معدتي بتوجعني

موقع أيام نيوز

داخل بعدما كسرته لقطع صغيره حتي يستطيع أن يبلعهم.. من ثم امسكت بكوب الماء.. وناولته بعد الرشفات.. ووضعت الكوب عالدورج من ثم وضعت رأسه برفق فوق الفراش
ونهضت وأحضرت الصحن بالثلج والماءومعهم تيشرت خاص بهي.. وجلست بجواره وبدأت بعمل الكمادات علي جبينه لتخفض حرارة 
اما داخل الشركةفكان يقف عمران أمام طاولة مكتبة مرتديبدلة عصرية بالون الأسودمكونه من بنطال وجاكت من ذات الون وتيشرت أبيض.. وامام عيناه بعض الملفات التي يحتاج آلي أمضائها.. وبجوارة تقف السكرتيرةسهر.. تلك الفتاة ذات الشعر الأسود الكيرلي. والوجه الأسمر لكن عيناها الخضراء كانت تجعلها جذابة.. كانت ترتدي بنطال أبيض ضيق وفوقة بليزر بذات الون أسفله توب أبيض بالكاد يخفي شق نهديها
مش واخد بالك يا عمران باشا أننا لابسين زي بعض يصراحة صدفة غريبه أوي كاننا ثنائي
حاوطته بكلماتها ذات. لكن كامل تركيزه كان بالعمل فقال
مخدتش بالي وياريت نركز في الشغل.. قوليلي جبران باشا وصل الشركة والا لسه
أحرجها فقالت
أحم لاء يافندم لسه موصلش.. هو حضرتك زعلت من كلامي أنا مكنتش أقصد أزعلك
كلامك أنا مسمعتوش .. ياله خدي الأوراق سلميها لعاصم بقسم الهندسة. 
تجاهله لها كان .. وأثار غيظها لكنها لم تمل من المحاولات لتوقعه بشباكها..فامسكت بالملفات وذهبت لكن قبل أن تصل إلي الباب.. اوقعت الأوراق من يدها وأدعت الألم وجلست علي الأرض تمسك بجنبها الايمن متألمه بادعاء
ااه بطني لاء أنت رجعت تاني ليهااه !
ذهب إليها بقلق ومال إليها سائلها 
مالك فيكي ايه 
تعبانه كل كام يوم ليه بيحصلي كده وايه سببه ياربي أرحمني بقي منه
اتحركي معايا وتعالي أوصلك لمكتبك وهبعت لدكتور الشركة يفحصك
لاء مفيش داعي أنا متعوده عالوجع كلها خمس دقايق ويروح
خير جأت في وقت غلط والا ايه
حاول عمران تمرضهاوبعدين مالها لزقه فيك كده أبعدي عنه بلاش وقاحة
تصنعة البكاء بذكاء
حضرتيك بتقولي ايه يا هلال هانم أنا مسمحش بالأهانة دية.. وعالعموم أنا هستقيل لأني مقدرش أشتغل في مكان أتهانة فيه
بس كفاية كلام الحد كدهسهر روحي علي مكتبك مفيش أستقاله والكلام اللي قالته هلال هانم هتسحبه وتعتذر عنه 
حدقة هلال عيناها بدهشة قائلة
نعم أعتذر ليها
قابلها برسمية
أيوة لأنك غلطانه يا هلال هانم وواجب عليكي الأعتذار
قالت بتحدي
مش هعتذر يا أستاذ عمران لأنها تستاهل كل اللي قولته .. عن أذنك
هلال بقولك أعتذري
أسفه مش هعتذر مش هلال العطار اللي تعتذر لوحده مفهاش حاجة من الأنسانية زي المخلوقة ديه
ذهبت هلال والڠضب مرافقها اما عمران فتركته في حالة من الضيق وقبض علي اصابعة كأنه يخرج غضبه بتلك الحركه.. اما سهر فستغلت الأمر وشهقت باكية بقول
عشان خاطرك أنت بس مش هستقيل يا عمران باشا بس أحب أقول ياريت تبلغ الهانم أني محترمة جدا وعارفه أنا ايه كويس والأهانه اللي وجهتها ليا مكنتش هتنازل عنه غير باعتذار لوله محبتي لحضرتك هي بس اللي هتخليني اتنازل عن الأعتذارعن أذنك هرجع أشوف شغلي
يتبع
تطايرت دقائق النهار وغابت الشمس وطل القمر بسكونه المظلم في الأرجاء. وداخل حجرة عمران الذي عاد للتو من العمل وجدا هلال تجلس علي الأريكة وبيدها بعض الاوراق تتابع عملها ويبدو عليها الضيق.. لكنه لم يهتم
أنتي أزي تقللي مني قدام سهر وترفضي أنك تعتذري
وضعت الاوراق ونهضت امامه بزمجرة أشد
حضرتك اللي قللت من نفسك لما طلبت مني طلب زي ده.. أنت أزي تطلب مني كده ازي عايز تهني قدام واحده زي ديه
نفخ الهواء بحنق من قائلا
يادي زي ديه هي ديه أيه مش بنت زيها زيك والا 
أنا غلطان
تجحظت عيناها باندهاش 
أنت بتشبهني بسهر يا عمران... بقي أنا زي سهر اللي متعرفش حاجه عن الأخلاق والأحترام
نفسي أفهم بتبني كلامك علي أساس أيه البت شغاله عندنا بقالها شهر ومصدرش منها أي تصرف يسئ ليها
أنت بدافع عنها يا عمران.. 
