المطارد بقلم أمل نصر

موقع أيام نيوز

العودة الى بلدته رغم الحاح سالم عليه بالمبيت ولكن قبل ذهابه طلب من سالم رؤية ابنته التي قامت بمساعدة ابيها في رعاية صالح ووالدتها التي اصرت بحنان الأم على علاجه تقدمت نجية نحوه مرحبة
يامرحب يامرحب نورت بلدنا ياحج .
صافحها الرجل قائلا بسرور
يامرحب بيك ياشيخة العرب والله الواحد معارف هايودي جميلك دا فين يابنت الأصول
جميل ايه بس ياحج احنا مجرد اسباب وربنا هو الشافي المعافي.
ونعم بالله بس برضك ! انا راجل اقول الحق ولو على رقبتي ناس غيركم مكانوش هايرضوا ابدا انهم يعالجوا صالح وانتم ظانين انه مچرم وماتعرفوش اصله الكريم لكن ارجع واقول ايه هو راجل طيب عشان كدة وقفلوا ناس زيكم ولاد حلال.
مساء الخير .
دوت من قريب بصوتها الرقيق جعلته يعتدل في وقفته وهو ينظر لها بهيام اثارت انتباه الرجل العجوز الذي رحب بها بأبوية قائلا
يااهلا يااهلا ياست ابوكي انت بقى يمنى
اومأت برأسها اليه وهي تقترب لتصافحه بخجل وابتسامة جميلة .
ايوة انا يمنى ااهلا بيك ياعمي .
رحب فضل معجبا بها وعيناه تتنقل نحو صالح كل ثانية
دا انت صغيرة قوي يابت دا انا افتكرتك كبيرة عن كدة .
اومأت مبتسمة بصمت فتابع هو مخاطبا اباها
ملكش حق ياسالم ياراجل لما حكتيلي عنيها مقولتش ليه انها زي البسكويتة الحلوة كدة صغيرة ومنمنمة .
اعتدل يونس في جلسته يتحمم پغضب قائلا .
بسكويت ايه والكلام الفاضي دا ياعم الحج ماتخلي بالك من كلامك .
ضحك فضل بصوت مجلل يردف ليونس
وماقول بسكويتة ولا عصفورة حتى هو انا شباب عشان تخاف مني دا انا في عمر جدها ياراجل .
اخفض يونس عيناه وقد اسكتته الحجة ولكنها ارتفعت مرة ثانية على قول فضل المشاكس
بس اقولك انا لما شوفتها برضوا اتفتحت نفسي .
احتدت معه نظرات صالح وسالم ايضا فتابع فضل بمكر
ياخوانا مش ليا دا انا بقولكم اتي قد جدها انا قصدي على واحد في معزة عيالي .
اردف بها وعيناه نحو صالح الذي تمتم حانقا بداخله من الاعيب الرجل العجوز رد سالم من الناحية الأخرى
دا انت بحورك غريقة قوي ياعم فضل .
ضحك جميعهم على قول سالم واستمرت الجلسة الودية الجميلة مع العم فضل لنصف الساعة تقريبا قبل ان يتركهم الرجل ويغادر عائدا الى بلدته عاد ايضا صالح الى غرفته وقد انتابه بعض الراحة من رؤية الرجل الطيب والمعاملة الكريمة من اهل المنزل ولكن كالعادة لا تكتمل معه الراحة والقلق عاد ينهش بقلبه خوفا على شقيقته التي عادت للقصر الملعۏن مرة أخرى وهو لا يعلم ماحالها الان ان كانت تتلقى معاملة جيدة ام سيئة في هذا البيت هل رحموا ضعفها ام ينتقموا منه فيها فرك بكفه على صفحة وجهه يتمنى ان يطمئن قلبه عليها في خضم ذلك القلق والحيرة الشديدة تذكر ابتسامتها الجميلة ورقتها في الرد على العم فضل الماكر والذي اوشك على فضحه امامهم بتلميحاته الخبيثة والتي لم يفهماها سواه وذلك لتاريخ عشرتهم الطويلة مع بعض ولكن المحير له الان كيف علم هذا العجوز مابقلبه ام يكون قد رأى وميض عشقها في عينيه ام ماذا يكون كيف عرف هذا الخبيث ليشاكسه هكذا بكل ثقة.
.......................
حينما عاد سالم ليلا بعد توصيله للضيف حتى الموقف العمومي لسيارات البلدة وجد شقيقه يونس في انتظاره جالسا بتحفز على الكنبة الخشبية في مدخل المنزل تبسم له سالم قائلا
وقدرت تسهر تستناني وانت جاي من مشوار السوق ومهدود حيلك .
