بقلم نونا المصري
المحتويات
وقالت دا اجمل خبر سمعته من 6 شهور ...انتي كان عندك حق في كل كلمة قولتيها.
مريم انا كنت حاسه انهم هيقبلونا والحمد لله احساسي طلع صح.
الهام الحمد لله.
مريم طيب يا حبيبتي انا هقفل دلوقتي وهشوفك بكرا.
الهام ان شاء الله.. يلا تصبحي على خير.
مريم تلاقي الخير.
في صباح اليوم التالي .....
استيقظت مريم في تمام الساعه السادسة صباحا وبعد ان فعلت روتينها اليوم من تحضير الفطور لاختها مرام وترتيب البيت والاستحمام دخلت إلى غرفتها
الهام صباح العسل...ايه الحلاوة دي يا حبيبتي
الهام ھموت من الحماس... وانتي
مريم وانا كمان ....يلا خلينا نمشي.
وبعد مدة زمنية معينة.......
وصلن الى الشركة فدخلن حيث كان جميع الموظفين الجدد واقفين ينتظرون قدوم كمال المسؤل عنهم.. وما هي الا خمس دقائق قد مضت حتى جاء كمال بطلته البهية والتي تسر الناظرين اليه فهو كان وسيما كالعادة بوجهه البشوش وطوله المعقول وبدلته الرمادية الفاخرة فابتسم وقال صباح الخير انتوا من النهاردة بقيتوا جزء من شركة رويال للتجارة الإلكترونية ودا معناه انكوا لازم تلتزموا بقوانين الشركة وتيجوا الشغل في الوقت المحدد وكمان انتوا مش هتبقوا موظفين دائمين لحد ما تعدوا فترة التدريب المهني واللي هي 3 شهور من دلوقتي... يعني الفترة دي هي اللي هتحدد لو كان كل واحد فيكوا هيبقى موظف دائم في الشركة ولا لأ... ودلوقتي حد عندوا اسئلة قبل ما نبتدي التعارف
نظر كمال اليه واردف اتفضل...قول اسمك وعمرك وبعدها اطرح سؤالك.
الشاب انا محمود ياسين وعندي 25 سنه... وسؤالي ممكن حد يترفد خلال فترة التدريب
كمال سؤالك جميل ...لا اطمنوا احنا مش هنرفد حد خلال فترة التدريب بس لو حد فيكوا عمل اخطاء كبيرة زي تسريب معلومات الشركة لشركة تانيه مثلا فاكيد هيترفد وهنرفع عليه دعوة كمان... بتمنى ان حاجة زي دي ماتحصلش ابدا .
كمال طبعا ..اتفضلي بس قولي اسمك وعمرك الاول.
قالت انا الهام أمين وعندي 21 سنه... واللي عايزه اقوله هو احنا نقدر ناخد اجازه في فترة التدريب
كمال بالنسبة لموضوع الاجازات ف انتوا ماتقدروش تاخدوا اي اجازة في الفترة دي الا اذا كانت اجازه مرضية ...حد عنده اي اسئلة تانيه
ثم بدأت جولة التعرف على الشركة وكان كمال يشرح لهم ما هي وظيفة كل قسم ابتداء من قسم التخطيط الاستراتيجي الى قسم المحاسبة وقسم تطوير التطبيقات وقسم التنسيق الإلكتروني وقسم التسويق الإليكترونى وقسم المعلومات والاتصالات وقسم السكرتارية حتى وصلوا إلى اخر طابق في الشركة فقال بجدية الطابق دا انتوا مش لازم توصلوله ابدا ..اساسا مالكوش شغل هنا.
كمال لان هنا قسم الادارة ومكتب رئيس الشركة ادهم بيه وممنوع حد من الموظفين يجي هنا الا لو ادهم بيه طلب منه انه يجي .
فقالت مريم طيب ولو حد فينا كان عايز يطور تطبيق جديد بس محتاج موافقة ادهم بيه يبقى ازي هنوصله
كمال في الحالة دي تقدروا تطرحوا افكاركوا في اجتماعات الموظفين اللي بتنعمل كل يوم خميس قبل نهاية الأسبوع .
مريم اوك.
كمال ودلوقتي وبعد ما اتعرفتوا على الشركة جيه الوقت علشان تتوزعوا في الاقسام...اتفضلوا ورايا من فضلكوا.
قال ذلك ثم سار مغادرا قسم الادارة فلحق به الشباب السبعة الذين تم قبولهم للعمل في الشركة وهم
1 مريم مراد 21 سنه.
