دكتور غيث
المحتويات
أعرف دة شيء ميهمنيش و مظنش كمان أنه يهمك..
لا يهمني .. كان لازم أعرف ان يوسف رجع ..
رفعت حاجبها بسخرية و قالت
اها.. فهمت عشان تلحقي تبعدي عن شوية الصيع اللي انتي ماشية معاهم.. هو شافك معاهم و لا اية !
هتفت بصوت مرتفع و نبرة تشوبها الڠضب
بطلي بقا برود شوية .. و متكدبيش لأني واثقة انك كنتي عارفة أن فارس رجع و مقولتليش..
ماشي يا ليلي بس خليكي فاكراها..
خرجت مثلما دخلت بعاصفتها الهوجاء لتجلس ليلي علي الفراش و هي شاردة..
لقد عاد مرة أخري .. ترى هل عاد لها .. أم عاد لقضاء عمل له و يذهب مرة اخري ..
أسئلة كثيرة تدور بذهنها و لم تجد
مفر منها
كان جالس يتابع العمل علي الحاسوب الخاص به و هو ينظر إلي يوسف بطرف عينيه منتظر أن يتحدث بما فيه بدلا من جلوسه شارد هكذا لكنه لا يفعل.. حتي قال فارس
مالك !
ها.. مليش يا فارس ..
ترك فارس ما بيده و اتجه ليجلس أمامه مباشرة و هتف و هو يضع كفه علي كتفه
في أية بالظبط !
رفع فارس حاجبه بتعجب و قال
أنت مش روحت النهاردة عشان تقابل هنا .. عملت اية معاها !
تنهد يوسف بحسرة علي حبه الوحيد و قال بابتسامة سخرية
و لا حاجة.. معملتش و لا حاجة.. من الواضح انها بدأت حياة جديدة .. ربنا
يوفقها ..
قطب فارس حاجبيه بدهشة و قال
يعني أية اتجوزت و لا اتخطبت!!
هتف بها يوسف و هو ينظر إلي اللا شيء .. لينظر له فارس باستغراب و هو يقول
بقولك أية أنا مش فاهم منك حاجة .. هطلب كوبيتين قهوة و صحصح معايا كدة و احكيلي
هز يوسف رأسه بالموافقة .. لينهض فارس و يقوم بطلب القهوة تاركا خلفه هذا الشارد الذي بدت له الحياة مؤخرا مثل السماء الملبدة بالغيوم
دائما ما أكره الحكم و النصائح التي تكون من نوع
فأنا أريد أن أتخلص من الألم نهائيا .. و لكن لم تعد الفرصة سانحة ...
ف الألم قد أقتحم حياتي و لم يخرج منها منذ أول ليلة رأيتك فيها...
فالفترة التي عرفتك فيها كانت مليئة بالألم .. لتدخل أنت إلي حياتي و أظن أن الألم سينتهي و لكني كنت ساذجة حينما أعتقدت ذلك .. فقد كانت بداية جديدة لمرحلة أشد ألما ...
تنهدت و هي ترجع ظهرها إلي الخلف لتعود أيضا بذاكرتها نحو الماضي
كانت تعيش فترة مؤلمة ..
إلي حالتها التي يرثي لها و الحزن الذي أنهكها و لم تصدر أي تعليق..
عادت الأخيرة إلي البكاء و النحيب و هي تقول بصوت متقطع من وسط دموعها
طيب قولي أي حاجة .. طيب قولي حتي أنك بتكرهيني و مش بتحبيني !!
تنفست بعمق و هي تعصر عيناها بقوة في محاولة منها للتماسك لتقول بصوت منهك
أنا عمري ما هكرهك يا ليلي .. مفيش حد بيكره أخوه .. ما بالك بقي لو توأمه!!!
طيب ليه مش بتكلميني .. ليه بتعملي زيهم
أنا .. أنا بس لحد دلوقتي مش مصدقة أن بابا مش معانا..
قالتها و قد عادت الدموع الي وجنتاها مرة اخري رغم كل محاولتها للثبات و التي باءت جميعها بالفشل
أنا السبب في مۏته .. صح !!
لا يا ليلي .. دة عمره و مكتوبلة .. أنتي مش سبب أبدا في مۏته.. اوعي تقولي كدة تاني !!
لو مكنتش زعلته مكنش هيجيله القلب و مكنش ھيموت ..
استغفري ربك ... دة قدر و مكتوب و محدش يقدر يغيره !!
أرتمت وهي تبكي و تتمني لو يعود الزمان مرة أخري ..
مرت الأيام و الليالي و هي حبيسة غرفتها قليلة الحديث الا مع ليلي التي تأتي لها لتهون عليها و هي في الأساس تحتاج إلي من يساعدها في هذه الفترة العصيبة ..
بدأت الحياة تسير و هي الوحيدة التي مازالت قاطنة بمحلها .. لا تتحرك ..
استمعت إلي نصيحة والدتها و قررت الذهاب إلي طبيب نفسي .. علها تخرج من دوامة الوحدة و الحزن التي وضعت حالها بها
رجل ستيني .. يغلب علي شعره الخصلات البيضاء التي تعطيه وقار يذكرها بوالدها..
جلست أمامه و هي تدقق في ملامحه و هي تحاول أن تتخيل أن الجالس أمامها هو والدها ابتسم هو ببشاشة و قال
ازيك يا آنسة نور ...
تمام
قالتها بصوت خفيض و عيون زائغة كأنها ضائعة وسط بحر لا يوجد
متابعة القراءة