سألته بعين أمتزجت بالدموع التي عبرت عن حزنها الممزوج بالغيرة وأكملت بصوت اصبح هادي لكن ذو بحة صلبة
تمام واضح أن الأستاذة سهر مسيطرة علي رؤيتك .. عشان كده هسيبك علي حريتك بس من هنا الحد لما تشوف حقيقتها مش عايزه أسمع أسمها والا المحها عندك في مكتبك ولو أنت مخلتهاش

تسيب السكريترية عندك وتروح قسم الأرشيف فانا هكلم جبران وأخلية يمشيها من الشركة كلها!
أنا مش عيل صغير عشان ټهدديني يا هلال هانم.. وسهر مش هتسيب السكرترية عندي وحتي لو جبران طلع قرار برفدها هقف ضدد القرار ده ومش هسمح لها أنها تسيب شغلها معايا
وسقطط دمعتاها الحائرة مثل نبرتها التي أخرجتها ببحة البكاء
أنت شايف نفسك بتقول ايه يا عمران.. أنت بتكسرني بكلامك عنها.. للدرجادي مش قادر تستغني عنها علي كده لو قولتلك يانا ياهي في الشركة هتختارها هي..
رغم شعوره بالحزن علي حالها إلا أن كرامته كرجل كانت في المقام الأول وقال
يوم ماتعملي مقارنة زي ديه وتحطي نفسك معاها في نفس الكفة فا متزعليش بقي من الأختيار
ادركت جواب سؤالها ومعناه التخلي عنها من أجل غيرها.. مما جعلها تسحب يدها من بين أصابعه الغليظة وهي تحاول أخفاء ضعف حالها
أجابتك وصلتلي يا أستاذ عمران .. عن أذنك هروح أنام في أوضة نور عشان تاخد راحتك
تركت يده وتحركت للذهاب حتي وصلت إلي باب الحجرة وكادت أن تفتح الباب لكنها سمعته يحدثها بغرابة
أول مرة تسبيني وتنامي بعيد عني من يوم ماتجوزني يا هلال
أستدارت ونظرت له بجمود صوتي عكس حزن قلبها
عشان ديه أول مرة أحس فيها أنك بتفرد فيا من يوم ماتكتبت علي أسمك يا عمران
غادرت عيناه واستدارت للباب وفتحته وذهبت إلي حجرة نوم نور صغيرة جبرانوجلست علي الأريكة وكورة مثل الطفلة الصغيرةتبكي دون صوت بقلب من ألم الخذلان الذي تسبب بهي رجلها الذي لطالما قلبها كانت تضاهي دموع عيناها فقلب كالبئر المليئ بالنبضات المشټعلة بلهيب الغرام الامع مثل لؤلؤء البحار المتدفقة بامواج في ظلام ليلة كاحلة تنيرها نسائم النجوم
وبعد عدت دقائق كانت الساعة أصبحت الثانية صباحا.. داخل حجرة نوم جبران الذي فتح عيناه أخيرا بعد غيابة عن الوعي لمدة يوما كاملا.. محاولا التمالك والأفاقة.. وحينما أستدار برأسة لليمين يبحث عن كوب الماء.. وجدها تغفوا بجواره علي الأرض وهي جالسة ورأسها علي حافة الفراش وبيدها قطعت القماش التي كانت تداوم بهي عمل الكمادات له وبجوارها علي الأرض صحن الماء.. هيئتها الأنثوية لم تهز أركانه ولم تخضع له رجولته.. فقلبه تسكنه غيرها.. ورغم جمال طلتها النائمة بشعرها المنسدل بجوارها إلا أنه لم يكن يراها سوا دخيلة إلي حياته.. لم يهتم بهي وأستدار برأسه لجهة اليسار.. ينظر إلي ذراعه الذي يألمه.. رئه بهي غيار غير الذي وضعه في المساء.. حل الأستفهام عليه لم يكن يدرك ماحدث خصيصا عندما نظرا الي الأرجاء من حوله ووجد الجو مظلم والساعه التي بالحائط تدل علي أن الوقت الثانية صباحا.. لذلك مد يده وجلب الاب توب من جواره ونظرا في معدل اليوم ووجدا أنه مر يوما بالكامل عليه لا يعرف بأمره شيئا.. مما جعله يفعل شئ ليدرك مالذي حدث وكيف مرا هذا اليوم وهو لايتذكر عنه شئ.. لذلك قرر فتح كاميرة مراقبة حجرة نومه فلدية كاميراة مراقبة بحجرته منفصلة عن باقي القصر ولا يمكن لأحد غيره أن يرا مايحدث داخلها غيرها فقد قام بايصاله للاب الخاص بهي هو فقط.. 
