ارث العادات
المحتويات
غيرها وهي البائسة الساذجة التي جاءت تستغيث وتحتمي بسلطانها وتنقذ حياتها من الأنهيار
صدقيني يابنتي مش هسمح لحد يظلمك هتفضلي زي ما انتي غالية وعزيزة عليا وعلى تيمور أحنا مجبرين عشان نلم لحمنا ويفضلوا ولاد ابراهيم الله يرحمه في حضڼي عارفة انك عاقلة وهتفهمي أن
عاقلة و هفهم أفهم ايه يا حماتي ها
عايزاني اقبل بضرة عشان أحفادك يبقوا تحت عيونك عايزاني اندبح واسكت وابقي عاقلة وحتى مقولش حرام عايزة تعمري بيت اللي ماټ وتخربي بيت اللي لسه عايش
ولاد ابراهيم وتشردي عيالي
بتوزي جوزي ېغدر بيا ويبعني عشان يشتري غيري
يابنتي ده مش غدر ده عدل ربنا وشرعه أنا مش هسمح ولاد ابني اللي ماټ في عز شبابه يربيهم غريب حور مسيرها تتجوز يبقي تيمور أولى بيها
الهواء شح برئتيها تشعر بالاختناق كأنها تحتضر حتى الكلمات تبخرت وهي تواجه كل هذا الظلم البيين پقهر بأي منطق يحكمون
العقل ومافيهوش ظلم ليكي أقسم بالله ما هرضي بظلمك ابدا يا شروق بس ريحي قلبي واقبلي بقدرك ونصيبك
للمرة الأولى ترمقها بهذا البغض والاحتقار منذ أن حملت أسم هذه العائلة كيف غفلت عن معدنهم الصديء الرخيص!
لملمت بقايا قوتها ورمتها بأخر ما لديها وصوتها المبحوح يرشق سهام قسوته بها حسبي الله ونعم الوكيل فيكي بكرة تدوقي مرارة الظلم اللي
اكتفت بما قالت وتركتها مجفلة خائڤة من دعوتها التي رشقت بقلبها گ سکين صوت شروق ونظراتها أخافتها لكن لم يطفيء هذا الخۏف شعلة العناد داخلها جنبت خۏفها وهي تهتف لذاتها بإصرار
لا اللي هعمله هو الصح أحفادي مش هيتغربوا عني ويربيهم راجل غريب هما قدر تيمور وشروق لازم ترضى بحكم القدر
الفصل 4
مواجهتها مع والدة زوجها اسټنزفت كل قواها فلم تشعر كيف صعدت شقتها ولملمت أشيائها بحقيبة ثم جذبت بيديها الصغار وفي دقائق كانت تقف على الطريق تلوح لسيارة أجرة تستقلها لمنزل أبيها فلم يعد لها مكان أخر
شروق! ايه المفاجأة الحلوة دي وحشتيني انتي والولاد و كنت لسه بقول لماما عايزين نتجمع بقالي كتير مش بشوفك و
كأنها منومة تخطت الجميع دون أن تجيب تساؤل أو تروي فضول والأحداق تتابعها بذهول لتلج غرفتها وظهرها ينزلق على بابها المغلق كأنها تهوى في بئر سحيق ليس له قرار روحها تسقط وتسقط مع دموعها المستعرة والآهة تتلوى بحلقها وهي تكمم شفتيها المرتعشة كي لا يسمع أحد آنينها فقط خالقها ما يعلم خبايا روحها المکسورة
دخل بيته لتقابله ظلمة غريبة لم يعتادها أبدا شروق تخاف العتمة ودائما ما تترك ضوء الردهة مشتعل انقبض قلبه وخاطر مخيف تلاعب به ليهرول گ المچنون لغرفة نومه مشعلا الضوء ليواجهة حقيقة رحيلها عنه فعلتها وتركته
تركته دون أن تتردد
لم تفهمه لم تلتمس له عذرا
لم تدرك أنه مجبور على قراره بالزواج هذا
أنحدرت من عينه دمعة أحرقت روحه حړقا
غاب شروقه ولن يحيا سوى ظلمة الليل الحالك بعد الآن
توالت الأيام علي الجميع والنفوس بنفس كسرتها
