الثلاثة يحبونها

موقع أيام نيوز

أختها لتطمأن عليها..ولكنها نظرت إلى ساعتها التى تشير إلى السابعة صباحا ..تدرك ان الوقت مازال مبكرا وربما كانت نائمة الآن وإلى جوارها يحيي..وعلى الرغم من أنها تدرك أن هذا شئ طبيعي إلا ان مجرد تخيله ېمزق قلبها ألما..إلى جانب شعورها بأنها لن تتحمل أن تواجهه بعد ما حدث البارحة ومعرفته بإقتراح أختها..بل وصيتها ورغبتها الأخيرة كما تردد..هبطت رحمة إلى الأسفل..لتفاجئ بمراد جالسا فى حجرة الطعام لتبتسم قائلة
صباح الخير.
خفق قلبه لإبتسامتها ليبتسم بدوره قائلا
صباح النور.
جلست إلى جواره قائلة
الظاهر إن مش أنا لوحدى اللى صحيت بدرى.
نظر إليها يتأمل ملامحها بطريقة أربكتها قائلا
لأ..مش لوحدك.
إبتلعت ريقها قائلة فى إرتباك
إحمم..هي..بشرى مراتك فين..وأخبارها إيهأصل..يعنى..مشفتهاش إنبارح لما جيت.
كاد مراد أن يتحدث ولكن قاطعه صوت بشرى الذى يحمل سخرية داخل طياته وهي تجيبها قائلة
موجودة ياحبيبتى..والله فيكى الخير وبتسألى عنى..حمد الله ع السلامة.
مازالت بشرى كما هي..حقود..غيور منها..تكرهها وبشدة..هذا ما فكرت فيه رحمة وهي تلتفت إلى بشرى الواقفة أمامها بثبات لتقول بهدوء
الله يسلمك يابشرى..إزيك
قالت بشرى بإبتسامة باردة
بخير يارحمة..إيه مش شايفة بنفسك
إبتسمت رحمة ببرود قائلة
لأ شايفة طبعا..حقيقى متغيرتيش..لسة زي ما إنتى..بشرى بتاعة زمان.
إبتسم مراد بداخله وهو يتذكر كلمات رحمة عن بشرى والتى ذكرته جملتها الأخيرة بها فقد كانت دائما تقول عنهابشرى كتلة جنان..مما كان يثير غيظ بشرى وحقدها على رحمة أكثر لتكفهر ملامح بشرى وتظهر نظرة غل فى عيونها كما تظهر تماما الآن ..ليبدو أنها تتذكر كلمات رحمة بدورها..كادت أن ترد عليها حين إستمعوا إلى صوت يحيي الذى صړخ بإسم راوية فى لوعة..لتنتفض القلوب ړعبا وهم يدركون معنى صرخته..لينطلقا بإتجاه حجرته يتآكلهما القلق.. فيما عدا بشرى التى تابعتهما..وفى عيونها إرتسمت نظرة إنتصار وعلى شفتيها ظهرت إبتسامة..وهي تقول بهمس
وأخيرا.
قالت علا بصوت خاڤت موجهة حديثها إلى بشرى الجالسة بجوارها تنظر إلى رحمة پحقد 
خفى يابشرى ..مش كدة..الستات أخدت بالها منك.
زفرت بشرى وهي تنظر إلى علا قائلة فى همس حاد
ڠصب عنى..إنتى مش شايفة ستات العيلة عاملين معاها إيه ..وكأنها مبعدتش عنهم بمزاجها سنين..وكأنهم نسيوا إنى انا اللى كنت بزورهم وبودهم وبعملهم الحفلات وبجمعهم..سايبينى أنا وقاعدين حواليها بيواسوها.. هتشل يا علا..هتشل.
قالت علا بهدوء
إهدى بس وإسمعينى..هي أخت المرحومة راوية والطبيعى يكونوا بيواسوها اكتر لإنها الاقرب ليها واللى باين حزنها عليها..إنتى مش شايفة دموعها و حالتها عاملة إزاي..دى لا أكل ولا شرب ولا نوم..تحسيها هيجرالها حاجة.
نظرت
بشرى
إلى علا فى حدة قائلة
