رواية جديدة بقلم ياسمينا احمد
المحتويات
وهدرت بإنفعال بسيط
يوة مش لازم نتانتك عشان نشرف قريبتك دي
قضب وجهه وهتف وهو يستدير
ما تخلصي بقي يا عواطف بقالك ساعتين بتلبسي
نادته فى سرعة
استني شوف بس كدا حلوة ولا
لم يلتفت الية وهدر بضيق
يا ستي حلوة دانتى قشطيني من وراء الزيارة دي
اشي عباية وطرحة وشنطة و مكياج طبعا حلوة
خرجت الية بعدما ابتسمت ابتسامة اعجاب الي نفسها
اتسعت عين صابحة عندما اخبرها وهدان بقرار عزام النهائي حيالة ابنة الشرشيري
وهدرت دون استيعاب
انت بتجول ايه ولدي انا يتجوز المدعوكة دي انتوا اتجنيتوا ولا اية
صاح وهدان بنبرة تحذرية مشددة
صابحة خلي بالك من كلامك واعجلي اعقلي
استرسلت بإنفعال
كلام اية اللي اخلى بالي منه انتوا خليتوا فيا عجل وهو انا ابني جاعد للساقطة واللقطة من الاول جعت الشباب
يخبطها بالعربية وتنكسر تجولوا تجوزهاله
مالها بت اختي سناء مالها جلتلكوا من الاول جوزهالوا وانت وابنك جلتوا لع جات على اللي ينقطع خبرها دي ورضيتوا
دلوجتى جيتوا على الناقصة تجوزوهاله ينخفي خبرها انشاء الله
زمجر وهدان پغضب
قاطعته واشهرت اصبعها بوجهه غير هابعه بالعواقب
ما عيتجوز خرج بيوت ابني زينة الشباب والبلد كلتها وان هو رضي انا بت الحاج سعفان ما عدخلش بيتى بت
الشرشيرى والبلد كلتها عارفة انة طلع من الفقر للغني من غير سبب حبة يجولوا حرامي وحبة يجولوا وارث
وحبة يجولوا اثار وحبة وانا بجول كل دول انا جولت كلمتى الاولي والاخيرة بيتى ما عدخلش فية واحدة
اللي محلتيش غيره لو بت اختى مش عاجباكوا يبجا يختار غيرها لكن الجوازة دى ما عتمش الا على جثتى
تركتة وغادرت الغرفة ليضرب هو كفا بكف على زوجته التى تعانى من الغطرسة والكبر والتعالي
فتحت حنين عينها پصدمة غير مستوعبة ما حدث للتو كانت مفاجأة صاډمة وصاحت بإهتياج
اوقفتها فريال بشماته
انا اللي طلبت كدا تقدرى تعترضي
اتسعت عين حنين وشعرت بسخونه اذا ارادت الصړاخ في وجهها بأنها الان اقوي من ذى قبل بسبب عشق اياد لها ودت
لو انها تقول لها انها ليست دمية ولكنها على الاقل او لاول مرة ترفض امرا بداخلها وتخرج عن طور الاستسلام جذبت حجابها وعدلته بطريقة عشوائية
وهي تناديها بضيق
بت انتى تعالي هنا يا حنين انتى يا حنين
عادت لمنزلها لم تكف عن البكاء انزوت في حجرتها لقد افسدت فرحتها العارمة بتمسك اياد بها ولكنها نفضت الحزن عنها كي
تخبره في المساء انها ستبقي لاخر العمر معه وستتحمل العالم بأسره لأجله دخلت الي الحمام وغسلت وجهها وازالت اثار البكاء عنها
وارتدت منامة بيضاء ذات نقوش وردية رائعة ولوت فمها وهي تخفي حزنها الدفين بلون شعرها المزعج
وارتدت عليه حجابا ابيضا صغير وتهيأت لاستقبال زوجها
وقف فتح الله امام فيلا الاسيوطي وهو ينظر الي ذلك الصرح بإنبهار وغمغم پحقد
الله الله ياست حنين اية العز دا كله
كانت عواطف تشتبك في يدة وبدت كالمسحورة اثر رؤية مكانا كهذا عن قرب وهتف بشرود
هو عز بعقل دي حاجة تاخد العقل
انتبة لهم رجال الامن فأشار احداهم للاخر ليبعدهم
فتحرك ناحيتهم الحارس وهدر بصوت عال
انتوا تايهين ولا اية يلا ياراجل خد الست اللي معاك وامشوا من هنا
لم يتحرك فتح الله وهتف بغرور واهي
انت مش عارف انا مين
دفعه الحارس بيدة بغير اهتمام
كون زي ما تكون و يلا ابعد من هنا
كاد فتح الله ان يسقط فزمجر عاليا