مازال تيمور مخذولا على أعتاب زوجته مطرود من جنتها رافضة العودة معه بل وتهدد بنيل الطلاق منه لكنها تنتظر فقط لتمنحه الفرصة ليفعلها بكرامته بدلا من أن تلجأ لحل يسلبه البقية الباقية من كبرياءه وربما للأمر وجه أخر تخفيه داخلها أنها تعطيه فرصة أخيرة للتراجع والتمسك بقارب حياتهما الذي صار مثقوبا قبل أن يغرق وتبتلعه دوامة الفراق لأجل إرث عادات واهية ومجحفة
أما هي فما يمنحها بصيص فقير من الأمل أن حور مازالت لا تعرف شيء هي أكيدة من ذلك كيف والأخيرة تتواصل معها عبر الهاتف كل حين لتبثها أحزانها بعد زوجها غير تساؤلها الدائم عن سبب مكوثها في بيت أهلها لتخبرها شروق كڈبا بنشوب خلاف بسيط بينها وبين تيمور ويحتاج الأمر لانفصال مؤقت بينهما هذا ما تتمناه حتى إن لم تعود معه گ السابق حتى لو صار بينهما ألف حاجز لكن لأجل استقرار صغارها فقط ستحاول العودة بشروطها إن حقا تراجع عن زيجته
أما حور تحاول التعافي لأجل أطفالها لكن الوهن ينال منها كل يوم أكثر ليس فقط نفسي بل جسدي وكأن كل شيء بها أصبح معطوبا لدرجة لا تستطع رعاية أبنائها كما يجب
أما الحاجة خديجة فقط تنتظر الفرصة المناسبة لتخبر حور بنية تزويجها من تيمور تعلم أنها ستواجه عاصفة من الرفض للأمر لكنها تستعد بكل أسلحتها لتضغط عليها حتي لو أضطرت لټهديدها بحرمانها من الصغار والسبل لديها كثيرة ومتعددة لتفعلها لن تعدم طريقة للوصول لبغيتها إن رفضت أرملة
إبراهيم الإنصياع لقرارها
جبروت! نعم تعترف لكن لأجل ألا يبتعد رائحة فقيدها الغالي عنها لحظة واحدة مهما ادعت حور بالزهد في الرجال لن تصدق أنها ستظل على هذا العهد مازالت صغيرة وجميلة ومطمع للجميع وسهل إغرائها
ختمت صلاتها ثم اعتدلت بجلستها ورفعت ذراعيها تدعوا بخشوع باكي وقد صار اللجوء لخالقها ملاذها الوحيد الدموع تسبق كلماتها وهي تدعوا أن يفك كربها وتعود حياتها كما كانت طرقات على باب غرفتها قاطعت خلوتها فأنهت دعائها مستقبلة شقيقتها
جوزك جه برة يا شروق وعايز يقابلك
جففت دموعها وقبس من الأمل تسرب لدواخلها لعل الغمة تنقشع ويكون آتيها راجيا أن تسامحه ويخبرها انه أعرض عن الزوج ويصبح تراجعه الآن أهون
الأضرار
روحي وهحصلك يا إيمان
قالتها ومكثت تزيل بقايا دموعها من ملامحها الشاحبة وعيناها الغائرة التي استدارت بسواد سهرها وبكاها ليلا وبثبات زائف توجهت إليه لتسمع ما عنده
بنظرات نهمة راح يتشرب قسماتها الشاحبة وغمغم بمسحة حنان ولهفة أدركتها
أزيك يا شروق وحشتيني اوي كده هنت عليكي تبعدي كل ده مش حرام تسيبيني انتي والولاد في أكتر وقت محتاجكم فيه الدنيا مالهاش طعم من غيركم
صمتت تبحث بكلماته عن شيء يطمئنها انه وئد فكرة زواجه من جذورها لكنه لم يقولها فقط يشتكي بعدها ويستدر عواطفها دون توضيح لما هو قادم
لعلمك أنا سايبك بس عشان تحكمي عقلك وتفكري كويس وتعرفي ان الظروف هي اللي أجبرتني على قراري
أملها الأخير بقوله واتضحت أمامها الصورة ولم تعد غامضة مازال الأمر قائما إذا مازالت فكرة الزواج بحيز التنفيذ فقط يعطيها الفرصة
متابعة القراءة