المغربلين بقلم شيماء
المحتويات
مفيش عيل ممكن يصدقه اوعي بس يكون عثمان عمل حاجة قبل ما يسافر
أتى إليها صوت فارس الحاد الذي دلف للمنزل على صوتها
هو عشان عريسك كان مسطول فاكرة الكل زيه و الا إيه يا أم فارس لو عايزة تقعدي في البيت هنا تبقى تحترمي صاحبته غير كدة أنتي ضيفة غير مرحب بيكي أبدا
شيماء سعيد
بشركة المسيري
يجلس على ڼار و هو يستمع إلى حديث تلك الحمقاء التي حذرها أكثر من ألف مرة من عدم الإقتراب لهذا الرجل بكل قوته قام بقڈف الملفات الموضوعة على المكتب
تجمد جسده فجأة مع سماع ضحكات فوزي كلماتها و كأنها لم تغلط به من الأساس بالبداية كان خائڤا عليها و الآن أصابه الړعب عليها من هدوء فوزي قبل العاصفة
ماشي يا ست الحسن و الجمال أنا لازم أمشي دلوقتي بس خدي بالك لينا كلام و أفعال مهمة سوا أنتي من النهاردة تخصصك تنضيف جناحي بس
بعد رحيل فوزي تحدث فاروق عبر سماعات الأذن پغضب
أنا مش قولت أوعي يكون فى بنكم كلام أخرجي من القصر ده دلوقتي حالا و تعالي عندي
لا تنكر أن أساس شجاعتها من البداية وجوده معها على الخط بث بداخلها الكثير من الأمان دون أن يأخذ باله مع رحيل فوزي بصقت على الأرض بقرف قائلة
اتفو عليك راجل نتن و أنت كمان عايز مني إيه مش كفاية الهم اللي انا فيه بقى بغل زي ده الشوكلاته تشتغل عنده خدامة
أنتي مش بس شوكلاته نسيتي المكسرات بتاعتي و الا إيه شايفك حابة إسم شوكلاته أوي معنى كدة إنك حابة اللي قال الاسم
توترت من طريقته خصوصا مع سيبان جسدها ليبقى مثل قطعة العجين يشكلها مثلما يشاء رغم أنها غير موجودة أمامه إلا أن احمرار وجهها و دقات قلبها وصلت إليه بكل وضوح لتخرج منه ضحكة رنانة قبل أن يقول بعبث
وشك أحمر و جسمك اترعش كأنك مشتاقة ليا يا حبيبة القلب أنتي
أحترم نفسك يا واكل مال الولايا أنت
تعالت ضحكاته على خجلها فهي أصبحت له كتاب مفتوح يقرأ ما بداخله بلا أي مجهود طارت ضحكته مع تذكره ما هما فيه ليقول بصرامة أخافتها لأول مرة
أزهار كفاية كلام أخرجي من عندك حالا ساعة و تكوني عندي و أوعي تقفلي الخط أنا مش ناقص حرب أعصاب
خاڤت من طريقته التي تدل أنها على حافة الهاوية لتقول بهمس متوتر
أمشي لية طيب و المهمة اللي جاية عشانها هعمل فيها ايه!
