قطة في عرين الاسد
المحتويات
ماما زهرة تبقى مامتك
قال لها بقلق
فى ايه يا مريم .. اتكلمى
قالت مريم وهى تنظر اليه لتتبين رد فعله
ماما زهرة .. تبقى ......
نظر اليها بإمعان قائلا
تبقى ايه
تنهدت ثم قالت
تبقى مراة بابا الله يرحمه
اتسعت عينا مراد دهشة .. حاول أن يستوعب ما قالت .. سألها وهو مصډوم
ماما كانت متجوزة باباكى انتى .. خيري اللى قتل وهرب
بابا مقتلش حد .. مش بابا اللى قتل
صمت مراد قليلا ثم قال بحزم
مفيش داعى نفتح الموضوع ده لانى عارف كويس أوى ان مش بابا اللى قتل .. وان باباكى هو اللى قتل
صاحت مريم پغضب
بابا مقتلش حد .. فاهم .. بابا مقتلش حد
قالت ذلك ثم غادرت المكتب دون أن تنتظر
سماع ما يريد قوله
خرجت مريم الى الحديقة وجلست فيها وهى تشعر وكأن الدنيا ټنهار حولها وهى لا تستطيع فعل شئ لمنعه هذا الاڼهيار .. شعرت بالحنق والضيق من النبش فى الماضى خاصة ان كان مؤلما .. تنهدت فى ضيق وهى تتذكر اتهام مراد لوالدها پالقتل .. تجمعت العبرات فى عينيها وهى تتذكر والدها الحانى التقى الطيب الذى لا يترك فرضا والذى يشهد الناس له بحسن الدين والخلق .. لا يمكن أن ېقتل .. لا يمكن .. اقترب منها مراد وجلس بجوارها .. نظرت اليه بعتاب ثم أشاحت بوجهها فى حده .. قال مراد بحنق
.. أنا عارف انك كنتى بتحبيه أوى .. مكنش قصدى اشوه صورته أدامك
نظرت اليه مريم پحده وقالت
انت مشوهتش صورته أدامى ومحدش يقدر يشوه صورتى أدامى لانى عرفاه كويس .. وعارفه انه مستحيل يعمل كده
نظر اليها مراد پغضب وقال
وأنا عارف بابا كويس .. مستحيل بابا ېقتل
وأنا متهمتش باباك بحاجه .. كل اللى قولته ان بابا مقتلش .. لكن انت اتهمت بابا پالقتل .. أنا ما أسأتش الظن فى باباك لانى معرفوش .. لكن انت أسأت الظن فى بابا رغم انك متعرفوش ومتعرفش أى حاجه عنه
تنهد مراد قائلا مصدقا على كلامها
فعلا معاكى حق .. مكنش لازم أقول اللى قولته .. مش عشان أدافع عن بابا يبقى أتهم باباكى
أنا آسف يا مريم متزعليش منى
نظرت اليه مريم ومازال شئ من الضيق فى عينيها .. فنظر اليها بحنان قائلا
مبحبش أشوفك مضايقه
اختفى فجأة كل الضيق من عينيها لتبتسم وتنظر أرضا .. الټفت مراد تجاهها وامتدت أصابعه لتلعب بخصلات شعرها ..رفعت رأسها لتنظر اليه .. ودت أن يتحدث .. ودت أن يخبرها بكل مشاعره تجاهها .. ودت أن يؤكد لها ما تراه فى عينيه .. كانت عيناه تشعان حبا وحنانا .. شعرت بأن داخل هذا الرجل الذى يبدو عليه الغلظة والقسۏة يوجد بحر من الحنان .. ودت لو ڠرقت فيه .. للأبد ..
مريم .. أنا .....
نظرت اليه تنتظر بلهفه ما يريد قوله .. بدا وكأنه يعانى صراعا بداخله .. بدا الخۏف فى عينيه .. ودت لو علمت سبب هذا الخۏف .. حثته قائله
انت ايه
قال مراد بصعوبه وهو خائڤ من خسارتها
فى حاجة عنى لازم تعرفيها
صمت قليلا ثم قال
هما حاجتين مش حاجة واحدة
ايه هما
نظر اليها مراد بحنان ومسح بيده على شعرها برقه قائلا
أنا كنت متجوز قبل
كدة
لم تخبره مريم بأنها علمت ذلك من دادة أمينة .. تركته يكمل حديثه قائلا
واطلقنا من 6 سنين
نظرت اليه دون أن تتحدث كان يراقب تعبيرات وجهها ونظرات عينيها .. شجعه هدوئها ونظراتها المشجعه على المواصله فقال
هى اللى طلبت الطلاق .. ومكنش فى حد فى حياتى قبلها .. ولا بعدها
صمت للحظة ثم احتواها بعينيه قائلا بحنان
لحد من فترة قريبة .. فى واحدة قدرت تحرك قلبي نحيتها .. بعد ما كنت فاكر انه خلاص ماټ ومفيش حاجه تقدر تحركه
مريم .. الحاجة التانية اللى عايزك تعرفيها ........
