قصة جديدة
المحتويات
واحد عشان تتجوزه بالڠصب
أخذت ترمش بعيناها بذهول مما تسمعه منه وسرعان ما انطلقت منها ضحكة أنوثية مرتفعة وهي تشير إلى نفسها بسبابتها
أنا هددتها بأخوها
استمرت بالضحك وهي تراه يشتعل واقفا من الڠضب وبعد ثانية بظبط توقفت عن الضحك واكتفت بابتسامة شرسة وهي تهتف
أنا فعلا هددتها بس
هددتها بحاجة هي مش هتقدر تقولها ليك أنا مصډومة فيك كنت متوقعاك أذكي من كدا طلعت طيب لدرجة السذاجة وغبي عشان بكلمتين صدقتها
ومصدقهاش ليه ما أنا اتوقع منك أي حاجة !
دفعت يده عنها وصاحت به بنبرة صوت مرتفعة وقد وصلت لذروة سخطها
الجواز وقالها هيكتبلها الڤيلا اللي هيعيشوا فيها باسمها وهجيبلها عربية وهيديها اسهم في الشركة بتعتهم باعتك فورا لازم تبيعك مش الموضوع فيه فلوس وأملاك هي كانت طمعانة في فلوسنا ولما لقت فرصة افضل منك باعتك وإنت بكل غباء قالتلك كلمتين وصدقتهم تقدر تقولي لو هو هددها فعلا ليه مجاتش وقالتلك الحقني ياحسن وده عايز يأذيني أنا وأخويا مقالتش ليك عارف ليه
عشان هي أصلا عمرها ماحبتك وإنت كنت دايب فيها ويمكن مازالت هي باعتك في أول محطة ولسا بتحبها ويسر هتفضل وحشة لو قټلت نفسها عشانك إنت مبتفكرش حتى تحاول تعاملني كويس وكرهك ليا مخليك أعمي أعمي عن أي حاجة حلوة بعملها عشانك مخليك مش شايف غير عيوبي وبنسبالك يسر وبتتكلم عن العشق وهي متعرفش يعني إيه عشق اللي لسا بتحبها دي تخلت عنك رغم كل اللي عملته عشانها وأنا رغم كل حاجة لسا متمسكة بيك وحبي ليك بيزيد مش بيقل رغم معاملتك واھانتك وكلامك اللي مفيش واحدة تستحمله لسا زي ما أنا بحبك وللأسف مش عارفة أكرهك وأحيانا بتمنى إني أكرهك بجد ومش بعيد في يوم من الأيام أكرهك ووقتها هباركلك على الفوز العظيم اللي حقته ده وهقولك إنت اللي انتصرت
مذنبة !! هي لا تحتاج لأحد لكي يذكرها بأنها مذنبة هي تعرف حق المعرفة أنها اخطأت ويجب أن تدفع الثمن أي كان ولكن ماذا إن اختارت هي الطريقة التي تعاقب بها فهناك عقاپ يحتمل وآخر لا يحتمل !!
ربما لم يتمكن من اعتلاء عرش قلبها حتى الآن ولكنه بالتأكيد نجح في تثبيت وسامه في مكان ما بداخلها ولا يفشل في أن يزيد كل يوم مكانة وشأن في نظرها لا يفشل في كل مرة أن يجعلها تصمم على عدم خسارته حتى لو كانت تعرف أنها ستعاني قليلا معه ولكنها على اعتقاد تام بأن سيأتي يوم وستعلن عهد السلطان الجديد على مملكتها الخاصة
هو لديه الحق فيما قاله صباحا إضرابها عن الطعام لن يجدي بأي نفع عليها لن تستفاد شيء عندما تسجن نفسها بين أربعة حوائط وتزج بنفسها بين طيات الحزن بل يجب عليها أن تتصرف كالنساء وتحمي عشها من الاڼهيار حتى ولو كان هذا العش تم بنائه على الكذب والخداع فهي بإمكانها أن تعيد بنائه بالثقة والعشق والرحمة والرفق بإمكانها أن تحول العش لقصر منيع لا تهدمه حتى أقوي الرياح المدمرة وسيكون ثابتا كالجبال في وجه كل الظروف ولكنها تحتاج لمزيد من الشجاعة والثقة
بالنفس حتى تتمكن من النجاح وإصلاح ما أفسدته ولتثبت له أنها لا تريد ذلك العشق الذي كان يحتلها وتريده هو أجل كان ! الآن هي تشعر بنفسها طائر حر طليق وتركوه حرا ولكن تركو بيده الإغلال أي أنها لا زالت تحمل آثار الماضي وذلك العشق ولكنها ستلوذ للشخص المناسب وسيفك عنها هذه الإغلال التي باتت ټخنقها
الآن هي يجب عليها أن تعمل بنصيحة صديقتها وتحاول التقرب منه
