المغربلين بقلم شيماء
المحتويات
بحماس
بجد يا فريدة ده أحلى خبر في الدنيا أنتي تستحقي النجاح و يلا يا ستي مش خسارة فيكي أول نسخة هشتريها عشان يبقى معايا من ريحتك
أومأت إليه قائلة هي الأخرى بحماس
بجد يا عابد أنت مبسوط طيب اشتري خمسين نسخة و الا حاجة واحدة ايه بس بلاش بخل
حدق بها لحظات مذهول من ردها ثم اڼفجر بالضحك دارت بعينيها بالمكان بخجل تحول إلى ڠضب من نظرات الفتيات إليه و إلى وسامته
أسكت بقى بلاش فضايح أقفل بوقك و الا فرحان بنظرات البنات ليك يا محترم!
توقف عن الضحك لأول مرة يشعر بغيرتها الواضح عليها أبتسم إليها بهيام مردفا
حمقاء و تستحق القټل ماذا فعلت بنفسها ها هي تقف أمامه بخجل شديد لا تعرف كيف تتصرف بعدما كشف غيرتها عليه حمحمت قائلة بتقطع
ط طبعا مهو أنا معايا سيد الرجالة و لازم أغير عليه أكتر من روحي
لا بقولك ايه عايزني أكون محترم لحد الجواز بلاش كلامك ده أنا لحم و ډم برضو أقولك يلا بينا نروح من هنا
شيماء سعيد
دلفت إلى مكتبها بالقناة اليوم أول يوم عمل لها لا تعلم ما دورها إلى الآن إلا أنها ترفض الذهاب إليه جلست على مكتبها الخاص وسط زملائها صامتة فقط تشاهد ما يحدث أمامها
رغم أنهم صامتين إلا أن عينيها ترى العكس جسدها أصبح مثل لوح الثلج فريدة أصبحت عاړية بشهر ديسمبر أنفاسها مسلوبة قلبها يطلب منها الرحيل و عقلها يأمرها بالاستمرار فهي دلفت إلى طريق مغلق بكامل إرادتها
صوت السكرتير الخاص بفارس أتى إليها بإحترام قائلا
آنسة فريدة فارس باشا طالب حضرتك في مكتبه
لا لا لا الشخص الوحيد الذي لا تود رؤيته اليوم أو على الأقل الآن حالتها لا تسمح بمواجهة جديدة بعدما جعلها مجرد عا أخذ منها ما أراد و أعطى لها التعويض
توترت من مظهره هذا و منعت قدميها من التقدم إلى الأمام خطوة واحدة ابتسم لها بحبور مشيرا إليها بالجلوس قائلا
أقعدي يا فريدة
حركت رأسها رافضة ليضع ساق على الآخر محركا كتفه بلا مبالاة مردفا بهدوء
إنتي حرة النهاردة طبعا
أول يوم ليكي في الشغل معانا حابة تسألي عن إيه!
حاولت التحلي بالقوة و عدم إظهار نفورها منه رغم توتر يديها و ارتجاف جسدها الواضح قائلة
ابتسم بخبث قائلا
برضو مش عايزة تقعدي!
أجابته بصوت مبحوح و ملامح جامدة
لا أنا مرتاحة كدة شكرا لحضرتك يا فندم
أومأ إليها قائلا
طيب استني خمس دقايق عندي شغل مهم أخلصه و أكون معاكي على طول
أغلق الملف ثم وضع القلم بجواره مردفا بجدية
أقعدي يا فريدة أنا محتاج أفهمك شغلك مش معقول هنتكلم و أنتي واقفة
جلست على أول مقعد بجوارها ليقول ببعض الحدة و نفاذ الصبر
يا بنتي هو أنا شبح تعالي أقعدي على الكنبة جانبي من غير نقاش اخلصي
أصر عليها مع رؤية الرفض على معالم وجهها لتأخذ نفس عميق و تجلس على آخر الأريكة مردفة بوجه أحمر من شدة الڠضب
يا ريت ندخل في الموضوع و نخلص بقى يا فندم
غمز لها بمكر مردفا
ده أنتي عيون الأفندم احممم نبدأ كلام في الشغل في البداية هتكوني موجودة تحت التدريب مع هاجر علوان أظن دي أكبر إعلامية في مصر بعد كدة هيبقى ليكي برنامج بس لما تاخدي خبرة الأول
سألته بهدوء
طيب و العقد بتاعي!
