رواية جديدة بقلم ياسمينا احمد
على ركبتيه ېصرخ الاف الصرخات الموجعه لقد كانت روحه التى تدفعه للحياة ولاول مرة يسمح لنفسة بذلك الاڼهيار المؤلم
في فيلا الاسيوطي
احتد الحوار بين فريال
واياد الي ان وصلا الي نقطة محددة
هتفت فريال بسخرية
طالما كبرت يا اياد وبقيت تعرف تزعق عشان واحدة زي ديفانا ببلغك ان بباك الصبح قالى ابلغك تطلقها
ما حدش لي في لو الدنيا كلها وقفت بينى وبينها مش هايهمنى غير هي حنين على ذمتى واللي يضايقها بيضايقنى انا عش
ولد
صړخ به عاصم
تناديه فريال بسخط
تعال ياعاصم شوف ابنك انا اعصابي تعبت بيزعقلي انا عشان حتة بنت لا راحت ولا جت كان ممكن ارميها برة بيتي من غير ما يقدر يتكلم جاي دلوقت بيزعقلي عشانها
لا خلاص انا ماشي وسيبهالكوا طالما البيت اللي قاعد فيه ما بيصونش مراتي
اقترب عاصم عددت خطوات ومنعه عن التقدم نحو الدرج
وهدر بضيق وڠضب
زودتها يا اياد بيت مين اللي تسيبوا وتمشي انت مش مكفيك علينا فضايح لحد كدا يا اخى اتكسف على دمك دي ڤضيحة لينا السعدى ما بردتش طيب استنى علينا نحل مصېبة مصېبه
في اية اللي حصل تانى يا عاصم
التف عاصم الي زوجته التى انتقلت الي ورائه وهدر بببرود مسطنع
هو انتى لسة ما عرفتيش دي الصحف النهاردة والسوشيال ميديا منورة بصور ابنك بتقول انه عاجز حضرتك ادى اخرة اختيارات ابنك يا مدام وقرارته اللي من دماغة
لطمت فريال كفيها في بطء وهى تهدر پصدمة
التف عاصم الى اياد وهو يوبخة
يلا
ورينا شطارتك وانفي التهمة
اتسعت عين اياد وهتف بسخرية تامه
اعملكوا اية يعني واحدة قليلة الادب ومالهاش رد عندي
استرسل عاصم في مزيد من التوبيخ في ذلك الجو المتوتر
والبت اللى فوق دي تطلق حالا وترجع لاهلها
مش هيحصل ابدااااا مش هسيب حنين الا بمۏتي
جحظت عين عاصم وكاد ان يصفعه على جرؤته
انت بتحداني يا اياد
تدخلت فريال ووقفت بينهم وهى على وشك الاڼهيار
البت دى عملت فيك اية يا حبيبى قولي طلقها يا اياد حرام عليك اللي بتعملوا فينا دا
ازداد تعند اذا ان قلبه هو المتمسك بها وصاح بتعند شديد
كانت حنين تستمع الي الحوار كاملا وهى في حالة صعبة للغاية
ازدادت المشاجرة بين اياد وابيه حتى هدر عاصم پغضب
قولتلك طلقها
احتد اياد وبدي اكثر شراسة وهو يهدر بصوت عال
مش هطالقها
خلاص هتلنا بيبي قالها پغضب جعل اياد يستنكر وكذلك فريال اتسعت عينها فى دهشة
وظلت توزع نظرها بينهم وهى تهدر بهدوء
بتهزورا مش كدا
استرسل عاصم ليبرر ما قالوا
افضل طريقة على اتهام لينا هو طفل وبأسرع وقت
ضغط اياد على رأسة بيديه ليحجم من الام رأسه التي كادت ان ټنفجر وهتف پصدمة
انتوا مش ممكن لسة بتدخلوا في حياتي محدش لية دخل بحياتي الشخصيه بشكل دا دى حاجة تخصني انا وحنين وبس واي حد تاني هيفكر يدخل في حياتنا هيكون انا اللي هقف فى وشه وركض الي اعلي في سرعة
في الصعيد
جلس وهدان وامين وسط عائلتهم وكانت زينات تحضن كفيها ببعض وهى تهتف
يارب لك الحمد والشكر
بينما لوت صابحة فمها للجانبين
ودي متجيش الا دلوجت صبرني يارب
هتف عثمان لعمه
وعمي فتح الله جاي
اجابة وهدان
ايوه جاي زمانه على وصول بيجلوا شيعولوا
هتف ابراهيم
الساعة سبعة ومفيش جديد
صاح امين بتأفف
يوه ما احنا جاعدين في انتظارهم اها
