كاملة

موقع أيام نيوز


عنها دخلت عليه هدى وأغلقت الباب خلفها وهاتفة 
_ رايح الشركة من دلوقتي ياكرم 
_ أهاا إنتي عايزة حاجة ولا إيه !
استغرقت لحظات وهي تجهز الكلمات بذكاء في عقلها حتى تصل لمبتغاها ثم اقتربت منه وهمست في صوت منخفض قليلا 
_ هتعمل إيه مع شفق وأخرة ما تقعد هنا يعني أهو عدي أسبوع وهي ذات نفسها عايزة تمشي

قال يإيجاز وعدم اهتمام وهو لا يزال يبحث في الأدراج عن ما يريد 
_ أنا اتكلمت معاها إمبارح ياماما وفهمتها الموضوع
استفزها عدم اكتراثه للأمر فهتفت في حدة ملحوظة في نبرتها 
_ مينفعش تقعد هنا كتير ياكرم وهي مهما كان فهي غريبة عننا ومش من عيلتنا وملاذ ويسر لما بياجوا هما وإخواتك بحسهم بيضايقوا وبذات يسر ده غير إن جدتك كمان أسبوع ولا حاجة وهتاجي وهتعوز تخلي حسن وزين ياجوا ياخدوا يومين معانا هنا وعيب تقعد وسطيكم وهي غريبة عنكم كلكم
عثر على الأوراق أخيرا ثم القاها على سطح المكتب وهو يجيبها بفتور وشيء من الانفعال البسيط 
_ وأنا أعمل إيه بس أسيبها في بيتهم وحدها ويحصل معاها زي ما حصل لما جبتها أنا تعبت والله كل حاجة بتضغط عليا !! لو عندك حل وهيخليها في آمان قوليه وريحيني
ابتسمت بمكر وقالت مباشرة دون أي مقدمات 
_ اتجوزها
الجمته الكلمة في أرضه وجعلته يحدق بأمه في دهشة ولا يستوعب ما اخترق سمعه للتو وسرعان ما ضحك ساخرا دون أن يتحدث ويسمع استرسالها في الحديث وهي تقول بحكمة 
_ ده الحل الأمثل إنت هتفضل تحميها كدا لغاية امتي لكن لما تتجوزها هتبقى تحت عينك وهتكون برضوا نفذت وصيت سيف الله يرحمه وهتخلي اخته في كنفك وجمبك علطول وفي حمايتك
استمر في ضحكه المندهش وهمهم في ازدراء 
أنا مش مصدقك والله ولا مستوعب اللي بتقوليه
رسمت محل ابتسامتها قسمات الحزم والاستياء البسيط وقالت في شيء من الجفاء 
_ مش مستوعب ليه !! إنت عايز تفضل عازب كدا علطول.. هي اروى هترجعلك تاني مثلا ولا إنت بقى هتوقف حياتك عليها وهتتقمص دور المخلص ليها لآخر عمرك
اطال النظر في وجهها للحظات فلقد كانت كلماتها قاسېة عليه ولم يتوقعها منها قط ! .
خرج صوته الغليظ وهو يهم بالانصراف 
_ بظبط هو ده اللي هعمله يا أمي
وصل عند الباب وتوقف عندما سمعها تهتف في قسۏة ونبرة لا تحمل المزاح أو الرحمة 
_ لو موافقتش تتجوزها اعتبرني مت وهغضب عليك لغاية ما أموت ولساني مش هيخاطب لسانك أبدا .. شوف بقى هتختار إيه
الټفت لها برأسه ومال بها قليلا للجانب وكأنه يتوسلها بنظراته قائلا لا تفعلي هذا بي أرجوك لا تجبريني على الاختيار بينكم ! بينما هي فوضعت الصخر على قلبها حتى لا تلين له ولنظراته التي تذيب الثلج واشاحت بوجهها بعيدا عنه ترفض النظر إليه موضحة له عدم رغبتها في رؤيته إلا حين يخبرها بقراره النهائي فيصدر هو تنهيدة مسموعة في حيرة وألم ثم قام بفتح الباب ورحل وتركها تتخبط في مشاعرها مابين شفقتها عليه وما بين رغبتها في أن تراه سعيدا حتى لو لن يكون في البداية سعيدا ولكنها متأكدة بأن هذه الفتاة هي التي ستعالج الآمه وفي النهاية هو بنفسه سيشكرها !! ....
أوقف سيارته في المكان المخصص داخل الحديقة ثم نزل منها وقاد خطواته الطبيعية نحو الباب وطرق عدة طرقات خفيفة لتفتح أمه الباب وتهتف بدهشة امتزجت بالسعادة 
_ إيه ده زين .. مقولتش ليه إنك جاي
_ عاملة إيه يا أمي 
_ الحمدلله ياحبيبي بخير وإنت عامل إيه .. مراتك مجاتش معاك ولا إيه !
أجابها بالنفي وشيء من العجلة 
_ لا مجاتش أنا جيت اتكلم مع رفيف في حاجة وماشي تاني عشان معايا اجتماع
قطبت حاجبيها باستغراب وتشدقت بريبة والقليل من القلق 
_ خير هو في حاجة ولا إيه 
ملس على وجنتها بحنو هامسا 
_ خير إن شاء الله .. أنا هروح اشوفها
ثم تركها وتوجه للأعلى مسرعا وبينما هو في طريقه لغرفة شقيقته قابل شفق التي كانت في طريقها للأسفل حتى تشرب فأجفل نظره عنها فورا
 

تم نسخ الرابط