أجابها بحنان حتى لا ترتعب من الموقف
أومأت برأسها و كأنه يراها و بدأت بالفعل بالخروج من القصر متوجهة إلى الخارج تعالت دقات قلبها مع كل خطوة تقترب بها من حرس البوابة إلا أن صوته بالنسبة لها بمثابة طوق النجاة
يلا يا شوكلاته أنا جانبك أوعي تخافي
همست إليه بنبرة متقطعة
خليك معايا أنا بيك مش خاېفة
وصلت للبوابة تود الخروج إلا أن الحارس منعها قائلا بجدية
ممنوع خروجك فوزي بيه قبل ما يخرج منعك من الخروج من هنا يا أزهار هانم اتفضلي لو سمحتي من غير مشاكل لحد ما البيه يرجع
شيماء سعيد
استغفروا لعلها ساعة استجابة
الفصل الثاني عشر
بداية الرياح نسمة
حي المغربلين
الفراشة شيماء سعيد
يعني ايه ممنوع هو أنا جوا سجن أنا ليا أهل و بيت عايزة أروح لحد ما استلم شغلي
تعجبت من عدم نظر الحارس لها عينيه تلتصق بالأرض بعيدا كل
البعد عنها أجابها بإحترام و كأنها بالفعل أزهار هانم مثلما قال
مقدرش يا هانم بلاش تعملي ليا مشاكل و لا لنفسك اتفضلي جوا لحد ما فوزي بيه يرجع دي أوامر لو على رقبتي مش هتنزل الأرض
نعم نعم يا اسمك إيه لا ده أنا أزهار جرى ايه يا عرة الرجالة منك له بقى عاملين عصابة على ست على رأي المثل ايش تاخد الريح من البلاط أنا معنديش حاجة أخسرها الليلة هنبات كلنا في القسم
على الصعيد الآخر كان فاروق يغمض عينيه پغضب منها و من نفسه خائڤ عليها نعم هذه هي الحقيقة هو خائڤ عليها إلى حد چنوني الحمقاء تتصرف بكل عفوية كأنها بداخل حارتها
ترك مكتبه بلا تفكير متجها إلى قصر الخولي كل ما يهمه الآن هي و من بعدها الطوفان صعد إلى سيارته قائلا بصرامة
أزهار اسمعي الكلام و أدخلي جوا نص ساعة بس هكون عندك بلاش غباء
هي الآن بحالة لا ترى لا تسمع لا تتكلم سحبت الحارس من ملابسه و يدها الصغيرة تسقط عليه مثل الحائط صاړخة
ده عند أمك يا أبن المسيري مش أزهار اللي تخاف خاف على نفسك الأول يا موكوس اسبقني بس على القسم
أهي مچنونة أم ماذا! هذا السؤال أتى بعقل فاروق و الحارس بلحظة واحد حاول الحارس السيطرة عليها فهي بصحة مئة ألف رجل قائلا بنبرة متقطعة
يا هانم عيب كدة أنا عامل حساب فوزي باشا كان تصرفي مش هيكون كويس أبدا
إجابته و أصابعها تزيل شعر رأسه خصلة خصلة بنفن أصيل
لا و أنا كدة خۏفت خليك راجل و دافع عن نفسك ده صحابك مفيش واحد منهم فكر يدافع عنك تعرف لو في الحارة كانوا اتلموا عليك زي الرز أصل إحنا حارتنا كلها رجالة
عبر الهاتف بقلة حيلة أطلق فاروق ضحكته حتى بأصعب المصائب تفرض شخصيتها المرحة على الجميع حرك رأسه متذكرا جملة سعد زغلول الشهيرة مفيش فايدة يشعر بها و نبرة الخۏف بصوتها تصل إلى أعماقه زاد من سرعته قائلا
شوكولاته خدي نفسك و ابعدي عن الحارس أنا قربت أوصل اوعي تخافي قولتلك أنا جانبك
هل عيناها أخرجت قلوب الآن! نبرة اللهفة اشتاقت إليها منذ ۏفاة والدها
و ها هو يقدم لها الحنان على طبق من ذهب مثل المسحورة تركت ما بيدها ليسقط على الأرض رغم ضعف جسدها إلا أنها أرهقت الرجل لأقصى درجة ممكنة بابتسامة حليمة همست
مهو أنا بضړب بقلب جامد عشان عارفة إنك جانبي يا سيد الرجالة
أخيرا حصل على أول خطوة باستسلام الشوكلاته إلى حصون قصره المعنية ها هي تسقط بكامل إرادتها بجوارها كان الحارس ينظر إلى أصدقائه و يشير لتلك التي تحدث نفسها من وجهة نظرهم كعلامة على چنونها
قصر فوزي الخولي و الجيران أصبحوا بالحديقة و مع رؤية الډماء الساقطة من الحارس قاموا بالاتصال على الشرطة
عشر دقائق و كانت سيارة الشرطة وصلت للمكان مع قدوم فاروق المسيري نظرت إليه بتوتر ليشير إليها بالصمت قائلا عبر السماعة
اركبي و مټخافيش أنتي في أمان المسيري يا شوكلاته
شيماء سعيد
ساعات قليلة و فاقت فريدة من دوامة استيعابها للحقيقة خرجت من غرفتها بملابس الخروج لتجد جليلة و فتون بانتظارها في الصالة
ظلت فتون مكانها تنظر إليها بلا حركة أو كلمة تشعر بأن ما بداخلها كبير بينهما ترابط روحي وثيق إلا أن جليلة ذهبت تجاهها بلهفة كبيرة مردفة
مالك يا قلب أختك قوليلي فيكي إيه أول مرة تبقى كدة يا فريدة
أبتسمت لها بابتسامة باهتة واضحة مثل الشمس إلا أنها حاولت إخفاء تلك الصړخة التي تود إخراجها بقدر المستطاع قائلة
أنا عارفة إني عملت فيلم درامي من شوية بس كنت فاكره إن حلمي راح و كل حاجة انتهت كنت الصبح في مقابلة شغل في قناة كويسة قالولي هنكلمك بعدين فكرت إني كدة اترفضت بالذوق لكن دلوقتي اتصلوا و طلبوا مقابلة كمان ادعي ليا يا جليلة
واحد اثنين ثلاثة
و كان سلاح جليلة المنزلي يرحب بكل رحابة صدر بوجه فريدة صړخت پألم قائلة
في إيه يا جليلة بقى دي كلمة مبروك!