نهضت من فراشها واتجهت للحمام لتأخذ حماما دافىء ثم خرجت وارتدت ملابس منزلية جميلة ورقيقة وصفصفت شعرها جيدا ثم تركته حرا وغادرت غرفتها متجهة نحو المطبخ وقامت بتحضير عشاء قيم يكفي لفردين وبعد دقائق طويلة انتهت وقادت خطواتها المترددة نحو غرفته وقفت أمام الباب للحظات تفرك كفيها بتوتر تحاول استجماع شجاعتها للتحدث إليه أخذت شهقيا وأخرجته زفيرا متمهلا ببطء لثلاث مرات حتى حسمت امرها وطرقت الباب منتظرة منه الرد ولكنه لا يجيب فعادت تطرق مجددا ولا يأتيها صوته أيضا فقبضت على مقبض الباب تديره ببطء وتفتح الباب بحذر شديد لتنظر بنصف وجهها من الباب فتجده راكعا على سجادة الصلاة يقضى فرضه فابتلعت ريقها بارتباك
وفتحت الباب جيدا ثم أهلت منه ووقفت بجانبه تنتظر إنتهائه وبعد لحظات قليلة انتهي ونظر لها بريبة مغمغما
في إيه !
تلعثمت ولفت ذراعيها خلفه ظهرها لتعيد فرك كفيها بتوتر هامسة
أنا حضرت العشا
هب واقفا والتقط المصلاة من على الأرض ويجيبها ببرود وهو يطويها
بالهنا والشفا
اقتربت نحوه في خطا متعثرة ووقفت خلفه تهدر برقة وأعين راجية
تعالى اتعشى معايا أنا مش بحب اكل وحدي ممكن !
القى بالمصلاة على الفراش ثم الټفت بجسده كاملا وهتف في حزم وامتعاض
لا مش ممكن
ثم هم بأن يعبر من جانبها لينصرف فاعترت طريقه ووقفت أمامه مباشرة تطالعه بنظرات استعطاف وتهمس في توسل
متكسفنيش ارجوك
ساد الصمت بينهم للثواني حتى وجدته يقول في خشونة دون أن يتخلي عن وجوم وجهه
طيب روحي وهاجي وراكي
ارتفعت الابتسامة لشفتيها وأماءت فورا في موافقة وانصرفت متجهة لطاولة الطعام المتوسطة تجلس على أحد مقاعدها بانتظار قدومه دون أن تمد يدها في أي صحن وإذا بها تجده يقترب ويسحب المقعد الذي في مقدمة الطاولة ويجلس ثم يبدأ في تناول الطعام وهي تنظر له بحزن تحاول جمع بعض الكلمات لتقولها وأخيرا تحدثت بأسف وهي مجفلة نظرها أرضا
أنا غلطانة وأنا مش بلومك على أي حاجة قولتها وعملتها أو هتعملها وهتقولها لإنك عندك حق أنا مكنتش قد الثقة وخنتها أنا كنت بتكلم دايما وبقول إن مفيش علاقة بتكمل لو مفيهاش ثقة والعشق بنسبالي ثقة وأنا خنت نفسي قبل ما أخون ثقتك فيا أنا مش هطلب منك تسامحني لإني عارفة إنه صعب بل شبه مستحيل دلوقتي بس كل اللي هطلبه منك أنك تديني فرصة تانية أثبتلك إني ندمانة على اللي عملته وإني عايزاك إنت
ترك المعلقة من يده وهو يضحك بسخرية ويهتف في نظرة مشټعلة
آااه اللي هو أنا بحب راجل غيرك بس عايزاك إنت !! أنا اديتك فرصة وإنت ضيعتيها وأهدرتيها من غير ما تدركي قيمتها وللأسف أنا مش بدي غير فرصة واحدة ومعنديش فرص تاني
قالت في صوت مبحوح وأعين دامعة
مش عايزة أحبه أنا بكرهه ومبقتش بطيق اشوف وشه أصلا يعني اعتبرني خلاص مبقتش احبه أنا عاوزة أكمل حياتي معاك إنت يازين
أخذ نفسا عميقا وغمغم في قسۏة
إنتي
لسا قايلة إن مفيش علاقة مفيهاش ثقة بتستمر وأنا مبقتش أثق فيكي ومش قادر اصدقك فمتحاوليش في حاجة أساسا انتهت بنسبالي
سقطت دمعة متمردة من عيناها فاسرعت ومسحتها بأناملها ثم هبت واقفة وقالت بصوت يغلبه البكاء
بالعكس دي لسا هتبدأ وأنا مش هيأس ومش هرتاح غير لما اخليك تسامحني
ثم ابتعدت وقادت خطواتها السريعة نحو غرفتها فالټفت برأسه ناحية باب الغرفة الذي اغلقته خلفها وتنهد پاختناق ثم عاد ينظر للطعام الذي أمامه بدون شهية وهب هو الآخر واقفا ينقل الصحون للمطبخ ويضعها بالثلاجة ثم توجه بدوره
لغرفته !!
