الذئاب

موقع أيام نيوز


لما شتمتني أدامهم تحت وزعقتلي قالتها ياسمين
متزعليش مني أنا
أتنرفزت من الميه المتلجة لما وقعت ع قفايا وضهري كأن أتكهربت وبعدين مالك بقي تقلانه عليا ليه
أزاحت يديه من ع خصرها وقالت أنا هعملك كل الي أنت عايزه بس بشرط تتجوزني
كاد يقهقه ساخرا من سذاجتها وبراءتها وعقلها ذو الخبرة الضئيلة لكن أرتسمت بسمة خبيثة ع ثغره وقال طيب ما أنا ناوي فعلا أتجوزك

أنفرجت أساريرها من الفرح وقالت بجد ياياسين بيه 
أقترب منها وحاوط وجهها بكفيه وقال بجد يا قلب ياسين وبعدين مش قولتلك بلاش ألقاب وأحنا مع بعض
رمقته بنظرات بريئة وقالت حاضر الي تؤمر بيه يا حبيبي
أغمض عينيه وقال الله ع كلمة حبيبي لما بتطلع من شفايفك دي ببقي عايز قالها لينحني 
فأوقفته وقالت طيب أنت ناوي تطلب أيدي من أمي أمتي
جز ع أسنانه ثم عاد لهدوءه وحديثه المعسول مش هينفع أطلب أيدك دلوقت وعم إسماعيل الله يرحمه لسه مېت من شهر ومش وقت الكلام خالص قالها
وكاد ليصدح رنين هاتفها فأبتعدت عنه وهي تخرج الهاتف من جيب ثوبها لتري المتصل مدام سميرة
يالهوي مدام سميرة بالتأكيد كانت بتدور عليا ومش لقياني قالتها ثم أتجهت نحو الباب وأدارت المفتاح وفتحت الباب وغادرت
زفر بحنق وقال بتوعد ماشي يا ياسمين
في مشفي البحيري 
بعدما أنتهي من العملية التي أجراها للتو ذهب إلي غرفة مكتبه ليجد مدحت والد الفتاة التي أجري لها زرع كليه نهض من المقعد وقال بنبرة شكر ألف ألف شكر ليك
يا دكتور يوسف أنا مش عارف كنت هعمل أي من غيرك بنتي كانت هتضيع مني وأنت بفضل الله أنقذتها
أبتسم يوسف وقال أنا معملتش غير الواجب وتقدر تروح تشوفها زمانها خرجت من أوضة العمليات
غادر مدحت وقلبه يتراقص من السعادة لإنقاذ حياة إبنته التي قد أصيبت بالفشل الكلوي دق باب المكتب
يوسف أدخل
دخل الطبيب آسر وقال فاضي ولا ألف وأرجع تاني
يوسف بفرح وترحيب قال حمدالله ع السلامة
آسر وهو يصافحه بالعناق الأخوي الله يسلمك يا جو
يوسف قولي يابطل عملت أي ف المؤتمر الطبي 
آسر وهو يجلس ويرجع ظهره إلي الخلف ياعم متفكرنيش ده أنا أتسحلت إجتماعات ولقاءات وتعرف شوفت مين هناك
يوسف مين 
آسر دكتور عبد الرحمن صاحب المستشفي إياها الي أتفضحت ع السوشيال ميديا وقالو إنهم بيتاجرو ف الأعضاء
أبتلع يوسف ريقه بتوتر وقال وطلع ف المؤتمر إزاي 
آسر يا بني ده واصل وليه معارف كبار ف الدولة لبس القضية لكام دكتور من حديثي التخرج الي كانو بيشتغلو عنده بس الي مستغرب له إزاي هوغني أوي كده وبيتاجر ف الأعضاء !!
نهض يوسف وقال خليك أستناني هنا هاروح أطمن ع مريض وراجع لك
آسر طيب يلا مستنيك عشان لسه هحكيلك ع موضوع مهم
غادر يوسف المكتب وأتجه إلي رواق طويل يتفرع منه غرف المړضي دخل إحداها بعد أن طرق الباب 
