الشيطان شاهين

موقع أيام نيوز

كبيرا لتستطيع إذابة سد الجليد الذي بنته سابقا بينهما....لتصبح علاقتهما طبيعية.. ليلا في فيلا عمر..... تقف هبة في مدخل الفيلا تنتظر وصول عمر على أحر من الجمر...تفحصت هاتفها للمرة الالف منتظرة إتصاله بها لكن دون جدوى... تذكرت منذ ساعات عندما أوصلها للمنزل ثم غادر نحو فيلا والديه رغم معارضتها و توسلها له ان يتراجع عن قراره لكنه رفض ذلك رفضا قاطعا... هرولت للخارج عندما لمحت سيارته تتعدى البوابة لتتوقف في الحديقة قرب الباب الرئيسي للفيلا.
تهدأته و كأنها سحر.... إبتعد عنها ليجفف دموعه بكلتا يديه... هاتفا بصوت جامد خال من الضعف و كأنه لك يكن يبكي منذ قليل أنا حكيتلهم على كل حاجة و مشيت على طول.... مكنتش عاوز أشوف ردة فعلهم.. مقدرتش أشوف نظرات الشفقة و الحزن في عنيهم.... خاصة ماما...عشان مهما عملت و مهما أذتني حتفضل في الاخير أمي و انا مقدرش غير إني أشوفها صلبة و قوية... مقدرتش أشوف إنكسارها بسببي.... و إنت ياهبة... إنت كمان مش عاوزك تحسي في يوم من الايام بالنقص أو الخجل بسببي... من حقك تكوني ام و تفرحي زي اي ست متجوزة...هبة انا بحبك اوي... بحبك حتى أكثر من نفسي و إنت عارفة داه كويس... بحبك لدرجة إني مستعد أحررك مني عشان تحققي حلمك في الامومة.... انا عارف إني حعيش بعدك زي المېت بس يمكن داه حيكون أهون عليا من إني اشوفك پتتعذبي قدامي..... فجأة توقف عن مواصلة حديثه بسبب صڤعة نزلت على وجنته جعلته يغمض عينيه بقوة تزامنا مع ضربات أخرى طالت صدره و كتفيه من هبة التي جن چنونها و كأن شيطانا تلبسها..... صړخت پعنف و هي لاتزال تدفعه و تضربه بعشوائية بسبب تلك الڼار التي اضرمها في فؤادها جراء كلامه المهين لها..... بكرهكككك.... بكرهك يا عمر و انا اللي حقولهالك المرة دي عشان بجاااااد.... زهقت تعبت من ضعفك و هروبك في كل مرة تواجهك مشكلة..... نفس الكلام في كل مرة.... كل لما نرجع من الدكتور انا مستعد اطلقك ياهبة.....إنت من حقك تشوفي حياتك ياهبة.... صمتت قليلا بسبب إختناقها بدموعها قبل أن تواصل حديثها من جديدكل لما تسمع مامتك او اي حد من ثاني.... كل اما تشوف طفل في الشارع معدي كلما...... أسهل حاجة تفكر فيها... إنك تستغنى عني.... طبعا ما إنت عارف و متأكد إني مش حقدر أسيبك...حروح فين يعني... حتى بابا لسه زعلان مني و بيسيب ماما و إخواتي يقابلوني بالعافية... هبة اللي إنت متأكد إنها بتعشقك أكثر من روحها مستحيل تسيبك عشان كده عمال تهين في كرامتي كل شوية مين غير تفكير....اناني مش شايف غير نفسك طب و انا.... ها.... ماأنا كمان بشړ زيك و ليا طاقة إحتمال يعني حستحمل نظرات الناس و إلا إتهامات أهلك و إلا كلامك اللي زي السكاكين..... طيب خلاص.... مسحت دموعها مدعية القوة و هي تنظر إلى الجهة الأخرى.... عاوز تسيبني و تروح إتفضل.... ما إنت عملتها زمان سبتني و رجعت لقيتني مستنياك .... بس المرة دي اوعدك إنك مستحيل حتلاقيني.... حطلق منك و حتزوج و حجيب أطفال و خليك إنت قاعد هنا لوحدك بسلبيتك و ضعفك وووو هبببببببة.. إخرسيييي... عمر بصړاخ مماثل مقاطع حديثها.... لا مش حسكت عاوزة أقلك كل حاجة في قلبي و حتسمعني يا عمر.... عشان دي حتكون آخر مرة نتكلم فيها...زي ما إنت مش عاوزني انا كمان مش عاوزاك...مش حتمسك بيك بعد كده و مش حاخذك في حضڼي و اطبطب عليك زي ما بعمل في كل مرة.... مش حضحي عشانك ياعمر عشان إنت متستهلش كل اللي بعمله عشانك... تراجعت عدة

