو انت عايز تطلقنى عشان تعاقبنى أنا موافقة يا عمر عاقبنى وطلقنى 
تساقطت عبراتها وهى ترجوه 
بس ردنى تانى يا عمر عشان خاطرى ردنى تانى
صمت ولم يجب بل ولم يلتفت اليها وفتح باب الغرفة وخرج وقفت لا تدرى ماذا تفعل وعلامات الألم مرسومة على وجهها رن جرس هاتفها فأتاها صوت ريهام قائله 
حبيبتى يا ياسمين احنا جاينلكوا النهاردة أنا و كرم حماتك اتصلت الصبح وعزمتنا على الغدا 
قالت ياسمين بوجوم 
لو انتى مكنتيش جيتي النهاردة كنت انا هجيلك لانك وحشانى اوى اوى
مش اكتر منى يا ياسمين احنا قولنا نسيبكوا ترتاحوا اليومين اللى فاتوا بس خلاص كدة لازم أشوفك 
خلاص يا حبيبتى منتظراكى ان شاء الله
تناول الجميع طعام الافطار معا وقالت كريمه 
على فكرة ثريا كمان هتيجيى النهاردة وكمان ايناس و علاء
تضايقت ياسمين عندما سمعت بإسمها وتذكرت ما قالته المرة الماضية عن الفرق بينها وبين خطيبة عمر القديمة وعندما قالت انها حب عمر فى الطفولة والمراهقة شعرت بنيران الغيرة تشتغل فى
قلبها نظرت الى زوجها الجالس بجوارها دون أن يعيرها أدنى اهتمام كانت حزينه واجمه فسألها نور 
مالك يا ياسمين فى حاجه مضايقاكى
قالت بسرعة 
لا يا عمو يمكن بس متأثره شوية انى هشوف ريهام لانها وحشتنى أوى
ابتسمت كريمه قائله 
ربنا يخليكوا لبعض
جلست نادين فى حديقة فيلتها تحتسى كوبا من الشاى التفتت فرأت نانسي وهى توقف سيرتها وتنزل منها فنادتها قائلا 
نانسي تعالى شوية
جاءت نانسي وقالت 
خير 
تعالى اعدى
لا قولى اللى عايزاه بسرعة عشان عايزة أنام
صاحت نادين پغضب 
طبعا رجعه الضهر من بره وطول الليل سهرانه كالعادة 
قالت بتأفف 
أوف انتى ناديتيلى عشان تسمعينى المحاضرة دى فكك أنا مصدعة وعايزة أنام
التفتت لترحل فقالت نادين 
عرفتى ان عمر هنا هو مراته
التفتت الى أمها پحده قائله 
انتى عايزة ټحرقي دمى يعني
ابتسمت أمها بتشفى وقالت 
عرفت الفلاحه تخطفه منك وتتجوزه
قالت نانسي پحده 
عرفتى منين انهم هنا 
جيهان ما انتى عارفه انها صاحبة ثريا عرفت منها 
ثم قالت بسخرية 
لأ وايه حاجه كدة لوكل تصورى مرضتش تخلى عمر يسلم على ايناس
ازاى يعني
الهانم بتغير باين ولا ده عبط متعرفيش
رفعت نانسي حاجبها بخبث وقالت پحقد 
بتغير جميل
التفتت لتدخل الفيلا فقالت نادين پحده 
انت لحد امتى هتفضلى سارحه مع اللى اسمه عماد ده يا بنتى طول ما انتى مدوقاه العسل ومقدماله كل حاجه على طبق من فضه عمره ما هيفكر يتجوزك
صاحت نانسي پغضب 
ملكيش دعوة بيا حياتى وأنا حرة فيها متركزيش معايا ركزى مع جوزك النسوانجى أحسن 
تركتها لتدخل الفيلا وملامح نادين تختلط فيها الحسړة بالألم
للتف لجميع حول طاولة الطعام نور كريمة ثريا علاء ايناس عمر ياسمين كرم ريهام اندمج الجميع فى الضحك والمزاح ماعدا اثنان بدا عليهما الوجود عمر بدا وكأنه غير مهتم بالحديث الدائر أما ياسمين فبدت حزينه تتطلع الى عمر
بين الحين والآخر وتراقب تعبيرات وجهه لتتبين فيما يفكر لم يوجه اليها حرفا واحدا كان يمسك الملعقة بيد ويده الأخرى وضعها على قدمه نظرت الى الجميع لتجدهم مشغولون بالحديث و مدت يدها ولمست كف يده توقف عمر عن تناول الطعام ونظر الى يدها التى تمسك بيده ثم أبعد يده عنها ووضعها فوق المائدة شعرت ياسمين بالألم يغزو قلبها نهضت واعتذرت من الجميع متعلله بصداع أصابها كادت أن تتوجه الى غرفتها لكنها شعرت بالإختناق وارادت السير
 

تم نسخ الرابط