كان عزام يجلس في وسط الجميع صامت ونهض بغموض شديد واتجه نحو الاعلي
ليندهش الجميع من حالتة ونادي عليه ابية بنبرة قلقة
مش هتجابل الناس معانا يا والدى
لم يلتفت وتقدم نحو السلم وهو يهدر بغموض مشابه لحالة
اما يجوا هتلاجونى وسطيكم
على الجانب الاخر
هبطت المروحية على ارض ثابتة لم تكن فرحة تشعر بأي شئ لا خوف ولا فزع ولا تألم فشعور ال لا شئ يؤلم اشد الالم لم تتحرك قيد انملة او حتى تنتبه للوقوف اصبحت اشبة بالمومياء
انتظرها عدد من الظباط من بينهم ياسين الطيار وهو لقبه وليس مهنته وعندما طال وقوفهم بدون جديد علق ياسين نظره بالطائرة ولكنه لم يحدث جديد حرك اكتافه بتعجب واخرج يده من جيبه وتحرك نحو الطائرة صعد السلم الخاص بها
وامال راسة ودلف الي الداخل وهو يبحث عن المرأة التي ابدلت حالة زين وافقدته صوابة قضب حاجبية فى دهشة من استكانتها وبقاؤها رغم وقوف الطائرة بضعة دقائق
ثم تفهم الحمالة سريعا وابتسم وهو يهتف
هي حمد لله على السلامة عجبتك الطيارة ولا اية
رفعت رأسها بإتجاه الصوت ولم تدرك الامر تماما فقد كانت مشوشه ضيقت عيناها لتستوعب من اين اتى ذلك الخارق الذي قدم من السحاب
وهتفت بدهشة
انت مين وازاى وصلت لهنا
تعجب من اسئلتها ولكنه اجاب
انا طيار ومجتش انتى اللى وصلتى عندنا صباح الخير مالك شكلك اول مرة تركبى طيارة
فغرت فاها وهي تهتف
هااا وصلنا
اتسعت عيناه على حالتها الرثاء واشفق عليها ولكنة تجاهل الامر واجابها
ممكن تنزلى عشان في ناس مستنيانا
في فيلا الاسيوطي
دخل اياد غرفتة وهو في ذروة غضبه وما ان رائته رودى حتى هرولت الى الخارج في سرعة
رفع حاجبيه پتألم على حالتها واتجه نحو حنين وجذبها الى احضانه وهو يهدر بتعب
يستحيل ابعد عنك يا حنين مهما عملوا انا لاقيت روحي فيكي لمي هدومك ويلا بينا من هنا
اعتدلت فى احضانة ونظرت الى عينيه بشئ من القلق وهتفت
لا اياد دا مش حل كدا الامور هتعقد اكتر وهيكرهوني انا
قضب حاجبيه بتساؤل
عندك حل تاني انا يستحيل اسمح لمراتي حد يهنها انتى مش رخيصة عندى يا حنين
ابتعدت عنه قليلا واتجهت نحو الفراش لتجلس علية وهى تهتف بتردد
انا هبعد فترة مؤقتة لما الامور تهدي بينك وبينهم وبعدين ارجع تاني
تقدم نحوها وهو يهدر بضيق
نعم هتروحي فين
الصعيد
وقف عزام فى شرفة حجرته متصلبا جامد التعبير صامت تماما ولكن بداخلة ضجيج
يرتب مشاعرة المتضاربة بين اللهفة والاڼتقام والڠضب
ليتابع عربات الامن المركزى القادمة بإتجاة منزل القناوي وترجل منها بعض القيادات المعروفة ومدير الامن
نزلت فرحة بالام تفوق ألمها الجسدى وقلبا بصميمه محفور عليه اسم زين
دخلت مع تلك الحاشية الي الجمع الذى كان فى انتظارها حدقت بوجوه الموجودين لتحاول التعرف عليهم فما عرفت منهم سوي ابيها وامها التى فتحت ذراعيها شوقا وركضت نحوها
تحدث مدير الامن بإيجاز
تمام يا حاج وهدان بنتكوا عندكم خلوا بالكوا عليها ومش عايز اسمع عنها اى مشاكل
اجابة وهدان بإمتنان
انشاء الله يا سعادة الباشا شاكرين افضالك
صافحة مدير الامن ودار على عقبية مودعا
لينادية وهدان
واه ما عتجعتوش تاخدوا واجبكم
ابتسم ابتسامة صغيرة واجابة بتحفظ
لا يا راجل يا طيب احنا كنا بنأدى واجبنا
على نفس الجانب كانت فرحة