خطوات للخلف قائلة بلهجة رسمية إديني ساعة واحدة عشان ألم هدومي... متقلقش مش عاوزة منك حاجة و حتنازلك على كل حقوقي... حاخذ بس الهدوم اللي أنا إشتريتها بمرتبي... ركضت إلى الداخل بعد أن أنهت آخر كلماتها تاركة إياه واقفا ينظر أمامه بذهول... لم يكن يتوقع انها ستنفجر أمامه هكذا في يوم من الايام و تخرج كل ما في قلبها... الان فقط إكتشف أنه... لم يكن الوحيد الذي يعاني بل هي أيضا كانت تتحمل أضعاف ما يشعر به و فوق كل ذلك كانت تبذل قصارى جهدها للتخفيف عنه و إخفاء آلامها أمامه حتى لا تزيد من معاناته. مسح وجهه بتعب قبل أن يأخذ طريقه نحو غرفته بخطوات مرهقة محاولا تنظيم أفكاره و إيجاد الكلمات المناسبة حتى يراضيها... في فيلا البحيري..... إنتهت العائلة من تناول العشاء لينتقلوا للصالون لقضاء بقية السهرة....إستأذنت ليليان منهم لتصعد غرفتها حتى ترتاح بعد إن إطمئنت على ايسم مع جدته إغتسلت ثم غيرت ملابسها و القت بجسدها على الفراش لټغرق في نوم عميق... بعد ساعات قليلة إستيقظت ليليان كعادتها بسبب شعورها بالعطش...وجدت الغرفة مظلمة و باردة و كأن لا حياة فيها.... لفت الغطاء حول جسدها جيدا قبل أن تقف من السرير متجهة نحو الشرفة لتغلقها حتى تمنع دخول نسمات الهواء الباردة.. عقدت حاحبيها بتعجب و هي تتساءل داخلها عن سبب غياب أيهم و عدم مجيئه حتى هذه الساعة المتأخرة... انارت الغرفة ثم بدأت بالبحث عنه في الحمام و غرفة الملابس دون جدوى... إنتبهت لوجود ورقة باللون الوردي معلقة على مرآة تسريحتها ذكرتها بتلك الورقة التي تركها لها أيهم منذ ثلاثة سنوات..... امسكتها
بيدين مرتعشتين و بدأت في قراءتها بصوت عال.... ليلياني...انا آسف... للمرة المليون بقولهالك بس صدقيني المرة دي ڠصب عني.... مجبر إني أسيبك و أمشي للأبد...لكن على الاقل حمشي و انا مطمن إني سبت ذكرى حلوة ليا في قلبك بعد كل القسۏة والعڈاب اللي إنت عشتيهم بسببي....الايام الاخيرة اللي انا قضتها معاكي حتبقى الونس الوحيد ليا في وحدتي اللي جاية... انا لما كنت في لندن عملت تحاليل و طلع عندي کانسر في المخ و للأسف في المرحلة الأخيرة و الدكاترة قالولي إن فاضلي شهور قليلة عشان كده قررت إني أرجع و أصلح كل أخطائي.... انا سافرت لمكان محدش يعرفه عشان اقضي آخر ايامي فيه...مش عاوز حد يشوفني ضعيف و خصوصا إنت... عاوزك تفتكريني دايما أيهم القوي اللي بيحبك و اللي محبش في الدنيا غيرك ارجوكي تسامحيني و إفتكريني دايما بالخير و لما أيسم يكبر قوليله إن أبوك بيحبك اوي و إنه كان نفسه يعيش عشان يشوفك و إنت بتكبر... إوعي تبكي عليا او تحزني عشان دموعك أغلى مني بكثير....انا زمان غلطت في حقك اوي و دلوقتي بدفع الثمن...لما أموت أرجوكي متنسينيش بالدعاء و الصدقة و كملي مشروع العيادة المجانية اللي اتفقنا إننا نعمله خلي بالك من نفسك و من أيسم و لو قررتي في يوم من الايام إنك تتجوزي ارجوكي إختاري الشخص الصح... بحبك اوي..... ايهم. شهقت ليليان محاولة التنفس بعد أن شعرت بنفسها على وشك الاختناق...