قصة جديدة

موقع أيام نيوز


شقته فوجدها هادئة على غير العادة..فدائما ما تكون شروق جالسة فى الردهة تتابع مسلسلاتها التركية..فيجدها إما باكية أو هائمة مع حلقاتها..ليظل يمزح حول هوسها بتلك الحلقات الخيالية والتى تجعل البطل فارسا رومانسيا من الدرجة الأولى يتنفس فقط من أجل إسعاد حبيبته.. حقا ستتسبب تلك المسلسلات فى طلاق نصف النساء وعنوسة النصف الآخر..فالفتيات ساذجات وسيضعن أبطالها معيارا للمتقدمين لخطبتهم..فيفشل العريس وتفشل الزيجة بكل تأكيد..زفر فى حنق..فالمسئولون يجب أن يمنعوا عرض تلك المسلسلات على الفضائيات وإلا سيندمون.

إتجه إلى حجرة النوم وفتحها ليجد شروق نائمة ..عقد حاجبيها لنومها فى تلك الساعة المبكرة..ليتوجس قلبه خيفة أن تكون مريضة..أسرع إليها ليجلس بجوارها على السرير يهزها برفق قائلا بلهفة 
شروق..ياشروق.
إنفلجت عيناها الجميلتين ببطئ لتراه أمامها يطالعها فى قلق..لتفيق كلية وتتسع عيناها من المفاجأة مع ملامحها التى أشرقت لرؤياه ..لتقول بسعادة
مراد..إيه المفاجأة الحلوة دى
زفر مراد قائلا
خضتينى يا شروق ..أنا إفتكرتك تعبانة..ما هي غريبة

إنى ألاقيكى نايمة فى الوقت ده.
إضطربت ملامحها وهي تقول بإرتباك
لأ ..ما هو أنا كنت فعلا تعبانة شوية وطلبت نهاد تجيلى ولسة نازلة من شوية.
عقد حاجبيه قائلا فى قلق
تعبانة مالكفيكى إيه
قالت بإرتباك
ها ..لا ..أبدا..شوية دوخة كدة وراحوا لحالهم خلاص.
نظر إليها بعتاب قائلا
حتى لو كانوا شوية دوخة يا شروق..تقومى تتصلى بنهاد..طب أنا روحت فين..متصلتيش بية ليه
أطرقت برأسها قائلة فى حزن
أنا عارفة إنك مشغول ومحبتش أعطلك أو أشغلك أكتر.
هو يقول بعتاب
إنتى مراتى ياهبلة..وتشغلينى فى أي وقت ..ده حقك.
نظرت إلى عيونه ..ېصرخ قلبها..هل أنا حقا لدي حقوقإن كنت كذلك فهل أستطيع أن أحتفظ بطفلى منكطال تأملها لملامحه ليبتسم قائلا
بتبصيلى كدة ليه ...وحشتك
تنهدت قائلة 
بتوحشنى وإنت قصاد عينى يامراد.
إتسعت إبتسامته و قائلا
ياجمال كلامك ياشروق.
إبتسمت شروق قائلة 
ده مش كلامى..ده كلام الست.
ضحك ثم نهض قائلا
عظمة على عظمة ياست.
إختفت إبتسامتها وهي تقول 
إنت رايح فين
جعد أنفه قائلا
للأسف مضطر أمشى .. أنا كنت بس جاي أطمن عليكى ..لإنى مش هقدر أجيلك اليومين الجايين دول..فيه مشاكل فى البيت..ومضطر أسيبه أنا وبشرى ونقعد فى شقة المعادى..وطبعا مش هينفع أسيبها الفترة الجاية لوحدها فى مكان غريب ..وأول ما تتأقلم هرجعلك تانى.
شعرت شروق بالإحباط والألم ..تتساءل هل سيتركها الآن وهي فى أمس الحاجة لوجوده بجوارهاو لماذا يترك منزل عائلة الشناويهل بسبب وجود مشاكل حقا بالمنزل كما قال..أم بسبب عدم إحتماله لرؤية رحمة كزوجة لأخيهلترجح بحزن هذا الإحتمال الأخير..أفاقت من شرودها على صوته وهو يقول بحنان
محتاجة حاجة يا شروق أجيبهالك قبل ما أمشى.
هزت رأسها نفيا دون ان
تنطق بكلمة..ليمد يده بجيبه ويخرج رزمة من المال وضعها على الكومود بجانبها 
أشوف وشك بخير.
إبتسمت إبتسامة لم تصل لعينيها ..ليغادر الحجرة تتبعه عيناها ثم ما لبثت أن إستمعت
إلى باب الشقة يغلق..لتترك دموعها الحبيسة تهبط بصمت..پألم.....بقلب يملؤه الحزن.
إستيقظت رحمة وعلت وجهها حمرة الخجل.. فترى ..ماذا سيظن بها الآن
رفعت رأسها قليلا تتأمل ملامح وجهه وهو نائم بعمق ..لتتردد لثوان ث تترك لنفسها حرية التنقل على ملامح إشتاقت إليها ..إبتداء من شعره الأسود الكثيف مرورا بج..ليفتح عينيه فجأة وتستقر نظراته على عينيها التى إتسعت فى صدمة 
لتتنهد وتكمل طريقها إلى الحمام..تعاتب أختها فى سرها..ېصرخ قلبها..مالذى فعلتيه ياراوية..لقد ألقيتينى فى چحيم مستعر..فإما ان أنكث بوعدى لك وأعترف له وأريح قلبى وإما ان اظل هكذا ..فى نظره خائڼة ..لا أستطيع الإقتراب منه..
وفى كلا الحالتين..أعيش فى جهنم..لتغلق الباب خلفها بهدوء..ويفتح يحيي عيونه ينظر إلى الباب المغلق بحيرة..يتساءل ..ماذا قصدت رحمة بكلمتها ..آسفة..هل تعتذر له على خيانتها بالماضىأم تعتذر عما تخفيه عنهأو ربما تعتذر عن عدم مبادلته مشاعرهأوجعه ذلك الإحتمال الأخير..ليغمض عينيه على دموع غشيتهم..قبل أن يفتحهما مجددا..وقد توقفت تلك الدموع وظلت حبيسة مقلتيه ..لينفض الغطاء عنه وهو يتجه إلى الدولاب يسحب ملابسه ويأخذها معه إلى خارج الغرفة هربا من آلامه......ومنها.
الفصل الخامس عشر
رن هاتفها وهي تضع لمساتها الأخيرة على زينتها ..لتجيبه قائلة 
أيوة يامجدى.
قال مجدى بعتاب
إتأخرتى علية أوى يا بشرى..إنتى مش قلتى مراد نزل من ساعتين وإنك هتلبسى وتيجى علطول.
إبتسمت قائلة
ما أنا فعلا عملت كدة.. يادوب لبست وجاية أهو ..مسافة السكة ياحبيبى.
زفر مجدى قائلا
طيب بسرعة يا بشرى..وحشتينى..هنت عليكى..تبعدى عنى الوقت ده كله 
إتسعت إبتسامتها الخبيثة وهي تنظر إلى وجهها بالمرآه تلف خصلة شعرها على سبابتها قائلة
 

تم نسخ الرابط