كاملة بقلم عادل عبدالله

موقع أيام نيوز


في طريقها لمنزل والدها .
ذلك المنزل الجديد الذي لم تخطوه قدمها من قبل والذي عرفت مكانه من أمها يكاد المارين بجواارها في الطريق أن يسمعوا دقات قلبها العالية التي تتسارع حتي يكاد قلبها أن ينخلع خوفا ورهبة من هذا الموقف المهيب الذي لم تتخيله يوما !!!
وصلت دعاء الي العنوان المذكور وصعدت درجات المتزل التي شعرت بأنها كالاف الاميال حتي وقف أمام الشقة .

أخذت نفسا عميقا ووجهت أصبعها المرتعش تجاه جرس الباب .ثم ضغطت علي مفتاح الجرس وأنتظرت !!!
فتح باب الشقة فاذا بها تجد أمها أمامها مباشرة !!!
تسمرت الأم مكانها من هول المفاجأة وشل لسانها عن النطق حتي سألها الأب مالك واقفة متسمرة كده ليه !!! مين اللي علي الباب 
دخلت دعاء الي الشقة وبمجرد رؤية الأب لها قام واقفا في مكانه فأرتمت دعاء باكية تحت قدميه ....
دعاء انا أسفة يا بابا أبوس ايدك سامحني أبوس أيدك يا بابا أنا أسفة أنا عارفة أني غلطت غلط كبير أوي لكن والله يا بابا يوم لما مشيت من هنا اتجوزت علطول .
نظر أليها الأب ورفع قدمه ليركلها بها !!!! ولكنه توقف وأنزلها مرة أخري الي الأرض !!!
نزلت ابنته دعاء وقبلت قدمه وقالت له أبوس رجلك يابابا سامحني أنا الدنيا أسودت في وشي ومليش في الدنيا غيرك !! أنا تعبت أوي لما بعدت عنكم معرفتش قيمتك وقيمة أهلي الا وأنا بعيد عنكم !! أنت ضهري وسندي يا بابا أرجوك سامحني ومتسبنيش أضيع .
ظل الأب صامتا بينما يوجه نظره بعيدا عنها !!!
يا بابا لو عايز ټموتني موتني بس رد عليا و متسبنيش كده !!! أنا من يوم ما مشيت من هنا وأنا كل همني أنك تسامحني !!! أنا عارفة أني كنت السبب في حاجات كتير وحشة أنت حسيت بها لكن معلش الشيطان ضحك عليا !!! أضربني أشتمني هات سکينة وأدبحني لكن بص في وشي ولو مرة واحدة وقولي سامحتك وبعدها أعمل أي حاجة ..
ألتفت اليها الأب ووجه نظره تجاهها وظل يرقبها بنظره بينما فؤاده ېتمزق !! وظل ناظرا لها يرقب دموع الندم والأسي في عيونها !!!
دعاء يا بابا أنت لو مرضتش عني وسامحتني هضيع و يبقي المۏت عندي أهون من أني أعيش بعيد عنكم تاني !!!
عيون الأب ما زالت ترمقها بنظرات حادة حتي أدار وجهه عنها الي الجهة الأخري ثم قال لها
دخلي هدومك جوه وأدخلي أرتاحي في أوضتك .
وكأن نور الشمس أشرق من جديد في حياتها ...
قامت دعاء وأبتسمت ومسحت دموعها وأحتضنت أبيها وظلت تقبله وتقبل يديه .
أنتهي .

 

تم نسخ الرابط