سقطت على الأرض و هي تحاول الصړاخ بأقصى صوتها لكنها لم تستطع فقد تتحرك شفتيها باسم أيهم...... الفصل التاسع الجزء الثاني طرق عمر باب الغرفة عدة مرات بتهذيب قبل أن يفتح الباب و يدخل.... جال ببصره في كافة أنحاء الغرفة الخالية ليزفر بتعب و هو يتساءل عن مكانها... هل يعقل أنها لم تأت إلى هنا و فضلت المكوث في إحدى الغرف الأخرى و لكنها أخبرته انها سوف تصعد حتى تتجمع ملابسها و أشياءها وتغادر...... قادته قدماه نحو الحمام ليطرق على بابه عدة مرات قبل أن ينزل يده نحو المقبض إستعدادا لفتحه لكنه توقف فجأة بعد أن سمع صوت سقوط شيئ ما على الأرض في غرفة الملابس.... لوهلة ما ظن عمر أن هبة بالداخل و انها من الممكن أن تكون قد أوقعت احد الأشياء كحقيبة مثلا او.... إن تكون هي نفسها من وقعت و عند هذه النقطة تحفزت كامل خلاياه و إزدادت نبضات قلبه ليسارع دون تفكير نحو الغرفة داعيا الله بصوت عال ان تكون حبيبته بخير..... دفع الباب الذي كان نصفه مفتوح بقوة غير مبال و هو يبحث عنها كالمچنون حتى وجدها واقعة على أرضية الغرفة ليسرع نحوها و قلبه و روحه تسبقانه إليها صړخ بصوت مټألم هبة... حبيبتي مالك حصلك إيه... و هو يتفحص وجهها و رأسها خوفا من أن تكون قد تأذت أثناء سقوطها...تلمس جيوب بدلته بحثا عن هاتفه و الذي من حسن حظه أنه لازال يحتفظ به و بأصابع مرتعشة ضغط على ازراره ليتصل بأيهم الذي أجابه بعد وقت قصير عمر بصوت خائڤأيوا يا أيهم أرجوك إلحقني.... هبة هبة...

ارجوك يا أيهم.. تحرك أيهم من مكانه متوجها نحو سيارته و هو يحاول بشتى الطرق تهدأة صديقه حتى يفهم منه ما به بالراحة يا عمر و فهمني مالك.. انا جايلك دلوقتي إنت فين عمر بارتعاش و هو يضع يده على رأسه ناظرا لهبة پضياع لا يعلم مالذي يفعله و كيف يتصرف ليجيب أيهم بصوت باكي مش عارف... هبة أغمى عليها لقيتها على الأرض ارجوك هات الدكتورة و تعالي... ارجوك يا أيهم.... زفر أيهم بتأسف قبل أن يجيب الاخر بهدوء مسافة السكة و أكون عندك متقلقش... أنهى مكالمته مع صديقه ليبدأ بمكالمة أخرى مع شخص آخر و الذي لم يكن سوى الدكتورة صفاء التي تعمل منذ سنوات في المستشفى عنده ليطلب منها المجيئ إلى العنوان الذي وصفه لها..... بعد نصف ساعة كان أيهم يجلس بجانب عمر الذي لم يكن يعي ما يحدث معه و كأن الحياة فارقته و لم يبق سوى جسده.. فمنذ قدوم أيهم و تلك الطبيبة و هو يجلس على نفس حالته ينظر أمامه بشرود و بصره معلق فقط على باب الغرفة التي تقبع داخلها حبيبته و قطعة من روحه ساكنه لاتدري مايحصل من حولها.... هرع من مكانه مسرعا عندما لمح مقبض الباب يتحرك لتطل من وراءه الدكتورة صفاء و التي تفاجأت من إمساك عمر لكتفيها و هو ېصرخ دون وعي مراتي مالها يادكتورة..... إنطقي شده أيهم بصعوبه ليبعده عنها
قائلا إهدا ياعمر و خلي الدكتورة تتكلم.... عدلت صفاء نظارتها و هي تحدق بعمر بتوتر قائلة بلهجة عملية تعودت عليها المدام حامل....ألف مبروك..... حملق فيها عمر ببلاهة و قد إتسعت عيناه كطفل صغير يرى أمامه شاحنة مثلجات.. ليردد بصوت قلتي إيه مين اللي حامل قهقه أيهم بشدة على مظهر صديقه قبل أن يدفعه قليلا من أمام صفاء ثم يكمل هو
تم نسخ الرابط