خطايا بريئه
المحتويات
أمامه باكية لاترى شيء أمامها حتى أنها لم تلحظ شهد وطمطم أمام البناية بل كانت كل همها أن تبتعد عن هنا وتلملم فتات نفسها...
بينما هو كان يسند جبهته على زجاج نافذته ينظر لآثار سيارتها بعيون غائمة وبقلب منفطر يأن من شدة الألم.
قولتلها ايه يا محمد
قالتها شهد بعدما دلفت لتوها من باب الشقة ليغلق عيناه بقوة يعتصرها ثم يمسح على وجهه قائلا بعقلانية
عاتبته شهد قائلة
بس البنت شكلها بتحبك بجد ليه تعمل كده كنت عطيت نفسك فرصة وحاولت علشانها
نفى
برأسه وقال ببسمة يائسة منعدمة الأمل تعلو ثغره
فرصة ايه اللي بتتكلمي عنها يا شهد بصي حواليك وانت تعرفي أن أي فرصة ليا معاها معډومة أنت متعرفيش ابوها مين ولا ساكنة
في قصر شكله ايه مهما حاولت وكافحت عمري ما هوصل لربع المستوى اللي معيشها فيه
يبقى على ايه هعلقها واعشمها بكلام مش هيقدم ولا هيأخر... كده أحسن ليا وليها يا شهد وبلاش تلومي عليا لومي على الظروف والحظ ولومي على الفقر
وساعتها هتعرفي أن الحب رفاهية متخلقتش للي زي
لم تقتنع شهد بحديثه وعارضته قائلة بمنطق يفوق واقعية منطقه
زادتها عليه وعرت الحقيقة الكامنة بداخله أمام نفسه حتى أنه أجابها بإندفاع دون ذرة تردد واحدة
ايوة بحبها بس ڠصب عني... أفهميني وبلاش تتحاملي عليا
أنا مش بتحامل عليك أنا عايزة أفوقك قبل ما تضيعها من ايدك
وتعيش العمر كله بذنبها و هتندم أنك محاولتش علشانها...اللي عملته ده هروب وانا متعودتش عليك جبان اخويا اللي زرع جوايا المبادئ والقيم متعودتش منه أنه يهرب من مشاكله طول عمره بطل في نظري وعارفة ومتأكدة انه مش هييأس وهيجاهد ويعافر علشان اللي بيحبها تكون ليه.
أنا مش جبان يا شهد بس الظروف اقوى مني
عارضته شهد من جديد
متحججش بالظروف ...الظروف أحنا اللي بنخلقها علشان نبرر ضعفنا ...انا لما اتجوزت فايق كان صنايعي ومش متعلم وانا كان معايا شهادة ومع ذلك لما اتقدملي أنت بنفسك قولتلي أن الفلوس مش كل حاجة وإن الأهم منها الأخلاق والأصل الطيب والحب
هون على نفسك يا خويا ومتكابرش محدش بيهرب من نصيبه وخلي عندك
عشم في ربنا وربك
________________________________________
كريم ما بينساش حد وقادر يجبر بخاطرك
ونعم بالله يا شهد
لتتركه وتدلف لأحد الغرف بينما هو كان يزفر أنفاسه دفعة واحدة يحاول أن يستعيد رباط جأشه ويفكر مليا فقد تمكنت شقيقته من جعله ينظر للأمر من منظور أخر ربما سيغير كافة قناعته فيما بعد.
فهل ياترى سيكون الحب سلاح رادع لېحطم تلك الأسوار العالية أم سيسحق ويصبح ركام تحت انقاضها.
كانت تفر من كل شيء بالنوم وكأن ليس لديها المقدرة على تخطي الأمر وتبديد كل قناعتها بيوم وليلة.
رائحة عطره المميزة أنتشلتها من سباتها وجعلتها ترفرف بأهدابها لثوان قبل أن تستفيق بالكامل وهي تظن أنه يهيأ لها أنه يجلس على مقعده المعتاد وينظر لها ولكن أتى صوته ذات البحة المميزة ليؤكد لها
مش كفاية نوم!
حانت منها بسمة غير مستوعبة وهي تتأمله من رقدتها فكم اشتاقت له و لكل شيء كان يفعله بالسابق وحرمها منه الآونة الأخيرة بفضل أفعالها التي حين تذكرتها الآن اندثرت بسمتها وقررت أن تفر هاربة بادعائها للنعاس
لأ مش كفاية وعايزة أنام...
كونه يعلمها عن ظهر قلب تفهم تهربها ولذلك من فراشها وجاورها قائلا و ويضعها خلف أذنها
متعودتش عليك جبانة
همست بعيون مغلقة وبرأس مطرق ينم عن خزيها من نفسها
أنا مش جبانة بس حاسة إني ضايعة ومتلغبطة
تنهد تنهيدة مثقلة وأزرها بنبرة حانية لأبعد حد
أنا معاك... ومهما كنت متلغبطة وضايعة عايزك تعرفي إني هفضل جنبك وإني برة التوهة دي أنا نقطة ثابتة في ارضك
فرت دمعة من عيناها ولم تستطيع أن تجاري ذلك الإهتمام والحنو البالغ الذي رغم أنها بأمس الحاجة له إلا أنها أصبحت تشعر أنها لا تستحقه بسبب أفعالها
شملها هو بدفء عينه الذي عاد من جديد وأخذ يمسح بإبهامه على وجنتها كي يزيح دمعاتها بينما هي بكامل وهمست بنبرة واهنة منكسرة يحفها الندم
آسفة...والله آسفة...أنا مستحقش اهتمامكم ولا أي حاجة عملتوها علشاني أنا بعترف إني كنت غبية
زفر هو حانقا وكم شعر بغصة مؤلمة تحتل حلقه
أنت فعلا غبية بس بطلي عياط أنت عارفة أن دموعك بتقتلني
زاد نحيبها من تأكيده للأمر لدرجة أن بدل أن يجعلها تكف عن نحيبها تضامن معها وغامت عينه تأثرا بها
أنا لازم أسافر اسكندرية النهاردة واحتمال أرجع بليل
خرجت من بين يديه واعترضت
متابعة القراءة