.. لن تسيري معى وأنت خجلة منى .. من يرانى لا يعرف بأمر اعاقتى .. لا يعرف بأن قدمى مبتور .. ليس ذنبي فلا تعاقبينى .. لا تحرميني منك .. لا تنظرى الى بشفقه لست فى حاجة الى شفقتك بل أنا فى أمس الحاجة الى حبك وحنانك الى مشاركتك لحياتى الى انجاب أولاد منك الى تكوين أسرة معك الى أن تكونى سكنى وأكون سكنك .. لا تتركيني يا مريم أنتى آخر أمل لى فى أن أحب وأحب كأى رجل عادى .. لن أحب غيرك يا مريم لن أفتح قلبي لسواكى .. لا تطعنيني مثلما فعلت زوجتى السابقة ومثلما فعلت من تقدمت لها ومثلما فعلت كل من عرفت بإعاقتى .. كونى دوائى يا مريم ولا تكونى سببا فى زيادة آلامى وأحزانى .. لن أحتمل بعدك فلا تحرميني منك .. بداخلى حب كبير لك فلا تتخلى عنه وعنى .. لن يحبك رجل مثلما أحبك .. لم يحبك رجل مثلما أحبك .. كونى لى زوجة وحبيبة ورفيقة طريقي .. وسأعطيكي قلبي عمرى وكل ما أملك
تكلم بقلبه دون أن يجرؤ على قول تلك الكلمات بلسانه .. شعرت مريم به .. وبمعاناته .. ودت لو علمت بسببها .. ودت لو طمأنته .. ودت لو علمت همه وما يؤرقه .. نظرت اليه .. فى انتظار أن يتكلم .. أن يبثها نجواه .. نظر اليها يتأملها .. نظر اليها ليعلم كيف سيكون رد فعلها .. كيف ستنظر اليه .. ماذا سيرى فى أعماق عينيها .. فتح فمه ليتحدث .. فقاطعه صوت نرمين التى تقول
أبيه أبيه .. طنط زهرة اتكلمت
هب مراد و مريم واقفين .. قال مراد بلهفه
بجد اتكلمت
قالت نرمين مبتسمه
أيوة كنت أعدة معاها .. وفجأة لقيتها بتقولى مراد
ابتسمت مريم بسعادة وأسرع ثلاثتهم فى اتجاه غرفة زهرة .. جلس مراد بجوارها على الفراش وأخذ ينظر اليها بلهفه قائلا
ماما انتى قولتى اسمى .. ناديتي عليا
ابتسمت زهرة وقالت بصعوبة وبصوت أجش للغاية
مراد
ثم قالت
ولدى
ماما زهرة
التفتت اليها زهرة قائله بنفس الصوت الأجش
مريم بنيتي
كانت سعادة مريم غامرة وهى تستمع الى اسمها من بين شفتى زهرة .. وكانت ايضا سعادة مراد لا توصف .. فى هذه اللحظة دخلت ناهد وهى تقول بلهفه
فى ايه يا ولاد .. ليه كنتوا طالعين بتجروا كده
قالت نرمين مبتسمه
طنط زهرة اتكلمت
ابتسمت ناهد واقتربت منها قائله
حمدالله على سلامتك
قالت لها زهرة بصوتها الاجش
الله يسلمك
ثم التفتت الى مراد تسأله
مين
نظر مراد الى ناهد ثم الى زهرة وقال
دى أمى اللى ربتنى .. مراة بابا الله يرحمه
التفتت زهرة تنظر الى ناهد تطلعت المرأتان الى بعضهما البعض .. ثم تنهدت زهرة وقالت
الله يرحمه ويرحم جميع أمواتنا
قالت ناهد
اللهم آمين
التفتت زهرة الى مراد قائله بصوت متعب مبحوح
بدى أتحدث معاك كتير يا ولدى
قبل مراد يدها قائلا
وأنا نفسي أتكلم معاكى
كتير أوى يا أمى
ثم قال بحنان
بس ارتاحى دلوقتى وان شاء الله بكرة هنروح المستشفى عشان بس نطمن عليكي .. وان شاء الله لما نرجع نتكلم مع بعض زى ما انتى عايزه .. المهم عندى صحتك دلوقتى
قالت زهرة وهى تغمض عينيها شاعره بالوهن
ماشى يا ولدى .. ربنا يباركلى فيك
كانت سهى فى عملها
.. عندما رن هاتفها .. نظرت لتجد المتصل سامر .. أغلقت فى وجهه .. و فتحت الهاتف بعصبية وأخذت الشريحة كسرتها الى نصفين ثم ألقتها فى سلة المهملات .. وظلت تستغفر ربها .. و مى ترمقها بنظرات حانيه وتدعو لها فى سرها بالثبات
عادت مى الى بيتها لتستقبلها والدتها بلهفه قائله
يلا يا مى العريس زمانه على وصول
قالت مى بتأفف
طيب يعني أعمل ايه يعني افرشله الأرض ورد
قالت أمها
ادخلى خدى شاور و اعملى ماسك وشك شكله باهت
قالت مى بحنق
والله أنا كده اذا كان عجبه
دخلت مى غرفتها وجلست على فراشها وهى تقول
يارب ولو مليش خير فيه اصرفه عنى يارب
دخلت الحمام وأخذت دشا تهدئ به نفسها وتحد من توترها .. ارتدت ملابس محتشمة ولم تضع أى زينه كعادتها .. سمعت جرس الباب فشعرت بتوتر بالغ ..