2 الهام أمين 21 سنه.
3 سرحان عبد التواب 22 سنه.
4 ومحمود ياسين
25 سنه.
5 ياسمين عبدالله 23 سنه.
6 اسيل بدر 21 سنه.
7 سليمان شاهين 24 سنه.
وتم تعيين محمود وسليمان في قسم المعلومات والاتصالات اما مريم وياسمين وسرحان فتم تعينهم في قسم برمجة التطبيقات والهندسة الألكترونية وبالنسبة لالهام واسيل فتم تعينهن في قسم التسويق الإلكتروني.
وفي تمام الساعة العاشرة صباحا...وصل ادهم الى الشركة وفور دخوله الى مكتبه طلب من سكرتيرته سلمى ان تطلب كمال فقالت امرك يا فندم.
ثم امسكت سماعة الهاتف واتصلت على مكتب كمال الذي كان يعمل على حاسوبه المحمول فاجابها ايوا يا سلمى.
سلمى ادهم بيه طلب يقابل حضرتك يا فندم .
كمال طيب.. متشكر.
قال ذلك ثم اغلق الهاتف ونهض من مكانه ثم خرج من مكتبه وذهب الى مكتب ادهم... فطرق الباب ودخل قائلا صباح الخير يا كنج .
فنظر ادهم اليه بنظراته الباردة وقال صباح النور...عملت ايه مع المتدربين الجدد
جلس كمال امامه واجاب وزعتهم على الاقسام زي ما انت عايز بعد ما عرفتهم على الشركة.. بس ايه دا دول باين عليهم انهم كويسين اوي.
فقال ادهم وهو يرفع شاشة الكمبيوتر عارف... علشان كدا انا اخترتهم من بين العشرين واحد اللي انت جبتلي
ملفاتهم .
كمال هقولك على حاجة بس مش عايزك تتريق عليا اتفقنا .
فنظر ادهم اليه ببطء شديد
وقال ببرود ممېت وانا من امتى بتريق عليك يا
كمال
فابتسم
كمال بلطف واستطرد اه صح انت الراجل الجليدي اللي بياخد كل الامور بجدية.
ادهم خلصني.. عايز تقول ايه
كمال بصراحة من بين كل المتدربين اللي قبلتهم انا عجبتني بنت وحده.
فقال ادهم بعدم اهتمام البنت اللي اسمها مريم مراد مش كدا
كمال ايوا هي.. بس ازاي عرفت اني كنت بتكلم عنها
فنظر ادهم اليه مطولا ثم قال مش حضرتك كتبت على ملفها حرف P يعني المسألة مش محتاجه ذكاء.
أبتسم كمال بسذاجة واردف اه صحيح.. بس تصدق البنت دي عندها ثقة كبيرة في نفسها وانا عن نفسي استريحتلها اوي وحاسس انها هتبقى احسن وحده من بين المتدربين كلهم .
ادهم انا مليش دعوة بالكلام دا كله... وكل اللي بيهمني انها هتشتغل كويس ومش ضروري تكون احسن وحده المهم انها هتعرف هي بتشتغل ايه وتبقى ملتزمة بالقوانين زيها زي اي موظف تاني .
في تلك اللحظة زم كمال فمه وقال بتذمر ايه البرود دا يا اخي بقولك البنت حصلت على شهادة تقدير من الجامعة وكانت من بين العشرة الأوائل حتى انها جت في المرتبه التانيه من بين عشر احسن مبرمجين في الكلية كلها.
ادهم وفيها ايه يعني ما انا كمان احسن منها وكنت الاول على دفعتي.
فتنهد كمال بأستسلام وقال خلاص انسى... انا همشي دلوقتي.
ادهم اوك.
اما في قسم برمجة التطبيقات والهندسة الألكترونية...كانت مريم جالسة خلف طاولة مكتبها الصغيرة وهي تمسك بطاقة عملها المربوطة بخيط احمر يدل على انها متدربة وما تزال في مرحلة الټهديد قبل ان تصبح موظفة رسمية فابتسمت بسعادة وقالت اخيرا بقيت موظفة في شركة.
وبينما كانت تحدق ببطاقتها اقتربت منها المتدربة الاخرى ياسمين التي تكبرها بسنتين وابتسمت قائلة ازيك
فنظرت اليها مريم وبادلتها الابتسامة وردت الحمد لله.
ياسمين انا ياسمين وانتي
مريم مريم مراد .