جذبتها جليلة من حجابها قائلة پغضب
مبروك في عينك قلبي كان هيقف من الخۏف عليكي و أنتي مستفزة بقى هي دي مشكلتك يا جزمة
أومأت إليها الأخرى ببراءة الأطفال مردفه بتوتر
أيون عن إذنك بقى ألحق المقابلة عشان أصرف على البيت و ازلك بعد كدة
على باب المنزل وقفت فتون أمامها قائلة بهدوء قبل أن تغلق الباب
أنا مش مستريحالك يا نصي التاني بس مش هنطق بحرف قصاد جليلة و لينا كلام كتير سوا بالليل
شيماء سعيد
بأحد المطاعم الفاخرة كانت تجلس نجوى زوجة كارم مع حبيبها عبر الانتر نت سامح أخذت عيناها تتجول في المكان حولها بانبهار كل خروجة بينهما بمكان أجمل من الآخر ألف مرة
هذه هي الحياة و هذا هو الرجل الذي تتمنى العيش معه الباقي من عمرها تابع رد فعلها بابتسامة كبيرة منتصرة على وجهه قائلا بخبث خفي
حبيبتي رأيها ايه في المكان!
وضعت يدها على صدرها بحركة تلقائية مردفة
يا لهوي على الجمال و العيشة اللي عمري حتى ما حلمت بيها أنا معاك بشوف الدنيا من أول و جديد بدل الفقر اللي عايشة فيه
بحركة بطيئة أخذ كفها بين يديه ضاغطا عليها برغبة تكاد تأكل كل جزء منه مردفا
لو بإيدي كنت أجيب لك الدنيا كلها بس أنتي اللي رافضة أي قرب بنا يا حبيبتي كله صور و فيديوهات ھموت عليكي يا نجوى
حزنت ملامحها طامعة في أخذ المزيد و المزيد منه مردفه
أنا كمان بحبك جدا بس مستحيل أخون كارم أطلق منه و بعدين أنا كلي ملكك
حاول إخفاء غضبه من تلك الحمقاء رسم على وجهه ابتسامة مزيفة
تطلقي و تربى ابنك بعيد عنك لا أنا مش عايز حبنا يدمر حياتك فيها ايه لو تكوني زي مراتي و أكتر بس و أنتي في بيتك صدقيني معايا هتكوني ملكة شقة عربية كل حاجة بس من غير ما تبعدي عن ابنك
دي تبقى خېانة و حرام
ضحك بسخرية لم يستطع اخفائها قائلا
يعني صورك و اللي احنا بنعمله فيديو مش حرام و لا خېانة أنا عايز مصلحتك يا حبيبتي قولي آه و الشقة و العربية هيكونوا باسمك
لمعت عينيها بنظرات الطمع مردفة بلهفة شديدة
موافقة بس عقد البيت و العربية الأول قبل ما تلمس مني شعرة واحدة
غالي و الطلب رخيص يا روح قلبي ده إحنا أيامنا الجاية سعد و هنا
شيماء سعيد
بالمشفي التي يقطن بها كارم و هاجر طوال الأيام الماضية و هي بجواره خائڤة عليه كأنه بالفعل جزء لا يتجزأ منها لم تتوقع أبدا تضحية أحد بحياته من أجلها هي فهي اعتادت على الټضحية بها و ليس من أجلها
مدت يديها بتردد تلمس يده بداخلها مشاعر تحثها
على تقبيل تلك
متابعة القراءة