جلست على فراشها تستغفر ربها لتهدئ من روعها .. دخلت أمها تنظر اليها قائله
حطى على الأقل كحل .. عينك شكلها دبلان
قالت مى بحنق
مش حاطه حاجة أنا مبحطش ميك اب أدام أى راجل غريب .. مش هاجى أحط دلوقتى عشان جناب العريس
زفرت أمها قائله
طيب يلا اخرجى .. تعالى على المطبخ الأول خدى صنية الشاى
قامت مى ودخلت المطبخ مع أمها وقالت بضيق
ايه الحركات النص كم دى .. ما تدخلى انتى صنية الشاى يا ماما .. مش لازم يعني أنا اللى أدخلها
قالت أمها بحزم
مى اتفضلى الصنية وادخلى الصالون الراجل مستنى
أخذت مى الصنية وقالت لأمها بتوتر
هو لوحده ولا معاه حد
قالت أمها
لوحده
تقدمت مى من الصالون وهى تنظر أرضا .. هتف والدها
اتفضلى يا عروسه
هتفت فى نفسها عروسة ايه بس يا بابا
تقدمت
مى تجاه الرجل .. لم ترفع عينها لتنظر الى وجهه .. قالت بصوت منخفض
اتفضل
مد يده ليأخذ منها فنجان الشاى قائلا
متشكر يا آنسه مى
قفز قلب مى من مكانه عندما استمعت الى صوته .. رفعت نظرها لتنظر اليه .. شعرت بالصدمة .. طارق .. ارتجفت يداها وسقطت منها صنية الشاى فوق قدميه .. فقام ېصرخ من الألم بعدما حرقه الشاى الساخن ..
أنا آسفة أنا آسفة أوى
قال طارق وهو يمسح الشاى عن يديه وبنطاله
حرقتيني فى الرؤية أمال بعد الجواز هتعملى فيا ايه
قالت بخجل وتوتر شديد بصوت على وشك البكاء
والله آسفة مكنش قصدى
قال طارق مبتسما
كنت بهزر معاكى
نظر اليها أباها شذرا قائلا
اتفضل يا ابنى استريح .. وهدخل أشوفلك حاجة من عندى تلبسها
دخل والدها وتركهما .. فنظر اليها طارق قائلا
أنا كنت حاسس انك ممكن تتصدمى بس مكنتش متصور انك هتدلقى عليا صنية الشاى
قالت بإضطراب وهى تتحاشى النظر اليه
بصراحة متوقعتش أبدا وبعدين بابا مقاليش على اسم حضرتك بالكامل
قال طارق
أنا اتعدمت ما أقولوش كنت عايزها مفاجأة
ثم ضحك قائلا
وجت فوق دماغى
ابتسمت بخجل دون أن تنظر اليه .. فقال طارق هامسا
طيب بسرعة كدة قبل ما باباكى ييجي قوليلى هى مفاجأة حلوة ولا وحشة
شعرت بالدهشة فلم تعتاده متحدثا معها بتلك الطريقة .. صمتت ولم تجب .. فحثها قائله
بسرعة قبل ما الحكومة
تطب علينا
قالت مى وهى مازالت تتحاشى النظر اليه
ممكن أسأل حضرتك سؤال
قال طارق مبتسما
سؤال بس .. اسألى زى ما انتى عايزه
قالت مى بجديه
ممكن أعرف ليه اتقدمتلى .. ليه أنا بالذات رغم انك عارف انى عارفه انك ........
صمتت ولم تكمل فأكمل عنها قائلا
رغم انى عارف انك عارفه انى كنت معجب بصحبتك .. مش كده
شعرت مى
متابعة القراءة