عامل أي دلوقت ياسيد 
نهض سيد بجذعه قليلا وقال الحمدلله يادكتور بقيت أحسن شوية بس جمبي اليمين بيوجعني جامد
أقترب يوسف من كيس المغذي المعلق ع المشجب المعدني وغرز فيه إبرة وأفرغها وقال أنت أديتلك مسكن هيهديلك الألم ومتقلقش كلها يوم أو يومين وهتخرج
قال سيد بوهن ممكن سؤال يا دكتور
يوسف أتفضل ياسيد
سيد هو أنا لما بعت كليتي كده يبقي حرام 
يوسف هو أنا لما عرضت عليك الموضوع وأنت وافقت كان عشان أي
سيد عشان أخد الفلوس وأعمل لأمي عملية ف عينيها بدل مابعد الشړ تتعمي
أبتسم يوسف وقال يعني غايتك كانت خير والغاية تبرر الوسيلة 
بداخل مركز تجميل 
أنا خلصت يا عروسة قالتها الفتاة التي تزين شيماء التي نظرت إلي إنعكاس صورتها لكن أرتسم طيف إبتسامة ع محياها
وقالت بصوت خاڤت حلو تسلم إيدك
أقتربت منها رحمة لتعانقها ألف مبروك ياشوشو
شيماء الله يبارك فيكي عقبال ليلتك يارحمة
خديجة ألف مبروك يا حبيبتي
شيماء عقبالك يا خديجة مع الي إنسان الي يستاهلك ويحافظ عليكي قالتها وتجمعت العبرات بداخل عينيها
رحمة مالك يابنتي هتعيطي ليه هتبوظي الميك أب ومفيش وقت زمان عريسك ع وصول
أبتسمت بحزن وقالت ياريته مايجي
نظرت خديجة إلي رحمة ع مضض ثم إلي شيماء وقالت خلاص ياشيماء ده بقي جوزك وكتبت كتابه إمبارح وبقي أمر واقع أنتي بقي حاولي تغيريه وأديلو فرصة تانية هو لما كان عندنا حلف أدام الرجالة وقال مش هيقرب من البتاعة الي كان بيتعطاه تاني
تنهدت شيماء بسأم وقالت أنتي صدقتي !!! ياما حلفلي وف الأخر أعرف أنه رجع ليه
رحمة يمكن أتعلم الأدب خلاص وأي النكد ده أنتي عروسة والليلة ليلتك ياقلبي
دوي صوت زغاريد التي أطلقتها نعمات التي دخلت للتو وأقتربت
من شيماء وقالت ألف ألف مبروك يابت ياشوشو
شيماء الله يبارك فيكي يامرات أبويا
نعمات أفردي
وشك يا بت ده عريسك برة مستني عايزة الناس لما تشوفك تقول علينا أي
دخل عبدالله الذي يرتدي بدلة سوداء أنيقة وشعره مصفف بعناية كان وسيما ويبتسم وهو من زوجته التي ظل شارد ف جمال وجهها المستدير الذي برز معالم جماله بعض اللمسات الفنية من مساحيق التجميل والحجاب الأبيض الملفوف حول رأسها بطريقة منمقة وأنيقة ويعلوه تاج من الفصوص اللامعة واللؤلؤ ويتدلي من جانبيه طرحة ثوبها المطرز أطرافها وتتدلي إلي أسفل خصرها
أمسك يديها وقام بتقبيلهم وقال ألف مبروك ياروحي
أبتسمت ولم يصل الفرح إلي عينيها وقالت الله يبارك فيك
عبدالله يلا عشان عاملك ف الحارة ليلة ولا ألف ليلة وليلة وف مفاجاءه جيبهالك
أطلقت الفتيات الزغاريد وشيماء تغادر مركز التجميل وهي تسند يدها ع ساعد عبدالله الذي يثنيه ساعدها ف إن تدخل إلي السيارة بسبب ثوبها