حتى إنتى يا علا بتصدقى الحركات بتاعتها دى..هو انا مش ياما كلمتك عنها..دى تمثيلية ياعلا..تمثيلية قصدها تكسب بيها عطف العيلة وشفقتهم..وعطف يحيي ومراد طبعا..دى حرباية وعارفة إزاي تتلون
بألف لون.
قالت علا بهمس
وأهى خطتها نجحت والكل متعاطف معاها..إتعلمى منها بقى ياحبيبتى ومثلى شوية..الناس بيبصولك .
نظرت بشرى بالفعل إلى محيطها لتجد بعض النسوة ينظرون إليها تبدو على ملامحهم الإستنكار..لتشعر ان علا على حق..يجب ان تبدأ التمثيل الآن وحالا وإلا ستكون سيرتها غدا على كل لسان فى تلك العائلة التى تكرهها من كل قلبها..عائلة الشناوي.
لتدمع عيناها على الفور وهي تستحضر كل قدراتها التمثيلية..لتصرخ بلوعة قائلة
ياحبيبتى ياراوية..ملحقتيش تفرحى بهاشم جوة ..كنتى أخت ..والله كنت أخت..ربنا يرحمك ياحبيبتى يارب.
ظهر الحزن على وجوه الجميع وهم يقولون آمين..وبدأت بعض النسوة تتجه إلى بشرى تطلب منها الصبر وذكر الله..يواسونها على مصابها وهي تبكى وتقول
قدر الله وما شاء فعل..ربنا يرحمها برحمته..وحشتنى من دلوقتى.
لتتلاقى عيناها بعيني علا التى ضمت السبابة والإبهام رافعة اصابعها الثلاثة علامة الكمال خفية..لتكاد بشرى ان تبتسم فى إنتصار ولكنها أخفت تلك الإبتسامة بسرعة لتلتقط رحمة ما حدث وتهز رأسها فى يأس..تمد يدها لتمسح دموعها المتساقطة على وجهها قائلة فى ضعف
ربنا يرحمك ياراوية.
...إنفضت النسوة وإنتهى العزاء..لتقترب روحية من رحمة قائلة فى حنان 
قومى ياست رحمة.. كلى لقمة وإرتاحى شوية ..كدة مش كويس علشانك.
قالت رحمة بضعف
مش قادرة ياروحية آكل..أنا هقوم أرتاح فى أوضتى.
قالت روحية بإصرار
مينفعشى ياستى .. إنتى مكلتيش حاجة من ٣ أيام..مفيش حد يقدر يعيش من غير أكل.
قالت رحمة بضعف
مش قادرة احط حاجة جوة بطنى..من فضلك ياروحية سيبينى براحتى.
قالت روحية
بس....
قاطعتها بشرى قائلة بحدة
ما قالتلك مش قادرة..خلصنا بقى..هو إحنا هنترجاها تاكل..ما إنشالله ما أكلت ..دى حاجة تإر....
هدر صوت يحيي من خلفها مقاطعا إياها وهو يقول
فيه إيه..بتزعقى كدة ليه يابشرى
نظر الجميع إلى يحيي

الذى دلف لتوه من باب المنزل يبدو عليه الإرهاق بدوره وقد إستطالت ذقنه وظهر السواد حول عينيه..يتبعه مراد..لتقول بشرى متلعثمة
مبزعقش ولا حاجة ..أنا بس...أنا.....
ليتجاهلها يحيي تماما وهو يلقى نظرة على وجه رحمة الشاحب بشدة ..ينتابه القلق من مظهرها الضعيف ..يخشى ان تكون بشرى قد ضايقتها بكلامها ويدرك من إطراقة رأسها أنها لن تتحدث..ليقول موجها حديثه إلى روحية قائلا
فيه إيه ياروحية 
قالت روحية فى إحترام
رحمة هانم مكلتش يايحيي بيه وانا كنت بنبهها إنها لازم تاكل قبل ما تطلع اوضتها بس هي رفضت زي كل يوم .
إتسعت عينا يحيي فى صدمة وهو يوجه حديثه إلى رحمة قائلا
إنتى مكلتيش من إمتى
تم نسخ الرابط