صافحتها ياسمين وابتسمت قائلة اتشرفنا..عندك كام سنه
مريم 21 وانتي
ياسمين انا اكبر منك بسنتين .
مريم العمر كله ان شاء الله.
ياسمين متشكرة.. ينفع نبقى اصحاب بصراحة انا معرفش حد هنا زيك بالزبط .
مريم بابتسامة طبعا دا شرف ليا .
ياسمين ربنا يخليكي .
مريم في الاستراحة هعرفك على صاحبتي الهام...هي كمان اتوظفت في الشركة دي.
ياسمين قصدك البنت الاموره اللي كنتي قاعدة معاها الصبح
مريم ايوا.. دي صاحبتي من واحنا صغيرين.
ياسمين حلو اوي.
تسارع في الاحداث........
مر اسبوع على عمل مريم والهام وبقية المتدربين في شركة رويال للتجارة الإلكترونية وخلال ذلك الاسبوع اصبحوا اصدقاء ولم يقابلوا رئيس الشركة ابدا لكثرة انشغاله وعدم السماح لهم بالذهاب الى الطابق الاخير حيث يتواجد مكتبه الكبير كما انهم كانوا ينفذون المهمات مثل طباعة الاوراق وترتيب السجلات ومراجعة الحسابات ولم يسمح لهم في العمل في البرمجة لانهم كانوا جدد وبحاجة الى التدريب اما ادهم فكان باردا للغاية كعادته ولم يتغير في حياته اي شيء سوى ارتفاع نسبة ارباح شركته ولكن دوام الحال من المحال .
وذات صباح....
ذهب ادهم
الى الشركة كالعادة فضغط على زر المصعد ليذهب الى مكتبه ثم وقف ينتظر نزول المصعد بكل رقي وبهيئته الفاخرة في تلك الاثناء اتت مريم ووقفت تنتظر نزول المصعد بجانبه دون ان تنظر اليه حيث انها كانت تعبث بهاتفها فتسللت رائحة عطرها الى انفه لتثير في داخله بركان من المشاعر المضطربة وعرف فورا من صاحبتها لان الرائحة حفرت في ذاكرته بعد أن اشتمها لمرة واحدة عندما اصطدمت به في اليوم الذي ذهبت به لكي تجري المقابله حيث ان تلك الدقائق المعدودة التي جمعته بها في المصعد لم تفارق تفكيره ابدا وبقى يفكر بالسبب الذي جعل قلبه يتحرك مجددا بعد سبات دام لمدة خمس سنوات.
الټفت نحوها بسرعة ليجدها واقفه بجانبه وهي ترسل رسالة نصية لصديقتها الهام التي كانت قد تأخرت عن العمل في ذلك اليوم وما ان رآها حتى شعر بنفس الشعور الذي انتابه عندما قابلها اول مرة اما هي فشعرت بأن احدهم كان يحدق بها لذا قررت ان ترى من هو فرفعت رأسها ببطء ولكنه كان اسرع منها حيث انه نظر امامه بكل برود وجمود وفي داخله اعصار ثائر لان رائحة عطرها الخاص سببت له وللمرة الثانية دوارا فهو لا يعلم لما اعجبته تلك الرائحة كما لو انها جرعة خمر قد اسكرته.
نظرت اليه وتذكرته على الفور فهي لم تنسى جيبه ووضعها على عيناه وبعدها دلف ايضا الى داخل المصعد بطوله الوقار وهيئته الراقية ضغط على زر اغلاق الباب ثم ضغط على زر الطابق الاخير... اما هي فضغطت على زر الطابق الرابع ووقفت في زاوية المصعد متوترة من هذا الشاب البارد الذي اسند ظهره على
المرآة داخل المصعد وكان يحدق بها من خلف نظارته الشمسية التي كانت تخفي عيناه السوداوان.
فقالت في نفسها دي المرة التانية اللي بقابل فيها الراجل دا وفي نفس المكان... بس يطلع مين يا ترى
قالت ذلك ثم نظرت اليه بنظرة خاطفة لتجده مستندا على المرآة بجانبها وهو يعبث بهاتفه المحمول فشعرت بأن هذا الرجل هو شخصية مهمة حيث ان هيئته الفاخرة كانت تدل على مدى اهميته وخمنت انه قد يكون هو رئيس الشركة الذي لم يقابله اي احد من زملائها المتدربين حتى الان.
اما هو فكان بالكاد يمنع نفسه من الجلوس على الارض بسبب رائحة عطرها التي اسكرته تماما لانها اصبحت اقوى بسبب تواجدهما في
متابعة القراءة