اجابه يونس بامتعاض
وانام كيف وانا بيتي بقى كيف الشارع والناس الغريبة داخلة طالعة فيه من غير احم ولا دستور .
رد سالم وهو يجلس بجواره على طرف الكنبة الخشبية
ناس مين اللي غريبة بس ياواد ابوي هو في حد يقدر يدخل البيت من غير
شورة صحابه يايونس وان كان على الراجل الضيف فاانا اللي جبته بنفسي وسحبته سحب من بلده كمان .
كمااان ! انت اللي جبته بنفسك ياسالم وانت تعرفه منين دا اساسا ولا يكونش بقيت مرسال كمان للباشا اللي جوا اسمع ياسالم انا مسكت نفسي ومارديتش اكسفك قدام الراجل الغريب رغم ان دمي كان بيغلى وانا شايف الواد ده قاعد معاكم واكنه من اهل البيت في ايه ياسالم هو الواد ده بقى وارث معانا عشان يجيب ضيوفه كمان نضايفهم في بيتنا
اومأ له سالم بيداه
اهدى بس انت وانا هاحكيلك على كل حاجة .
هاتحكيلي ايه بقى لا يكون هاتقولي كمان انك اكتشفت انه برئ وان الطلقة اللي كانت في دراعه كانت هزار مع
واحد صاحبه.
تبسم سالم من طريقة شقيقه ثم قال بجدية
لا ياسيدي مش هاقولك هزار ولا اي حاجة من الكلام ده انا بس هاحكيلك
اللي قالهولي صالح واكدهولي الراجل الضيف النهاردة .
.............................
بداخل غرفتها يمنى وعلى سريرها كانت تتقلب في فراشها و على وسادتها تناجي سلطان النوم كعادتها مؤخرا ولكن هذه المرة لم يكن تفكيرها
مرهقا فيمن اقتحم حياتها قريبا بدون استئذان هذه المرة كانت تفكر بحالمية نبتت بداخلها بعد لقاءها بالرجل الضيف الذي اكد بحضوره اصل صالح الطيب كما ذكر لها أباها مؤجلا سرد قصته عليها والتي قال عنها بالتفصيل وهو تعرض صالح لظلم لا يتحمله بشړ ولكنه ذكر ايضا انه اصبح بدون مستقبل بمعنى انه لايوجد امل في.....
عند هذه النقطة فاقت يمني لنفسها حتى لا تترك نفسها لهواها وتشطح بتفكيرها في شئ اقرب منه للمستحيل تقلبت بجمبها تغمض عيناها حتى تستطيع النوم وتنهي يومها هذه بكل مافيه ولكن ماهي الا دقائق معدودة ودوى صوت هاتفها رفعت رأسها وتناولته من الكمود لترى من المتصل ولكنها لم تعلم وذلك لانه كان رقم مجهول ردت بتردد
الوو ... مين اللي بيتصل .
الوو ..... ايو يمنى ازيك عاملة ايه
ضغطت على عيناها بغيظ وقد علمت هوية المتصل من صوته من قبل ان ترد عليه
عايز ايه ياسعد
اتاها صوته مع اصوات همهمة قريبة مكتومة
يعني هاكون عايز ايه يعني ابن خالك وبيتصل عشان يطمن عليك .
ردت قائلة بحدة
لا اطمن يابن خالي وطمن
امك اللي حاطة ودنها على التليفون معاك وبتمليك الكلام اللي بتقهولي انا كويسة كويسة قوي ومش ناقصني حاجة خالص ياساتر .
هتفت بالاخيرة بعد ان انهت المكالمة بوجههم دون استئذان لو كان الأمر بيدها لأسمعتهم من الكلمات بما يليق بيهم ويستحقونه ولكنها تخشى ڠضب والدتها فهي الأدري پغضب نجية فيما يخص اخيها وابنه ابن امه كما تسميه دائما يمنى .
ها ياواد ابوي ايه رأيك في الكلام اللي قلته دلوقت
سأل سالم بعد أن سرد القصة من بدايتها لنهايتها لأخيه الذي اشاح يونس بعيناه قليلا ثم قال
وانت ايش عرفك
ان كلام الاتنين صادق مش يمكن يكونوا متفقين مع بعض عليه
رد سالم .
وه يايونس هو انا غبي عشان ماعرفش افرز اللي قدامي واكشف ان كان صادق ولا كداب
تأفف يونس قائلا بنفاذ صبر
لا ياسالم مش غبي بس حاسك مايلوا يعني هاتصدق عشان انت عايز تصدق مش هاتدور ولا هتدعبس على الحقيقة .
حدق سالم بشقيقه قليلا ثم قال
اقولك حاجة يايونس انا حاسس ان انت كمان مصدق من جواك بس بتنكر قدامي عشان
تم نسخ الرابط