رواية لصه بقلم منى فوزى
المحتويات
جو ان يجن من برودها و غباءها.. هاهو يجلس قلقا فهو هنا لا حول له و لا قوة محاطا بالاسلحة التي لا يضمن اصحابها لا يملك اي سلاح.. لا يدري كنه او طبيعة اي شخص موجود هنا.. نظرات الشيخ لشهد لا تعجبه.. و هي تجلس بمنتهي البرود تأكل و تتحدث في امور تافهة وغبية..
قال الشيخهتبيتوا هنا الليلة و الصبح عربية بترجعكم مصر السفر بلليل كله مخ اطر
جو لا طب خلاص احنا هنتصرف.. بس ممكن توصيلة للطريق نفسه
الشيخ بحدة ابدا !! ما يصير! انتوا ضيوفنا و ليكوا حق عندنا.. ما نترككم علي الطريق ابدا.. ثم اكمل بنبرة حازمة هتباتوا الليلة .. و بكرة تسافروا
قالت شهد و ماله.. نريح و النهار له عنين.. كم اين البولي س دي بتقلبلي معدتي..
نظر اليها الشيخ و قال سلامتة معدتك يا حلوة..
الشيخ مشيرا الي المبني الوحيد في المكان الحلوة جوا في داري مع الحريم.. وانت هتلاقي هنا افخم خيمة جاهزة عشانك!
هل الرجل يخطط لشيء ما غير مريح بخصوص شهد... ام ان جو صار مرتابا فيما يخصها!!
قال جو هذه المرة بحزم لا يا شيخنا.. شهد مبتفارقنيش! ومبتغيبش عن عيني..
جو هو مش انت بتنام يا شيخنا في الدار برضه و لا ايه!
قال احد الرجال في الجلسة مدافعا بحماس الشيخ فريج اب لكل واحدة..
قال جو وقد انتهز فرصة ان حديثه موجه لشخص غير الشيخ فريج فاخرج فيه انفعاله المكبوت ماليش فيه! شهد مبتفارقنيش.. وعشان عوايدكم ..مش هنام في خيمة .. هنفضل قاعدين كده برة هنا جنب الن ار للصبح.. اظن دا ما يضايقكش عوايدكم في حاجة!!
ومن بعدها لم يوجه و لا كلمة او حتي لفتة لاي منهما .. تجاهلهما تجاهل تام..
تكلمت شهد بعد ان تابعت الحديث في صمت قائلةالشيخ باين اتقمص ... مسبتنيش ليه انام جوة مع الست ات مش كان زماني فاردة ضهري...
جو انهي ست ات انتي شفتي بعينك ان في ستات جوة!
شهد يعني هو الراجل هيكدب.. شكله كبارة ومحترم! و هيقول كده ليه يعني!!
لاحت علي شفتي شهد شبح ابتسامة.. فعلا كانت تتصنع السذاجة.. فهي منذ ان جلسا بقرب الشيخ و لاحظت نظراته الغير بريئة اليها.. ادركت سر توتر جو.. وكما تشكك يوسف من امر النوم في الداخل.. تشككت هي الاخري.. ولكن اعجبها بشدة تمسكه الشديد بموقفه برغم انهما محاطان برجال الشيخ و اسل حتهم.. لم تكن قلقة بالمرة فهي تعلم ان معها اكثر الرجال رجولة.. لم تعبأ بنظرات الشيخ و لا اس لحة الرجال و لا الصحراء و لا شيء.. هي مطمئنة انها في ايد امينة..
سرحت شهد تتأمل الوضع.. رأت في الامر رومانسية حالمة.. ها هي تجلس مع جو في الهواء الطلق.. فوقهما سماء رأئعة تكاد تلمس نجمومها من شدة الصفاء.. وامامها ڼارا تشبه تلك التي بداخل قلبها.. عبثت باصابعها في الرمال النامة تحتها .. برغم الظرف الذي هم فيه.. كانت سعيدة
يوسف باهتمام بردانة
شهد شوية..
يوسف طب تعالي..
كان هو مستندا بظهره الي جذع نخلة.. مد ذراعه نحوها يحثها علي الاقتراب منه..
فقالت شهد بساخفة ونظرة مستنكرة نعم! اؤمر!