الضخم وألتف إلي الجهة الأخري وجلس بجوارها وأمسك يدها الذي أحس ببرودتها وترتجف قليلا
همس ف أذنها وقال مالك ياحب أيدك ساقعة كده ليه يلا كلها ساعتين الفرح ونطلع شقتنا وأدفهالك
رمقته بإزدراء وأشاحت وجهها للجهة الأخري ولم تتفوه بكلمة
عبدالله بقولك أي مش عايز أم البوز ده النهارده ليلتنا ومش عايز نكد
شيماء ولم أنا نكد أي الي خلاك تتجوزني
أقترب منها وقال عشان بحبك يامزتي ده أنتي الحب كله والحلاوة والعسل يا عسل
أبتسمت عنوة عنها فصفق بكفيه وقال يالهوي ع القمر لما بيضحك ده احنا ليلتنا هتبقي فل بالصلاة ع النبي 
وفي الحارة بدأت الأغاني ف العمل وهي تدوي بصوت مزعج من مكبرات الصوت القوية ووصلت سيارة العروسان لتبدأ موسيقي الإستقبال من المنصة الخشبية الموجود بأعلاها مقعد العروسين وبمحاذاته جهاز تشغيل الأغاني الدي جي وأمام المنصة تصطف مقاعد حديدة مبطنة بالمخمل الأحمر الردئ المتهالك تجلس نساء الحارة والمدعون والأطفال التي تركض ف كل مكان وبعدهم تتراص الطاولات الذي يجلس حولها الرجال والشباب ويعلوها زجاجات البيره الخضراء وأطباق مليئة بالترمس والتسالي
ترجل العروسان من السيارة ليأتي لهم مصور الفيديو بآلته التسجيلية المنبعث منها إضاءة متسلطة يرجع إلي الخلف ويتقدم نحوه العروسان حتي وصلو إلي منصة المسرح صعد عبدالله ذلك الدرج الجانبي ومد يده إلي شيماء التي صعدت معه وجلس كليهما ع المقعد المخملي ذو اللون الأبيض وخلفهم ستائر من الشيفون المدعمة بالإضاة الملونة والبالونات المعلقة 
بدأت الأغاني الشعبية لتصعد الفتيات وتجذب العروسة حتي تنزل وترقص معهم وكذلك الشباب جذبو العريس ليرقص معهم وكل ما يقابله يصافحه بالعناق
ألف مبروك يا عبده الليلة ليلتك يامعلم خد دي وأبقي أدعيلي قالها أحد إصدقائه وهو يدس له ف جيب سترته قرص مغلف
وبعد مرور الوقت صعد العروسان إلي المنصة ليأتي الرجل الذي يتحدث في الميكروفون وقال سمع هوووووووووس الفنانة نجمة الجيل وكل الأجيال أم عود زي الكامانجا الي مشرفانا ف كباريهات شارع الهرم ومعكم الراقصة اللولبية المهلبية الفنانة شاكيرا
صعدت ع المنصة امرأه ذات شعر مستعار أسود منسدل ويصل إلي أسفل ظهرها ترتدي معطف طويل تعالي صفير الشباب وكلمات الغزل 
وبدأت الموسيقي لتلقي المعطف أرضا مرتديه بدلة رقص التي تكشف معظم جسدها وبدأت تتمايل وترقص بخصرها
جزت شيماء ع شفتها السفلي وأقتربت من عبدالله وربنا لوريك يا عبدالله جايب رقاصة ومين البت شكرية الي قفشتك معاها كذا مرة
عبدالله ماتهدي بقي ياحب أي الي مش عجباكي دي بقت أشهر من ڼار ع علم ف شارع الهرم وبقت بتتطلب بالاسم ف الأفراح ولعلمك أول ما عرفت أن هتجوز حلفت لتيجي ترقصلنا ف الفرح وببلاش
رفعت إحدي حاجبيها بإمتعاض وقالت ببلاش برضو!! وأي المقابل الي أدتهولها 
عبدالله الله يسامحك ما أنتي عارفة ياشوشو أنتي الحتة الشمال والحب كله
شيماء ماشي يا عبدالله وهنشوف أخرتها أي
أقتربت شاكيرا من العروسان وهي تتراقص بخلاعة وتثني جذعها أمام عبدالله الذي يرمقها ليجد كف شيماء الذي أظلم الرؤية وقالت وهي تلكزه أبقي أرشق عينك تاني وأنا هافقعهملك
كاد يتفوه ليجد يد شاكيرا التي تجذبه وتتراقص معه ع أغنية
عبدو عمل ايه عبدو حصل ايه لا والنبى يا عبدو عيب مش كده يا عبده يا حتى شيكولاته يا لوز وعليه بطاطه ماتيجى نعيش يا وزة انا قلبى واكلنى منك مقدرش استغنى عنك متزودش المعزة
نهضت شيماء لتجذب عبدالله من سترته وكاد يقع لتدفعه بقوة وجلس ع الأريكة ف وسط ضحكات المدعوين
وأخيرا أنتهي الفرح ليصعد العروسان إلي عش الزوجية 
خليكي واقفة مكانك قالها عبدالله ثم قام ب ودخل الشقة وأغلق باب المنزل بقدمه
أتجه
إلي غرفة النوم وأنزلها بروية وقال 
وأخيرا ياشوشو أتلمينا ف الحلال يابت
أبتسمت له إبتسامة
صفراء وقالت بسخرية أه ياضنايا
يلا بقي يامزة هسيبك تغيري براحتك وأنا هاخد الترنج بتاعي وهغير ف الحمام وأول ما تخلصي أندهيلي أشطا
أجابته بنظرات غامضة
وقالت أشطا يا حبيبي
وبعد دقائق خرج من المرحاض وهو يدندن لاء والنبي ياعبده عيب مش كده ياعبده
وجد باب الغرفة موصدا دق ع الباب وقال أشوشو يامزتي خلاويص
صاحت من الداخل وقالت روح ناملك ف أي ركن ياعبده أنا عايزة أنام
غر فاه وقال نعم يا ختي !!! أفتحي الباب يابت
مش فاتحة
وربنا لو مافتحتي لأكسره عليكي
أبقي أعمل كده وأنا ساعتها هديك ضړبة تخليك قاعد زي الولايا
أه يابنت المجنونه أفتحي الله يخربيتك ده أنا مبلبع صيدلية بحالها
وأنا مالي محدش قالك تاخد حاجة
وبعدين اروح فين أنا دلوقت
أصطبح وقول ياصبح وغور يلا عايزة أنام
ماشي ياشيماء قالها ثم أتجه إلي المطبخ وأخذ سکين رفيع ووضعه بدون إصدار صوت ف المقبض وأداره بحذر فأنفتح الباب أتسعت عيناه فلم يجد لها أثرا
وكاد يلتفت خلفه حتي صاح پذعر ليجدها تمسك أبيض مطواه 
وتشهره أمام وجهه وقالت بنبرة ټهديد وربنا لو مني لأغوزك
٧
تصعد نعمات الدرج وتحمل ع رأسها صينية طعام يكسوها غطاء متدلي من جوانبها خلفها الحاج فتحي يلتقط أنفاسه
 

تم نسخ الرابط