خطايا بريئه
المحتويات
تأثرا بها وبقلب يحثه أن يرق لها فنعم حتى هو اشتاق لبحر عيناها واشتاق لعفويتها و لمشاكسته اياها ومناغشتهم لبعض اشتاق لكل شيء يخصها ويعلم الله أنه لم يذق طعم الراحة في تلك الأيام العجاف دونها فكم كان يود أن يتخطى الأمر ولكن كيف وهو تعدى حدود منطقه ونطاق استيعابه ويخالف كل تلك القناعات الراسخة بعقله فحقا كان يشعر بالخزي من نفسه لإحزانها ولكن يصعب عليه الأمر وبشدة لذلك اعتذر
اللي بيحب بيغفر
حتى لو غفرت عمري ما هقدر انسى يا ميرال
هتنسى هساعدك وهنبدأ من جديد وهنرمي القديم كله ورا ضهرنا...حمود انا اتغيرت والله اتغيرت علشانك ومعنديش استعداد اعيش من غيرك
احتل الحزن عينه البائسة وأجابها بنفاذ صبر وبقسوة لم تكن ابدا من طباعه كي يؤد تلك الرغبة التي تسيطر عليه وتدفعه بضړب تلك القناعات عرض الحائط والسماح لقلبه أن يرق لها
قال آخر جملة بمرارة وبملامح مټألمة وصدى كلمات ذلك المقيت تتردد بعقله مما جعل عروقه تنفر وتتقلص معالم وجهه بإستياء شديد وقبل أن يحصل منها على رد لتهكمه الچارح لها كان يغادر بخطوات واسعة دون أن يلتفت خلفه
مامي عايز ألعب بالجنينة...انا زهقان وشيري بتلعب لعب بنات بالعرايس بتاعتها ومش بتلعب معايا وطنط سعادخدت ولادها عند جدتهم وانا لوحدي
قالها شريف بنزق طفولي وهو يربع يده على صدره بضجر
حبيبي البوابة بتاعة الجنينة مش بتتقفل واخاڤ عليك ألعب بالكورة هنا بس اوعى تكسر حاجة
نفى شريف برأسه واعترض
لأ مش بعرف علشان خاطري يا مامي والله الجو حلو اوي بره
وانا مش هخرج برة البوابة...علشان خاطري يا مامي وافقي...وافقي لو بتحبيني
تنهدت رهف بيأس من عناد ابنها وإلحاحه الشديد ثم وافقت بمضض
م هرول يحضر طابته ويعلم المربية بالأمر لتبتسم وهي تنظر لأثره وتتنهد تنهيدة مثقلة بالكثير فا إلى الآن تحاول أن تمهد لأخبار أطفالها بقرار انفصالها وحقا ذلك الأمر ليس بيسير عليها.
هرول الصغير إلى الأسفل برفقة مربيته وهو في قمة سعادته
ولكن لم يستمر الأمر طويلا فقد علقت طابته على أحد الشجيرات العالية ومربيته يصعب عليها جلبها له ليترك كوبه على جدار الشرفة ويهرول للأسفل كي يجلبها له
وما أن تدلى الدرج استمع لصوت والدته تصيح بأسمه هاتفة من شرفتها
شريف اطلع يا حبيبي وهشتريلك غيرها.
مط
الصغير فمه وهتف بعناد
بس انا بحب الكورة دي يا مامي ومش عايز غيرها
وحينها تدخل هو وطمئنه قائلا وهو ينحني بجذعه عليه بعدما وجده عابث
________________________________________
وعلى حافة البكاء
متقلقش هجبهالك
مط الصغير فمه وهز رأسه لينهض نضالويشب على أطراف حذائه و يحضرها له لتتهلل أسارير الصغير ويصيح بعلو صوته بسعادة عارمة لوالدته خاطف أنظار الواقف بجانبه يتبع مرمى بصره
مامي عمو جابلي الكورة انا فرحان اوي
تنهدت رهف بإرتياح لسعادة ابنها ثم بكل تحفظ هزت رأسها بامتنان له من موضعها ليهز رأسه ايضا ويخفض نظراته للصغير الذي شكره قائلا
شكرا يا عمو
العفو يا كابتن شريف
جعد الصغير حاجبيه وتعجب
أنا مش كابتن
قهقه هو بكامل صوته وراوغه بحاجب مرفوع بتسلية
ازاي بقى ده انت بتلعب ولا احسن لعيب كورة تعرف أني لامح فيك موهبة ومهارات هايلة
برقت عين الصغير بسعادة وقال
بجد يا عمو يعني ممكن ابقى زي ميسي او محمد صلاح
ربت على وجنته بحنان بالغ وحفزه بإيجابية
اكيد تقدر
كانت تتابعهم من موقعها وتستغرب ذلك الحديث الذي يدور بينهم إلى أن هتفت شيري بأسمها وطلبت كوب من الماء لتلبي طلبها وتترك الشرفة بعدما ألقت نظرة مطولة على صغيرها فرغم أنها تعلم أن ذلك الطبيب موثوق به إلا انها كأي أم القلق والحرص دائما حليفها نحو ابنائها.
بينما عند الصغير فقد استرسل قائلا
بس انا صغير
هما برضو كانوا صغيرين وعندهم نفس الحلم واشتغلوا على نفسهم لغاية ما وصلوا وحققوا حلمهم
هز الصغير رأسه واخبره بحزن وهو يمط فمه
أنا كمان نفسي ابقى زيهم بس بابي مش بيرضى يوديني النادي ولا بيرضى يخليني أشارك مع أصحابي في التمرين
احتل الحزن عين نضال وطبطب عليه بحنان قائلا
باباك اكيد خاېف عليك...متزعلش وبعدين يا سيدي احنا ممكن نلعب هنا براحتنا
احنا مين دي
أنا
متابعة القراءة