يوسفتعالي يا بت.. تعالي بدل ما اقوم اجيبك!
ذهبت قربه وجلست بجانبه واسندت ظهرها الي جذع النخلة..
صمتت شهد في محاولة للسيطرة علي قلبها الذي كان يخفق في هيسترية.. كم هو رائع الاقتراب منه.. كم تشعر بالدفء بقربه.. ودت لو اراحت رأسها علي كتفه كما يفعل العشاق.. و لكنها منعت نفسها.. بل حتي جعلته يظن انها غير مرتاحة لهذا الوضع.. فهي تؤمن دوما بحتمية وضع حدا له..
شعر جو ان هذا الوضع و ترها و لكنه لم يبالي.. الليلة ليست ليلة ارضاء شهد.. تشبثه بها هكذا يجعله اكثر اطمئنانا و اقل توترا.. كان قلقا وخائڤا من اي خسة او غدر من اي شخص في هذا المخييم .. هكذا يشعر انه يخبئها و يكنها ..كما ان الجو باردا حقا و قد بعث قربها منه الدفء في جسده..
تابع كليهما الن ار في صمت.. ثم قطعه جو قائلاتفتكري يا شهد ينفع الواحد يغير كل حاجة في حايته مرة و احدة
شهداسأل اي بنت من اللي بتبيعوا و تشتروا فيهم.. فجاة كله بيتغير مع المالك الجديد.. السكن و الشغل و العيشة و كل اللي اتعودت عليه.. عادي و بتعيش و تكمل
صمت و لم يرد..
شهد متكلم حمادة تطمنه علينا حتي يبقي حد عارفلنا طريق
جو و قد استدار اليها برأسه محدقا بها و ايه اللي فكرك بسي زفت.. حتي واحنا في اخر الدنيا في الحوسة دي ما بيروحش عن بالك!
شهدطب بلاش حمادة كلم حنان
جو لا هكلم زوزو!
شهد بغيظ و حدة كلم اللي تكلمه.. انا مالي.. انا غرضي ان يبقي حد عارف احنا فين.. قدر مارجعناش!
ضيق ذراعه ضاغطا عليها عدة مرات متتالية و هو يقول بتعلي صوتك! بتعلي صوتك!
في كل مرة كانت تصطدم بوجهها في ص دره... الي ان وضع يده اخر مرة علي شعرها و تحسسه بينما وجهها مدفون في ص دره.. استسلمت شهد للامر.. كانت تسمع صوت دقات قلبه..و كأنها تحدثها.. اخذت نفسا عميقا وعبئت صدرها و انفها برائحته..ثم ابعدت رأسها بصعوبة.. ونظرت الي وجهه و قالت جو.. انت زودتها اوي!!
ضربها علي رأسها من الخلف ضړبة خفيفية و قال انت هتحاسبيني!.. انا اعمل اللي انا عايزه..قال زودتها قال! يا بنتي انتي ملكي.. اعمل اللي علي كيفي.. ابيع و اشتري فيكي.. ابهدلك.. امرمطك.. اعمل كده.. او كده... او كده
كان يقول كده تارة و هو يعبث في شعرها فيبعثره.. وتارة يعبث في وجهها بيده ليضايقها.. وتارة يخبطها علي رأسها.. و هي تداري و جهها ورأسها بيديها لتحميهما من مزاح الصبيان السخيف..
ثم ثبت كتفيها ليبقيها معتدلة امام و جهه و قال بخبثاو حتي ابوس ك..
اتسعت عينا شهد و قالت بعصبيه تداري ذعرالا علي فكرة.. لو فاكر اني بعزك و مش هأذيك تبقي غلطان..
ضحك ساخرا وهو مازال ممسكا بها علي نفس الوضع هتعملي ايه اخرك ايه يعني
شهدافتكر كويس عملت ايه في عدوي
فقال بنفس السخرية الباردة عدوي دا عيل اي كلام.. انت دلوقتي مع جو.. وريني اخرك
وبدأ يتظاهر بأنه سيقترب منها..
فجأة تحولت نبرتها العصبية المتعالية الي نبرة مسكنة وبؤس و قالت خلاص يا
متابعة القراءة