مفيش عقد طول فترة التدريب بس فيه مرتب و لما تبقى ثابتة هنا هيكون في عقدين واحد في الشغل و التاني في البيت
عقلها لم يتحمل تلك الإهانة و قامت بكل قوتها تنزل بكفها الصغير على وجهه
شيماء سعيد
بمنزل فارس المهدي
دلفت فرحة إلى المطبخ على صوت صفية المرتفع وجدت الخادمات في حالة من الړعب أمام تلك اللعېنة التي تأكلهم بحديثها و تصرفاتها أخذت نفس عميق تحاول تمالك أعصابها و هي تسمعها تصرخ غاضبة
جرى ايه يا منك ليها هو أنا لازم أطلب الحاجة سنة عشان تتعمل و الا إيه فين القهوة بتاعتي
أجابتها الخادمة بتقطع
كنا بنحضر الأكل للست فرحة يا ست صفية
هدرت بها الأخرى و الغل يأكلها
فرحة ايه و زفت ايه على دماغك و دماغها أنا هنا الأول و لازم تنفذي الأوامر بتاعتي قبل أي حد قبل فارس بيه نفسه
و من امتا الضيوف بيتعمل ليهم حساب أكبر من حساب صحاب البيت يا صفية!
و مين بقى صاحب البيت يا ست فرحة اللي أعرفه إنك مجرد ضيفة و كمان تقيلة لولا عملة عثمان اللي وقع فيها فارس كان حلك عمرك ما شوفتي البيت ده
جرحها تحاول بيدها كتم دماء قلبها قبل أن يراها أحد بكل أسف لم تأخذ شىء من الحب إلا الۏجع يا ليت بيدها لكانت أزالت هذا العشق من قلبها بلا عودة رأسها ابتعدت عن صفية و عادت إلى قبل حفل زفافها بيوم واحد
فلاش باااااك
وقف عثمان أمام والدته برجاء قائلا
يا اما الله يرضى عنك خمس دقايق أشوفها فيهم بس وحشتني أوي
أردفت والدته بصرامة و هي تحرك رأسها نافية
و أنا قولت لا يعني لا يا عثمان ابقى شوفها بكرا و هتكون معاك العمر كله ده اللي عندي غير كدة هروح أقول لأبوك الحاج
أغلق عينيه بقلة حيلة قائلا
ماشي يا اما بس ابقي افتكري إنك كسرتي ابنك الغلبان أبو قلب كله حنان
ذهب من أمام والدته و انتظر حتى ذهبت هي الأخرى ليكون بلحظة واحدة داخل غرفتها ابتسم باتساع على مظهرها اللطيف ها هي حب طفولته ستكون ملكه و الفاصل بينهما ليلة واحدة
انتفضت من مكانها على رؤيته قائلة بفزع
ايه ده عثمان أنت بتعمل ايه هنا كدة فال وحش أوي
أخرج برة بسرعة
أشارت إليه قائلة
عيب كدة يا عثمان مش كل مرة عمتي و أمي يدخلوا ياخدوك من هنا شكلنا بقى زى الزفت أخرج بكرامتك أحسن
بلاش تجيب سيرة الأيام دي يا عثمان مش عايزة نخسر بعض تاني
عثمان
من شدة صډمته مع سماع صوت أبيه خلفه أشار لها لتقول له بړعب
يا نهارنا اسود ايوة عمي يا عثمان
لم يتمالك نفسه و سقط على الأرض مغشيا عليه
انتهى الفلاش باااااك
عادت إلى أرض الواقع مردفة بجدية
بغض النظر عن الطريقة أنا دلوقتي مرات فارس و ست البيت ده إذا كان عاجبك مش عاجبك الباب يفوت جمل على برة
صړخت بها صفية
ماشي يا بت الأصول ليكي جوز لما ييجي يبقى يعرفك أنا إيه بالنسبة له
ذهبت من أمامها لتقول فرحة جملة واحدة بقلب مكسور
أنت فين يا عثمان الله لا يسامحك
شيماء سعيد
بالشركة الخاصة بفاروق المسيري
جسده يطلب النجدة من ما حدث إليه يتمدد بطول الأريكة مغلقا عينيه أهذا ما وصل إليه فاروق المسيري نهايته تكون هكذا! قوته أمام الجميع مازالت محفوظة و أمامها هي تحول إلى طفل في سن المراهقة
ضغط على أسنانه بغل قائلا و وهو يتذكر ما فعلته به الشوكولا خاصته
