رواية مع وقف التنفيذ للكاتبة دعاء عبدالرحمن(الجزء الأخير من الفصول)
المحتويات
..وانا لو عاوز اسالها على حاجة هعمل ايه ... مامتها دخلت كلمتها وخرجت تقولى .. بتقولك لو عاوز تسألها على حاجة قول لماما .. وماما هتقولى وانا هرد عليك عن طريقها ..وانا مش عاوزه اسأله على حاجة علشان انا عارفة كل حاجة!
ضحك عمرو ضحكات رنانة وقال
للدرجة دى مكسوفة منك ..سبحان مغير الأحوال ... قولى بقى الخطوبة أمتى كده
خطوبة ايه يا عم الحاج ..هو انا بتاع خطوبة ..تفتكر يعنى لسه هخطب بقى وأغض البصر وكده ..وبعدين هى كمان بقت تكسف منى أوى وأنا عاوز أخاليها تاخد عليا شوية .. أحنا اتفقنا على كتب الكتاب على طول
عمرو
طب قولى أمتى بقى علشان أجى احضر
فارس
كنا هنخاليها الخميس بس علشان سيادتك بقى هنخاليها الجمعة
تصدق يا فارس انا عمرى ما شوفتك كده أبدا .. حتى فى جوازتك الأولى مكنتش فرحان أوى كده للدرجة دى بتحبها
زفر فارس بقوة محاولا أخراج جميع انفعالاته وقال
بحبها أيه يا أخى.. أنا مش لاقى كلمة توصف أحساسى بيها .. أنا لما بلال كلمنى فى السچن ونبهنى.. حسيت بعدها انى عاوز أكسر حيطان الزنزانة وأخرج اشوفها .. كان نفسى اشوفها أوى يا عمرو.. ساعتها حسيت بالسجن فعلا كان هو ده سجنى الحقيقى .. أنا مش عارف انا ازاى مخدتش بالى العمر ده كله
فيه بحدة
حرام عليك أنت ومراتك تعملوا فى ابنى كده حرام عليك ضيعتوا مستقبله وضيعتونى معاه
نظر فارس للدكتور حمدى الذى وضع يده على كتفه قائلا
يا استاذ عبد القادر هو مش أنا فهمت حضرتك ان فارس مالوش ذنب وأنه كان عنده ظروف منعته من متابعة القضيه
صاح عبد القادر پبكاء
ثم نظر إلى فارس ورفع يده باتجاه لحيته قائلا بحدة
أنا عارف اللى مربين دقنهم دول كلهم ڼصابين وبيتاجروا بيها
أمسك فارس يده الممتدة إلى لحيته ونظر له بحدة وقال
قعد وأفهم اللى حصل الاول قبل ما تتهمنى بالڼصب
نظر له الدكتور حمدى نظرة ذات معنى وقال
هز فارس رأسه نفيا وقال بإصرار
لاء لازم يعرف كل حاجه
جلس عبد القادر يستمع إلى فارس وهو يقص عليه ما حدث معه منذ أن دخل مكتبه اول مرة
وطلب منه الدفاع عن ابنه هانى فى قضية القټل ولقد كان يستمع إليه وهو محدق به تتسع عينيه شيئا فشيئا غير مصدق ما تسمعه أذنه حتى أنتهى فارس قائلا
يعنى مش ابنك لوحده اللى أترمى فى السچن بسبب القضيه دى .. انا كمان اترميت ظلم وده الفرق بينى وبين ابنك
ضاقت عينيى عبد القادر وهو يقول بذهول
يعنى مراتك هى اللى عملت كل ده لوحدها بعد ما رميتك فى السچن هى و وائل
أومأ فارس برأسه وقال بأسى
أيوا مراتى ووائل
وفجأة صاح عبد القادر مرة أخرى
يعنى مراتك تتمتع بالفلوس وأنا ابنى يتعدم وأخسره
رفع فارس رأسه إليه وقال بجدية
ومين قالك أنها هتتمتع بالفلوس .. دى زورت أوراق رسميه يعنى هتتحبس هى واللى ساعدها فكده
ډفن عبد القادر وجهه بين كفيه وهو يبكى هتفا
وابنى يا ناس أبنى هيروح مني ظلم
مال فارس للأمام وقال بهدوء
أهدى يا استاذ عبد القادر .. أولا الحكم ده مش نهائى يعنى أى محامى يقدر يعمل استئناف والحكم يتخفف وينزل للمؤبد
والمحكمة هتراعى إنه اعترف على نفسه وهتراعى سنه الصغير .. والمؤبد احسن من الاعډام
رفع عبد القادر رأسه ونظر إليه وهو يضرب كفيه بحسرة
يعنى كل التعب اللى تعبت فيه ده كله وأنا بربيه وبكبره وبصرف عليه وبعمله اللى هو عايزه وفى الاخر ياخد مؤبد .. ليه كده يا هانى انا قصرت معاك فى ايه يابنى
تبادل فارس مع الدكتور حمدى النظرات المشفقة على الرجل وأنحنى فارس بأتجاهه وربت على كتفه قائلا
التربية يا استاذ عبد القادر مش معناها أنك تديله فلوس وتخليه مش عاوز حاجه .. أنت كنت بتشوفه بيخرج مع بنات وكنت بتشوف بنات فى عربيته وكنت مخصصله شقه بتاعته يروحها وقت ماهو عاوز مع اللى هو عاوزه من غير رقيب ولا حسيب على تصرفاته ..
أنت اديته فى أيده الاداه اللى دمر بيها نفسه وأنت فاكر أنك بتسعده ومش مخليه عايز حاجه
مسح الرجل دموعه وهو يقول بحزن
أنا كنت بقول ده راجل مش بنت علشان أخاف عليه
ربت فارس على كتفه وقال
الحلال والحرام مفيهوش راجل وست .. وأنت لو كنت ربيته
متابعة القراءة