تنحب فى احضان امها بلا دموع فقد هدرت الملاين منها طوال الطريق حتى جفت مقلتيها وما تبقي سوي نيران قلبها المستعرة
خرج مدير الامن واغلق الباب عليهم حتى اندفع نحوها فتح اللة
پغضب وجذبها من احضان امها عنوة ولطمھا پعنف وهو يهتف
يا بت الناجصة روحتي فين وجاية بالبوليس
تتشبثت زينات في يد ابنتها
وصاحت بإهتياج
ملكش صالح بينا يا فتح اللة مش سبتنا فى مصبتنا واتجوزت روح لمراتك وسبنا
اشتعلت عين فتح الله بإنفعال زائد
عندئذ نزل
عزام
الدرج بخطوات واثقة وهادئة وهو يهدر بتحذير عالي أسكت الجميع
ما حدش يمد يده عليها
رفعت فرحة نظرها اليه كما فعل الجميع ولكنها احست بأمان نسبى سرعان ما تلاشي عندما استرسل قائلا
وهو يتقدم نحوهم
مراتي ومن حجي انا بس اللي اربيها
انتفضت اثر كلماتة واصابتها قشعريرة وحدقت بة مليا ودت لو بإمكانها الصړاخ بإسم زين وانه لن ترضي سواه ابدا مهما كان وان وصل الامر الى المۏت
اطلقت صابحة صړخة عالية عوضا عنها وهتفت بضيق
يالهوي يا مرك يا صابحة
لم يبالي بها عزام والتف الي فرحة وحدجها بنظرات ضيقة دون ان يحيد نظرة عنها
وصاح في ابن عمة بصوت غاضب
ابراهيم جيب المأذون عشان يكتب الكتاب دلوجت كان لا يفكر سوي في امتلاكها الوقتى حتى يضمن بقاؤها على كل حال
ارتعش جسدها وكادت ان تسقط ارضا من فرط الړعب
بينما لطمت زينات وجهها فهي تعرف النوايا التي تخبأ لابنتها
وكان الموقف اكبر من استيعاب الجميع فتسارع وهدان ليهتف
يا ولدي اصبر لما نعمل فرح احنا مش عاملين حسابنا وبعدين لساتك ما خلصتش موضوع بت الشرشيرى واحدة واحدة علينا يا ولدى الله يرضي عنيك
لم يبالي بأي شئ سوى برغبة ان يحقق غايته الان فهدر بصوت محتد
جولت الماذون يجي دلوك يعني دلوك
لطم وهدان كفيه ببعض وهتف معترضا
هي لعبة يا ولدي دا جواز ما عينفعش يصحوا الخلايج يلاجوك اتجوزت
كانت بعينيه قتامة وظلمة وغموض لا يدركه احد وهتف بإصرار عجيب
نكتب الكتاب دلوك والفرح يبجا زى ما انتوا عايزين
عندها هتف زينات بنبرة متحشرجه
ااا حاج وهدان انت لسة عن رائيك في القولت عليه
اشار بيدة للاعلي وهدر بضيق
خدي بتك واطلعي علي فوج دلوجت يا زينات
كانت فرحة لاتعي ايا مما يدور
فإنكمشت الي احضان امها ومالت برأسها على كتفها من فرط الفزع كل شي اليوم كان مؤلم وفوق الخيال
بينما نظرت زينات الي فتح الله وهدرت بجمود
حاضر بس انا ليا عندك طلب يا حاج وهدان طلقني من اخوك
اتسعت اعيونهم فى دهشة ونظرت نحوها فرحة بتعجب بينما زمجر فتح اللة وهو يحاول الوصول اليها ومنعه اخويه بان اعتقل يداية
بتقولي
اية يا ناقصة
هتفت بتعالا وصمود غير مسبوق
ايوة انا الناقصة الغبية اللى رضيت طوال السنين دى تعيش مع واحد زيك مش شايف الا نفسه الناقصة دي جابتلك فرحة النقص مش عندي عندك انت انت اللى ما رضتش بحالك روح لمراتك وشوف حياتك انا انهاردة رجعتلى حياتي اللي استحملتك عشانها امشي وسبينا زى ما اتعودنا منك على كدا امشي يلا
كانت كلمات الغريبة على مسامع فرحة كما ان وقوف امها بهذا التحدي السافر جعلها فى حيرة
نطق فتح الله غير هابعا بأي شي
ماشي يا زينات انتي طالق بالتلاته
شهق الجميع من الصدمة بينما زفرت زينات فى ارتياح واحتضنت ابنتها وصعدت بها للاعلى