وبعد ثواني فتح كاميرات المراقبة علي الأب واحضرها بتاريخ اليوم الماضي منذ اول شروق الشمس.. وظل يبحث في الدقائق ليرا ماحدث.. حتي رئها داخل الشاشة تنهض عليه حينما
الحجرة بعدما أخذت كارت النقود الخاص بهي.. ظلا يمرر الدقائق التي عدت ال خمسون دقيقة.. ووجدها تدلف إلي الحجرة من جديد وهي تحمل الماء والثلج وحقيبة الدواء.. الجلوس بجواره وعمل الكمادات ووضع الدواء داخل .. وفي أوقات الصلاة يراها تنهض وتحضر المصالية وتقيم فرض الله علينا.. من ثم تعود من جديد للجلوس بجواره ومراعاته.. وظلا يمرر في الدقائق حتي انتهي الوقت ووجدها عند الواحده ونصف تغفوا بعدما غلبها النعاس ومن ثم بعدها بنصف ساعة وجدا ذاته ينهض.. أغلق الاب ونظرا إليها ببعض اللين لكن مافعلته لم يشفع لها لدية فما فعلته اليوم ليس سوا نقطة خير في بحر مليئ بالسوء داخل قلبه.. تغاضي عما رئه ووضع الأب بجواره ونهض من علي الفراش.. وحمل كوب الماء وتناول منه مايكفيه.. ثم ذهب إلي المرحاض ليغتسل.. اما هي ففتحت عيناها الناعسة

ببطي شديد حينما اغلق باب المرحاض.. ونظرت إلي الفراش فلم تجده فادركت أنه بالداخل.. لذلك نهضت ووضعت القماش والصحن علي الطاولة من ثم أتجهت ونظرت آلي ذاتها بالمرأة فكان وجهها شاحب الون وتشعر بالجوع الشديد فأمعائها تصدر اصوات الجوع.. فتنهدت قال
ايه اللي صحاكي
أنا كنت عايزه أطمن عليك
تطمني عليا ليه !
بلعت لعابها بحرج 
عشان كنت تعبان طول اليوم
لوي شفتاه بالامبالاه وقال بعدما وقف أمام خزانة الملابس
انا تمام أوي.. بقولك ايه هو أنا لو راجعت كارت الفلوس بتاعي ياتره هلقيكي سحبتي منه كام مليون والا اتنين والا عشرة
جحظت عيناها پصدمة بسبب ما يتهمها بهي ونهضت وهي تستدير له بضيق 
أنا مش حرامية يا جب.. 
احمهاا يعني سكتي ليه كملي أنتي مش ايه
أنا_مش_حرامية_وعندك_الكارت_تقدر_تشوفهأنا بس _سحبت _منه_تمن_الدواء_اللي_أشتريت_هولك_عشان_
فلوسي_مكملتش _!
أنتهي من ارتداء بنطاله الأسود وتيشرت قطن باذات الون.. وتقدم ووقف أمامها قائلا بأستفهام
في حد سأل عليا طول فترة نومي
طنط كريمان بس أنا قولتلها أنك مش عايز حد يزعجنا وحابب أننا نقضي اليوم لوحدينا في الأوضة! 
انتهت من الحديث وحينها اصدرت أمعائها من جديد صوت حاجتها للطعام
أنتي مكلتيش من الصبح
كلت
أمتي كلتي
بالنهار 
بالنهار أزي أنتي مخرجتيش بره باب الأوضة
لاء كلت لما روحت أجبلك الدواه
تمام
ذهب إلي الخارج وتركها بمفردها في الحجرة تلوم نفسها بقول
وفيها ايه لما أقوله أني جعانهأستغفر الله العظيم أعمل ايه دلوقتي حسه أني هيغم عليا من كتر الجوع
جلست علي الفراشتلوم ذاتها.. وبعد نصف ساعة تقريبا وجدت جبران يدلف إلي الحجرة وبيده صينية صغيرة عليها صحنين بهما العديد من السندوتشات وكأس عصير و فنجال قهوة.. وأتجه ووضعه فوق الطاولة واخذ صحنه وفنجال القهوة وجلس علي الأريكة ووضع الفنجال والصحن بجواره واحضر الاب وبدا بتناول الطعام وهو يرا أعماله
اما هي فكانت تنظر إلي كأس العصير وصحن الطعام الأخر وتتمني أن تأخذ منه ماتريد لكنها كانت تشعر بالحرج .. حتي وجدته يقولها دون النظر إليها 
العصير والسندوتشات اللي عندك بتاعتك خليت الخادم يحضر هوملكتمن مرعاتك ليا لأني مبحبش حد يعملي حاجة ببلاش
أهان حسن مراعتها بوقاحة حديثهمما جعلها تبلع لعابها وتقول ببحة الحزن
بس أنا مبخدش تمن حاجة عملتها برضاية 
عشان كده مخدتيش تمن نومك معا حبيب القلب لانك كنتي نايمة معا برضاكي 
ليه بتحاول في كل دقيقة أنك تفكرني بغلطتي 
أعملك ايه عشان
تم نسخ الرابط