انت بتزقنى انا هخليهم يطردوك من هنا ويلا افتح السكة وقولهم جوا فتح الله القناوي برة
ضحك الرجل فى تهكم واضح وهدر بسخرية
يا شيخ داخل الجنينه هنا ولا تطلع اية عشان تتكلم كدا ولا حتى تدخل
تدخل احدى الحارس الاخر الذي استمع للحوار بشكل جيد فى البداية
ورفع صوته مناديا
انتوا مش عارفين انتوا فين ولا ايه انت يارجل انت خد اللى وياك وامشي من هنا بلاش شوشرة عشان مصلحتك
لوحت عواطف بيدها وهى تصدح بصوت جهور
هو احنا جاين نشحت منكم ولا نشحت منكم احنا جاين لبتنا هنا
ليؤمن فتح الله على كلامها
ايوة حنين مرات اياد بية بتي اللى مربيها في بيتي
نظر الحارسان فى وجه بعضهما لبعض وصمت تماما ليدخل احدهم ويمسك الهاتف الخارجي للفيلا ليبلغ من هم فى الداخل وهو يحدجهم بنظرات ضيقه
في الصعيد
اقټحمت صابحة غرفة والدها عزام دون اذن بشرر متطاير من عينيها وچحيم مستعر
حدق بها پغضب وهتف بضيق
جري اية يامه داخلة اوضتي من غير احم ولا دستور لي
لم تكترث وهدرت پعنف شديد وهى تلوح بيدها بحركات متشنجة
اسمع يا ابن باطني جواز من بت الشرشيري ما عيحصلش واد صابحة بت الشيخ سعفان ما عيتجوز خرج بيت ولا
معيوبة اما كانت زينة البنتة يبجا تبور احسن يا عزام
نفخ عزام پغضب وجحظت عينية بشرر وهو يهدر بصوت عالي غاضب محتد
عزام وهدان القناوي ما عيبورش ياما وما اتخلجتش الحرمه اللي تمشي كلامة علية حتى لو كانت امه
نظرت عمق عينة بتحدي وصړخت بوجهه
ما عتجوزهاش يا واد بطني ولو اتجوزتها هخنجها بيدي وصلبت يدها فى وجه
تركها وغادر اذا شعر انها سوف تخرجه عن طوره اذا استمر بمحادثتها
فمن زرع حصد وكان عزام حصاد زراعته فية الكبرياء والحقد والتعالي واول من تعال علي هي وتستحق فلا تنتظر تفاحة من زرع بصل
صړخت عاليا اذا جال في بالها انه لا احد يستمع لها ليتجمع نساء الدار حولها في قلق
في ايطاليا
جلست فرحة بعيدا عن زين بمساحة كافية وقد جفت دموعها وخلفت ورائها اثارا في وجنتيها وقلبها نظرت اليه وقد اصطنع النوم وهو يفترش الارض ويلتحف السماءظلت تحدق لة پتألم وكأنها تحفر ذكراها الاليمة فوق قلبها
نادها وهو مغمض العينين بهدوء
فرحة نامي قدامك يوم طويل بكرة
اشاحت وجهها بعيدا عنه بينما هو زفر انفاسه المخټنقة
استمرت فرحة صامدة تحتض ركبتيها في تلك الليلة الطويلة التى لا تمرمالت رأسها الي كتفها وكأنها تواسي حالها لتفكر فيما ينتظرها
هناك حاولت جذب انتباها للاشياء السعيدة فقط الا وهو رؤية امها وحنين اشتاقت الي شريكتها في الحياة صديقتها واختها اشتاقت لتبوح بما يؤلمها لها فدوما هى من تواسيها بعقلها وحكمتها
رفعت وجهها الي السماء لتحدق بالقمر الذي هو الان اقرب من زين الذي الي جوارها
بينما هو استمر في اصطناع النوم وهو يحدث حاله ويتخيل اشياء لم تحدث ابدا الا فى مخيلته
عايزة اية يا فرحة ! اقولك بحبك طيب بحبك يا فرحة مش بس بحبك دانا اموت لو اتخدشتي بسببى انا ضعيف بيكي
هتحبي مين زين زين اللي حياته مش ملكه زين اللي كل يوم بإسم شكل وبهوية شكل زين اللي عاشقك ولا زين الظابط اللي
روحه على كف عفريت وكل يوم من بلد لبلد هتحبينى ازاى وانا
مش هقعد وياكي وممكن اوي ابقي في حضنك واتاخد منك في ثانية
هتقدري على شغليانتى بكل جنانك وحبك وشقاوتك هتستحملي حد وتفضليى تحبيه وهو مش بيروح بيته
اصلا بيتى المهجور هتعيشي
متابعة القراءة