ليوكزة اخية وهدان بغل ويهدر
انت ايه يا خي جنسك اية مفيش في جلبك رحمة بدل ما تهديها طلجتها
لم يبالي بأحد وخرج وهو يهتف بتأفف
فى داهية انا سايبهالكوا وسايبلكوا البت انشالله تدبحوها انا اتبريت منها خلاص ومش راجع هنا تانى ولو فى عزاها
في فيلا الاسيوطي
جلس عاصم بجوار فريال وهو يرخي براسة الى الوراء بتعب
نفخ في ضيق وهتف بشرود
اااخ الولد دا هيموتني خلاص مش عارف اتعامل معاه ازاى معاذ اخوه محستش بمعاناه معاه زي اللي عشتها وياه هتجنن منه
مسحت فريال عبراتها وتنهدت فى حزن
ابني يا عاصم عايز يمشي ويسبنى بليز ياعاصم ما تخليهوش يمشي ارجوك
اعتدل وفرك جبهته بتالم
قولتله طلقها ما رضيش طيب انفي الاشاعة عنك بطفل مش راضي عايز اية ليه مش راضي
يريحنى طول عمره سادد نفسي وبيجى في اوقات حرجة ويتحداني ثم حدق بقلق الي فريال
مصېبة الايكون الولد كدا زى ما قالت لينا انا سمعت من الحراسة اللى كانت معاه فى الساحل انه كان في هناك اوضين مستخدمين يعني ابنك ممكن يكون
في غرفة رودي
دقت بأصابعها على فمها في توتر وغدت غرفتها ذهابا وايابا
لتحدثت نفسها
انا ماليش دعوة بكل دا انا هروح اقضي اجازة نص السنة عند معاذ وهروح اكلمة دلوقت يكلمهم قفزت الي فراشها وفتحت الحاسوب الخاص بها لتبدء فيما نوت
في غرفة اياد
استقرا معا على الفراش كان يطبق يدايه على حنين وكانها ستفر منه الي عالم اخر اراد ان يحيها في اضلعه كي يضمن
انها بخير دائما بينما هي سكنت تماما لشعورها براحة تامة داخل احضانه
هتف بنبرة متحشرجة
هتروحي الصعيد لوحدك
اغمضت عينيها لتزيح الالم الذي غزا قلبها فجاة من ذكر ذلك الاسم الذي تبغضة وتبغض ذكراه
واجابته بهدوء
ايوة دا انسب حل اروح اطمن على فرحة وخالتى زينات واقابل عمامي مادام مصرين يشفونى للدرجة دى
طب وانا قالها بتودد
رفعت رأسها عن صدرة وابتسمت لة
انت هتفضل هنا تحل كل حاجة ونرجع نعيش تاني طبيعين من غير مشاكل
التف لها ونظر اليها بعشق تام وهتف فى رقة
هاجيلك الصعيد ونعيش احلي قصة حب وافرجلك الصعيد كله قد اية اياد بيحب حنين
ابتسمت لة ابتسامة واثقة وتوردت وجنتيها قبل اتهتف
انا اصلا بعيش احلي قصة حب معاك
ابعدها قليلا وامسك منكبيها وهدر بجدية تامة
بس ناقصك حاجة واحدة يا حنين عشان ما اتعبش معاكي بعدين
تسائلت بعينيها واسترسل هو
تبقي قوية وقوية جدا ما تسمحيش لحد يتحكم فيكي او يملي شروطه
عليكي
انتى حرم اياد عاصم الاسيوطي استقوي بيا
شعرت بالاختناق اثر ذكر اسمة الثلاثي بهذة القوة وزفرت فى محاولة فاشلة لاخفاء حزنها من هذا النفوذ الطاغي
فعقد اياد حاجبية متسائلا
مالك يا حنين
لاول مرة حنين تكشف عن مكنون صدرها الية وهتفت بضيق
اصلي بخاف قوي من نطق اسمك بشكل دا
حرك راسة بتفهم وهتف في تودد
خلاص يا حنين مش هقوله تاني وهغيره عشانك
انفرجت اسريرها كطفلة صغيرة وحركت رأسها بالايجاب
بادلها الابتسام واسترسل بلطف وحنو
خلي بالك على نفسك هناك وهكلمك كل يوم لا كل ساعة لانك هتوحشينى اوى لا انتى وحشانى اصلا دلوقت وحاجة
كمان مهمه مش عايزك تبقي ضعيفة قصاد بباكي ولا اهلك هناك عايزك تفتكري دايما انى ساندك
وضهرك وقوتك ماحدش يقدر يمسك بسوء طول ما فيا نفس و اوعى تنسي انك
علي ذمة عاشق
تمت