كانت تسير في الشارع عائدة من الكلية في صباح شمسه دافئة تبعث الدفء والراحة في الجسد مع رياح الشتاء الباردة تضم كتاب ضخما إلى صدرها بذراعها اليسار وعلى الذراع الآخر حقيبة يدها المتوسطة وبينما هي في طريقها تسير مباشرة دون أن تتلفت حولها استمعت إلى من ينده عليها كأنها قطة بالبسبسة ! فالقت نظرة بطرف عيناها لتجدها سيارة ولكنها لم ترى وجه من يقودها فظنت أنه شاب منحل من الشباب الذين يغازلن الفتيات في الشوارع لتسرع في سيرها حتى تتفاده ولكنها توقفت حين سمعته يهتف باغتياظ
بت يارفيف !!
قطبت حاجبيها واحست بأن الصوت مألوف عليها وفورا التفتت تنظر له وأذا بها تصدر تأففا قوي
والله وقعت قلبي في رجليا ياخي حرام عليك
ابتسم ثم مد يده وفتح باب السيارة هاتفا
اركبي ياختي
استقلت بجواره واغلقت الباب لينطلق هو بالسيارة ويهتف مستنكرا
عرفتيني اول ما قولت يابت صحيح مبتجيش غير بالتهزيق !
امسكت بالكتاب الذي في يدها ورفعته في وجهه قائلة في تحذير باغتياظ
علاء اتلم بدل ما تلاقي الكتاب ده نازل على دماغك واخليك تدخل في غيبوبة
كان عين على الطريق وعين على الكتاب الذي بيدها وهو يضحك مغمغما
ده يفتح راسي مش يدخلني في غيبوبة اعوذ بالله بيتذاكر إزاي ده !!
اشاحت بوجهه للجهة الأخرى تخفي ابتسامتها ثم عادت له وقالت في استهزاء
طبعا هتعرف بيتذاكر ازاي ما تلاقيك مكنتش بتفتح كتاب في الكلية
طاب وليه الإحراج ده يابنت عمي بس !!
اطلقت ضحكة بسيطة لتجده يكمل في جدية بخفوت
عاملة إيه إنتي
الحمدلله كويسة لقيت شغل وحاولت اقنع ماما وزين بس رافضين
هتف في صوت رجولي قوي
شغل إيه دلوقتي بس يارفيف مش لما تخلصي كليتك الأول على الأقل
اعتدلت في جلستها وهتفت محاولة اقناعه
أنا زهقت من قعدة البيت ياعلاء وخلاص أنا فاضلي ترم وأخلص وهاخد الشهادة وهشتغل بيها وماما كل اللي عليها تشتغلي ليه وفين وزين إنت عارفه دماغه قفل مفيش شغل طيب
السبب من غير سبب طالما إنتي مش محتاجة للشغل يبقى ملوش لزمة ده حتى كرم بيقولي لا وحسن اللي بينصفني في كل حاجة يقولي الدنيا مش آمان وإنتي لسا صغيرة !! يعني هو عندي أنا لا وعند مراته تشتغل عادي
اطلق ضحكة قوية وأجابها ببساطة
يسر بتشتغل ليها خمس في الشركة معانا وبعدين دي قدام عينا يعني مع ابوها ومعايا
وأنا كمان عايزة اشتغل في الشركة ولا عشان يسر محدش بيقدر عليها وبتفرض كلمتها عليكم مش
متابعة القراءة