ماشي يا شوكولاته لما نشوف مين فينا اللي هيضحك في الآخر مش هسيبك إنتي بقيتي لعبتي أنا و بس
فلاش بااااااااك
سيبي نفسك تحس بالحب و إنك ست حلوة أوي يا شوكولاته على إيد فاروق المسيري كله بالحلال يا روح قلبي غمضي عينيك و حسي بالمكسرات لما ټغرق في الشوكولاته
لم تجد طريقة تنقذ بها نفسها إلا بالضړب تحت الحزام فعلتها بالفعل و قامت بعدها من على الفراش هاربة انتفض من مكانه مثل الثور الهائج كادت أن تنهي مستقبله بلحظة واحدة
قهقهت بمرح قائلة
تستاهل يا واكل مال الولايا إلعب بعيد يا شاطر نجوم السما أقرب لك من إنك تلمس شعرة واحدة مني
رفعت اصبعها بتحذير مردفة
أوعي تقرب مني يا أستاذ أنا مش عايزة أمد ايدي عليك أنت برضو راجل و ليك قيمة
زادت الأمر جنون لم يشعر بنفسه أو بتفكيره بخطوة واحدة كان بجوار خزانة الغرفة آخذا مسدسه و صوبه أمام رأسها قائلا بهدوء ما يسبق العاصفة
اتشاهدي على روحك يا بت أنا أساسا جبت آخري منك و الا أقولك بلاش شهادة أنتي الجنة خسارة فيكي
تحولت من وحش كاسر إلى حمل وديع رمشت بعينيها عدة مرات ثم رفعت رأسها باستسلام تقول الشهادة بصوت منخفض و رأسها تهتز بطريقة هستيرية
هدأ غضبه محاولا إخفاء ضحكته التي تهدد بالظهور قائلا پغضب
انطقي يا بت بتقولي إيه مش سامع!
أردفت بنبرة سريعة و هي مازالت تغلق عينيها
مش بقول حاجة يا
سيد الناس ده أنت تاج فوق راسي اهدى بس و كل اللي أنت عايزه هعمله و أنا حاطة جزمة في بوقي
فرصة خيالية أتت إليه على طبق من ذهب اتسعت ابتسامته الخبيثة مشيرا بسلاحھ مردفا بأمر وقح
اقلعي
لحظة و الثانية تحاول فقط استيعاب ما قاله هذا الوقح هل ما وصل
إلى مسامعها حقيقي لن تستطيع تحمل دور البريئة أكثر من ذلك و جاءت برأسها فكرة أكثر خبثا منه
بكل خفة و رشاقة صعدت فوق الفراش لتقف بآخره قائلة بدلال غريب عليها
طيب ما تقرب أنت تعمل كدة بنفسك
رغم رؤية الغدر بداخل عينيها و عدم تصديقه لها إلا أنه قرر خوض التجربة معها للنهاية قائلا و هو يلقي سلاحھ على الأرض
عندك حق يا روحي بس خدي بالك أنتي كدة ډخلتي في طريق بلا رجعة
بحركة ربما تكون همجية هبط بثقل جسده على الفراش بنفس اللحظة التي نزلت هي بها على الأرض ليسقط الفراش به أرضا
تعيش و تاخد غيرها يا واكل مال الولايا يلا عن إذنك أنا رايحة أنام في أوضة تانية يا سيد الرجالة دخلة مباركة إن شاء الله قال شوكلاته بالمكسرات قال
انتهى الفلاش باك
حاول الاعتدال بجلسته مع سماع صوت باب المكتب إلا أن ظهره أعطى إليه صوت شبيه بالكسر تحامل على نفسه ثم أردف بنبرة جامدة
أدخل
دلفت السكرتيرة قائلة بهدوء
في واحدة ست برة أجنبية اسمها جوليا طالبة تشوف حضرتك
اشتقت إليك كثيرا فاروق أتيت إليك بأجمل خبر بالعالم داخل أحشائي ثمرة عشقي لك و ستكون بين يدينا بعد أشهر قليلة
الفصل السادس عشر
بداية الرياح نسمة شحي المغربلين
الفراشة شيماء سعيد
اشتقت إليك كثيرا فاروق أتيت إليك بأجمل خبر بالعالم داخل أحشائي ثمرة عشقي لك و ستكون بين يدينا بعد أشهر قليلة
فقط يصمت ليستوعب كلماتها الغير مفهومة بالنسبة إليه على الإطلاق يردد حديثها عدة مرات ليتأكد أن ما وصل إليه حقيقي عن أي ثمرة تتحدث! عينيه تتركز عليها
متابعة القراءة